حميد الدين بن أفضل الدين الحسيني

المولى الفاضل

تاريخ الولادة840 هـ
تاريخ الوفاة908 هـ
العمر68 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةاستانبول - تركيا
أماكن الإقامة
  • استانبول - تركيا
  • بروسة - تركيا

نبذة

حميد الدين بن أفضل الدين. كان عالماً فاضلا جامعاً للعلوم الدينية والعقلية قرأ على أبيه ثم وصل إلى محمد بن أدمغان واجتهد وحصل الفنون وصار مدرساً بمدينة بروسا ثم بإحدى المدارس الثمان ثم جعله السلطان محمد خان قاضياً بقسطنطينية مكان الفاضل محمد بن مصطفى بن الحاج حسن .

الترجمة

حميد الدين بن أفضل الدين
كان عالماً فاضلا جامعاً للعلوم الدينية والعقلية قرأ على أبيه ثم وصل إلى محمد بن أدمغان واجتهد وحصل الفنون وصار مدرساً بمدينة بروسا ثم بإحدى المدارس الثمان ثم جعله السلطان محمد خان قاضياً بقسطنطينية مكان الفاضل محمد بن مصطفى بن الحاج حسن وكان هو قاضياً بعد المولى القسطلانى وهو بعد خواجه زاده وهو بعد المولى خسرو وهو بعد خضر بيك وهو أول قاض بها من حين فتحها السلطان محمد خان ومات حميد الدين وهو مفت بها سنة ثمان وتسعمائة وله حواش على شرح الطوالع للأصفهاني وحواش على حاشية السيد على شرح المختصر وحواش على الهداية ومن تلامذته محيي الدين جلبي الفناري وعبد الواسع بن خضر وحسام الدين حسين بن عبد الرحمن وغيرهم
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.

 

 

المولى الفاضل شيخ الإسلام حميد الدين بن أفضل الدين الحُسَيني، المتوفى بقسطنطينية في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعمائة وله ثمان وستون سنة.
قرأ أولاً على والده، ثم وصل إلى خدمة المولى يكان وصار مدرِّساً ببروسا ثم عزل وأتى قسطنطينية فلقيه السلطان محمد خان في الطريق فدعاه إلى الديوان فلما حضر أعطاه مدرسة والده ببروسا وأوصاه بالإشتغال فكتب هناك "أجوبة اعتراض الشيخ أكمل في شرحه للهداية"، ثم جعله مدرساً بإحدى الثمان، ثم جعله قاضياً بقسطنطينية ثم صار مفتياً في أيام السلطان بايزيد خان إلى أن مات. وكان فاضلاً حليماً زاهداً، يلبس العباءة في أكثر الأوقات ويصلي على حصير. له "حواش على شرح الأصفهاني" وعلى "حاشية شرح المختصر" للسيد وغير ذلك. من "الشقائق".
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى حميد الدّين بن افضل الدّين الْحُسَيْنِي روح الله تَعَالَى روحهما وأوفر فتوحهما
كَانَ عَالما عَاملا وَكَانَ لَهُ جَانب عَظِيم من الْفضل والورع وَالتَّقوى وَكَانَ حَلِيم النَّفس صبورا على الشدائد متخشعا متواضعا قَرَأَ اولا على وَالِده وَهُوَ ايضا كَانَ عَالما صَالحا عابدا زاهدا قانعا صبورا ثمَّ قَرَأَ على عُلَمَاء عصره ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى يكان ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان مُرَاد خَان ابْن اودخان الْغَازِي بِمَدِينَة بروسه وعزل عَنْهَا فِي اوائل سلطنة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وأتى هُوَ الى مَدِينَة قسطنطينية وبينما هُوَ يمر فِي بعض طرقها اذ لَقِي السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَهُوَ ماش فِي عدَّة من غلمانه وَكَانَ من عَادَته ذَلِك قَالَ فعرفته وَنزلت عَن فرسي ووقفت فَسلم عَليّ وَقَالَ انت ابْن افضل الدّين قَالَ قلت نعم قَالَ احضر الدِّيوَان غَدا قَالَ فَحَضَرت وَلما دخل الوزراء عَلَيْهِ قَالَ جَاءَ ابْن افضل الدّين قَالُوا نعم قَالَ اعطيته مدرسة وَالِدي السُّلْطَان مُرَاد خَان بِمَدِينَة بروسه وعينت لَهُ كل يَوْم خمسين درهما وَطَعَامًا يَكْفِيهِ من مطبخ عِمَارَته فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ وَقبلت يَده اوصاني بالاشتغال بِالْعلمِ وَقَالَ انا لَا اغفل عَنْك قَالَ فاشتغلت بِتِلْكَ لمدرسة وَسَقَطت لحيتي من كَثْرَة الِاشْتِغَال حَتَّى اتهمني بعض الاعداء بِمَرَض هائل قَالَ فَكتبت هُنَاكَ اجوبة عَن اعتراضات الشَّيْخ اكمل الدّين فِي شَرحه للهداية قَالَ ثمَّ انه اعطاني السُّلْطَان مُحَمَّد خَان اُحْدُ الْمدَارِس الثمان فَذهب هُوَ الى الْغَزْوَة وَوَقع فِي قسطنطينية طاعون عَظِيم فَخرجت بأولادي الى بعض الْقرى قَالَ وَكنت الازم مِنْهَا الى قسطنطينية وأدرس كل يَوْم من الايام الْمُعْتَادَة من ارْبَعْ كتب مَعَ اهتمام عَظِيم بِحَيْثُ لَا يُمكن الْمَزِيد عَلَيْهِ وَلما رَجَعَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان من الْغَزْوَة استقبلته فَلَمَّا رَآنِي قَالَ ادن مني فَلَمَّا دَنَوْت مِنْهُ قَالَ لي سَمِعت انك تسكن بَعْضًا من الْقرى وتلازم الدَّرْس من اربعة كتب مَعَ كَمَال الاهتمام وَأَنت اديت مَا عَلَيْك وَبَقِي مَا عَليّ واهدي الى كل من عُلَمَاء الْبَلَد اسيرا وَأهْدى الى ابْن افضل الدّين اسيرين ثمَّ جعله قَاضِيا بِمَدِينَة قسطنطينية ثمَّ صَار مفتيا بهَا فِي أَيَّام السُّلْطَان بايزيد خَان وَمَات وَهُوَ مغت بهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعمِائَة كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى رجلا صبورا لَا يرى مِنْهُ الْغَضَب حكى الْمولى الْوَالِد رَحمَه الله تَعَالَى انه قَالَ حضرت فِي مجْلِس قَضَائِهِ فتحاكمت اليه امْرَأَة مَعَ رجل فَحكم الْمولى الْمَذْكُور للرجل فأطالت الْمَرْأَة لسانها عَلَيْهِ واساءت القَوْل فِيهِ فَصَبر على ذَلِك وَمَا زَاد على ان قَالَ لَا تتعبي نَفسك حكم الله تَعَالَى لَا يُغير وان شِئْت ان اغضب عَلَيْك فَلَا تطمعي فِيهِ وَحكى استاذي الْمولى محيي الدّين الفناري انه قَرَأَ عَلَيْهِ مُدَّة كَثِيرَة وَشهد لَهُ بِأَنَّهُ لم يجد مسئلة من الْمسَائِل شَرْعِيَّة اَوْ عقلية الا وَهُوَ يحفظها قَالَ وَلَو ضَاعَت كتب الْعُلُوم كلهَا لامكن ان يكْتب كلهَا من حفظه وَله حواش على شرح الطوالع للأصفهاني وَهِي مَقْبُولَة متداولة وحواش على حَاشِيَة شرح الْمُخْتَصر للسَّيِّد الشريف وَهِي ايضا مَقْبُولَة عِنْد العلماءر وح الله تَعَالَى روحه وَزَاد فِي أَعلَى غرف الْجنان فتوحه
الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية - المؤلف: عصام الدين طاشْكُبْري زَادَهْ.

 

 

حميد الدين الحسيني: حميد الدين بن أفضل الدين العالم العلامة المولى حمد الله الحسيني. كان له حظ عظيم من الورع والتقوى والعلم والفضل. قرأ على والده، وكان والده عالماً صالحاً زاهداً قانعاً صبوراً، وعلى غير والده، ثم خدم المولى بيكان، ثم أعطي تدريس مدرسة السلطان مراد خان ببروسا، وعزل عنها في أوائل دولة السلطان محمد خان، فأتى القسطنطينية، فبينما هو ذات يوم مار في بعض طرقاتها إذ لقي السلطان محمد، وهو ماش مع عدة من علمائه، وكان ذلك عادته قال: فعرفته، ونزلت عن فرسي، ووقفت فسلم علي، وقال: أنت ابن أفضل الدين؟ قلت: نعم، قال: أحضر الديوان غداً، قال: فحضرت، فلما دخل الوزراء عليه قال: جاء ابن أفضل الدين، قالوا: نعم قال: أعطيته مدرسة والدي السلطان مراد خان ببروسا، وعينت له كل يوم خمسين درهماً، وطعاماً يكفيه من مطبخ عماتي. قال: فلما دخلت عليه، وقبلت يده أوصاني بالإشتغال بالعلم، وقال: أنا لا أغفل عنك، ثم أعطاه السلطان محمد إحدى المدارس الثماني، ثم جعله قاضياً بالقسطنطينية، ثم صار مفتياً بها في أيام السلطان أبي يزيد خان، واستمر حتى مات، وكان عالماً كبيراً. ذكر تلميذه المولى محيي الدين الفناري أنه لم يجد مسألة من المسائل شرعية أو عقلية إلا وهو يحفظها، وقال: لو ضاعت كتب العلم كلها لأمكن أن يمليها من حفظه، وهذا الكلام في نفس الأمر غلو وإغراق. وحكى في الشقائق عنه أنه حكى عن نفسه أنه وقع بالقسطنطينية طاعون حين كان مدرساً بإحدى الثماني، فخرج ببعض أولاده إلى بعض القرى، وهي زلة لا تليق بمقام مثله، وكان حليماً صبوراً لا يكاد يغضب حتى تحاكم إليه، وهو قاض رجل وإمراة، فحكم للرجل، فاستطالت عليه المرأة، وأساءت القول في حقه، فلم يزدها على أن قال: لا تتعبي نفسك حكم الله لا يغير، وإن شئت أن أغضب عليك، فلا تطمعي، وله حواش على شرح الطوالع للأصبهاني، وهي متداولة مقبولة، وحواش على شرح المختصر للسيد الشريف، وهي مقبولة أيضاً، وكانت وفاته في سنة ثمان وتسعمائة.
- الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة -