محمد بن حمزة

بآق شمس الدين

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بلاد الروم - بلاد الروم

نبذة

مَشَايِخ الطَّرِيقَة فِي زَمَانه الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْوَاصِل الى الله شمس الْملَّة وَالدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الشهير بآق شمس الدّين نجل الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي قدس سره ولد بِدِمَشْق الشَّام المحروسة ثمَّ اتى مَعَ وَالِده وَهُوَ صبي الى بِلَاد الرّوم واشتغل بالعلوم وكملها حَتَّى صَار مدرسا بمدرسة عثمانجق وَكَانَ مائلا الى طَريقَة الصُّوفِيَّة

الترجمة

وَمن مَشَايِخ الطَّرِيقَة فِي زَمَانه الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الْوَاصِل الى الله شمس الْملَّة وَالدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الشهير بآق شمس الدّين نجل الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي قدس سره
ولد بِدِمَشْق الشَّام المحروسة ثمَّ اتى مَعَ وَالِده وَهُوَ صبي الى بِلَاد الرّوم واشتغل بالعلوم وكملها حَتَّى صَار مدرسا بمدرسة عثمانجق وَكَانَ مائلا الى طَريقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ يرغبه بعض الصلحاء فِي الْوُصُول الى خدمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الْحَاج بيرام الا انه كَانَ يُنكر عَلَيْهِ لَان الشَّيْخ الْحَاج بيرام كَانَ يسْأَل النَّاس ويدور فِي الاسواق لحوائج الْفُقَرَاء والمديونين مَعَ مَا فِيهِ من كسر النَّفس وَفِي ذَلِك الْوَقْت بلغه صيت الشَّيْخ زين الدّين الخافي فَترك التدريس وَتوجه اليه وَلما وصل الى حلب رأى فِي الْمَنَام ان فِي عُنُقه سلسلة طرفها بيد الشَّيْخ الْحَاج بيرام بِمَدِينَة انقره فَتوجه بِالضَّرُورَةِ الى بَلْدَة عثمانجق ثمَّ توجه الى خدمَة الشَّيْخ الْحَاج بيرام فَوَجَدَهُ مَعَ مريديه يحصدون الزَّرْع وَلم يلْتَفت اليه الشَّيْخ بيرام واشتغل آق شمس الدّين مَعَ الْجَمَاعَة فِي الْخدمَة الْمَذْكُورَة وَلما فرغوا مِنْهَا احضر لَهُم الطَّعَام فوزعوه على الْفُقَرَاء وَجعلُوا من الطَّعَام حِصَّة للكلاب وَلم يلْتَفت الشَّيْخ الْحَاج بيرام الى الشَّيْخ آق شمس الدّين وَلم يَدعه الى الطَّعَام فَقعدَ الشَّيْخ آق شمس الدّين مَعَ الْكلاب واشتغل بالاكل مَعَهم وَعند ذَلِك ناداه الشَّيْخ الْحَاج بيرام وَقَالَ يَا كوسج ادن مني وَقد جذبت قلبِي فاشتغل عِنْده بالتحصيل وَحصل طَريقَة الصُّوفِيَّة ونال مَا نَالَ من الكرامات الْعلية والمقامات السّنيَّة من جملَة مناقبه

انه كَانَ طَبِيبا للأبدان كَمَا هُوَ طَبِيب للأرواح وَله فِي الطِّبّ الظَّاهِر تصانيف يرْوى ان العشب تناديه وَتقول انا شِفَاء من الْمَرَض الْفُلَانِيّ وَمن جملَة اخباره ان سُلَيْمَان جلبي بن خَلِيل باشا الْوَزير كَانَ قَاضِيا بالعسكر فِي زمن السُّلْطَان مرادخان وَقد مرض بِمَدِينَة ادرنه فِي أَيَّام وزارة وَالِده وَكَانَ الشَّيْخ الْمَزْبُور بِالْمَدِينَةِ الْمَذْكُورَة فِي ذَلِك الْوَقْت وَقد دَعَا الْوَزير الْمَذْكُور الشَّيْخ للدُّعَاء لوَلَده والعلاج لَهُ رُوِيَ ان الشَّيْخ عبد الرَّحِيم الشهير بِابْن الْمصْرِيّ من خلفاء الشَّيْخ الْمَذْكُور قَالَ ذهبت مَعَ الشَّيْخ الى الْمَرِيض الْمَذْكُور فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدنَا اطباء السُّلْطَان حول الْمَرِيض يحْضرُون الادوية للعلاج فَقَالَ الشَّيْخ للأطباء أَي مرض هَذَا قَالُوا الْمَرَض الْفُلَانِيّ فَقَالَ الشَّيْخ عالجوه بدواء السرسام فَأنْكر 

عَلَيْهِ الاطباء وَخَرجُوا من عِنْد الْمَرِيض فاخذ الشَّيْخ بِدَوَاةٍ وَكتب اسامي الادوية فأحضروها وعالجه بهَا وَظهر النَّفْع فِي الْحَال وَمَعَ ذَلِك لم يسْأَل عَن حَال الْمَرِيض وَلم يتتبع عَلَامَات مَرضه قَالَ ابْن الْمصْرِيّ وَلما خرجنَا من عِنْد الْمَرِيض قَالَ لي لَو سكت عَنهُ لأهلكته الاطباء بعلاجهم ثمَّ ان السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لما أَرَادَ فتح قسطنطينية دَعَا الشَّيْخ للْجِهَاد ودعا ايضا الشَّيْخ آق بيق وارسل اليهما المرحوم احْمَد باشا ابْن ولي الدّين للتوجه الى فتح قسطنطينية وَكَانَ آق بيق رجلا مجذوبا لم يصحل مِنْهُ شَيْء وَأما الشَّيْخ آق شمس الدّين فَقَالَ سيدخل الْمُسلمُونَ القلعة من الْموضع الْفُلَانِيّ فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ وَقت الضحوة الْكُبْرَى وَأَنت تكون حِينَئِذٍ عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَحكى لي بعض اولاده انه جَاءَ ذَلِك الْوَقْت وَلم تنفتح القلعة فَحصل لنا خوف عَظِيم من جِهَة السُّلْطَان فَذَهَبت اليه وَهُوَ فِي خيمته وَوَاحِد من خُدَّامه وَاقِف على الْبَاب وَمَنَعَنِي عَن الدُّخُول لانه اوصاه ان لَا يدْخل عَلَيْهِ اُحْدُ فَرفعت اطناب الْخَيْمَة وَنظرت فاذا هُوَ ساجد على التُّرَاب وراسه مَكْشُوف وَهُوَ يتَضَرَّع ويبكي فَمَا رفعت رَأْسِي الا قَامَ على رجله وَكبر وَقَالَ الْحَمد لله منحنا الله تَعَالَى فتح القلعة قَالَ فَنَظَرت الى جَانب القلعة فاذا الْعَسْكَر قد دخلُوا بأجمعهم فَفتح الله تَعَالَى ببركة دُعَائِهِ وَكَانَت دَعوته تخترق السَّبع الطباق ثمَّ تفرق وتملأ بركاتها الافاق وَلما دخل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان القلعة نظر الى جَانِبه فاذا ابْن

