محمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي
أبي عبد الله
تاريخ الوفاة | 758 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الفقيه القاضي الخطيب محمد بن علي بن عبد الرزاق الجزولي
(نشأ أبو عبد الله محمد الجزولي بفاس، وتلقى فيها علومه، ثم ارتحل إلى تونس وأخذ عن طبقة شيوخها وروى عن علمائها. وعينه أبو الحسن المريني على قضاء فاس. واستمر على خدمته في القضاء حتى عزله أبو عنان المريني بالفقيه أبي عبد الله المقري. ولكن أبا عنان جمع مشيخة العلم في مجلسه للاستفادة منهم، وكان فيهم الجزولي فأخذ عنه الحديث وقرأ عليه القرآن الكريم. وتوفي الجزولي أواخر مدة أبي عنان، سنة ثمان وخمسين وسبع مئة. ونقل في نيل الابتهاج عن أحد المؤرخين قوله في الجزولي «كان فقيها، قاضيا، معمرا، راوية من الفضلاء». وترجم له أيضا ابن القاضي في جذوة الاقتباس 39.
[كنيته:]
يكنى أبا عبد الله وأدركته، ورأيته، ويعرف بابن عبد الرزاق وبابن الحاج وهو من أهل فاس. وكان أبوه علي بن عبد الرزّاق فقيها متفننا محدثا حافظا صالحا. وله رحلة إلى المشرق قضى فيها فريضة الحج وأخذ عن علماء المشرق. وأبو عبد الله هذا ولي قضاء الجماعة بفاس في دولة أمير المسلمين أبي الحسن، وقدم للخطابة بجامع القرويين في فاس-رحمه الله-.
حاله-رحمه الله تعالى-:
كان من أولي المعرفة بالحديث، بصيرا بالقديم من القريض والحديث.
وأمّا الإنشاء، فكان يصوغ منه ما يشاء. وهو أمير حلبته، ورئيس طلبته!
فمن قوله هذه الأبيات والرسالة جاوب بها بعض أصحابه من الفقهاء والأعلام:
أما ومعان قد نظمت مقصّرا ... فأطلعتها غرّاء في أفق الفكر
وأودعتها من حلّ سحرك نفثة ... أحالت إلى التّحليل غائلة السّكر
لقد نسمت من روض علمك نفحة ... تناست بها الألباب عاطرة الشّحر
وأهديت لي بكرا تكامل حسنها ... فأكرم بها حسناء عالية القدر
لها غزل ينسي اللبيب وقاره ... لها زجل بالحمد يغني عن الشّكر
تحيّي فتحيي من هوى النّفس داثرا ... يجدّد لي عهدا بما ضلّ عن فكري
سيدي! شرح الله له بالمعارف صدرا، ووضع عنه من ملاحظة الأغيار إصرا، ورفع له في مقامات العلماء العاملين ذكرا، ووهبه على مكابدة إبراز الموجب عليه في ذلك أجرا. ما زلت أرتقب صبح وصاله أن يتنفس ولا يتعوص، وآمل لحظة من إقباله أتميز بها مزية من اختصاصه وأتخصص. إلى أن تنفس ذلك الإصباح وتبلج، وتعطر الأفق بأنفاسه الكريمة وتأرج. فأطلع سيدي من مواصلته شمسا، وأوجد بملاطفته المشعرة بالاختصاص أنسا، وخلع من حلاه ما أوجب لمحلاه أن قرّ عينا وطاب نفسا.
وجهز من بنات فكره عقيلة طالما تطاولت إليها الأعناق فجدت، لنيل صلاتها الآمال فصدت. ووقفت بباب حملتها أعزة الخطاب منافسة في طلابها فرّدت. أرسل بها لا عدمت أفضاله متوددا، وارتضى لها بحسن اختياره حبا لم يزل حول حماها مترددا. أظنه أبقاه الله توسم خلوصه لها بأنوار خلوصه، وأمضى له من حكم استحقاقه ما ثبت لديه لزومه بأدلة نصوصه. وغير بدع من ذي بصيرة منيرة أن يتوسم، أو محب يجد الروح من تلقاء حبيبه إذا تنسّم. فابتهجت بورودها بشرا، وقبلت نفحة حسنها شفعا ووترا. وأخلقت بردها طيا ونشرا، ونذرت أن أصوم من أيام العمر عشرا! وكيف لا؟ وقد ألفيتها قد حليت من الدرر النفيسة بمنثور ومنظوم، وباحت لي من المعارف بسر عن غير أهله مكتوم. ونازعتني كأس خلوص أصبحت بنشوته أقعد وأقوم. شكر الله لمهديها إحسانه، ولا زالت العفاة تجد من إفضاله روحه وريحانه!
أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن - إسماعيل بن يوسف الخزرجي الأنصاري النصري المعروف بابن الأحمر.
محمد بن علىّ بن عبد الرزاق الجزولى.
الإمام القاضى أبو عبد الله الخطيب. كان أحسن الناس خلقا وخلقا. كان قاضيا بحضرة أبى سعيد المرّينى وخطيبه. ولما توفى أبو سعيد أخذه ولده أبو الحسن.
أخذ عن أهل فاس، ورحل إلى تونس فأخذ بها عن علمائها كاليفرنى، والفودرى وابن جماعة، وابن سرور، وغيرهم ، وعن أبى عبد الله: محمد بن الحسين الزّبيدى، وأخذ التّصوّف عن أبيه، ولبس منه الخرقة.
وكان له التقدّم فى علم الأصول بفاس، وكان يعقد لذلك مجلسا فى جامع القرويين، وكان يطاوعه القلم فى الكتابة، وكان معظّما عند أبى الحسن المرينى.
توفى فى حدود 755.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)