زين الدين بن محمد بن أحمد البصروي
تاريخ الولادة | 1039 هـ |
تاريخ الوفاة | 1102 هـ |
العمر | 63 سنة |
مكان الوفاة | بلغراد - صربيا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
زين الدين بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن زكريا بن خليل الشهير بالبصروي الشافعي الدمشقي الشيخ العالم العلامة الفهامة الفاضل الأديب النبيل كان حأوياً للآداب والفضائل مالكاً زمام العلوم واللطائف مولده في جمادي الثانية سنة تسع وثلاثين بعد الألف وأخذ وفرا وأنتفع بالعلوم ومن مشائخه الشيخ عبد القادر الصفوري الأصل الدمشقي وأنتفع به وأخذ عن العلامة الشيخ خير الدين الرملي ورحل إليه وأجازه العلامة الشيخ يحيى الشأوي المغربي المالكي المشهور حين كان بالروم في دار الخلافة قسطنطينية وكان المترجم بها وقرأ عليه هو وجماعة من بلدته دمشق وغيرها كالعلامة السيد محمد أمين المحبي والفاضل الشيخ أبو الاسعاد بن الشيخ أيوب الخلوتي والشيخ عبد الرحمن المجلد والسيد أبو المواهب سبط العرضي الحلبي فقرأوا تفسير سورة الفاتحة من البيضأوي مع حاشية العصام ومختصر المعاني مع حاشية الحفيد الخطائي والألفية وبعض شرح الدواني على العقائد العضدية وأجازهم جميعاً باجازات نظمها لهم وتولى المترجم تولية المدرسة الصلاحية بالقدس الشريف مع افتاء الشافعية بها واستقام بدار الخلافة من الروم مدة وصار اماماً عند ابن الكويريلي الوزير الأعظم مصطفى باشا وتردد إلى دمشق مراراً وكان ناظماً أديباً له شعر وأدب وله يد طولى في علم التاريخ وزاد أشياء في تاريخ الامام جمال الدين محمد بن عزم المغربي نزيل مكة وقد ترجمه الأمين المحبي المذكور آنفاً في نفحته وقال في وصفه هو لذات الأدب زين وبه ينجلي عن القلب كل زين وكان صحيبي من منذ سنين ولا أعده في العشرة الا من المحسنين من مثابته عندي مثابة الروض العاطر ومحله من ودي محل القلب والخاطر اذكره فارتاح ارتياحة القضب الملد وأتذكره فاشتاق إلى النعيم وجنة الخلد وهو من لطف الذات وشفوف الخصال المستلذات ممن تتحاسد عليه الأسماع والعيون ويشتري يوم وصله بنوم الجفون وقد فقدته أولاً فقد غربه ثم غيبته في تلك الغربة غيبة تربه فانقطعت عني بموته امدادات المواد والموات وهيهات هيهات أن يتدارك ذلك الفوات فرحم الله تلك الروح اللطيفة ولا برحت سحائب الغفران يقبره مطيفه أنتهى ما قاله ومن شعره قوله وكتبه إلى العلامة الشيخ إبراهيم الخياري المدني
بالسيما من ربوة الشام ساري ... عج على طيبة أجل الديار
وتحمل مني سلام مشوق ... لحبيب المهيمن المختار
ولأصحابه الكرام أو لي المج ... د خصوصاً أنيسه في الغار
ولقوم قد خيموا في ذراه ... قد حباهم مولاهم بالجوار
سيما الأروع المهذب من حا ... ز كما لا ما ان له من مجارى
فرع دوح العلي وأصل المعالي ... نجل شيخ الورى الجل الخيارى
زره تبصر لديه كل جليل ... من علوم ورائق الأشعار
وحديث ألذ من نظرة المت ... شوق وافى في غفلة السمار
وسجايا كنكهة المسك والند ... وورد الرياض غب القطار
دام في رفعة وأرغد عيش ... ما تغنت بلابل الأسحار
فكتب له الجواب في صدر كتاب
حين هب النسيم يا صاح ساري ... زاد شوقي وزال عني قراري
وأتانا بما نظمت بطرس ... أخجل الدر نظمه والدراري
فيه اهدي تحية وسلاماً ... كشذا المسك أو جني الأزهار
لملاذ الأنام والغوث والغي ... ث وملجاء الوقار والزوار
الحبيب الشفيع والسيد المف ... ضال والأنصع الكريم النجار
ولأصحابه بنات ذوي المج ... د الهداة الأكارم الأخيار
ثم ثنيت بالسلام على من ... خصصوا في الورى بوصف الجوار