ولي الدّين فَقَالَ هَذَا مَا اخبر بِهِ الشَّيْخ وَقَالَ مَا فرحت بِهَذَا الْفَتْح وَإِنَّمَا فرحي من وجود مثل هَذَا الرجل فِي زماني ثمَّ بعد يَوْم جَاءَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الى خيمة الشَّيْخ وَهُوَ مُضْطَجع فَلم يقم لَهُ فَقبل السُّلْطَان مُحَمَّد خَان يَده وَقَالَ جئْتُك لحَاجَة عنْدك قَالَ مَا هِيَ قَالَ اريد ان ادخل الْخلْوَة عنْدك اياما قَالَ الشَّيْخ لَا فأبرم عَلَيْهِ مرَارًا وَهُوَ يَقُول لَا فَغَضب السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَقَالَ ان وَاحِدًا من الاتراك يَجِيء اليك وتدخله الْخلْوَة بِكَلِمَة وَاحِدَة قَالَ الشَّيْخ انك اذا دخلت الْخلْوَة تَجِد هُنَاكَ لَذَّة تسْقط السلطنة من عَيْنك وتختل امورها فيمقت الله ايانا وَالْغَرَض من الْخلْوَة تَحْصِيل الْعَدَالَة فَعَلَيْك ان تفعل كَذَا وَكَذَا وَذكر مَا بدا لَهُ من النصائح ثمَّ ارسل اليه الفي دِينَار وَلم يقبل فَقَامَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وودعه وَالشَّيْخ مُضْطَجع كَمَا هُوَ مُضْطَجع على جنبه وَلما خرج السُّلْطَان مُحَمَّد خَان قَالَ لِابْنِ ولي الدّين مَا قَامَ الشَّيْخ لي واظهر التأثر من ذَلِك قَالَ ابْن ولي الدّين ان الشَّيْخ شَاهد فِيكُم الْغرُور بِسَبَب هَذَا الْفَتْح الَّذِي لم يَتَيَسَّر للسلاطين الْعِظَام وان الشَّيْخ مرب فاراد بذلك ان يدْفع عَنْكُم الْغرُور ثمَّ بعد غَد دَعَا السُّلْطَان الشَّيْخ فِي الثُّلُث الاخير من اللَّيْل وخفنا عَلَيْهِ من ذَلِك فَذهب اليه قَالَ فَلَمَّا ذهبت اليه تبادر الي الامراء يقبلُونَ يَدي قَالَ وَجَاء السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَاللَّيْل مظلم مَا ادركته بالبصر بِسَبَب الظلمَة لَكِن عرفه روحي فعانقته وضممته الي ضما شَدِيدا حَتَّى ارتعد وَكَاد ان يسْقط فَمَا خليته الى ان يَزُول عَنهُ الْحَال وَقَالَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان كَانَ فِي قلبِي شَيْء فِي حق الشَّيْخ فَلَمَّا ضمني اليه انْقَلب ذَلِك حبا ثمَّ انه دخل مَعَه الْخَيْمَة فَصَاحب مَعَه حَتَّى طلع الْفجْر واذن للصَّلَاة وَصلى السُّلْطَان خَلفه ثمَّ قَرَأَ الشَّيْخ الاوراد وَالسُّلْطَان 

جَالس امامه على رُكْبَتَيْهِ يستمع الاوراد فَلَمَّا اتمها التمس مِنْهُ ان يعين مَوضِع قبر أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يرْوى فِي كتب التواريخ أَن قَبره بِموضع قريب من سور قسطنطينية ثمَّ ان الشَّيْخ جَاءَ وَقَالَ اني اشاهد فِي هَذَا الْموضع نورا لَعَلَّ قَبره هَهُنَا فجَاء اليه وَتوجه زَمَانا ثمَّ قَالَ الْتَقت روحه مَعَ روحي قَالَ وَهَنأَنِي بِهَذَا الْفَتْح وَقَالَ شكر الله سعيكم حَتَّى خلصتموني من ظلمَة الْكفْر فَأخْبر

السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بذلك وَجَاء الى ذَلِك الْموضع فَقَالَ للشَّيْخ اني اصدقك وَلَكِن التمس مِنْك ان تعين لي عَلامَة اراها بعيني ويطمئن بذلك قلبِي فَتوجه الشَّيْخ سَاعَة ثمَّ قَالَ احفروا هَذَا الْموضع من جَانب الرَّأْس من الْقَبْر مِقْدَار ذراعين يظْهر رُخَام عَلَيْهِ خطّ عبراني تَفْسِيره هَذَا وَقرر كلَاما فَلَمَّا حفر مِقْدَار ذراعين ظهر رُخَام عَلَيْهِ خطّ فقرأه من يعرفهُ وَفَسرهُ فَإِذا هُوَ مَا قَرَّرَهُ الشَّيْخ فتحير السُّلْطَان وَغلب عَلَيْهِ الْحَال حَتَّى كَاد ان يسْقط لَوْلَا ان اخذوه ثمَّ امْر بِبِنَاء الْقبَّة على ذَلِك الْموضع وَأمر بِبِنَاء الْجَامِع الشريف والحجرات وَالْتمس ان يجلس الشَّيْخ فِيهِ مَعَ مريديه فَلم يقبل وَاسْتَأْذَنَ ان يرجع الى وَطنه فَأذن لَهُ السُّلْطَان تطييبا لِقَلْبِهِ فَلَمَّا عبر الْبَحْر قَالَ لأكبر اولاده لما جَاوَزت الْبَحْر امْتَلَأَ قلبِي نورا وَقد فَسدتْ الهاماتي بقسطنطينية من ظلمَة الْكفْر فِيهَا وَلما سَار سَاعَة لقِيه رجل من اجلاف بِلَاد الرّوم وَتَحْته فرس نَفِيس يمِيل اليه قلب كل اُحْدُ فَذهب الرجل وَلم يلْتَفت الى الشَّيْخ وَلم يسلم عَلَيْهِ فَلم يذهب الا قَلِيلا حَتَّى رَجَعَ وَنزل عَن فرسه وَقَالَ للشَّيْخ وَهبتك هَذَا الْفرس فَأَشَارَ الشَّيْخ الى ابْنه فَنزل عَن فرسه وَأَعْطَاهُ لذَلِك الرجل وَركب هُوَ فرس الرجل ثمَّ سَأَلَهُ ابْن الشَّيْخ عَن هَذَا الْأَمر فَقَالَ لَو كَانَ لرجل كريم عبد وَكَانَ فِي طَاعَته واستدعى مِنْهُ يَوْمًا شَيْئا حَقِيرًا هَل يمنعهُ مِنْهُ قَالَ ابْنه لَا قَالَ الشَّيْخ وَأَنا مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة لم أخرج عَن طَاعَة الله تَعَالَى فَلَمَّا مَال قلبِي الى هَذَا الْفرس الْهم الله تَعَالَى ذَلِك الرجل حَتَّى وهبه لي ثمَّ انْتهى الشَّيْخ الى وَطنه وَهُوَ قَصَبَة كونيك وَقعد هُنَاكَ زَمَانا ثمَّ مَاتَ وَدفن فِيهِ رَحمَه الله تَعَالَى صنف فِي التصوف رِسَالَة سَمَّاهَا رِسَالَة النُّور وصنف رِسَالَة اخرى فِي دفع مطاعن الصُّوفِيَّة وصنف ايضا رِسَالَة فِي علم الطِّبّ جمع فِيهَا من العلاجات النافعة جربها لكل مرض وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى ماهرا فِي علم الطِّبّ غَايَة المهارة وَكَانَ للشَّيْخ ولد صَغِير اسْمه نور الْهدى ولد مجذوبا مغلوب الْعقل وَكَانَ فِي زمن الشَّيْخ امير كَبِير يُقَال لَهُ ابْن عطار وَكَانَ اطلس لَا شعر فِي وَجهه فلقي الشَّيْخ وَهُوَ مار الى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فاذا هُوَ عِنْد الشَّيْخ دخل عَلَيْهِ ذَلِك المجذوب فَضَحِك وَقَالَ مَا هَذَا بِرَجُل وَإِنَّمَا هُوَ امْرَأَة فَغَضب عَلَيْهِ الشَّيْخ وتضرع الامير الى

الشَّيْخ ان لَا يزجره عَن الْكَلَام ثمَّ قَالَ الامير للمجذوب الْمَذْكُور ادْع لي حَتَّى تنْبت لحيتي فَأخذ المجذوب من فَمه بزاقا كثيرا وَمسح بِيَدِهِ وَجه الامير فطلعت لحيته الى ان يدْخل قسطنطينية فَلَمَّا لَقِي السُّلْطَان قَالَ للوزراء سلوه من ايْنَ حصل هَذِه اللِّحْيَة فَحكى لَهُ مَا جرى فتعجب السُّلْطَان ووقف على ذَلِك الصَّغِير اوقافا كَثِيرَة وَهِي فِي ايدي اولاد الشَّيْخ الى الان وَسمعت عَن بعض اولاد الشَّيْخ ان الشَّيْخ جمع يَوْمًا ابناءه وهم اثْنَا عشر فِي بَيت وَاحِد وَوضع لَهُم الطَّعَام فَلَمَّا جَلَسُوا على التَّرْتِيب نظر اليهم وَاحِدًا وَاحِدًا وَقَالَ الْحَمد لله تَعَالَى فظننا انه يحمد الله تَعَالَى على ان وهبه هَذِه الاولاد فَقَالَ ابْنه المجذوب انا اعرف على مَاذَا حمدت الله تَعَالَى فَقَالَ الشَّيْخ على أَي شَيْء حمدت الله تَعَالَى قَالَ حمدت على ان رزقك الله هَذِه الاولاد وَلم يكن لَك محبَّة لوَاحِد من هَؤُلَاءِ فَقَالَ الشَّيْخ احسنت يَا وَلَدي وصدقت قدس الله تَعَالَى سره الْعَزِيز

الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.