عبد القادر بن إبراهيم بن شرف الدين الحموي الكيلاني

تاريخ الولادة1080 هـ
تاريخ الوفاة1157 هـ
العمر77 سنة
مكان الولادةبغداد - العراق
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق
  • استانبول - تركيا
  • حلب - سوريا
  • حماة - سوريا
  • دمشق - سوريا
  • القاهرة - مصر

نبذة

السيد عبد القادر بن السيد إبراهيم بن شرف الدين بن أحمد بن علي وينتهي نسبه إلى سيدي عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه الحنفي الحموي القادري نزيل دمشق السيد الشريف الحسيب النسيب الشيخ المعتقد الصالح التقي المتعبد المتهجد الفالح الناجح السخي الجواد الشهم المهاب كان مبجلاً معظماً رئيساً صنديداً.

الترجمة

السيد عبد القادر بن السيد إبراهيم بن شرف الدين بن أحمد بن علي وينتهي نسبه إلى سيدي عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه الحنفي الحموي القادري نزيل دمشق السيد الشريف الحسيب النسيب الشيخ المعتقد الصالح التقي المتعبد المتهجد الفالح الناجح السخي الجواد الشهم المهاب كان مبجلاً معظماً رئيساً صنديداً ذو عز وجاه وسمو رفعة مع تمام الثروة والسعة ولد ببغداد في سنة ثمانين وألف وبها نشأ وقرأ على جده لأمه العلامة الشيخ مدلج البغدادي وعلى خاله الفاضل الشيخ ظاهر وأخذ عنهما وعن غيرهما العلم وأحسن الخط وأنشأه الله بموافقة الحظ وكان يتكلم بالفارسي وبالتركي وقدم حماه في سنة خمس وتسعين وألف وتصدر في دار أبيه وتولى النقابة بها وسافر إلى حلب وقسطنطينية والقاهرة وقدم بأولاده في آخر أمره إلى دمشق وقطنو بها وكان السبب في سكناهم دمشق والتوطن بها كونهم كانوا حكام حماه يضمنونها من طرف الدولة ويلتزمونها يمال معلوم وهي ونواحيها في تصرفهم وانعقدت أمورها بهم واختصوا بها ثم دخل الطمع عليهم في الأحكام بها فقامت عليهم أهالي حماه ورعاعها وكان ذلك بتحريك بعض المعاصرين لهم من الحكام قال المصحح يحكى أن حجي كان يضرب ثوره الكبير لتربية ثوره الصغير العاصي ويقول لولا أشار الكبير ما كان يعصي الصغير انتهى وهجموا على دورهم وقصدو نهبها وحاصروهم حتى صاروا يضربونهم بالرصاص وتنادي أهل حماة طاب الموت واشتدت هذه الحالة بهم واستقامت مدة أيام قلائل حتى وجدوا فرصة للفرار وجاء المترجم إلى دمشق وقريبه الأستاذ الشيخ السيد يس وأولاد المترجم السيد يعقوب والسيد إسحق والسيد محمد والسيد صالح والسيد عبد الرحمن وقصدوا الحج لبيت الله الحرام في تلك السنة وهي سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وكان أمير الحاج ووالي الشام إذ ذاك الوزير عبد الله باشا الأيدينلي ثم بعد عودهم من الحاج استقاموا بدمشق واستوطنوها ولما قدم حاكماً لدمشق الوزير قال المصحح إن سليمان باشا تولى مصر بعد مصطفى باشا وقبل علي باشا وعزله عثمان بك ذو الفقار في جمادي الأولى سنة 1153 انتهى سليمان باشا العظم تزوج بابنة الشيخ يس المذكور واتصلت القرابة بينهم وكان السبب في ذلك تراخيهم في الأمور حين رفع القلعة بدمشق الوزير إسمعيل باشا العظم والذي جرى عليه وعلى ولده الوزير أسعد باشا لما كان محبوساً بقلعة حماه للأمر السلطاني بذلك فظهر من المترجم ومن قريبه الشيخ يس طمع في ذلك وصدرت من أولاده فعال غير مرضية في حق المذكورين واستقام المترجم في دمشق إلى أن مات وصارت له بدمشق الشهرة التامة وأنفق في أيامه بها دراهم كثيرة وأموالاً لا تحصى وعلا قدره وسما ذكره وصار بنو الآمال وافدة عليه لقضاء حوائجهم واستدانت منه أناس كثيرون أموالاً ووقف داره بعض عقارات بدمشق وكان حسن المحاضرة عذب المحاوره جميل المعاشرة فضيل المذاكرة يروي الأشعار والنكت والأخبار دمث الأخلاق وكان له أخ اسمه الشيخ عبد الرزاق له فضل وأدب وشعر ورأيت له ديوان شعر ومولده أيضاً في بغداد وكان على المترجم تدريس وتولية المدرسة العصرونية بحماه باعتبار رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي ثم أعطى قضاء طرابلس الشام مع رتبة قضاء القدس الشريف وصرف على صيرورة ذلك مبلغاً وافياً من الدراهم قال المصحح قال في كتابه العزيز ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام إلى آخر الآية انتهى ولم يتول بعد ذلك منصباً ولم يزل معظماً مبجلاً إلى أن مات وكانت وفاته في ذي القعدة سنة سبع وخمسين ومائة وألف ودفن بتربة الباب الصغير بالقرب من مرقد زين العابدين رضي الله عنه وأما أولاده المذكورون فالسيد يعقوب كان أديباً وستأتي ترجمته وأما السيد إسحق فكان مباركاً وتوفي مقتولاً بحماة في سنة خمس وثمانين ومائة وألف وأما السيد محمد فكان خطاطاً وتولى نقابة دمشق وتوفي في سنة ست وثمانين ومائة وألف بحماه وأما السيد صالح فكان صالحاً وكانت له رتبة اعتبار المدرسين بدمشق وتوفي بها في سنة اثنين وثمانين ومائة وألف وما السيد عبد الرحمن فكان عالماً فاضلاً ومرت تراجم بعضهم في هذا الكتاب وقد رثى المترجم السيد مصطفى العلواني الحموي بقصيدة مطلعها
هوت من بنا المجد الرفيع دعائمه ... وأقوت مغاني أنسه ومعالمه
وأصبح ركن المكرمات مضعضعاً ... ويا طالما شادت فخاراً مكارمه
وأغطش ليل ليس عندي نهاره ... بأبيض بل يربو على الليل فاحمه
وإن نهاراً شمسه غربت ولا ... يرجى لها الاشراق يظلم قاتمه
أبان ضمير الدهر عن سوء مخير ... لقد ظل فينا برهة وهو كاتمه
إلا رحمة عند المنون لماجد ... لقد وسعت أهل الزمان مراحمه
تجهم وجه كان بالأمس ثغره ... ليفتر عن تلك المسرات باسمه
وأوكف دمع الحزن دمعاً كأنني ... به إن تمادى يملأ الحزن ساجمة
فواعجباً للطود يودع حفرة ... وما برحت فيح الفلاة تعاظمه
ويحويه بطن الأرض وهو الذي حوى ... مكارم عنها ضاق لا شك عالمه
منها
رضيع لبان المجد ما سنه وإن ... تناهى عن استرضاع ذلك فاطمه
إذا هو أعطى استأصل الجود ماله ... وما هو إلا في المبرات قاسمه
منها
ليبك عليه حندس الليل إنه ... لقد عرفيه بعده الآن قائمه
يبيت يجافي الجنب عن خير مضجع ... فليس سوى طول السجود يلايمه
ويزري على خديه دمعاً يثيره ... توهج قلب خوفه الله ضارمه
ويتلو كتاب الله وهو الذي به ... لقد عمرت أوقاته ومواسمه
بذلك إن الله يحبوه بالرضى ... دلائل خيرات تظل تلازمه
أبى الله إن الدهر مهما تفاقمت ... حوادثه عن فعله البر حاسمه
لتهن به الحور الحسان فإنها ... لفي غرف الفردوس أمست تنادمه
على ذلك القبر الذي فيه قد ثوى ... لينهل من مزن الرضى متراكمه
مدى الدهر ما هب النسيم وغردت ... على فنن الغصن الرطيب حمائمه
لتهن به الحور الحسان فإنها ... لفي غرف الفردوس أمست تنادمه
على ذلك القبر الذي فيه قد ثوى ... لينهل من مزن الرضى متراكمه
مدى الدهر ما هب النسيم وغردت ... على فنن الغصن الرطيب حمائمه
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.