إبراهيم بن محمد الدمشقي الصالحي

الأكرمي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1047 هـ
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

الأديب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالأكرمي الأديب الشَّاعِر الْمَشْهُور فَرد وقته فِي رقة الْكَلَام وجزالته وعذوبة اللَّفْظ وسهولته ذكره البديعي فِي ذكرى حبيب وَقَالَ فِي وَصفه فَاضل كثير المزايا كريم الشيم والسجايا رَيَّان من مَاء الطلاقة نشوان من صهباء اللباقة.

الترجمة

الأديب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالأكرمي الأديب الشَّاعِر الْمَشْهُور فَرد وقته فِي رقة الْكَلَام وجزالته وعذوبة اللَّفْظ وسهولته ذكره البديعي فِي ذكرى حبيب وَقَالَ فِي وَصفه فَاضل كثير المزايا كريم الشيم والسجايا رَيَّان من مَاء الطلاقة نشوان من صهباء اللباقة لَهُ محاضرة تَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب كَأَنَّمَا اقتبس ألفاظها من ريق الْجنُوب وديوان شعره سَمَّاهُ مقَام إِبْرَاهِيم أَكْثَره فِي وصف المدامة والنديم وخمرياته تجْعَل الزَّاهِد عَاصِيا وغزلياته تصير العاطل من الوجد حاليا وَقد أَكثر فِيهِ قَوْله آه فَسئلَ عَن السَّبَب فَقَالَ أَن إِبْرَاهِيم لَا واه قلت وَهُوَ مِمَّن أَخذ الْأَدَب عَن أبي الْمَعَالِي الطالوي وَعبد الْحق الْحِجَازِي وَعَلَيْهِمَا تخرج وَبِهِمَا برع وَهُوَ وآباؤه خدام بَاب الشَّيْخ الْأَكْبَر رَضِي الله عَنهُ وكل مَا هُوَ فِيهِ من الرونق الَّذِي على شعره مستمد من رونق ذَلِك الْبَاب وغايته فِي الشّعْر قل من يضاهيه فِيهَا وَفِيمَا أوردهُ لَك من كَلَامه كِفَايَة عَن الإطراء فِي وَصفه فَمن جيده قَوْله من الخمريات
(اسقنيها قبل ارْتِفَاع النَّهَار ... إِن طيب المدام فِي الأسحار)
(هِيَ بكر فَاشْرَبْ ويومك بكر ... لم بشبه الْأَنَام بالأكدار)
(الصبوح الصبوح فِي جدة الْيَوْم ... فَإِن الصبوح روح الْعقار)
(يَا فدتك النُّفُوس هِيَ قَلِيل ... من نديم سهل الطباع مداري)
مِنْهَا فِي وصف الرياض
(ذَات أَرض توشمت بربيع ... ذهبت وشمها يَد الأزهار)
(يستفيق المخمور إِن مر فِيهَا ... من هَوَاء صَاف وَمَاء جاري)
مَأْخُوذ من قَول الْوَاو الدِّمَشْقِي
(سقى الله لَيْلًا طَابَ إِذْ زار طيفه ... فأفنيته حَتَّى الصَّباح عنَاقًا)
(بِطيب نسيم فِيهِ يستجلب الْكرَى ... فَلَو رقد المخمور فِيهَا أَفَاق)
فِي الْبَيْت الثَّانِي مَا يُوهم التَّنَاقُض وَالْوَاو أَخذه من الْفَتْح بن خاقَان فِي وصف جَارِيَة لَهُ وَهُوَ مَا نقل ابْن حمدون قَالَ كَانَ الْفَتْح بن خاقَان يأنس بِي فَقَالَ لي مرّة شَعرت يَا أَبَا عبد الله أَنِّي انصرفت البارحة من مجْلِس أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَمَّا دخلت منزلي استقبلتني فُلَانَة فَلم أتمالك أَن أقبلها فَوجدت فِيمَا بَين شفتيها هَوَاء لَو رقد المخمور فِيهِ لصحا وَمِنْه قَول شرف الدّين القابوسي
(قابلني لَيْلَة قبلته ... ظَبْيًا من الْبَدْر غَدا أملحا)
(طيب نسيم بَين أَسْنَانه ... لَو رقد المخمور فِيهِ صَحا)
وللأكرمي من خمرية
(وَيَوْم فاختي الْجور طب ... يكَاد من الفضاره أَن يسيلا)
(نعمت بِهِ وندماني أديب ... وقور فِي تعاطيه الشمولا)
(قَطعنَا صبحه وَالظّهْر شربا ... وجاوزنا العشية والأصيلا)
(لَدَى روض عميم النبت يزهى ... يَا زهار زهت عرضا وطولاً)
(يَدُور بِهِ سوار الرَّوْض طوراً ... كَمَا يتعانق الْخلّ الخليلاً)
قَوْله وَيَوْم فاختى الجو يظْهر مَعْنَاهُ قَول ابْن المعتز
