علي بن عبيد الله الخطيبي أبي الحسن

تاريخ الوفاة467 هـ
مكان الوفاةالمدينة المنورة - الحجاز
أماكن الإقامة
  • ماوراء النهر - أفغانستان
  • أصبهان - إيران

نبذة

علي بن عبد الله أبي الحسن الخطيبي من أهل ما وراء النهر وكانوا يعدونه في طبقة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغانى الكبير أخذ عن شمس الأئمة عبد العزيز الحلواني وعن أبي محمد عبد الله الناصحى وورد أصبهان فتولى القضاء بها ومات في طريق المدينة بالجحفة سنة سبع وستين وأربعمائة. الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي. عَليّ بن عبيد الله الخطيبي من أهل مَا وَرَاء النَّهر فى طبقَة قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله تفقه على أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْحلْوانِي وَعلي أبي مُحَمَّد الناصحي ورد أَصْبَهَان فولى للسُّلْطَان طغرل بك الْقَضَاء بهَا قَالَ الْهَمدَانِي وحَدثني صَاحبه عبد الْجَبَّار بن عَليّ الْحلْوانِي مدرس مشْهد يُونُس بن مَتى بِالْكُوفَةِ قَالَ قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ زاهدا متنسكا قَلِيل الإختلاط بالسلاطين منعكفا على تدريس الْعلم إِذا سمع قَارِئًا يقْرَأ فاضت دُمُوعه وَبَقِي سبع عشرَة سنة يقوم اللَّيْل وَلَا يضع جنبه على الأَرْض وَحج وَهُوَ شَاب قَالَ الْهَمدَانِي وَحكى أَبُو مَنْصُور أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصّباغ أَنه ورد إِلَى بَغْدَاد فى رِسَالَة من السُّلْطَان طغرل بك سنة نَيف وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وناظر أَبَا نصر عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن الصّباغ لم يناظر غَيره وَلم يقْصد بعد طغرل بك سُلْطَانا وَلزِمَ السُّكُوت حَتَّى قَالُوا رُبمَا كَانَ يفصل بَين الْخُصُوم بِالْإِيمَان بعض الْأَوْقَات وَصلى الصُّبْح فى يَوْم من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة فى مَجْلِسه بأصبهان فَأَتَتْهُ إمرأة من جِيرَانه مَعْرُوفَة بالصلاح وَالدّين فَقَالَت بَيْنَمَا أَنا نايمة وَقت السحر رَأَيْت كَأَنِّي فى مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تقدم رجل فَأذن فى مَسْجده وَأقَام واصطف النَّاس وَرَاءه فَقيل لَهُ أما تكبر تَكْبِيرَة الْإِحْرَام فَقَالَ لَا أكبر حَتَّى يحضر أَبُو الْحسن الخطيبي فَلَمَّا سمع ذَلِك نَهَضَ عَن سجادته وَمَشى حافيا من مَوْضِعه وَخرج عَن أَصْبَهَان وَتوجه إِلَى قَرْيَة الضبري وَهُوَ على سمت الْعرَاق فَبلغ ذَلِك أَبَا عبد الله بن الْفضل بن مَحْمُود رَئِيس أَصْبَهَان وَجَمَاعَة الْوُجُوه فلحقوه وسألوه أَن يلبس مداسا فَلم يفعل حَتَّى وصل الْقرْيَة وَقد أثر التَّعَب فِيهِ قَالَ وَسمعت قَاضِي الْقُضَاة أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي يَحْكِي قَرِيبا من هَذَا وَأَن نظام الْملك أَبَا عَليّ وَشرف الْملك أَبَا سعد المستوفي وَكَمَال الْملك أَبَا الرضاء الظفراني بَلغهُمْ أَنه قد أحرم بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَه دِينَار وَاحِدًا فأنفذ إِلَيْهِ كل وَاحِد بِمَال جزيل قَالَ ابْن الْهَمدَانِي فَحَدثني أَبُو مُحَمَّد أَحْمد الْعدْل أحد شُيُوخ الْبَصْرَة بهَا فى دَاره ثمَّ قَالَ نزل عَليّ فى دَاري هَذِه وَكَانَ نَائِما فى ذَلِك الْبَيْت وَأَشَارَ إِلَيْهِ فَقَالَ جمَاعَة حضروني يحْتَاج هَذَا القَاضِي إِلَى الإستظهار فى طَرِيقه وَلَا يخرج حَتَّى يستصحب من الخفراء من يوثق بِهِ فسمعهم وَهُوَ فى هومه فَنَهَضَ عَن مرقده وَقَالَ يقضون على مُدبرالْأَمر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض وَكَانَت مَعَه زَوجته فَمَاتَتْ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ مَعَه وَلَده إِسْمَعِيل وَصَاحبه أَبُو الْعَلَاء صاعد بن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البُخَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الراسمند وهما صبيان فَخَرَجَا مَعَه فَأَخذه الْعَرَب عِنْد السفاج وأسروه وَكَانَ يُصَلِّي على عَادَته وَقت الظهيرة فى الشَّمْس وَرَأسه مَكْشُوف وَبَقِي فى أسرهم سَبْعَة أشهر فَبلغ ذَلِك نظام الْملك وَشرف الْملك فنقدا سبع مائَة دِينَار إِلَى الْقَائِم بِأَمْر الله حَتَّى أرسل بهَا إِلَى الْعَرَب مَعَ ثِقَة فأطلقوا عَنهُ وَكَانَ يَدْعُو وَهُوَ بأصبهان عقيب صلَاته وَيسْأل الله أَن يقدر وَفَاته بِأحد الْحَرَمَيْنِ أَو فى طريقهما فأستجيبت دَعوته قَالَ ابْن الْهَمدَانِي فَحَدثني أَبُو مخلد الطَّبَرِيّ وَقد ذكرته فى أَصْحَاب الشَّافِعِي وَكَانَ إِمَام الرَّوْضَة أَنه اجتاز بالأنواء وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي توفيت فِيهِ آمِنَة بنت وهب أم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أذن لمُحَمد فى زِيَارَة أمه وَلم يُؤذن لَهُ فى الإستغفار لَهَا قَالَ أَبُو مخلد فأروني قبر الخطيبي بهَا وحَدثني غَيره قَالَ مَاتَ بِالْجُحْفَةِ وَتَقْدِير وَفَاته فى سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَمضى وَلَده إِسْمَعِيل وَصَاحبه أَبُو الْعَلَاء إِلَى مَكَّة فورد فى تِلْكَ السّنة الشريف أَبُو طَالب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي واختلع الذى صَار أَمِير الْحَاج فَعَاد مَعَهُمَا إِلَيّ بَغْدَاد وَنزلا بنهر طَالِق وَتردد إِلَى قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي وَولى الْقُضَاة بأصبهان أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبيد الله الخطيبي ويلقبونه بالنجيب فسعى إِسْمَعِيل ابْن أَخِيه فى عزل عَمه وَولى الْقَضَاء بأصبهان حَتَّى اعتقله السُّلْطَان بركبارق عدَّة سِنِين وَولى مَكَانَهُ أَبُو الْعَلَاء صاعد صَاحب أَبِيه فَلَمَّا ولى السُّلْطَان أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن ملك شاه أَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء وَورد مَعَه إِلَى بَغْدَاد فى سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وَتقدم أَبوهُ عبيد الله وَيَأْتِي ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبيد الله الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي.

الترجمة

علي بن عبد الله أبي الحسن الخطيبي
من أهل ما وراء النهر وكانوا يعدونه في طبقة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغانى الكبير أخذ عن شمس الأئمة عبد العزيز الحلواني وعن أبي محمد عبد الله الناصحى وورد أصبهان فتولى القضاء بها ومات في طريق المدينة بالجحفة سنة سبع وستين وأربعمائة.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.

 

 

عَليّ بن عبيد الله الخطيبي من أهل مَا وَرَاء النَّهر فى طبقَة قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله تفقه على أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْحلْوانِي وَعلي أبي مُحَمَّد الناصحي ورد أَصْبَهَان فولى للسُّلْطَان طغرل بك الْقَضَاء بهَا قَالَ الْهَمدَانِي وحَدثني صَاحبه عبد الْجَبَّار بن عَليّ الْحلْوانِي مدرس مشْهد يُونُس بن مَتى بِالْكُوفَةِ قَالَ قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ زاهدا متنسكا قَلِيل الإختلاط بالسلاطين منعكفا على تدريس الْعلم إِذا سمع قَارِئًا يقْرَأ فاضت دُمُوعه وَبَقِي سبع عشرَة سنة يقوم اللَّيْل وَلَا يضع جنبه على الأَرْض وَحج وَهُوَ شَاب قَالَ الْهَمدَانِي وَحكى أَبُو مَنْصُور أَحْمد بن مُحَمَّد بن الصّباغ أَنه ورد إِلَى بَغْدَاد فى رِسَالَة من السُّلْطَان طغرل بك سنة نَيف وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وناظر أَبَا نصر عبد السَّيِّد بن مُحَمَّد بن الصّباغ لم يناظر غَيره وَلم يقْصد بعد طغرل بك سُلْطَانا وَلزِمَ السُّكُوت حَتَّى قَالُوا رُبمَا كَانَ يفصل بَين الْخُصُوم بِالْإِيمَان بعض الْأَوْقَات وَصلى الصُّبْح فى يَوْم من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة فى مَجْلِسه بأصبهان فَأَتَتْهُ إمرأة من جِيرَانه مَعْرُوفَة بالصلاح وَالدّين فَقَالَت بَيْنَمَا أَنا نايمة وَقت السحر رَأَيْت كَأَنِّي فى مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تقدم رجل فَأذن فى مَسْجده وَأقَام واصطف النَّاس وَرَاءه فَقيل لَهُ أما تكبر تَكْبِيرَة الْإِحْرَام فَقَالَ لَا أكبر حَتَّى يحضر أَبُو الْحسن الخطيبي فَلَمَّا سمع ذَلِك نَهَضَ عَن سجادته وَمَشى حافيا من مَوْضِعه وَخرج عَن أَصْبَهَان وَتوجه إِلَى قَرْيَة الضبري وَهُوَ على سمت الْعرَاق فَبلغ ذَلِك أَبَا عبد الله بن الْفضل بن مَحْمُود رَئِيس أَصْبَهَان وَجَمَاعَة الْوُجُوه فلحقوه وسألوه أَن يلبس مداسا فَلم يفعل حَتَّى وصل الْقرْيَة وَقد أثر التَّعَب فِيهِ قَالَ وَسمعت قَاضِي الْقُضَاة أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الدَّامغَانِي يَحْكِي قَرِيبا من هَذَا وَأَن نظام الْملك أَبَا عَليّ وَشرف الْملك أَبَا سعد المستوفي وَكَمَال الْملك أَبَا الرضاء الظفراني بَلغهُمْ أَنه قد أحرم بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَه دِينَار وَاحِدًا فأنفذ إِلَيْهِ كل وَاحِد بِمَال جزيل قَالَ ابْن الْهَمدَانِي فَحَدثني أَبُو مُحَمَّد أَحْمد الْعدْل أحد شُيُوخ الْبَصْرَة بهَا فى دَاره ثمَّ قَالَ نزل عَليّ فى دَاري هَذِه وَكَانَ نَائِما فى ذَلِك الْبَيْت وَأَشَارَ إِلَيْهِ فَقَالَ جمَاعَة حضروني يحْتَاج هَذَا القَاضِي إِلَى الإستظهار فى طَرِيقه وَلَا يخرج حَتَّى يستصحب من الخفراء من يوثق بِهِ فسمعهم وَهُوَ فى هومه فَنَهَضَ عَن مرقده وَقَالَ يقضون على مُدبرالْأَمر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض وَكَانَت مَعَه زَوجته فَمَاتَتْ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ مَعَه وَلَده إِسْمَعِيل وَصَاحبه أَبُو الْعَلَاء صاعد بن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن البُخَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الراسمند وهما صبيان فَخَرَجَا مَعَه فَأَخذه الْعَرَب عِنْد السفاج وأسروه وَكَانَ يُصَلِّي على عَادَته وَقت الظهيرة فى الشَّمْس وَرَأسه مَكْشُوف وَبَقِي فى أسرهم سَبْعَة أشهر فَبلغ ذَلِك نظام الْملك وَشرف الْملك فنقدا سبع مائَة دِينَار إِلَى الْقَائِم بِأَمْر الله حَتَّى أرسل بهَا إِلَى الْعَرَب مَعَ ثِقَة فأطلقوا عَنهُ وَكَانَ يَدْعُو وَهُوَ بأصبهان عقيب صلَاته وَيسْأل الله أَن يقدر وَفَاته بِأحد الْحَرَمَيْنِ أَو فى طريقهما فأستجيبت دَعوته قَالَ ابْن الْهَمدَانِي فَحَدثني أَبُو مخلد الطَّبَرِيّ وَقد ذكرته فى أَصْحَاب الشَّافِعِي وَكَانَ إِمَام الرَّوْضَة أَنه اجتاز بالأنواء وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي توفيت فِيهِ آمِنَة بنت وهب أم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ أذن لمُحَمد فى زِيَارَة أمه وَلم يُؤذن لَهُ فى الإستغفار لَهَا قَالَ أَبُو مخلد فأروني قبر الخطيبي بهَا وحَدثني غَيره قَالَ مَاتَ بِالْجُحْفَةِ وَتَقْدِير وَفَاته فى سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَمضى وَلَده إِسْمَعِيل وَصَاحبه أَبُو الْعَلَاء إِلَى مَكَّة فورد فى تِلْكَ السّنة الشريف أَبُو طَالب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الزَّيْنَبِي واختلع الذى صَار أَمِير الْحَاج فَعَاد مَعَهُمَا إِلَيّ بَغْدَاد وَنزلا بنهر طَالِق وَتردد إِلَى قَاضِي الْقُضَاة أبي عبد الله الدَّامغَانِي وَولى الْقُضَاة بأصبهان أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبيد الله الخطيبي ويلقبونه بالنجيب فسعى إِسْمَعِيل ابْن أَخِيه فى عزل عَمه وَولى الْقَضَاء بأصبهان حَتَّى اعتقله السُّلْطَان بركبارق عدَّة سِنِين وَولى مَكَانَهُ أَبُو الْعَلَاء صاعد صَاحب أَبِيه فَلَمَّا ولى السُّلْطَان أَبُو شُجَاع مُحَمَّد بن ملك شاه أَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء وَورد مَعَه إِلَى بَغْدَاد فى سنة إِحْدَى وَخمْس مائَة وَتقدم أَبوهُ عبيد الله وَيَأْتِي ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبيد الله
الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي.