عبد الله بن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي أبي القاسم

ابن رضوان

تاريخ الولادة718 هـ
تاريخ الوفاة782 هـ
العمر64 سنة
مكان الولادةمالقة - الأندلس
مكان الوفاةالدار البيضاء - المغرب
أماكن الإقامة
  • مالقة - الأندلس
  • المغرب - المغرب
  • فاس - المغرب

نبذة

الفقيه القاضي الخطيب الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد الله ابن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان ابن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي أبو القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان النجاري، المالقي الأندلسي، ثم الفاسي، ذكره تلميذه أبو زكريا السراج وقال إنه كان متفننا في علوم شتى آخذا بحظ وافر من الرواية، مجيدا، كاتبا بليغا، حسن الخط، محبا لأهل الدين معظما لهم ولمن ينتسب للصوفية. بدأ أبو القاسم حياته العملية في بلدة مالقة فارتسم في العدول، ثم انتقل الى المغرب فقدم بالحضرة المرينية كاتبا وخطيبا. وقال ابن خلدون فيه إنه كان يكتب عن السلطان ويلازم خدمة رئيس الكتاب ابن عبد المهيمن.

الترجمة

الفقيه القاضي الخطيب الكاتب صاحب القلم الأعلى عبد الله ابن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان بن يوسف بن رضوان ابن يوسف بن رضوان النجاري الخزرجي أبو القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان النجاري، المالقي الأندلسي، ثم الفاسي، ذكره تلميذه أبو زكريا السراج وقال إنه كان متفننا في علوم شتى آخذا بحظ وافر من الرواية، مجيدا، كاتبا بليغا، حسن الخط، محبا لأهل الدين معظما لهم ولمن ينتسب للصوفية. بدأ أبو القاسم حياته العملية في بلدة مالقة فارتسم في العدول، ثم انتقل الى المغرب فقدم بالحضرة المرينية كاتبا وخطيبا. وقال ابن خلدون فيه إنه كان يكتب عن السلطان ويلازم خدمة رئيس الكتاب ابن عبد المهيمن. «وكان ابن رضوان هذا من مفاخر المغرب في براعة خطه، وكثرة علمه، وحسن سمته، وإجادته في فقه الوثائق والبلاغة في الترسيل عن السلطان، وحوك الشعر، والخطبة على المنابر، لانه كان كثيرا ما يصلي بالسلطان. .» وكتب ابن رضوان العلامة لأبي عنان المريني ولجماعة من ملوك المغرب كما قال ابن الاحمر في مستودع العلامة. وترجم ابن خلدون لابن رضوان هذا ترجمة مفصلة في (التعريف:41) وذكر خدمته لأبي الحسن المريني مدة، ثم لحاقه بالأندلس، وعودته الى خدمة أبي عنان المريني وغيره من سلاطين بني مرين إلى أن توفي في بعض حركات السلطان أحمد بأزمور (بالمغرب):

