عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرزاق البهنسي الدمشقي
تاريخ الولادة | 1125 هـ |
تاريخ الوفاة | 1189 هـ |
العمر | 64 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
السيد عبد الرزاق بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الحق المعروف بالبهنسي الحنفي الدمشقي الشيخ العالم الفاضل الفقيه كان محققاً له اطلاع في التفسير والفقه والأدب وغير ذلك مكملاً له تفحص على المسائل الدقيقة والغريبة ويبديها ولد بدمشق في ثالث شوال سنة خمس وعشرين ومائة وألف ونشأ واشتغل بطلب العلم على جماعة فقراً على الشيخ محمد قولقسز وانتفع به وعلى الشيخ إسمعيل العجلوني والشيخ صالح الجينيني والشيخ محمد التدمري والشيخ عبد الله البصروي والشيخ حسن الكردي نزيل دمشق وأخذ عن الاستاذ السيد مصطفى الصديقي وغيرهم وقرأ في الفقه والنحو والتفسير والمعاني والبيان والمنطق والصرف وغير ذلك وأتقن وحصل وفضله لم يشتهر لعدم تقيده في الاقراء والتدريس لكونه كان محباً للعزلة وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وذكر له من شعره وقال في وصفه جيفة ضغن وحسد وشنشنة لؤم ضمها جسد راض جواد فكره في حزن الخداع وسهله فتلا عليه حاله ولا يحيق المكر السئ إلا بأهلة متشدقاً في ما يؤديه متكبراً فيما يخفيه ويبديه مهتماً بشأن الظهور ومتأسفاً على يوم مشهور فلم تجب الأيام له وسيلة ولم تنقع من تلك الأؤام غليله فنصب الحيلة في نيابة بعض محاكم الأطراف وانتصب لأجراء الأحكام فجرى في سوح الجور والاسراف فتحققت اساءة الظنون فيه والظلم كمين في النفس القدرة تظهره والعجز يخفيه فما مكث إلا يسيراً وانقلب لصولةالعزل أسيراً فندم ندم الفرزدق حين طلق نوار وكان ما بناه من الاقتراف على شفا جرف هارفاً نهار ثم لاذ ببعض الأفاضل وتلمذ له وحسن له ما زخرفه من دهاه وسوله فشن عليه غارة دبرها بمكره الذي ما تعداه واستأصل وظائفه وما ملكت يداه فكانت قوام معاشه وسبب انقاذه من أنياب الفقر وانعاشه وأراد أن يتفهق فتصوف ولم يدر في أي حالة تصرف فجمع بين الأروى والنعام وظمئ من اللج الذي فيه عام وطال حتى كأنه من السدنة الذين يسترقون السمع وراض في ملعب خده على نهضة سوابق الدمع وصار مدمنة تقريع ومجلبة توبيخ مريع وله شعر لم يتناسب طرفاه يقول من سمعه فض الله فاه انتهى مقاله وقد أكثر في ذمه كعادته في غالب تراجمه ومن شعر المترجم قوله من قصيدة
ظفرنا بما نهوى وقد حفنا السعد ... فحي على حي المسرة يا سعد
وطابت نفوس الأنس منا وأعلنت ... صوادح أطيار الهناطر باتشدو
وخابت ظنون الحاسدين فأصبحوا ... حيارى يخزي لا يعيدوا ولا يبدوا
وحاق بأهل المكر سئ مكرهم ... وقد خمدت نار لها منهم وقد
زويدكم مهلاً بني المهد إنكم ... أسارى بحجر الحجر ما عندكم رشد
أسامة لما فارق الغاب جاءه ... ثعالة جهلاً وافداً وله وأد
ولم يدر أن الغاب ما غاب ربه ... بهجر ولكن كي يكون له وبد
ورب أناس تظهر الود ريبة ... وحشو الحشا منها لقد سجر الحقد
يخيل منها فاسد الفكر مأملا ... وظنوا بأن الهزل يعقبه الجد
ومن بلغ أعقاب الأمور فإنه ... جدير بما قالوا وليس له رد
وهيهات أن يحظوا إذا اشتد هائل ... بمثل حليم دأبه الجود والمجد
منها
فآب بحول الله والنصر قائداً ... يحف به واللطف في ركبه يحدو
وقد جاء نصر الله والفتح مورد ... ترى الناس فوجا بعد فوج لها ورد
ومن صادف البحر الخضم سعي له ... ولا يظمئنه جعفر لا ولا ثمد
ومنها
ولا زلت في برد السيادة رافلاً ... مدى الدهر لا منع يعوق ولا صد
ودم في أمان الله والعز منشداً ... ظفرنا بما نهوى وقد حفنا السعد
وقد أنشده أخوه السيد أحمد قوله
