محمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي

تاريخ الوفاة1147 هـ
مكان الولادةالخليل - فلسطين
مكان الوفاةالقدس - فلسطين
أماكن الإقامة
  • الخليل - فلسطين
  • القدس - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

محمد الخليليابن محمد بن شرف الدين الشافعي الخليل نزيل القدس بركة الزمان ونتيجة العصر والأوان الشيخ الامام المحدث العالم الفقيه الأصولي الصوفي الدين كان من أخيار العلماء المشاهير في وقته وصدور الأجلاء في تلك الديار وغيرها ولد ببلدة الخليل وكان أوان شبابه يتعاطى كسباً دنيوياً لمعاشه الجميل فحركته العناية الألهية لمصر الأمصار بإشارة شيخه العالم العامل الشيخ حسين الغزالي وبمدد شيخه الشيخ شمس الدين القيسي قطب زمانه نفعنا الله به

الترجمة

محمد الخليليابن محمد بن شرف الدين الشافعي الخليل نزيل القدس بركة الزمان ونتيجة العصر والأوان الشيخ الامام المحدث العالم الفقيه الأصولي الصوفي الدين كان من أخيار العلماء المشاهير في وقته وصدور الأجلاء في تلك الديار وغيرها ولد ببلدة الخليل وكان أوان شبابه يتعاطى كسباً دنيوياً لمعاشه الجميل فحركته العناية الألهية لمصر الأمصار بإشارة شيخه العالم العامل الشيخ حسين الغزالي وبمدد شيخه الشيخ شمس الدين القيسي قطب زمانه نفعنا الله به وله معه واقعة ملخصها أنه أتاه بإناء يطلب شيئاً فقال له الشيخ محمد أملؤه لك فقال الشيخ شمس الدين إن ملأته ملأناك فملأه له حتى سال من جميع أطرافه فطلب وجد واجتهد وتلقى العلوم عن علمائها وما زال مشمر الذيل بها آناء الليل وأطراف النهار حتى أثمرت نخلاته وكملت في التحصيل نحلاته فاستجاز شيوخه فأجازوه وكتبوا له اجازتهم المستحسنة بما دروه ورووه وحازوه وكان شافعي المذهب أشعري العقيدة قادري المشرب فرجع من مصر بدراً تام الأنوار قد فاض نيل نيله المكثار وأزهر روض فضله المعطار فسكن بيت المقدس بإذن من الخضر عليه السلام حيث قال له أسكن بيت المقدس ونحن أربعون معك يا محمد أينما كنت وشد أزاره ونشر العلوم العقلية والنقلية للطلاب وكان وعظه يلين القلوب القاسية ويأخذ بنواصي النفوس القاصية وكان حاله الرباني غالباً على حاله العرفاني راغباً في الخيرات مكثراً للبر والصدقات تشربته قلوب الخواص والعوام وكان أماراً بالمعروف نهاء عن المنكر يغلظ على الحكام مؤيداً للسنة في أقواله متبعاً لسبلها في أفعاله كثير الحب للفقراء والمساكين مقبلاً على زوار المسجد الأقصى والمتقربين قد لبس جلباب التواضع وخلع خلعة النفسانية والعصبية وهو بإقامة مولاه راض اجتمعت على حبه العامة فكلامه عندهم لا يتوقف فيه أحد من خاصة ولا عامة واشتهر أن دعوته مستجابة ومن ذلك أنه أرسل إلى بعض العرب وقد أخذوا الزيت الذي كان محملاً على بعير وحمارة للشيخ محمد يقول له البعير بالأمير والزيت بصاحب البيت والحمارة بغاره فما أصبح الصباح حتى وقع ما وقع بعين ما قال وخلت الديار من الفجار ومن ذلك إنه دعا على رجل بالشنق فشنق نفسه بنفسه بأن وضع مخدات تحت قدميه ثم وضع الحبل في عنقه وأزاح المخدات إلى جهة الحلو فكان حتف أنفه ومن ذلك إنه دعا على النعامرة حين آذوه في طريق السيد الخليل عليه الصلاة والسلام بالنار ورجم الأحجار فما زال بهم رمي الأحجار وحرق النار في بيوتهم بالليل والنهار حتى أتوه واستعفوه فعفا عنهم وختم كتاب البخاري مراراً في حضرة سيدنا الكليم موسى ابن عمران عليه الصلاة والسلام وأمده ذلك النبي بمدده الموسوي الفائض الهتان وحين ختمه أنشد فقال

حمداً وشكراً لرب أجزل النعما ... ثم الصلاة على من قد أزال عمى
وآله صم صحب مخلصين بما ... قد أسسوه لدين الله فانتظما
علي البخاري بحمد الله خالقنا ... في روضة لكليم الله قد ختما
لأنها من جنان الخلد منشؤها ... أزهارها تذهب الأحزان والألما
ومعدن الحب فيها والأمان بها ... فتذهب الهم للمهموم والسآما
ما جاءها قط مهموم فعاد به ... بل المسرات ممن أبدع النسما
وهي تسعة وأربعون بيتاً وكان قرأ البخاري أيضاً لما زار حضرة خليل الرحمن وأولاده سكان الغار منهل الظمآن وعند ختمه أنشأ قصيدة ابتهالية تتضمن مدحاً للبخاري وهي هذه
الحمد لله من قد أوجد الأمما ... وخص من شاء خيرات وزد كرما
هذا كتاب رسول الله قد ختما ... هو البخاري بكل الخير قد وسما
في روضة لخليل الله نسبتها ... كأنها جنة الفردوس كيف وما
فيها أبو الرسل والأنباء قاطبة ... في وسطها منه كل الخير قد رسما
والسيد اسحق لا تنسى مهابته ... من فوق رأس خليل الله قد علما
يعقوب قد قابل الأصلين في كرم ... كي يظهر الفرق للزوّار والعظما
صدّيقهم يوسف قد جاور الكرما ... لكون موسى له بالنقل قد حكما
وسارة هي أمّ الرسل أجمعها ... قد قابلت بعلها من أسس الكرما
وربقة قابلت اسحق في نسق ... ولبقة بعلها يعقوب ذا الكرما
فهل ترى روضة في الأرض أجمعها ... قد شابهت هذه كلا ولا علما

وهي طويلة جداً وفي بعض زياراته لحضرة الكليم وقعت له قصة وهي ما حكاه عن نفسه بقوله ومما وقع لنا مع جناب موسى عليه الصلاة والسلام إني نزلت لزيارته ليلاً فأخذت أقرأ دلائل الخيرات في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فختمنها ثم شرعت فيها ثانياً فعرض لي أن الأولى اشغال الوقت بالصلاة والسلام على موسى وهرون فأخذت أقول اللهم صل على موسى وأخيه هرون فسمعت صوتاً فصيحاً من القبر الشريف عصبة النسب مقدمة على عصبة الولاء ففهمت المراد والمعنى أنتم منسوبون لمحمد كعصبة النسب لقوله صلى الله عليه وسلم أمتي عصبتي ولغيره كعصوبة الولاء وعصبة النسب مقدمة على عصبة الولاء فرجعت إلى دلائل الخيرات فثبت عندي بهذه الواقعة فائدتان أدب سيدنا موسى مع سيدنا محمد وكونه في قبره المشهور وله قصة أخرى مع سيدناإبراهيم الخليل وهي إن رجلاً من الوزراء يقال له ناصوح جاء إلى مدينة إبراهيم الخليل عليه السلام قال فتخيلت منه إرادة الانتقام من أهلها فذهبت مع جماعة منهم شيخنا الشيخ حسن الغزالي لجنابه الشريف وجعلت استغيث به ففي تلك الليلة رأى رجل من أصحابنا يقال له الشيخ محمد الغزالي المترجم في رحلة سيدي عبد الغني مكتوباً جاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه من محمد بن عبد الله ورسوله إلى جده الأعظم أرفع هذه الغمة فأقلع الوزير ولم يحصل على شيء وكان المترجم مجاب الدعوة تهابه الأعراب والأعيان ولا يخالفون له أمراً وبالجملة فقد كان نادرة الزمان ونتيجة العصر والأوان ولم يزل على هذه الحالة الحسنة إلى أن مات وكانت وفاته في سنة سبع وأربعين ومائة وألف ودفن بمدرسة البلدية ورثاه تلميذه العارف السيد مصطفى البكري بقوله
أيها الذات في حمى الذات قيلي ... فلقد لذلي لديها مقيلي
واطربي واعربي عن السر إذ ما ... لك منا إني إليه وكيلي
وهي طويلة جداً مذكورة في ديوان الأستاذ المرقوم اقتصرنا منها على المطلع

سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل

 

 

 

 

محمد بن محمد، ابن شَرَف الدين الخليلي الشافعيّ القادري:
فقيه أصولي متصوف، من المشتغلين بالحديث. ولد في الخليل (بفلسطين) ورحل إلى مصر فتعلم وتصوف ورجع إلى بلده. وسكن القدس إلى أن توفي. قالوا: كان مجاب الدعوة تهابه الأعيان والأعراب. له (ثبت - خ) بعض ورقات في دار الكتب (135 تيمور) .

-الاعلام للزركلي-