(يَوْم كَانَ سماءه ... حجبت بأجنحة الفواخت)
(وَكَانَ قطر نثاره ... در على الأغصان نابت)
(يَوْم يطيب بِهِ الصبوح ... وَقد نأت عَنهُ الشوامت)
(فاربع بِهِ وبمثله ... لأتأسفن لقوت فَائت)
وَله أَبْيَات عَارض بهَا ابْن الْحجَّاج وَهِي قَوْله
(كم جلونا فِي لَيْلَة الْفطر والأضحى ... على قاسيون بنت الدنان)
(وشربنا فِي ليل النّصْف من شعْبَان ... صرفا وَفِي دجى رَمَضَان)
(ونهار الْخَمِيس عصرا وَفِي الْجُمُعَة ... قبل الصَّلَاة بعد الآذان)
(وَسَقَانَا ظَبْي غزير وغني ... ظَبْي أنس يسبيك بالألحان)
(وسبحنا فِي غمرة اللَّهْو والقصف ... على طَاعَة الْهوى والأماني)
(ولعمري لقد سئمنا من الغي ... وعفنا من كَثْرَة الْعِصْيَان)
(لم نَدع مُدَّة الصِّبَا والتصابي ... من طَرِيق مهجورة أَو مَكَان)
(قد قَطعنَا غي الشَّبَاب بِجَهْل ... فَاعْفُ عَنَّا يَا وَاسع الغفران)
وقصيدة ابْن الْحجَّاج مطْلعهَا من دواعي الصبوح والمهرجان قَول فِيهَا
(اسقياني بَين الدنان إِلَى أَن ... ترياني كبعض تِلْكَ الدنان)
(اسقياني فَقدر رَأَيْت بعيني ... فِي قَرَار الْجَحِيم أَيْن مَكَاني)
وَهِي مَشْهُورَة وَكلهَا على هَذَا النسق وَكَانَ الأكرمي كثير الْمُرَاجَعَة لشعر بن الْحجَّاج هَذَا وَفِيه يَقُول وَكتب بهَا على المجلدة الثَّالِثَة من ديوانه
(قَالَ لي ناظم هَذَا ... ولسان الْحَال مبدي)
(أَنا فِي شعري سَفِيه ... وخبيث متعدي)
(كَيفَ لَا أَخبث وَالْحجاج ... حاوي الْخبث جدي)
قَالَ وَكنت أَشك فِي هَذَا حَتَّى رَأَيْت فِي قافية الْفَاء مِنْهَا قَوْله
(هَذَا لِأَن الْحجَّاج جدي ... أَخبث من جَاءَ من ثَقِيف)
وَله فِي الْغَزل قَوْله
(مهلا لقد أسرعت فِي مقتلي ... إِن كَانَ لَا بُد فَلَا تعجل)
(أنجزت اتلافي بِلَا عِلّة ... الله فِي حمل دم المثقل)
(لم يبْق لي فِيك سوى مهجة ... بِاللَّه فِي استدراكها أجمل)
(إِن كنت لَا بُد جوى قاتلي ... فاستخر الله وَلَا تفعل)
(رفقا بِمَا أبقيت من مدنف ... لَيْسَ لَهُ دُونك من معقل)
(يكَاد من رقته جِسْمه ... يسيل من مدمعه المسبل)
(مَالك فِي اتلافه طائل ... فارع لَهُ الْعَهْد وَلَا تهمل)
(كم من قَتِيل فِي سَبِيل الْهوى ... مثلي بِلَا ذَنْب جنى فَابْتلى)
(أول مقتول جوى لم أكن ... قَاتله جَار وَلم يعدل)
(يَا مانعي الصَّبْر وَطيب الْكرَى ... عَن حالتي بعْدك لَا تسْأَل)
(قد صرت من أَجلك حيران لَا ... أعلم مَاذَا بِي وَلم أَجْهَل)
(أغص من دمعي ادكاراً لما ... فارقته من ريقك السلسل)
وَله
(سقى الله ليلاتي على السفح باللوى ... وعهد الصِّبَا مَا كَانَ احلاه من عهد)
(فواها لَهُ بل آه مِمَّا تصرمت ... وَلَو أَن آهى بعْدهَا أبدا تجدى)
(زمَان لنا بالصالحية كُله ... ربيع وَأَيَّام لنا فِيهِ كالورد)
وَله غير ذَلِك
(من كل معنى تكَاد البهم تفهمه ... حسنا ويعشقه القرطاس والقلم)
وَكَانَ شعره جمع بَين جزالة الْأَلْفَاظ وعذوبة الْمعَانِي وَفِيمَا أعتقده أَنه أحسن شعراء هَذَا التَّارِيخ لطول بَاعه فِي فنون الشّعْر بأجمعها وَحسن انسجام كَلِمَاته ورونقها وَهَذَا مَا ظهر لي بِحَسب رَأْي السقيم وَأَرْجُو أَن يوافقني عَلَيْهِ من عرف مقَام إِبْرَاهِيم وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بسفح قاسيون
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.

 

 

إبراهيم بن محمد الأكرمي الصالحي: شاعر، له اشتغال بالأدب، حسن المحاضرة.
من أهل الصالحية بدمشق. له ديوان شعر سماه (مقام إبراهيم في الشعر والنظيم).
-الأعلام للزركلي-