دع الخلاعة في حب الحسان وذم ... أسير علم وأمعن في مطالعته
ولازم الدرس والكراس مجتهداً ... وأسهر العين ليلاً في مشاهدته
وعد عن غي ذي بغي ودعه يتم ... مع الحبيب ويحظى في مطالعته
فكتب إليه بقوله
إن الخلاعة في حب الحسان هدى ... وما على العاشق الولهان من بأس
فعش حميد الورد الخد ملتثماً ... ومت بذاك شهيداً دون إلباس
ولازم الدرس والكراس مجتهداً ... واسهر العين ليلا في مشاهدته
وعد عن غي ذي بغي ودعه ينم ... مع الحبيب ويحظى في مطالعته
فكتب إليه يقوله:
إن الخلاعة في حب الحسان هدى ... وما على العاشق الولهان من باس
فعش حميد الورد الخد ملتئما ... ومت بذاك شهيدا دون الباس
ولازم الدرس والكراس مجتهدا ... في ردع كل غليظ قلبه قاس
يظن أن بوصل الحب منقصة ... لكن حرمانه يكفيه في الناس
فكتب الأديب السيد أحمد الفلاقنسي بقوله
إن الغواية في عشق المليح هدى ... وما على الصب بأس في مضاجعته
فقف قليلاً لدى المحبوب مجتنياً ... ورد الخدود وحاذر من مخالفته
واحرص على سره من أن تبوح به ... وأسهر العين تحظى في مشاهدته
وثابر الدرس والكراس مجتهداً ... في ردع كل غليظ أو مجادلته
وخل من ظن إن الحب منقصة ... أسير علم ودعه في مكابدته
وقال ملغزاً في أذربيجان الشيخ سعيد السمان
أيا واحد النقاد في النحو قد أتى ... إلى سؤال حير الفكر وصفه
فما اسم نرى فيه موانع خمسة ... فإن زالت إحداها تعين صرفه
فلما رآه المترجم كتب مجيباً بقوله
سؤالك أذرى بي فأعدمني الحجي ... ومن بعده جان على الحب مسرف
زيادة تركيب عليها قد احتوى ... وعجمته بين الموانع تعرف
وللمترجم
يقول لنا كانون ماذا ينالني ... بلومكم إياي طال التعاتب
على شدة إني جبلت وإنني ... أصم وما أدري بماذا أخاطب
وكأنه أراد الرد على الفاضل محمد التافلاني المغربي نزيل القدس حيث قال
أقول لكانون ترحل عن الورى ... فدا بك تشتيت لجمع الحبائب
فقال فلا تضجر وإن كنت بارداً ... فإن ثمار الأرض فضل سحائبي
وقوله أيضاً
أقول لكانونين أنهكتما القوى ... وما بكما للعالمين نشاط
فقالا إذا غبنا سيحمد أمرنا ... وأما شباط ما علبه رباط
وقد ضمن المصراع الأخير من البيتين الأولين الأديب مصطفى اللقمي الدمياطي نزيل دمشق فقال
يقول لنا كانون إن كنت بارداً ... فللمهج الحر اللذيذ مشاربي
وكم لي من أيدي امتنان على الربا ... فإن ثمار الأرض فضل سحائبي
وقد ضمن المصراع المذكور أيضاً السيد محمد الشويكي الدمشقي فقال
أقول لكانون أطلت عناءنا ... ببرد وأمطار وطول غياهب
فقال اذكروا عقباي فهي حميدة ... فإن ثمار الأرض فضل سحائبي
وقد طلب تشطير بيتي التافلاتي وتخميسهما من الأديب سعيد السمان الدمشقي فقال أولاً مشطراً
أقول لكانون ترحل عن الورى ... لقد رعتهم بالبرد من كل جانب
وعرج ولا تبغي المقام بأرضنا ... فدأبك تشتيت لجمع الحبائب
فقال ولا تضجر وإن كنت بارداً ... بطبعي ولكني حميد العواقب
ولي صدق برهان على ما ادعيته ... فإن ثمار الأرض فضل سحائبي
ثم قال مخمساً لهما
إذا ما الشتاء الصعب أقبل وانبرى ... يرينا من التعبيس وجهاً منكرا
وبردا به الأجفان لم تذق الكرى ... أقول لكانون ترحل عن الورى
فدأبك تشتيت لجمع الحبائب
فطبعك منه الماء يصبح جامداً ... وكم زمهرير منك فت الجلامدا
أهل منك نرجو بعد ذاك فوائداً ... فقال فلا تضجر وإن كنت باردا
فإن ثمار الأرض فضل سحائبي
ثم قال مضمناًأقول لكانون وقد جاء مرحباً ... بمجمع أحباب ونيل مآرب
فقال ولي من بعد ذاك فضيلة ... فإن ثمار الأرض فضل سحائبي
وللمترجم غير ذلك من النظم وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء رجب سنة تسع وثمانين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.