عبيد الله السمرقندي
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 795 و 895 هـ |
مكان الولادة | الشاش - أوزبكستان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه خواجه عبيد الله السَّمرقَنْدِي ولد رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَلْدَة طاشكند من ولَايَة شاش
حُكيَ عَن بعض احفاده وَهُوَ خواجه مُحَمَّد قَاسم بن خواجه عبد الْهَادِي بن خواجه مُحَمَّد عبد الله بن خواجه عبيد الله انه يَنْتَهِي نسبه الى الْمُؤمنِينَ عمر ابْن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَقَالَ ايضا نقل عَن جدي انه قَالَ مَا غفلت عَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الا مرّة وَهُوَ اني كنت فِي سنّ عشر وَكنت اذْهَبْ الى الْمعلم بطاشكند والوحل فِي تِلْكَ الْبِلَاد كثير فَوَقع نَعْلي فِي الوحل واشتغلت باخراجه وَوَقعت الْغَفْلَة مني فِي ذَلِك الْوَقْت وَقَالَ أَيْضا أَخذ جدي طَريقَة التصوف عَن الْمولى يَعْقُوب الجرخي وَهُوَ لقنه الذّكر قَالَ وَنقل عَن جدي أَنه قَالَ غلب على خاطري دَاعِيَة تَحْصِيل الْعلم وَكنت فِي سنّ الْعشْرين فَذَهَبت من طاشكند الى خدمَة الْمولى نظام الدّين خاموس وَهُوَ مدرس فِي ذَلِك الزَّمَان بمدرسة الغ بيك بسمرقند وَكنت سَمِعت حَاله وجذبته واستغراقه فَوَجَدته فِي الْمدرسَة يدرس للطلبة فَجَلَست فِي زَاوِيَة من الْمدرسَة صامتا وساكنا وَلما فرغ من الدَّرْس نظر الي وَقَالَ لأي شَيْء اخْتَرْت الصمت وَقبل ان اتكلم اجاب هُوَ وَقَالَ الصمت نَوْعَانِ صمت المترقين من عَالم البشرية وانه مبارك لصَاحبه وَصمت الساكنين فِيهِ وانه مكر لصَاحبه وَكَانَ خواجه عبيد الله يَقُول علمت جلالة قدر الْمولى الْمَذْكُور من كَلَامه هَذَا وَنقل عَن خواجه عبيد الله ايضا انه ذكر للسُّلْطَان فِي ذَلِك الزَّمَان اقبال النَّاس على الْمولى الْمَذْكُور فخاف السُّلْطَان من ذَلِك وامره بَان يشرف مقَاما آخر قَالَ خواجه عبيد الله اخذت الْمولى الْمَذْكُور من سَمَرْقَنْد الى طاشكند وأنزلته منزلي هُنَاكَ وخدمته كَمَا يَنْبَغِي واهيىء لَهُ كل يَوْم طَعَامه وضوأه واصلي مَعَه الْفجْر ثمَّ اشْتغل بالحراثة ثمَّ اجيء واصلي مَعَه الظّهْر ثمَّ اشْتغل بالحراثة ثمَّ اجيء واصلي مَعَه الْعَصْر وَهَكَذَا كَانَت عادتي مُدَّة فَوَجَدته يَوْمًا متغيرا متكدرا عَليّ فَعلمت اني وشي بِي اليه مَعَ اني اعرف اني لم اقصر فِي خدمته وَلما نظر الي الْمولى توجه الى المراقبة فاضطربت نَفسِي حَتَّى كَادَت ان تخرج روحي وَكَانَ من عَادَة الْمولى انه اذا توجه الى المراقبة لَاحَدَّ لَا يتَخَلَّص هُوَ اصلا فقصدت قبر جدي