شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي العبدري أبي عثمان الحجبي

تاريخ الوفاة59 هـ
أماكن الإقامة
  • مكة المكرمة - الحجاز

نبذة

شيبة بن عثمان شيبة بْن عثمان بْن أَبِي طلحة بْن عبد العزى بْن عثمان بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري الحجبي من أهل مكة، يكنى أبا عثمان، وقيل: أبا صفية، وأبوه عثمان يعرف بالأوقص، قتله عَلَى يَوْم أحد كافرًا، وأسلم شيبة يَوْم الفتح، وقيل: أسلم يَوْم حنين. قال الزبير: خرج شيبة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، يريد أن يغتال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأى رَسُول اللَّهِ غرة، فأقبل يريده، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " يا شيبة، هلم "، فقذف اللَّه في قلبه الرعب، ودنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضع يده عَلَى صدره، ثم قال: " اخسأ عنك الشيطان "، فقذف اللَّه في قلبه الإيمان، فأسلم

الترجمة

شيبة بن عثمان
شيبة بْن عثمان بْن أَبِي طلحة بْن عبد العزى بْن عثمان بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري الحجبي من أهل مكة، يكنى أبا عثمان، وقيل: أبا صفية، وأبوه عثمان يعرف بالأوقص، قتله عَلَى يَوْم أحد كافرًا، وأسلم شيبة يَوْم الفتح، وقيل: أسلم يَوْم حنين.
قال الزبير: خرج شيبة مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين، يريد أن يغتال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأى رَسُول اللَّهِ غرة، فأقبل يريده، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " يا شيبة، هلم "، فقذف اللَّه في قلبه الرعب، ودنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضع يده عَلَى صدره، ثم قال: " اخسأ عنك الشيطان "، فقذف اللَّه في قلبه الإيمان، فأسلم، وقاتل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان ممن صبر يومئذ، وقيل في امتناعه من قتل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير ذلك.
أخبرنا أَبُو جَعْفَر عبيد اللَّه بْن أحمد، بِإِسْنَادِهِ إِلَى يونس بْن بكير، عن ابن إِسْحَاق، في يَوْم حنين، حين انهزم المسلمون، قال: فصرخ كلدة بن الحنبل: ألا بطل السحر! فقال صفوان بْن أمية، وهو يومئذ مشرك: اسكت فض اللَّه فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
وقال شيبة بْن عثمان بْن أَبِي طلحة: اليوم أدرك ثأري، وكان أبوه قتل يَوْم أحد كافرًا، اليوم أقتل محمدًا، قال: فأدرت برسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأقتله، فأقبل شيء حتى تغشى فؤادي، فلم أطق ذلك، فعلمت أَنَّهُ ممنوع.
وكان شيبة من خيار المسلمين، ودفع له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفتاح الكعبة، وَإِلى ابن عمه عثمان بْن طلحة بْن أَبِي طلحة، وقال: " خذوها خالدة مخلدة تالدة إِلَى يَوْم القيامة، يا بني أَبِي طلحة، لا يأخذها منكم إلا ظالم ".
وهو جد هؤلاء بني شيبة، الذي يلون حجابة البيت، الذين بأيديهم مفتاح الكعبة إِلَى يومنا هذا.
أخبرنا ابْنُ أَبِي حَبَّةَ، بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حدثنا وَكِيعٌ، حدثنا سُفْيَانُ، عن وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عن أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: جَلَسَ عُمَرُ فِي مَجْلِسِكَ هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَدَعَ فِي الْكَعْبَةِ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ إِلا قَسَّمْتُهَا بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ ذَلِكَ إِلَيْكَ، قَدْ سَبَقَكَ صَاحِبَاكَ، لَمْ يَفْعَلا ذَلِكَ، قَالَ: هُمَا الْمَرْءَانِ يُقْتَدَى بِهِمَا " وتوفي سنة سبع وخمسين، وقيل: بل توفي أيام يزيد بْن معاوية، وذكره بعضهم في المؤلفة، وحسن إسلامه.
وروى سفيان بْن عيينة، عن عَبْد اللَّهِ بْن زرارة، عن مصعب بْن شيبة، عن أبيه، قال: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا انتهى أحدكم إِلَى المجلس فإن وسع له فليجلس، وَإِلا فلينظر أوسع مكان يراه فليجلس فيه ".
أخرجه الثلاثة.