يكنى أبا القاسم. وأدركته، ورأيته.
وهو من أهل مالقة، وأصل سلفه من قرطبة، من بيت أصالة وتعيّن، وعم جدّه القريب رضوان، وهو أبو عبد الله محمد بن رضوان، كان لجدي الرئيس الأمير أبي سعيد فرج بن جدنا الأمير أبي الوليد إسماعيل بن جدنا الأمير أبي الحجاج يوسف الشهير بالأحمر بن جدنا السلطان أمير المؤمنين المنصور بالله أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر الخزرجي، وزيرا ورئيس كتابه وذلك حين كان جدنا الرئيس الأمير أبو سعيد فرج (فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر؛ ومحمد أخو يوسف «جد فرج» هو أول ملوك بني نصر. كان واليا على مالقة، وهو الذي أوقع بسبتة فاحتلها وأجلى بني العزفي «راجع الباب الخاص بتراجم بني العزفي من هذا الكتاب». وانصرف ملك غرناطة إلى ولده أبي الوليد إسماعيل (خامس ملوك النصريين) بعد نصر. وكان الأمير فرج شخصية قوية، وذا نفوذ كبير) المذكور أمير مالقة (مدينة قديمة على شاطيء البحر المتوسط بين الجزيرة الخضراء والمرية وصفت المدينة بالجمال وطيب الهواء ووفرة الخيرات وازدادت أهميتها في عهد بني نصر، ونشطت فيها التجارة وازدهار العمران. وكان لصاحب مالقة أيام بني الاحمر مركز مرموق ومشاركة في كثير من الأمور لمكانة المدينة من البحر وقربها من المغرب وكانت-آنذاك -حاضرة علم وثقافة خرجت عددا كبيرا من الأدباء والكتاب والعلماء واشتهرت المدينة بصناعة الأواني الفخارية والخزفية التي انتشرت على يد التجار منها إلى بلاد المسلمين وغيرها) والجزيرة الخضراء (مدينة بحرية في أقصى الجنوب من الأندلس. وتقابلها مدينة سبتة في بر العدوة من المغرب. وكان مرساها من أجود المراسي للجواز وأقربها من البحر المحيط، وهو مشتى مأمون. وأرض الجزيرة الخضراء أرض زرع وضرع وبخارجها المياه الجارية والبساتين النضيرة، وبها كانت دار صناعة الأمير عبد الرحمن الناصر. وقد تعرضت المدينة للخطر في القرن الثامن مع اشتداد غزوات الإسبان عليها وعلى مملكة غرناطة، واحتلت في عهد الأمير يوسف مع عدد القرى والقلاع ثم عادت الى المسلمين سنة 70) وسبتة من بر العدوة.

والفقيه أبو القاسم هذا  كان قد استنابه في القضاء الفقيه القاضي أبو إسحاق ابراهيم بن أبي يحيى التسولي قاضي حضرة السلطان أبي الحسن المريني.
وبابن رضوان يعرف، ونشأ ببلده مالقة على أحسن حال، كان شاهدا عدلا بسماط شهودها. وارتحل عنها إلى بر العدوة فاستنابه القاضي إبراهيم ابن أبي يحيى المذكور. ثم استكتبه بالحضرة المرينية أمير المسلمين أبو الحسن، ثم اختطب به بتونس حين ملكها من يدي الموحدين آل أبي حفص، ثم استكتبه ابنه أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عنان في حضرته. ثم قلده خطة العلامة ولم يزل عليها حتى الآن في حضرة الملوك من بني مرين.

حاله-نسأ الله في أجله-:
هو سديد الرأي شديد الفهم، بارع الإنشاء رقيق النظم. متلفع ثوب الفصاحة، ورافع راية البهاء والصّباحة. قد امتطى صهوة طرف النّهى، وتقلد نجاد سيف حسن الرّواء. وباعه في المشاركة في العلوم مديد، وله معرفة بطارفها والتّليد. وهو الآن في الدولة المستنصرّية ، والإمارة المرينية، كاتب سرها ورئيس كتابها، والمعظم في وزرائها وحجابها. تحت برّ وإكرام، وسيب إنعام.
وما ذاك إلا للذي حاز من علا ... ومن مكرمات ما لها في الورى محص