الاعلى الشَّيْخ خاونتهور فَمَا قدرت على فتح بَاب الْقبَّة حَتَّى رميت نَفسِي من الكوة فعرضت على جدي براءتي مِمَّا اتهموني بِهِ وتوجهت فَوَقع لي هُنَاكَ غيبَة فَأخذُوا مَا وَقع عَليّ من الثقلة فطرحوها على الْمولى الْمَذْكُور فَلَمَّا افقت من الْغَيْبَة وجدت نَفسِي على الخفة فَذَهَبت الى الْمولى الْمَذْكُور وَلما رَآنِي قَالَ يَا عبيد الله انه سهل ثمَّ مَاتَ فجهزته ودفنته رَحمَه الله تَعَالَى وَنقل عَن خواجه عبيد الله انه قَالَ ان الْمولى حسام الدّين الشَّاشِي من اولاد السَّيِّد امير كلال كَانَ من أَصْحَاب السَّيِّد حَمْزَة وَكَانَ صَاحب استغراق نصب قَاضِيا ببخارى قَالَ خواجه عبيد الله حضرت محكمته وَجَلَست فِي مَوضِع اراه وَهُوَ لايراني وتأملت وَمَا رَأَيْت مِنْهُ الذهول والفترة مَعَ اشْتِغَاله بمصالح النَّاس قَالَ وَكَانَ يَقُول الْمولى حسام الدّين لَيْسَ لهَذِهِ الطَّرِيقَة لِبَاس احسن من الِاشْتِغَال بالافادة والاستفادة فِي زِيّ الْعلمَاء وَقَالَ ايضا كَانَ السُّلْطَان فِي زمن خواجه عبيد الله هُوَ السُّلْطَان احْمَد وَقد خرج عَلَيْهِ اخ لَهُ مُسَمّى بالسلطان مَحْمُود قد كتب اليه خواجه عبيد الله كتابا نصحه فِيهِ وحذره من هَذَا الامر فَلم يقبل نصحه وحاصر مَدِينَة سَمَرْقَنْد فَدخل خواجه عبيد الله حجرته واشتغل بِدفع
الْعَدو وَأمر السُّلْطَان بَان يجمع عسكره فَلَمَّا خرج السُّلْطَان مَعَ عسكره من ابواب سَمَرْقَنْد خرج مَعَهم ريح من الابواب وَفرق جمع الْعَدو وَأهْلك اكثرهم فَانْهَزَمَ السُّلْطَان مَحْمُود وَقد اسر من ذَلِك الْعَدو رجل من أُمَرَاء التراكمة اسْمه مير بيرك وَقد حضر لمعاونة السُّلْطَان مَحْمُود الْمَزْبُور فَأتوا بِهِ الى السُّلْطَان احْمَد وَكَانَ السُّلْطَان وقتئذ فِي حُضُور خواجه عبيد الله فَقَالَ انا رجل تركماني لَا اعرف شَيْئا وَلَو حضر رستم لما قدر على انزالي عَن الْفرس وَلَكِن مَا اخذني الا هَذَا الشَّيْخ واشار الى خواجه عبيد الله وَحكي عَن مير شرِيف المعماسي وَكَانَ شَيخا صَالحا سَاكِنا بِمَدِينَة بروسه انه قَالَ كنت حِين مَا تكلم التركماني هَذَا الْكَلَام وَاقِفًا على بَاب خواجه عبيد الله قَالَ وَسمعت هَذَا الْكَلَام مِنْهُ باذني وَحكي عَن مُحَمَّد قَاسم انه قَالَ سَمِعت ان جدي خواجه عبيد الله امْر يَوْمًا بسمرقند بعد الظّهْر وَكَانَ يَوْم الْخَمِيس باحضار فرسه فَركب عَلَيْهِ وَتَبعهُ بعض اصحابه فَلَمَّا انْفَصل من الْمَدِينَة امرهم بِالْوُقُوفِ هُنَاكَ وَتوجه الى صحراء تسمى بدشت عَبَّاس وَذهب خَلفه وَاحِد من اصحابه مُسَمّى بمولى شيخ وَحكى هُوَ ان الشَّيْخ لما وصل الى دشت عَبَّاس اعدى فرسه الى جَوَانِب ذَلِك الْموضع وَرُبمَا يغيب عَن الْبَصَر فِي بعض الاوقات وَلما اتى الشَّيْخ منزله سُئِلَ
عَن هَذَا الْحَال فَقَالَ ان سُلْطَان الرّوم مُحَمَّد خَان قَاتل مَعَ الْكفَّار فِي ذَلِك الْوَقْت فاستمد مني فَذَهَبت الى معاونته فغلب بِحَمْد الله تَعَالَى على الْكفَّار وَقَالَ خواجه مُحَمَّد قَاسم لما اتى وَالِدي خواجه عبيد الهادي الى بِلَاد الرّوم دخل على السُّلْطَان بايزيدخان فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن زِيّ خواجه عبيد الله وَعَن هَيئته وَعَن فرسه وَقَالَ هَل كَانَ لَهُ فرس ابيض قلت نعم قَالَ السُّلْطَان بايزيدخان قَالَ وَالِدي السُّلْطَان مُحَمَّد خَان كنت يَوْمًا مَعَ محاربة الْكفَّار بعد الظّهْر وتوهمت الْغَلَبَة من الْكفَّار فتوجهت الى حَضْرَة خواجه عبيد الله قَالَ فَحَضَرَ شيخ صفته كَذَا وَكَذَا موفقا لما اخبرته وَقَالَ لي ايها السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لَا تخف قلت كَيفَ لَا اخاف وعسكر الْكفَّار كثير غَايَة الْكَثْرَة وَقَالَ انْظُر الى كمي هَذَا فَنَظَرت فاذا فِيهِ صحراء وفيهَا مَا لَا يحد من عَسَاكِر الاسلام وَقَالَ هَؤُلَاءِ كلهم جَاءُوا لنصرة الاسلام قَالَ ثمَّ قَالَ لي اذْهَبْ الى هَذَا التل وَاضْرِبْ الطبل ثَلَاث مَرَّات وامر عسكرك بالكر على الْكفَّار فَفعلت مَا قَالَ وَرَأَيْت ان خواجه عبيد الله حمل على الْكفَّار مَرَّات فَانْهَزَمُوا بأسرهم قَالَ وَقَالَ ظن الوزراء كَلَامي لخواجه عبيد الله ان عَسْكَر الْكفَّار كثير كَلَام الْحيرَة لانهم كَانُوا لايرون خواجه عبيد الله وَنقل عَن شيخ الْحرم الشَّيْخ عبد المعطي انه قيل لَهُ انك لقِيت خواجه عبيد الله قَالَ نعم انه مُنْذُ مَا فرض الله تَعَالَى الْحَج يحجّ كل سنة واصحابه مَعَه مَعَ انه مُقيم بسمرقند وَكَانَت طَريقَة الشَّيْخ خواجه عبيد الله الِاعْتِقَاد على مَذْهَب اهل السّنة وَالْجَمَاعَة والانقياد لأحكام الشَّرِيعَة والاتباع لسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودوام الْعُبُودِيَّة وَهُوَ مُلَاحظَة جناب الْحق من غير شُعُور بِمَا سواهُ وَقَالَ التَّوْحِيد تَخْلِيص الْقلب عَن الشُّعُور بِمَا سواهُ وَقَالَ الْوحدَة خلاص الْقلب عَن الْعلم بِوُجُود مَا سوى الله وَقَالَ الِاتِّحَاد الِاسْتِغْرَاق فِي وجودالحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقَالَ السَّعَادَة خلاص السالك
وَأهْلك اكثرهم فَانْهَزَمَ السُّلْطَان مَحْمُود وَقد اسر من ذَلِك الْعَدو رجل من أُمَرَاء التراكمة اسْمه مير بيرك وَقد حضر لمعاونة السُّلْطَان مَحْمُود الْمَزْبُور فَأتوا بِهِ الى السُّلْطَان احْمَد وَكَانَ السُّلْطَان وقتئذ فِي حُضُور خواجه عبيد الله فَقَالَ انا رجل تركماني لَا اعرف شَيْئا وَلَو حضر رستم لما قدر على انزالي عَن الْفرس وَلَكِن مَا اخذني الا هَذَا الشَّيْخ واشار الى خواجه عبيد الله وَحكي عَن مير شرِيف المعماسي وَكَانَ شَيخا صَالحا سَاكِنا بِمَدِينَة بروسه انه قَالَ كنت حِين مَا تكلم التركماني هَذَا الْكَلَام وَاقِفًا على بَاب خواجه عبيد الله قَالَ وَسمعت هَذَا الْكَلَام مِنْهُ باذني وَحكي عَن مُحَمَّد قَاسم انه قَالَ سَمِعت ان جدي خواجه عبيد الله امْر يَوْمًا بسمرقند بعد الظّهْر وَكَانَ يَوْم الْخَمِيس باحضار فرسه فَركب عَلَيْهِ وَتَبعهُ بعض اصحابه فَلَمَّا انْفَصل من الْمَدِينَة امرهم بِالْوُقُوفِ هُنَاكَ وَتوجه الى صحراء تسمى بدشت عَبَّاس وَذهب خَلفه وَاحِد من اصحابه مُسَمّى بمولى شيخ وَحكى هُوَ ان الشَّيْخ لما وصل الى دشت عَبَّاس اعدى فرسه الى جَوَانِب ذَلِك الْموضع وَرُبمَا يغيب عَن الْبَصَر فِي بعض الاوقات وَلما اتى الشَّيْخ منزله سُئِلَ
عَن هَذَا الْحَال فَقَالَ ان سُلْطَان الرّوم مُحَمَّد خَان قَاتل مَعَ الْكفَّار فِي ذَلِك الْوَقْت فاستمد مني فَذَهَبت الى معاونته فغلب بِحَمْد الله تَعَالَى على الْكفَّار وَقَالَ خواجه مُحَمَّد قَاسم لما اتى وَالِدي خواجه عبيد الهادي الى بِلَاد الرّوم دخل على السُّلْطَان بايزيدخان فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن زِيّ خواجه عبيد الله وَعَن هَيئته وَعَن فرسه وَقَالَ هَل كَانَ لَهُ فرس ابيض قلت نعم قَالَ السُّلْطَان بايزيدخان قَالَ وَالِدي السُّلْطَان مُحَمَّد خَان كنت يَوْمًا مَعَ محاربة الْكفَّار بعد الظّهْر وتوهمت الْغَلَبَة من الْكفَّار فتوجهت الى حَضْرَة خواجه عبيد الله قَالَ فَحَضَرَ شيخ صفته كَذَا وَكَذَا موفقا لما اخبرته وَقَالَ لي ايها السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لَا تخف قلت كَيفَ لَا اخاف وعسكر الْكفَّار كثير غَايَة الْكَثْرَة وَقَالَ انْظُر الى كمي هَذَا فَنَظَرت فاذا فِيهِ صحراء وفيهَا مَا لَا يحد من عَسَاكِر الاسلام وَقَالَ هَؤُلَاءِ كلهم جَاءُوا لنصرة الاسلام قَالَ ثمَّ قَالَ لي اذْهَبْ الى هَذَا التل وَاضْرِبْ الطبل ثَلَاث مَرَّات وامر عسكرك بالكر على الْكفَّار فَفعلت مَا قَالَ وَرَأَيْت ان خواجه عبيد الله حمل على الْكفَّار مَرَّات فَانْهَزَمُوا بأسرهم قَالَ وَقَالَ ظن الوزراء كَلَامي لخواجه عبيد الله ان عَسْكَر الْكفَّار كثير كَلَام الْحيرَة لانهم كَانُوا لايرون خواجه عبيد الله وَنقل عَن شيخ الْحرم الشَّيْخ عبد المعطي انه قيل لَهُ انك لقِيت