عبد الله أبي محمد بن إسحاق المعروف بابن التبان الفقيه الإمام كان من العلماء الراسخين والفقهاء المبرزين ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار لعلمه بالذب عن مذهب أهل الحجاز ومصر ومذهب مالك وكان من أحفظ الناس للقرآن والتفنن في علومه والكلام على أصول التوحيد مع فصاحة اللسان وكان مستجاب الدعوة رقيق القلب غزير الدمعة وكان من الحفاظ وكان يميل إلى الرقة وحكايات الصالحين عالماً باللغة والنحو والحساب والنجوم.
وذكره القابسي بعد موته فقال: رحمك الله يا أبا محمد فقد كنت تغار على المذهب وتذب عن الشريعة وكان من أشد الناس عداوة لبنى عبيد كريم الأخلاق حلو المنظر بعيداً من الدنيا والتصنع من أرق أهل زمانه طبعاً وأحلاهم إشارة وألطفهم عبارة سمع منه أبي القاسم المنستيري ومحمد بن إدريس بن الناظور وأبي محمد بن يوسف الحبي وأبي عبد الله الخراط وابن اللبيدي.
فائدة قال أبي محمد لبعض من يتعلم منه: خذ من النحو ودع وخذ من الشعر وأقل وخذ من العلم وأكثر فما أكثر أحد من النحو إلا حمقه ولا من الشعر إلا أرذله ولا من العلم إلا شرفه وقال يوماً: لا شيء أفضل من العلم قال الجبنياني: العمل به أفضل؟ فقال: صدق العلم إذا لم يعمل به صاحبه فهو وبال عليه وإذا عمل به كان حجة له ونوراً يوم القيامة.
وتوفي يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من جمادى الأخيرة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وصلى عليه القاضي محمد بن عبد الله بن هاشم وخرج الناس لجنازته من ثلث الليل حتى ضاقت بهم الشوارع وفاضوا في الصحراء غدوة الثلاثاء مولده سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
عبد الله بن إسحاق بن التيان أبي محمد القيرواني قال القاضي عياض: ضربت إليه آباط الإبل من الأمصار وكان حافظاً بعيداً من التصنع والرياء فصيحاً. توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب - ابن فرحون، برهان الدين اليعمري
أبو محمَّد عبد الله بن إسحاق: المعروف بابن التبان إمام الفقهاء الراسخين والعلماء المبرزين المتفنن في العلوم الحافظ المجاب الدعوة، ضربت له أكباد الإبل من الأقطار. أخذ عن ابن اللباد وغيره، درس المدونة نحو الألف مرة سمع منه أبو القاسم المنستيري ومحمد بن إدريس بن الناظور، وابن الخراط، واللبيدي وجماعة، كان من أحفظ الناس بالقرآن متفنناً في علومه وعلم الكلام مع فصاحة اللسان وكان يذب على الشريعة ومن أشد الناس عداوة لبني عبيد، وكان يقول: خذ النحو ودع وخذ الشعر وأقلل وخذ من العلم وأكثر فما أكثر أحد من النحو إلا وحمقه ومن الشعر إلا وأرذله ومن العلم إلا وشرفه، ألّف كتاباً في النوازل، مولده سنة 311 هـ وتوفي في جمادى الآخرة سنة 371 هـ عالي الترجمة جم الفضائل.
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
الاسم الكامل والنسب والمولد والوفاة
عبد الله بن إسحاق بن التبّان، أبو محمد
القيرواني الفقيه، من تلامذة أبي بكر بن اللبّاد
(314 - 371 هـ / 928 - 981 م)
النشأة العلمية والتعليم
حكى عن نفسه ما لاقاه من الصعاب في بداية طلبه للعلم فقال:
«كنت في أول ابتدائي أدرس بالليل، فكانت أمي تنهاني عن القراءة بالليل، فكنت آخذ المصباح وأجعله تحت الجفنة وأتعمد النوم، فإذا رقدت أخرجت المصباح وأقبلت على الدرس»
وقال أيضًا:
«قال لي أبي ذات يوم: يا بني، ما يكون منك؟ لا تعرف صنعة، واشتغلت بالعلم، لا شيء عندك؟!»