أسد الغابة في معرفة الصحابة - عز الدين ابن الأثير.

 

 

شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ: جَلَسَ إِليَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَجْلِسَكَ هَذَا فَقَالَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا قَسَمْتُهَافَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ كَانَ صَاحِبَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَفْعَلَا ذَلِكَ "

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ، نا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ إِسْلَامًا وَلَكِنْ خَرَجْتُ أَنْ يَظْهَرَ هَوَازِنُ عَلَى قُرَيْشٍ فَإِنِّي لَوَاقِفٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي لَأَرَى خَيْلًا بَلَقًا قَالَ: «يَا شَيْبَةُ إِنَّهُ لَا يَرَاهَا إِلَّا كَافِرٌ» قَالَ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ صَدْرِي وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ شَيْبَةَ» فَعَلَ بِي ذَلِكَ ثَلَاثًا فَمَا رَفَعَ يَدَهُ مِنْ صَدْرِي الثَّالِثَةَ حَتَّى مَا أَجِدُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ

حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا الْقَوَارِيرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، نا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى فِيهَا رَكْعَتَيْنِ وَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ فَقَالَ: «يَا شَيْبَةُ اكْفِنِي هَذَا» فَأَرَادَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى شَيْبَةَ فَقَالَ لِرَجُلٍ: اطْلِهِ بِزَعْفَرَانٍ فَفَعَلَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، نا أَبُو بَكْرِ  بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ نَجَبَةَ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ ثُمَّ قَالَ: «ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَالنُّصْحُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَاتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ»

-معجم الصحابة - أبي الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي-

 

 

شَيْبَةُ الْحَاجِبُ بْنِ عُثْمَانَ، وَهُوَ الْأَوْقَصُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ عُمَيْرِ ابْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. فَوَلَدَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ عَبْدَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ وَجُبَيْرًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَكْبَرَ، وَأُمَّ حُجَيْرٍ وَهِيَ صَفِيَّةُ لَهَا بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ عُثْمَانَ، وَهِيَ بَرَّةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَايِفِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ. وَعَبْدَ اللَّهِ الْأَصْغَرَ، وَهُوَ الْأَعْجَمُ، وَهُوَ الَّذِي ضُرِبَ فِي سَبَبِهِ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ شَيْبَةَ وَأُمُّهُمَا لُبْنَى بِنْتُ شَدَّادِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الْأَوْبَرِ بْنِ أَبَانَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ دَرَّاعٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ. وَعُثْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ، وَهُوَ الْعَنْقَرِيُّ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ السَّايِبِ بْنِ أَبِي السَّايِبِ بْنِ عَايِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ. وَعَبْدَ الْكَرِيمِ وَالْوَلِيدَ لِأُمِّ وَلَدٍ، وَعَبْدَ رَبِّهِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَصْغَرَ، وَأُمُّهُمَا ابْنَةُ أَبِي فَرْوَةَ بْنِ الْحَجْنِ بْنِ الْمُرَقِّعِ الْأَزْدِيِّ مِنْ غَامِدٍ، وَمُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُ، وَيُقَالُ: بَلْ أُمُّ صَفِيَّةَ بِنْتُ شَيْبَةَ، رَيْطَةُ بِنْتُ عَرْفَجَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَرِبِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شُجْنَةَ السَّعْدِيِّ