ثم خصصت بالسلام خليلاً ... وده ثابت بكل اعتبار
وأشدت الثناء منك بأوصا ... ف سمت عن مطالع الأنظار
أنت أولى بها ولكن لطفاً ... منك أبديتها لنعت الخيارى
شرفتني وشنفتني لهذا ... رحت بالمعنيين عالي المنار
فتمنيت أن أكون جواباً ... بحلولي ربوع تلك الديار
فغدا الخط مانعاً ومقيماً ... فعليه الملام والعتب ساري
فنفضل ببعث كتبك اني ... ذو اشتياق لها وللأشعار
فعساها تنوب في القرب عنكم ... وعساها تطفي لهيب النار
دمت للعلم والفضائل تبدي ... كل آن سبيكة من نضار
وكتب إليه ضمن كتاب بعثه له وهما للبدر الغزي العامري
يقبل الأرض حماها الذي ... ألثهما أفواه أهل العلا
عبد إذا كاتبته ثانياً ... يزداد رقا لكم أو ولا
فأجابه الخيارى عن هذا أيضاً ضمن كتاب بقوله
يا أيها المولى الذي ربه ... خوله من منه الأفضلا
كاتبت عبداً ذا وفاء لكم ... ما اختار تحريراً ولا أملا
أقر بالرق لكم أولاً ... والآن اذ كاتبته بالولا
واهدي إليه علبة مملوءة من قلب الفستق وكتب عليها
لما تركت القلب عندكم ... وغدوت مشغوفاً بكم صبا
وخشيت أن تخفي مكانته ... صيرت ما يهدي لكم قلبا
فأجابه الخيارى بقوله
لما علمت القلب عندكم ... أهديت لي من لطفك القلبا
أكرم به من زائر وافي ... أطفى اللهيب ورنح الصبا
ثم اهدي له الخيارى تمرامدنيا وكتب مع الجواب السابق قوله
مذ صار قلبكم المكرم عندنا ... أنزلته بحشاشتي دون السوى
وخشيت أن ينوي المرار تشوقا ... فبعثت حلواً ساتراً مر النوى
أقول ومنزع البصروي في بيتيه المرسلين للخيارى مع الفستق ما كتبه العلامة القاضي محب الدين الحموي إلى الاستاذ محمد البكري وقد أهداه فستقا
لما تملك قلبي حبكم فغدا ... مجرداً منه قلباً رق واستعرا
حررته فغدا طوعاً لخدمتكم ... محرراً خادماً وافاك معتذرا
فما ملوه بجبر حيث جاءكم ... مجرداً بمزيد الحب منكسرا
وللمترجم قوله ويخرج منه بطريق التعمية اسم سليم
ولائم لام على ... ترك طلا كالعندم
فقلت حسبي قهوة ... لي في الثنايا والفم
وقد تعارض مع بعض المتأخرين في هذا العمل بقوله
إذا عدم الساقي الشراب ولم يجد ... شراباً به قلبي يلذ ويطرب
فبين ثناياه ومبسمهن لي ... شراب من القطر المروق أعذب
وخاطب صاحب الترجمة الأمين المحبي المذكور في بعض قدماته من سفر بقوله
قدومك زين الدين يا خير قادم ... به ابتهج النادي وضاءت قبابه
فلا موطن الا احتوته مسرة ... ولا كمد الا وأغلق بابه
وكتب صاحب الترجمة البصروي إلى الشيخ إبراهيم الجنيني نزيل دمشق يستدعيه إلى داره بقوله
يا من غدا بنداه للمجد بين ربيعا العبد أضحى مشوقا
فسر إليه سريعاًلا زلت في خفض عيشتعلو مقاماً رفيعا
وكتب الماهر الأديب السيد عبد الرحمن لحسيني المعروف كأسلافه بابن حمزة لصاحب الترجمة هذه الأبيات يطلب منه ريحانة الشهاب الخفاجي ويستدعيه
يا أديباً يبدي من الأدب الغض ... رياضاً موشية الديباج
قد نمتها سحب الحبا وسقاها ال ... طل قبل الصباح عذب المجاج
ان فصل الربيع وافى بورد ... منذ أضحت نفوسنا في ابتهاج
ولغصن الريحان مع يانع الور ... د أزد وأج في قوة الامتزاج
فتفضل مع الرسول إذا جئ ... ت بريحانة الشهاب الخفاجي
وكانت وفاة المترجم في نهار الجمعة العشرين من محرم سنة اثنين ومائة وألف في منزلة يعزونه رابع مرحلة عن بلغراد راجعاً إلى اسلامبول لأنه كان مع الوزير الأعظم مصطفى باشا الكوبريلي في السفر وحضر فتح بلغراد وفتح نيش ودفن في المنزلة المذكورة وبنى عليه قبراً من الأحجار على قارعة الطريق الآخذ إلى بلغراد وسيأتي ذكر ولده عبد الله والبصروي بضم الباء نسبة لبصري الشام
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.