خواجه عبيد الله قَالَ نعم انه مُنْذُ مَا فرض الله تَعَالَى الْحَج يحجّ كل سنة واصحابه مَعَه مَعَ انه مُقيم بسمرقند وَكَانَت طَريقَة الشَّيْخ خواجه عبيد الله الِاعْتِقَاد على مَذْهَب اهل السّنة وَالْجَمَاعَة والانقياد لأحكام الشَّرِيعَة والاتباع لسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودوام الْعُبُودِيَّة وَهُوَ مُلَاحظَة جناب الْحق من غير شُعُور بِمَا سواهُ وَقَالَ التَّوْحِيد تَخْلِيص الْقلب عَن الشُّعُور بِمَا سواهُ وَقَالَ الْوحدَة خلاص الْقلب عَن الْعلم بِوُجُود مَا سوى الله وَقَالَ الِاتِّحَاد الِاسْتِغْرَاق فِي وجودالحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقَالَ السَّعَادَة خلاص السالك عَن نَفسه فِي مُشَاهدَة الله تَعَالَى وَقَالَ الشقاوة الِالْتِفَات الى النَّفس والانقطاع عَن الْحق وَقَالَ الْوَصْل نِسْيَان العَبْد نَفسه فِي شُهُود نور الْحق وَقَالَ الْفَصْل قطع السِّرّ عَمَّا سوى الله تَعَالَى وَقَالَ السكر غَلَبَة حَال على الْقلب لَا يقدر مَعَه على ستر مَا وَجب عَلَيْهِ ستر توفّي قدس سره فِي سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وقبره الشريف بِظَاهِر سَمَرْقَنْد
وَأهْلك اكثرهم فَانْهَزَمَ السُّلْطَان مَحْمُود وَقد اسر من ذَلِك الْعَدو رجل من أُمَرَاء التراكمة اسْمه مير بيرك وَقد حضر لمعاونة السُّلْطَان مَحْمُود الْمَزْبُور فَأتوا بِهِ الى السُّلْطَان احْمَد وَكَانَ السُّلْطَان وقتئذ فِي حُضُور خواجه عبيد الله فَقَالَ انا رجل تركماني لَا اعرف شَيْئا وَلَو حضر رستم لما قدر على انزالي عَن الْفرس وَلَكِن مَا اخذني الا هَذَا الشَّيْخ واشار الى خواجه عبيد الله وَحكي عَن مير شرِيف المعماسي وَكَانَ شَيخا صَالحا سَاكِنا بِمَدِينَة بروسه انه قَالَ كنت حِين مَا تكلم التركماني هَذَا الْكَلَام وَاقِفًا على بَاب خواجه عبيد الله قَالَ وَسمعت هَذَا الْكَلَام مِنْهُ باذني وَحكي عَن مُحَمَّد قَاسم انه قَالَ سَمِعت ان جدي خواجه عبيد الله امْر يَوْمًا بسمرقند بعد الظّهْر وَكَانَ يَوْم الْخَمِيس باحضار فرسه فَركب عَلَيْهِ وَتَبعهُ بعض اصحابه فَلَمَّا انْفَصل من الْمَدِينَة امرهم بِالْوُقُوفِ هُنَاكَ وَتوجه الى صحراء تسمى بدشت عَبَّاس وَذهب خَلفه وَاحِد من اصحابه مُسَمّى بمولى شيخ وَحكى هُوَ ان الشَّيْخ لما وصل الى دشت عَبَّاس اعدى فرسه الى جَوَانِب ذَلِك الْموضع وَرُبمَا يغيب عَن الْبَصَر فِي بعض الاوقات وَلما اتى الشَّيْخ منزله سُئِلَ
عَن هَذَا الْحَال فَقَالَ ان سُلْطَان الرّوم مُحَمَّد خَان قَاتل مَعَ الْكفَّار فِي ذَلِك الْوَقْت فاستمد مني فَذَهَبت الى معاونته فغلب بِحَمْد الله تَعَالَى على الْكفَّار وَقَالَ خواجه مُحَمَّد قَاسم لما اتى وَالِدي خواجه عبيد الهادي الى بِلَاد الرّوم دخل على السُّلْطَان بايزيدخان فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن زِيّ خواجه عبيد الله وَعَن هَيئته وَعَن فرسه وَقَالَ هَل كَانَ لَهُ فرس ابيض قلت نعم قَالَ السُّلْطَان بايزيدخان قَالَ وَالِدي السُّلْطَان مُحَمَّد خَان كنت يَوْمًا مَعَ محاربة الْكفَّار بعد الظّهْر وتوهمت الْغَلَبَة من الْكفَّار فتوجهت الى حَضْرَة خواجه عبيد الله قَالَ فَحَضَرَ شيخ صفته كَذَا وَكَذَا موفقا لما اخبرته وَقَالَ لي ايها السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لَا تخف قلت كَيفَ لَا اخاف وعسكر الْكفَّار كثير غَايَة الْكَثْرَة وَقَالَ انْظُر الى كمي هَذَا فَنَظَرت فاذا فِيهِ صحراء وفيهَا مَا لَا يحد من عَسَاكِر الاسلام وَقَالَ هَؤُلَاءِ كلهم جَاءُوا لنصرة الاسلام قَالَ ثمَّ قَالَ لي اذْهَبْ الى هَذَا التل وَاضْرِبْ الطبل ثَلَاث مَرَّات وامر عسكرك بالكر على الْكفَّار فَفعلت مَا قَالَ وَرَأَيْت ان خواجه عبيد الله حمل على الْكفَّار مَرَّات فَانْهَزَمُوا بأسرهم قَالَ وَقَالَ ظن الوزراء كَلَامي لخواجه عبيد الله ان عَسْكَر الْكفَّار كثير كَلَام الْحيرَة لانهم كَانُوا لايرون خواجه عبيد الله وَنقل عَن شيخ الْحرم الشَّيْخ عبد المعطي انه قيل لَهُ انك لقِيت خواجه عبيد الله قَالَ نعم انه مُنْذُ مَا فرض الله تَعَالَى الْحَج يحجّ كل سنة واصحابه مَعَه مَعَ انه مُقيم بسمرقند وَكَانَت طَريقَة الشَّيْخ خواجه عبيد الله الِاعْتِقَاد على مَذْهَب اهل السّنة وَالْجَمَاعَة والانقياد لأحكام الشَّرِيعَة والاتباع لسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودوام الْعُبُودِيَّة وَهُوَ مُلَاحظَة جناب الْحق من غير شُعُور بِمَا سواهُ وَقَالَ التَّوْحِيد تَخْلِيص الْقلب عَن الشُّعُور بِمَا سواهُ وَقَالَ الْوحدَة خلاص الْقلب عَن الْعلم بِوُجُود مَا سوى الله وَقَالَ الِاتِّحَاد الِاسْتِغْرَاق فِي وجودالحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَقَالَ السَّعَادَة خلاص السالك عَن نَفسه فِي مُشَاهدَة الله تَعَالَى وَقَالَ الشقاوة الِالْتِفَات الى النَّفس والانقطاع عَن الْحق وَقَالَ الْوَصْل نِسْيَان العَبْد نَفسه فِي شُهُود نور الْحق وَقَالَ الْفَصْل قطع السِّرّ عَمَّا سوى الله تَعَالَى وَقَالَ السكر غَلَبَة حَال على الْقلب لَا يقدر مَعَه على ستر
مَا وَجب عَلَيْهِ ستر توفّي قدس سره فِي سنة خمس وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وقبره الشريف بِظَاهِر سَمَرْقَنْد