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ،. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، وَغَيْرِهَا، وَعِمَادُ الْحَدِيثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ قَالُوا: كَانَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ رَجُلًا صَالِحًا لَهُ فَضْلٌ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْلَامِهِ وَمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِمَّا كُنَّا فِيهِ مِنْ لُزُومِ مَا مَضَى عَلَيْهِ آبَاؤُنَا مِنَ الضَّلَالَاتِ. ثُمَّ يَقُولُ: " لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَنْوَةً، قُلْتُ: أَسِيرُ مَعَ قُرَيْشٍ إِلَى هَوَازِنَ بِحُنَيْنٍ، فَعَسَى إِنِ اخْتَلَطُوا أَنْ أُصِيبَ مِنْ مُحَمَّدٍ غِرَّةً فَأَثْأَرَ مِنْهُ فَأَكُونَ أَنَا الَّذِي قُمْتُ بِثَأْرِ قُرَيْشٍ كُلِّهَا. وَأَقُولُ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَحَدٌ إِلَّا اتَّبَعَ مُحَمَّدًا مَا تَبِعْتُهُ. فَكُنْتُ مُرْصِدًا لِمَا خَرَجْتُ لَهُ، لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ فِي نَفْسِي إِلَّا قُوَّةً، فَلَمَّا اخْتَلَطَ النَّاسُ اقْتَحَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَغْلَتِهِ، وَأَصْلَتُّ السَّيْفَ فَدَنَوْتُ أُرِيدُ مَا أُرِيدُ مِنْهُ، وَرَفَعْتُ سَيْفِي حَتَّى كِدْتُ أُسَوِّدُهُ، فَرُفِعَ لِي شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ كَالْبَرْقِ كَادَ يَمْحَشُنِي، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى بَصَرِي خَوْفًا عَلَيْهِ، وَالْتَفَتَ إِلَيَّ  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَى: «يَا شَيْبُ، ادْنُ مِنِّي» . فَدَنَوْتُ فَمَسَحَ صَدْرِي ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ الشَّيْطَانِ» . قَالَ: فَوَاللَّهِ لَهُوَ كَانَ سَاعَتَئِذٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي وَنَفْسِي، وَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي. ثُمَّ قَالَ: «ادْنُ فَقَاتِلْ» . فَتَقَدَّمْتُ أَمَامَهُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي، اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ أَقِيَهُ بِنَفْسِي كُلَّ شَيْءٍ، وَلَوْ لَقِيتُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَبِي لَوْ كَانَ حَيًّا لَأَوْقَعْتُ بِهِ السَّيْفَ، فَجَعَلْتُ أَلْزَمُهُ فِيمَنْ لَزِمَهُ حَتَّى تَرَاجَعَ الْمُسْلِمُونَ فَكَرُّوا كَرَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَقَرَّبْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَوَى عَلَيْهَا، فَخَرَجَ فِي أَثَرِهِمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَرَجَعَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ فَدَخَلَ خِبَاءَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، مَا دَخَلَ عَلَيْهِ غَيْرِي، حُبًّا لِرُؤْيَةِ وَجْهِهِ وَسُرُورًا بِهِ، فَقَالَ: «يَا شَيْبُ، الَّذِي أَرَادَ بِكَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ» . ثُمَّ حَدَّثَنِي بِكُلِّ مَا أَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي مِمَّا لَمْ أَكُنْ أَذْكُرُهُ لِأَحَدٍ قَطُّ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «غَفَرَ اللَّهُ لَكَ»

-الجزء المتمم لطبقات ابن سعد الطبقة الرابعة من الصحابة ممن أسلم عند فتح مكة وما بعد ذلك-

 

 

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي، من بني عبد الدار: صحابي، من أهل مكة.
أسلم يوم الفتح. وكان حاجب الكعبة في الجاهلية، ورث حجابتها عن آبائه، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ولا يزال بنوه حجابها إلى اليوم .

-الاعلام للزركلي-

 

 

أبو عثمان الحجبي:
هو شيبة بن عثمان. تقدم في الأسماء.
الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.