فمن قوله يمدح ملك المغرب أمير المسلمين أبا فارس عبد العزيز المريني (السلطان أبو فارس عبد العزيز المريني بن أبي الحسن علي: أصلح الدولة بعد استبداد وزراء الدولة وقتلهم بعض السلاطين، وتخلص من الوزير عمر بن عبد الله الياباني. ووصف أبو فارس بعلو الهمة وحسن السيرة وهو ساعد أمير غرناطة محمد الخامس على استرجاع الجزيرة الخضراء، واستولى على مدينة تلمسان. وإليه لجأ لسان الدين بن الخطيب بعد خروجه عن غرناطة تاركا الغني بالله «محمد الخامس» النصري. وتوفي أبو فارس عبد العزيز سنة 774.)
وهي مولدية ورفعها له في عام ثلاثة وسبعين وسبعمائة:
قف بالدّيار فهذه أعلامها ... يهدى إليك مع النّسيم سلامها
وإذا وقفت بها فحيّ ربوعها ... وذر المدامع يستهلّ غمامها
لنجود هاتيك النجّود وننتحي ... تلك التّهائم بالدّموع سجامها
فتعود روضا دبّجته يد الحيا ... ويميل ريّا أثلها وبشامها
يا نظرة أرسلتها في عبرة ... بين الطّلول فشاقني آرامها
وأطلت بين كناسها وعرينها ... لهفي فطال بأينقي إرزامها
ذكرى حبيب ما ذكرت عهوده ... إلا وصال على الضلوع هيامها
عهدي بها الحيّ الجميع ودونه ... أسد الشّرى ومن القنا آجامها
لم ترن عين الشّمس هالة بدرها ... إلا وضلّل بالقتام خيامها
10 فمن المزاور والأسنّة والظّبا ... متوقّد حول القباب ضرامها
ومن المؤمّل غير طيف خيالها ... لو كان يحظى بالجفون منامها!
فاليوم بعد نوى الأنيس مقوّضا ... أقوت معالمها وصخّ وسامها؟

واستوحشت أرجاؤها، وتجاوبت ... أصداؤها، ودعا الهديل حمامها
أقوى ملاعبها التي جدّ الهوى ... لما تضوّع رندها وخزامها
وجدي على تلك الظّباء وقد نأى ... منها المزار فما استعيد لمامها
إنّي ليحرقني أوار صبابتي ... ويهيجني للآبجات غرامها

 فلكلّ لمحة شارق أو بارق ... أهفو فتغلب مهجتي آلامها
يا صاحبيّ عن الرّكائب حدّثا ... فزمامها ما تعلمان ذمامها
ودعا حديث اللّوم عنّي إنّه ... يذكي لهيب العاشقين ملامها
لما بصرت بطالعات الشّيب في ... شعرات رأسي واستنار ظلامها
وذكرت ما أسلفته فيما مضى ... من موبقات راعني إجرامها
أقبلت أطّلب المتاب وإنّه ... صعب على هذي النّفوس فطامها!
أين الرّجال وصدقها في زعمها ... هيهات يضمن صدقها تزعامها
لولا النّبيّ الهاشميّ محمّد ... خير الأنام شفيعها وإمامها
لقضى على النّفس الظّلوم إياسها ... ولحمّ من خوف الجحيم حمامها
لولا النبيّ الأبطحيّ محمّد... لم تعرف الكفّار ما إسلامها!
كم أمّة ممحوّة آثارها ... كم شرعة منسوخة أحكامها
كم عصبة مغلوبة أنصارها ... كم ملّة مكسورة أصنامها
أيقظتها بهداك يا صبح الهدى ... من رقدة لعبت بها أحلامها
في فترة أخفى الشرائع ليلها ... وسطا على إشراقها إظلامها

والجاهليّة تعتدي كي تعتلي ... سفها ويخضع للصّليب طغامها
عميت بها الأبصار عن إدراكها ... سبل الرّشاد وظلّلت أحلامها
وأتيت يا علم النّبوة صادعا ... بالحقّ تأبى أن يزيغ قوامها
وأتيت يا نور الإله مبصّرا ... أهل العماية فاهتدت أفهامها
وحملت في ذات الإله شدائدا ... راعت سواك وما زهتك جسامها
ناجزتهم بالمعجزات شواهدا ... يفري حجاج المبطلين حسامها
أعجب بناطقة الجمادات التّي ... ما كان يفصح ناطقا إعجامها
أعجب بتكثير القليل براحة ... يكفي الألوف شرابها وطعامها
أعظم بإنزال الكتاب كرامة ... أربى على الرّتب العلى إكرامها
فالعرب خاضعة الزّمام لعزّه ... إذ عزّها بمثاله إلمامها

والبدر شقّ وعادت الشّمس التي ... غابت فأشرق نورها وقسامها
وبليلة الإسراء أكبر آية ... جلّت مكانتها وعزّ مرامها
شاهدت والتّقريب يشهد أنه ... بعلوّ قدرك مؤذن إعلامها
بك شرّف الله النبوّة فاعتلت ... وسما على سمك السّماك مقامها
فالأفق ملتمع الضّياء بنورها ... والأرض طاب وهادها وإكامها
إن تسر في الأنصار سارية لها ... حذرا ليوم تروعها آثامها
فإليك أكرم شافع إنجادها ... وإليك أكبر مرسل إتهامها
لم تقض حقّ المجد إلا عصبة ... أمّت معاهدك الكرام كرامها
يا مصطفى الرّحمن كم من آية ... بهرت بصدقك واستبان تمامها
أوصاف مجدك لا يحيط بمدحها ... ذكر ولا حصر به إتمامها

ماذا يقول المادحون ودرّها ... في الوحي أنزل فذّها وتؤامها
لله مولدك الكريم وفادة ... وإفادة يروي الظّماء جمامها
هو أكبر الأعياد بشرى آذنت ... أن [لا يودع؟] شهرها أوعامها
وافى ربيع الخير منه بليلة ... عن وجه ذاك البدر حطّ لثامها
طفئت بها نيران فارس بعدما ... لم [تطف] ألفا عدّدت أعوامها
والنهر غاض وكان بحرا زاخرا ... وتداعت الشّرفات يسجد هامها
هي ليلة فاق اللّيالي فضلها ... وتشرّفت بزمانها أيامها
أبدى الكريم إمامنا تعظيمها ... وله يحقّ بواجب إعظامها
فهو المليك الصّالح العلم الرّضا ... محيي الشريعة؛ عزّها ونظامها

وهو الخليقة وارث الملك الذّي ... منع الخلافة أن ينال مضامها
حامي الحقيقة فاعلا أو قائلا ... فخر الملوك إمامها وهمامها
هو للغواة شتاتها، هو للعفا ... ة حياتها، هو للعداة سهامها
عزّ انتصارا للّذين بعزّه ... لاذوا وألصق بالغواة رغامها
في اللّيث من وثباته وثباته ... شبه يقرّ بفضله ضرغامها
في الغيث من جدوى يديه مشابه ... لو لم يشق سحب الحيا إنجامها
تندى غضارة بشره فكأنّما ... حامت على ورد النّعيم حيامها
وتريك أفواف الرّياض يمينه ... مهما جرت في رقّها أقلامها
لم يثنه الملك العظيم عن التي ... ضمن الثّواب بخطّه إحكامها
هذا وللخطّي منها هولة ... في الحرب تهزأ بالدّروع سطامها

يا ابن الملوك وإنّهم لملائك ... في الصّالحات علت بها أقدامها
لله فيك سرائر شهدت بها ... آثار عدلك صادقا إفهامها
تلك الخلافة من مرين أصبحت ... والدّين والدّنيا لديك قوامها
فلعزّ نصرك دائما إسراجها ... وعلوّ أمرك دائما إلجامها
إنّ الليالي أنتم قوّامها ... إن الهواجر أنتم صوّامها
إنّ المعارف منكم استهداؤها ... إن العوارف منكم استتمامها
فرغت ثنايا المأثرات حسانها ... فرعت مراعي المكرمات سوامها
لك صدق وعد الله في إظهاره ... للدّين أنت لها، وأنت عصامها!
لك في الجهاد سريرة أخلصتها ... لله فلينشر عليك علامها
لك راحة في الجود راحتها وكم ... كف بمنع نوالها إفعامها!

ولك المواضي الفاتكات صفاحها ... ولك الأيادي المالكات جسامها
ولك الإيالة شاهدا إقبالها ... إن السّعود بها يكون دوامها
هامت بها مصر فلو واصلتها ... لرأت شبيهة عمرها أهرامها!
ولو أنّ بغدادا أردت وجلّقا ... لهوى إليك عراقها وشآمها
إن الفتوح عليك يخفق بندها ... ولديك فيما ترتضيه قيامها
وعداك عوّدك الإله بأنّها ... إن لم تطعك تحط بها آثامها
تلك العطاية عبيد الواد لم ... يرفع لها علم ولا أقوامها
نامت لهم عين الحوادث برهة ... فاستيقظت من بعد ذاك نيامها
لا تحسبنّ لها غناء في الوغى ... فوراؤها عند الهياج أمامها!
إن الإله قضى لها مهما بدت ... تخفى، وعند وجودها إعدامها

أنت الّذي ترث البلاد وأهلها ... منها سوى ما حازه أرجامها!
لك من سعود «المشتري» ما شئته ... ولها نحوس ذلّها بهرامها
إن الشّقيّ وإن تولّى مجفلا ... في النّازحات كما يراع نعامها
لتسوقه الأعراب خادمة به ... ويقود ناقته إليك زمامها!
ويحلّ حيث مضى الذّين، تقدّموا ... طوع السّيوف هوى بهم إلحامها
مولاي يا عبد العزير ومن له ... تحدى الرّكائب والرّجاء خطامها
يا ابن الإمام عليّ الملك الذّي ... دانت إليه من الملوك ضخامها
نجل الإمام أبي سعيد ذي النّهي ... والكفّ تطمع بالعطاء رهامها
نجل الرّضا يعقوب ذي الملك الّذي  ... ملك البسيطة فاستقام أثامها

خذها إليك مدائحا أهديتها ... كالزّهر يطلع زهرها أكمامها
حملت شذا أوصافك الغرّ الّتي ... أرجت  بعرف ثنائها أيّامها
واهنأ بميلاد الرّسول مسرّة ... خفقت على دين الهدى أعلامها
واخلد ودم ما خلّدت أمداحه ... كالمسك ينفح بدؤها وختامها
أعلام المغرب والأندلس في القرن الثامن - إسماعيل بن يوسف الخزرجي الأنصاري النصري المعروف بابن الأحمر.

 

 

 

عبد الله بن يوسف بن رضوان النجاري المالقي، أبو القاسم:
من أعيان كتّاب الدولة المرينية في المغرب. معاصر لابن خلدون. أصله من مالقة. ولد وتعلم بها وقصد المغرب فخدم السلطان أبا الحسن (علي بن عثمان) المريني. وكان معه إلى أن وقعت هزيمته في " طريف " قرب الجزيرة الخضراء (سنة 741) فعاد إلى الأندلس. ولما تم الأمر لابنه أبي عنان (فارس) بفاس (سنة 752) جاءه ابن رضوان فولي له كتابة " العلامة " وخدم بعده أخاه المستعين باللَّه أبا سالم (إبراهيم) وقد تولى سنة 760 فكان من أعيان كتّابه. وفي عهده صنف كتابه " الشهب اللامعة في السياسة النافعة - خ " اقتنيت منه نسخة كتبت سنة 811، وإياه عنى، بالإمامة الإبراهيمية، في مقدمة كتابه. وقتل إبراهيم في أواخر سنة 762 وتوفي ابن رضوان بأنفا (الاسم القديم لمدينة الدار البيضاء الآن) أو بأزمور .

-الاعلام للزركلي-

 

يوجد له ترجمة في: الإحاطة في أخبار غرناطة - لسان الدين ابن الخطيب.

 

 

 

الشيخ الرئيس صاحب العلامة أبو القاسم عبد الله بن يوسف بن رضوان البخاري:
العلم العلامة، وصاحب الحلي والعلامة، أتته منقادة، وألقت في يده المقادة، بعد أن صرفت عند خطبتها قادة، فما بخس حظها ولا وكس، ولم تكن تصلح إلا له ومعاذ الله أن تنعكس؛ مجموع الكمال الذي لا تطور " لولا " بساحته، وركن المقام المريني الذي لا راحة للقلم الأعلى إلا في لثم راحته، وجو الفنون الذي لا مطمع للحسبان في مساحته، ولا الركبان في جوب ساحته، إلى خلق وخلق، تنال كيمياء السعادة من وجهه بطلق، سلم إجماع القول بفضله من الخلاف،
وفعل ذكره في الأعطاف فعل السلاف، وجل أن يعدل فرده بالآلاف، ولا أن يهدد فقده؟ ولا كان؟ بالاستخلاف؛ رحل عن بلده والصون يلحفه، والكون يطرف به الوجود ويتحفه، وسماسرة الحظ المجلوب للمشتري الفيل بالسعد المطلوب تصفه، واستقر من الملك المريني مستقر البرهمانية من التاج، والغنى من كف المحتاج، واتصفت مقدماته بالانتاج، والقت السعادة عصاها واستقرت، وارتفع النزاع لما اعترفت بوجوب حقه الأيام وأقرت، فهو اليوم من المجلس صدره، ومن الأفق بدره، ومن الأمر لسانه، ومن الدهر إحسانه؛ علم لا يخفى في الأرض ولا يلتبس، ومشكاة فيها مصباح والخلق يقتبس؛ وأما خصاله فحقها أن تستر ما أمكن وتبرقع، وتعوذ من عين عطارد كي لا تلقع، خطاً مقروناً بالنصر والعتب، مخلوقاً للمعجز المكتتب، ونظماً علا الرتب، كأنه إذا جلاه، وعلى الكرام الكاتبين أملاه، غائص ينتاب وطباً، ويخرج منه لؤلؤاً رطباً. نقسم بالله قسم من فرغ من تكليف الكلفة، وابتغى الوسيلة والزلفة، ما نعرف نظيراً لفرده، ولا نرجساً مقارباً لورده، أمتع الله حسام الملك من يراعه اللدن بشقيقه، يخطب له الحظ باختياره وتحقيقه، ثم يكتب له عقد رقيقه، ونجلب من فنون آدابه ما تحسده أزهار الأفنان، ويجعل خواتم في البنان، فمن ذلك؟ ولنتخط المطولات الشهيرة، الشائعة شياع الشمس وقت الظهيرة -: كتبت له من الأندلس وقد راب السلطان بها اختصار في التخطيط الذي تتضمنه الكتب الواردة من سلطانه أبحث على السبب، الذي نقل من الوافر إلى الخفيف، وربما كانت الضمائر فاسدة، وسوق ما بينهما في البر كاسدة، هذه الأبيات:
أيا قاسماً لا زلت للفضل قاسماً ... بميزان عدل ينصر الحق من نصر
مدادك وهو المسك طيباً ومنظراً ... وإلا سواد الفود والقلب والبصر
عهدناه في كل المعارف مطنباً ... فما باله في حومة الود مختصر
أظنك من ليل الوصال انتخبته ... إلينا وذاك الليل يوصف بالقصر
أردنا بك العذر الذي أنت أهله ... فمثلك لا يرمى بعي ولا حصر فراجعني عن ذلك بما نصه:
حقيق أبا عبد الإله لك الذي ... لمذهبه في البر يتضح الأثر
وإن الذي نبهت مني لم يكن ... نئوماً وحاشا الود أن أغمط الأثر
ورب اختصار لم يشن نظم ناظم ... ورب اقتضاب لم يعب نثر من نثر
وعذرك عني من من محاسنك التي ... نظام حلاها في الممادح ما انتثر
ومن عرف الوصف المناسب منصفاً ... تراءى له نهج من العذر ما اندثر ونظم ليكتب على دواة للسلطان موشية بالذهب:

لبست محاسن الوشي البديع ... وفقت بمنظري زهر الربيع
وساعدت السعود صنيع شكلي ... فتم لها به حسن الصنيع
وعز مكان تشريفي بملك ... يقربني لمجلسه الرفيع
عماد الملك إبراهيم مولى ... ملوك الأرض ملتجأ المروع
تجمع فيه أشتات المعالي ... فأضحى المجد في شمل جميع
أدام له الإله عزيز نصر ... واسكنه حمى الحفظ المنيع ونظم لينقش للسلطان على قلم من الفضة، فقال:
أجل قلم سعده ثابت ... يريك العجائب من وصفه
ويبدي من الوشي في طرسه ... مشابه وشي على عطفه وأنشد السلطان ارتجالاً يصف صيداً:
أيام دهرك لم يكن لينالها ... ملك ولا أبدى الزمان مثالها
فمحاسن الأمصار والأعصار قد ... جمعت لديك جميلها وجمالها
وجديد سعدك أيها الملك الرضي ... بداً يقرب من يديك منالها
ولرب يوم في حماك شهدته ... والسرح ناشرة عليك ظلالها
حيث الغدير يريك من صفحاته ... درعاً تجيد يد الرياح صقالها
والمنشآت به تدير حبائلاً ... للصيد في حيل تدور حيالها
وتريك إذ يلقي بها اليم الذي ... اخفت جوانحه وغاب خلالها
فحسبتها زرداً وأن عوالياً ... تركت بها عند الطعان نصالها وكتب معتذراً لبعض من وجب حقه وقد عتب من اجل إغباب الزيارة قوله:
برئت إلى العلياء من ظن مالكي ... وإن كنت لم أسلك سديد المسالك
حلفت بما أولت يمينك من ندى ... يمين صدوق ليس فيها بآفك
لما جنحت مني الخواطر للتي ... تشين بها السادات خلق الممالك
سوى أنني من خجلة ظلت قاصراً ... خطاي وما كان الحياء بتاركي
فهذا ولا رد على كعفي الذي ... سما قدره فوق النجوم الشوابك
وإغضاؤه المأمول في كل حالة ... فلا زلت ألقى عنده سن ضاحك وقال في سفينة وضمن المثل:
يا رب منشأةٍ عجبت لشأنها ... وقد احتوت في البحر أعجب شان
سكنت بجنبيها عصابة شدة ... حلت محل الروح في الجثمان
فتحركت بإرادة مع أنها ... في جنسها ليست من الحيوان
وجرت كما قد شاءه سكانها ... فعلمت أن السر في السكان ومن الأبيات المستظرفة في الضمين:
وذي خدع دعوه لاشتغال ... وما عرفوه غثاً من سمين
فيظهر زهده وغنى بمال ... وجيش الحرص منه في كمين
وأقسم لا قبلت يمين خب ... فيا عجباً لحلاف مهين
يغر بيسر ويمين حنث ... ليأكل باليسار وباليمين وبلغني ذلك وأتعبني من تنطيق عليه الأبيات فقلت في معناه والفضل للمبتدي:
حلفت لهم بأنك ذو يسار ... وذو ثقة وبر في اليمين
ليستندوا إليك بحفظ مال ... فتأكل باليسار وباليمين ومن شعره معارضاً لما روي في هذا الروي والمعنى، عن أعلام من أهل الفضل والرواية:
أقول مقالاً ليس فيه مراغ ... وفي الحق يلقى للقول بلاغ
نعيمي في الدنيا فراغ وصحة ... وحسبك منها صحة وفراغ
عليك خليلي بالقناعة إنها ... غنى وحلى عز عليها يصاغ
ولا تك ذا حرص فليس بسائق ... لك الحرص رزقاً كان عنك يراغ
كفى تعباً للحرص أن حليفه ... مصاغ لأثواب الهوان مصاغ
ألا إنما الدنيا كخطفة بارق ... لموح ويلفى للحياة فراغ
فسارع إلى الخيرات تظفر بجنة ... بها الحور تجلى والرحيق يساغ
ودن بالرضى تنعم بعيشك غبطة ... ويرضيك منه مشرب ومساغ
ورغ من سجايا السخط فهي ذميمة ... وما كان ذا ذم فعنه يراغ
وكل بأمر الله يجري حكمه ... وما لك عن حكم الإله مراغ ومن مقطوعاته، وبمثلها يختم الله تعالى:
تبرأت من حولي إليك وأيقنت ... برحماك آمالي أصح يقين
فلا أرهب الأيام إذ كنت ملجأي ... وحسبي يقيني، فاليقين يقيني
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.