ثم حكى عن تغيّر موقف والده:
«فلما كانت ليلة، سمعته يقول لوالدتي: عرفتُ أني عرفتُ بابني، ذلك أني حضرت إملاكًا في مسجد – سماه – فوجدته مملوءًا بالناس، لم أجد مجلسًا، فقام لي رجل من مجلسه وأجلسني فيه، فسأله إنسان عني، فقال له: اسكت! هو والد الشيخ أبي محمد»
وقال آخر:
«خرج والد الشيخ أبي محمد التبّان يومًا من مسجد السبت، فزلق في طين، فبادر إليه رجل وأخذ بيده، وقال لصاحبه: هذا والد الشيخ أبي محمد الفقيه»
فرجع الأب بعدها وحرض ابنه على طلب العلم، والتزم القيام بشأنه من يومئذ
تعلّم على يد أبي بكر بن اللبّاد، وواصل طلب العلم حتى برع في علوم التوحيد والقرآن والفقه والنحو والحساب والنجوم
المشايخ والأساتذة الذين أخذ عنهم، مع تحديد البلدان
أبو بكر بن اللبّاد ← القيروان
الطلاب الذين تخرّجوا على يديه أو تأثروا به، بأسمائهم وبلدانهم
أبو القاسم المنستيري
محمد بن إدريس بن الناطور
أبو عبد الله بن الخراط
ابن اللبيدي
النشاط الدعوي والتربوي
كان من العلماء الراسخين والفقهاء المبرزين
ضربت إليه أكباد الإبل من الأمصار لعلمه بالذب عن مذهب أهل الحجاز ومصر، ومذهب مالك
كان من أحفظ الناس للقرآن، متفننًا في علومه
عالِمًا بأصول التوحيد، النحو، الفقه، الحساب، والنجوم
وكان يميل إلى الرقة وحكايات الصالحين
قال لتلميذه:
«احذر من النحو ودعه، فما أكثر أحد من النحو إلا حمقه، ولا من الشعر إلا أرذله، ولا من العلم إلا شرفه»
وفي مجلس آخر قال:
«لا شيء أفضل من العلم»، فاعترضه أبو إسحاق الجبنياني بقوله: «العمل به أفضل»
فقال له:
«صدقت، العلم إذا لم يعمل به صاحبه فهو وبال عليه، وإذا عمل به كان حجة له ونورًا يوم القيامة»
وكان إذا حدث أمرٌ في القيروان، فرّ إلى سوسة والمنستير حتى ينفضّ ذلك الأمر
أخلاقه وسلوكه مع الطلاب والعامة والمحتاجين
فصيح، مفوّه، حاضر البديهة، قوي الحجة
كريم الأخلاق، حلو المنظر، بعيد عن الدنيا والتصنّع
رقيق الطباع، لطيف العبارة، حسن الإشارة
من أرق أهل زمانه وأحلاهم خلقًا
مواقفه السياسية وخطبه
كان شديد البغض للعبيديين، حتى قيل إنه في زمانه كان مثل أبي عثمان سعيد الحداد
عند تشديد صاحب القيروان عبد الله المختال في طلب علماء المالكية ليدخلهم في المذهب الإسماعيلي الباطني (مذهب الدولة العبيدية)، اجتمعوا بمسجد ابن اللجّام، وهم:
ابن التبّان
ابن أبي زيد
أبو سعيد بن أخي هشام
القابسي
أبو القاسم بن شبلون
فاتفقوا على الفرار، فقال لهم ابن التبّان:
«أنا أمضي وأكفيكم مؤونة الاجتماع، ويكون كل واحد منكم في داره»
وقيل إنه قال:
«أنا أمضي إليه، أبيع روحي من الله دونكم، لأنكم إن أوتي عليكم وقع في الإسلام وهن»
دخل على عبد الله المختال وقال له:
«جئتك من قوم إيمانهم مثل الجبال، أقلهم يقينًا أنا»
وروى من حضر المجلس:
كان المختال يحتفل مجلسه بأصحابه، وفيهم الداعيان: أبو طالب وأبو عبد الله، وقد وجّه إلى ابن التبّان
فلما دخل، كانت عيناه تتقدان كأنهما عينا شجاع، فدخل وسلّم، فقال أبو طالب:
«عنّا يا أبا محمد!»
فردّ عليه:
«في شغلك! كتاب ألّفته في فضائل أهل السنة الساعة، أتاني به المجلد ودفعه إليّ»
ثم ناظر الداعيين، وظهر عليهما، وأفحمهما
المؤلفات والرسائل
كتاب في فضائل أهل البيت
كتاب في النوازل
ثناء العلماء عليه
قال القابسي بعد وفاته:
«رحمك الله يا أبا محمد، قد كنت تغار على المذهب، وتذبّ عن الشريعة»
الوفاة والتفاصيل الأخيرة قبلها
توفي سنة 371 هـ / 981 م
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 150 - للكاتب محمد محفوظ
"يوجد للشخصية اكثر من ترجمة وهناك اختلاف في تاريخ الولادة شجرة النور الزكية في طبقات المالكية تاريخ الولادة 311 كتاب تراجم المؤلفين التونسيين تاريخ الولادة 314"