محمد بن ارمغان
بيكان
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وَمن عُلَمَاء عصره الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى مُحَمَّد بن ارمغان الشهير بيكان رَحمَه الله
قَرَأَ الْعُلُوم كلهَا على رجل عَالم فِي ولَايَة الامير ابْن ايدين كنت سَمِعت اسْمه من الْوَالِد المرحوم وَلم اتذكره الان ثمَّ قرا على الْمولى شمس الدّين الفناري ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس بِمَدِينَة بروسا ثمَّ انْتَهَت اليه رياسة الدَّرْس وَالْفَتْوَى ومنصب الْقَضَاء بعد الْمولى شمس الدّين الفناري وَكَانَ مُعظما ومكرما عِنْد السُّلْطَان مرضيا ومقبولا عندالخواص والعوام ودام على ذَلِك الى ان ترك الْكل وسافر الى الْحجاز ثمَّ عَاد الى بِلَاده وَلم يتول شيأ من المناصب الى ان مَاتَ رَحمَه الله وَكَانَ فَاضلا ذكيا صَاحب طبع قوي الا انه كَانَ قَلِيل الْحِفْظ وَكَانَ ابيض اللَّوْن طَوِيل الْقَامَة كَبِير اللِّحْيَة وَكَانَ يحب الْعشْرَة مَعَ اصحابه ويهيء لَهُم الاطعمة النفيسة قرا عَلَيْهِ جدي مَوْلَانَا خير الدّين رَحمَه الله روى ان الْمولى يكان حكم بقضية وَهُوَ قَاض بِمَدِينَة بروسا فانكر ذَلِك الحكم اولادالمولى الفناري وهم كَانُوا بِهِ يتعصبون عَلَيْهِ لامر سَنذكرُهُ فارادوا عقدالمجلس لذَلِك فنصح لَهُم بعض المدرسين وَقَالَ ان هَذَا الرجل عَالم فَاضل رُبمَا يجدالملخص فِي هَذَا الامر فَلم يلتفتوا الى كَلَامه فعقدوا الْمجْلس وَحضر الْمولى الْمَذْكُور وَقَالُوا لَهُ حكمك هَذَا مُخَالف لعدة من الْكتب واظهروا لَهُ النَّقْل مِنْهَا فَقَالَ الْمولى الْمَذْكُور ان الامام زفر هَل هُوَ من الْمُجْتَهدين فَقَالُوا نعم قَالَ اني حكمت فِي هَذِه الْقَضِيَّة بمذهبه لمصْلحَة اقتضته فان قدرتم على نقض الحكم فانقضوه فتحير الْكل لعلمهم بِأَن الْمَذْهَب الضَّعِيف يقوى باتصال الْقَضَاء بِهِ وَسبب تعصبهم عَلَيْهِ هُوَ ان الْمولى الفناري اراد ان يُزَوجهُ بنته فَلم يقبل لانه كَانَ قد عهد مَعَ استاذه السَّابِق بِأَن يتَزَوَّج بنته فَلم ترض نَفسه بِنَقْض الْعَهْد
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.