عبد الحليم بن عبد الله الشويكي

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1185 هـ
مكان الولادةنابلس - فلسطين
مكان الوفاةعكا - فلسطين
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين
  • عكا - فلسطين
  • نابلس - فلسطين
  • القاهرة - مصر

نبذة

عبد الحليم ابن عبد الله الشافعي النابلسي الشيخ العالم اللوذعي العلامة الفاضل الأديب الأريب كان أحد الأفاضل المشاهير رقيق الطبع ينظم الأشعار الرائقة غزير الفضل والذكاء فصيح العبارة نشأ في بلدته الشويكة وارتحل إلى مصر وتوجه للجامع الأزهر وطلب العلم

الترجمة

عبد الحليم ابن عبد الله الشافعي النابلسي الشيخ العالم اللوذعي العلامة الفاضل الأديب الأريب كان أحد الأفاضل المشاهير رقيق الطبع ينظم الأشعار الرائقة غزير الفضل والذكاء فصيح العبارة نشأ في بلدته الشويكة وارتحل إلى مصر وتوجه للجامع الأزهر وطلب العلم وقرأ وأخذ عن تلك الأساتذة كالشيخ الحنفي محمد وأخيه الشيخ يوسف وانتفع بهما أتم الأنتفاع وقرأ على غيرهما من الشيوخ وأتقن وحصل وفاق وحاز قصب السباق وجر ذيل الفضل والعرفان على اخوانه والأقران وأجازه شيوخه كعادتهم ورجع إلى وطنه ثم ارتحل للديار القدسية وأخذ بها الطريق عن الاستاذ العارف الشيخ مصطفى الصديقي الدمشقي ولازمه مدة وحصلت له بركته واستوطن نابلس وبها استقر ثم قصد عكة وحاكمها إذ ذاك الشيخ ظاهر العمر شيخ مشايخ بلاد صفد فأقامه عنده بعكة واستقام ثمة وهو يراجع في المسائل المتعلقة بمذهب الشافعي وغيرها وحصل له هناك الشهرة وبالجملة فقد كان فريد عصره علماً وأدباً ولم ير في عصرنا من تلك النواحي أديب فاضل مثله وكان له أدب وشعر نضير عديم النظير وقدم دمشق الشام وامتدح رؤساءها وحصل له احترام واقبال من أهلها ومن تآليفه رسالة في علم الكلام رد بها على معاصره الشيخ أبي الحسن العاملي الرافضي في تأليف له أودعه بعض الدسائس الرافضية وله أيضاً شرح على السنوسية قرظ له عليه علماء مصر لما وصلهم وأشعاره كثيرة.
فمن ذلك قوله
ربعا به لي ما حييت شجون ... سقاك من الوسمى الأجش هتون
وحيك من عهد تقادم عهده ... على إن قلبي في حماك رهين
وقفت به حيث الهوى دافع الكرى ... وحادي المطايا لا يكاد يبين
أبث به وجداً وأشكو يد النوى ... وغرب دموعي المرسلات عيون

واذكر أياماً نقضت وما انقضت ... لبانات صب في الهوى وديون
زماناً به غصن الشبيه يانع ... به العيش غض والشباب يزين
يدير حميا الراح في كأس ثغره ... أغر بأحياء النفوس ضمين
يميل به سكر الدلال وينثني ... ولا عجب إن الغصون تلين
نبيت نشاوي الراح من غير مأثم ... وقد غض من طرف الزمان جفون
يقول أصيحابي الذين عهدتهم ... ولي منهم عهد الوفا ويمين
تولهت ماذا الوجد والدمع والأسى ... على طلل إن الجنون فنون
وليس بها الا أثافي وأشعث ... يناجيك مشجوج الجبين مهين
نعم وصدى يصدي الفؤاد مجاوباً ... يقول حنين إذ تقول حنين
فقلت وفي الأحشاء من لوعة الجوى ... ضرام وداء العاشقين كمين
لحا الله من ينهى المحبين في الهوى ... أما علموا إن الكمين مكين
وإن الذي يهوى صمام وعذلهم ... طنين وهل يجدي الأصم طنين
وإن لي السلوان عنها ولي بها ... مواقف مع آرامها وشؤون

يعز علينا والحوادث جمة ... أحبتنا إن العزيز يهون
وإنا لنختار التأسي على الأسى ... على إن ما يقضي فسوف يكون
وما زال هذا الدهر يبدي عجابه ... ويصمي وإن بت اليمين يمين
لئن لم يتب هذا الزمان وينتهي ... ويرجع قسراً لو تقر عيون
ليزري ويستعدي عليه بباذح ... برفع ظلامات العتاب يدين
صعود إلى العلياء لا متقاعساً ... بحزم وعزم والوقار قرين
سرى لتشبيه المعالي بفيلق ... يئط زئيراً والرماح عرين
فتى ليس فيه ما يشين كما له ... سوى البذل إن كان السخاء يشين
نعم وسراه بالمقانب في دجى ... من النقع كيما للطغاة يهين
فلا زال مناح الأماني ومعقلاً ... لصون المعالي والكريم يصون
وله أيضاً
ما لصبابتي فيك انتهاء ... كما السلوان ليس له ابتداء
أما إن الوفاء لذي شجون ... وفى بالعهود له وفاء
حليف جوى فلا ينسى فيسلو ... فكيف به وقد عزا العراء
إذا ما الليل جن عليه شبت ... لو أعجه وزاد به العناء
يبيت مسهد الأجفان يدعو ... وهل يجدي لذي وله دعاء

وقد أفلت أمانيه الموامي ... وحل قوى رواحله السراء
وهل صاد الغزالة لورآها ... قليل الحظ أدركه الوفاء
وأقعده عن الآمال حظ ... وأخلده ومسكنها السماء
فما لم يتخذ سبباً اليها ... ويسري والظلام له رداء
ويرمي البيد والأرجاء تغلي ... مراجلها وللوجنا رغاء
عزيز ليس تثنيه الليالي ... وبحر لا تعكره الدلاء
ولوعاً بالمكارم إذ رآها ... مخلدة له وله البقاء
محط الوافدين وغوث عان ... وفي أعتابه نيط الرجاء
وينشد قول ذي مجد تليد ... يؤوب وفي زلازله الشقاء
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء
وعلمك بالأمور وأنت فرع ... لك الخسب المهذب والثناء
خليل لا يغيره صباح ... عن الخلق الجميل ولا مساء
فأرضك كل مكرمة بنتها ... بنو تيم وأنت لها سماء
وهل تخفي السماء على بصير ... وهل بالشمس طالعة خفاء
فذاك ولم إذا نحن امترينا ... يكن في الناس يدركك المراء
وقال أيضاً
لا غرو ان آن من نفس تداعيها ... إذا استكانت وداعي الشوق داعيها
بكل حوراء مصقول ترائبها ... قرعاء عزت فلا ترعى مراعيها
تروى ذوائبها أخبار قرطقها ... إلى المخلخل ما تحوي غداليها
لمياء في حريتها للسليم شفا ... براءة من لوجه الله يبريها
ترنو بعيني مهاة بالرمي ذعرت ... فخيلت كل من في الدو يوميها
تخشىالمرامي بعينيها وكم فطرت ... موائراً نفذت فيها مراميها
قالوا سعت تخلس الألباب قلت لهم ... ذي ربة الخال محمود مساعيها
قالوا دهتك بسهم من لواحظها ... فقلت يا حبذا منها دواهيها
إن الذي زانها بالحسن صورها ... بحيث يحلو لدى الرائي مساويها
وهي التي صورت قلبي لها غرضا ... وابتز نومي من عيني وداعيها
شغفت حقاً بدى تيه ومن سلبت ... منك الرقاد على هون دواعيها

فقلت خلوا سبيلي إنني رجل ... مغري بذات وشاح بل وداعيها
لله ما صنعت فينا لواحظها ... أرقتنا وهي سكرى حبذا فيها

وجد بالمنطق العذب الذي بهرت ... به العقول فحارت في معانيها
ما افتر مبسمها الا وخلت به ... دراً تخلله اللآلاء من فيها
لم أنس زورتها إذا قبلت ولوت ... جيداً تليداً وأنت في تلويها
فقلت تفديك نفس لا تحن إلى ... لقياك أو يسترد الروح منشيها
مما تشكيك يا بنت الكرام وما ... يعنيك قالت أمور بت أخفيها
فقلت هات فقالت ويح من سالت ... والنفس منها تراءت في مراقيها
فقلت بالله لا تخفي على دنف ... فأمطرت لؤلؤاً سحا أماقيها
وصعدت زفرات ثم مال بها ... إلى التأبي حياء كان يثنيها
واحمر من وجنتيها الورد من خجل ... فكادت النفس تقضي من تأبيها
واستعبرت ثم أومت بالبنان إلى ... نحو الحجاج بأسرار تواريها
تشير إنك فوق العين منزلة ... وإن حاجبها في ذاك واشيها
فهمت لما فهمت السريا رشأ ... فاق الورى في أمور لست أحصيها
وله أيضاً من قصيدة
ماست فما قدر الغصون الميد ... هيفاء ذات تحبب وتودد
حوراء بهراء المحاسن غادة ... تفري الحصين بذابل ومهند
وبدت فلاح البدر تحت غمامة ... أو نور علم في جهالة ملحد
وحكت لنا بدر المقنع إذ بدت ... فيها الضلالة والرشاد لمهتدي
وافت ولكن بعد طول تنصل ... من وصل غانية وظبي أغيد
فأعادت الوجد القديم فبان لي ... ما ليس أخفيه فبان تجلدي

أكرم بزائرة تجرر دائها ... كبراً ولم يك زورها عن موعد
تختال في برد الشباب وتنثني ... بمعاطف عقدت ولما تعقد
حيت فأحيت بالسلام وأسفرت ... عن ذي أناة بالمحاسن مرتدي
وتبسمت من ذي غروب واشح ... عذب مقبله منيع المورد
واستوضحت عن حالتي وتنكرت ... لما رأت عما تروم تبلدي
مالي أراك وقد عرتك ملالة ... أأنفت من ذكر الحسان الخرد
وقنعت في ظل الحمول بخلب ... ورضيت بالعيش المحض الأنكد
فأجبتها كلا ولكني امرء ... قد طال قبل إلى الحسان ترددي
حتى علا نور الثغام نظرن لي ... نظر السقيم إلى وجوه العود
فطويت كشحي دونها وعلمت ما ... لم تعلمي وشهدت ما لم تشهدي

وغنيت عن حب الغواني والغنا ... بمحامد الندب الهمام الأوحد
رب الفضائل والفواضل والعلا ... والبأس والحسب الرفيع المحتد
وأخي المعالي وابنها وسدينها ... ومنيعها وابن السرى المفرد
والأروع الحامي الذمار وذي الندى ... ضخم الدسيعة والحبار والسؤدد
وقال من قصيدة
ويك دع نصحي فلي عنك اشتغال ... أيها اللاحي فإن الحال حال
كان لي وجد فلما إن بدت ... مرجفات القلب ذا الزلزال زال
ولكم لي خيل الطيف ومن ... يك ذا شوق لدى الخلخال خال
كم شج قد بات لا يدري الكري ... وعليه وعدها المطال طال
يحتسي ثغر المآقي مترعاً ... يترائى ريقها السلسال سال
لم ينل من بات يهذي بالمها ... غير كد حيث عنه مال مال
رب من لم ينثني عن غيه ... في حماه طائر الآجال جال
طالما نضين عيني في السوي ... راكباً خطباً من الأهوال هال
عاسفاً سبل المهاوي في الهوى ... مرتد ثوباً من السربال بال
زاعماً درك الأماني والمنى ... فإذا الأحلام والآمال مال
من له الأفضال والآل الوفي ... ياشقاً من عنه بالآمال مال
من له الأيدي النوادي والندي ... من إذا قيس على المطوال طال
من نمته دوحة من هاشم ... في رياض المجد بالاقبال قال
وله غير ذلك وبالجملة فقد كان من أفراد عصره وكانت وفاته في عكة في سنة خمس وثمانين ومائة وألف ودفن بها رحمه الله تعالى

الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل. سلك الدرر في أعيان القرن

 

 

 

عبد الحليم بن عبد الله النابلسي الشويكي:
فاضل، من أهل نابلس (بفلسطين) له اشتغال بالأدب. تعلم في الأزهر، واستقر في بلده.
ثم انتقل إلى عكة، فحظي عند حاكمها الشيخ ظاهر العمر، وتوفي فيها. له رسالة في (علم الكلام) و (شرح السنوسية) ونظم .

-الاعلام للزركلي-