أبي العباس شهاب الدين أحمد بن علي المزاجي
تاريخ الولادة | 897 هـ |
تاريخ الوفاة | 964 هـ |
العمر | 67 سنة |
نبذة
الترجمة
وفي شهر جُمَادَى الأول من سنة أَربع وَسِتِّينَ توفّي الشَّيْخ الْوَلِيّ الصَّالح الْعَلامَة الْمُحَقق الْعَارِف المدقق بَحر الْحَقِيقَة وَإِمَام الشَّرِيعَة والطريقة بَقِيَّة السّلف الصَّالح ومرشد الْخلق إِلَى النهج الْوَاضِح أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن علي المزاجي الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين وَدفن بجوار مَسْجده بتربة الظَّاهِر الَّذِي أنشأ جده الشَّيْخ الصّديق بن عبد الله المزجاجي الصُّوفِي قدس الله أَرْوَاحهم
ولد رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ سنة سبع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظه وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الديبع رَحمَه الله وَكتب لَهُ الاجازة والأسانيد بِخَطِّهِ ونفقه بِجَمَاعَة من الْحَنَفِيَّة وَقَرَأَ فِي كتب الرقَاق وَسمع على الشَّيْخَيْنِ الوليين اكاملين الْمُحَقِّقين نور الدّين القطب الرباني يحيى بن الصّديق النُّور وَبِه تخرج وانتفع وَالشَّيْخ الْعَلامَة الْحَافِظ الْعَلامَة بَقِيَّة الْمُحَقِّقين العارفين الصَّادِقين المكملين أبي الضيا وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن ى بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي ألعى الله أنواره وأسمى مناره وَقَرَأَ فِي أصُول الدّين على الشَّيْخ الْعَالم المصقعي المفنن شرف الدّين دامغ الْمُلْحِدِينَ إِسْمَاعِيل أبي الذَّبِيح شرف الدّين بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي أَخذ عَلَيْهِ الْكتاب النكت لأبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة غَيره شَيْئا كثيرا من كتب الْأُصُول وَغَيرهَا وَلبس الْخرق من وَالِده ثمَّ ألبسهُ مرّة أُخْرَى أَخُوهُ لأمه الشَّيْخ اسماعيل بن الْمَشْهُور المزجاجي وَأذن لَهُ فِي الباسها من اسْتحقَّهَا وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي كتب الْقَوْم وَهُوَ شَاب وَأفَاد وأملى وأجاد واستمد فامد وَبلغ فِي كل فضل الأمد تخرج بِهِ وَلَده الْعَلامَة الْحَافِظ الْمُجْتَهد اولي المقرب الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى شَيخنَا ومولانا أَبُو الْحسن عَليّ شمس لدين وحقق وانتفع انتفاعاً عَم الْخلق نَفعه وَأخذ عَنهُ شَيخنَا الْأُسْتَاذ الْإِنْسَان الْكَامِل الْمُحَقق خَاتم الْأَوْلِيَاء مَوْلَانَا السَّيِّد الشريف حَاتِم بن أَحْمد الأهدل وخلائق لَا تحصى وَالشَّيْخ كَمَال الدّين أَحْمد بن غبلراهيم الْعلوِي وَله اتِّبَاع بلغُوا مبلغ الكاملين ومكنوا فِي الْولَايَة أَي تَمْكِين
وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فريد دهره ونادرة عصره ونسيج وَحده ولزيم ابده علما وَعَملا وأفادة وسيادة وَله كَلَام فِي الْحَقَائِق يشْهد لَهُ بحيازة عل وَكَانَ عُلَمَاء وقته يجلونه غَايَة الإجلال وَيشْهدُونَ لَهُ بالتقدم على الْأَمْثَال من رَآهُ ذكر الله وَقَالَ تبَارك الله بِقَصْدِهِ الْخَاص وَالْعَام والقضاة والحكام للزيارة والتبرك بِهِ والتماس الدُّعَاء مِنْهُ إِذا نزل بهم مُهِمّ وَكَانَ يبسط لَهُ فِي الْوَقْت ويمد لَهُ فِيهِ بِحَيْثُ أَنه يقْرَأ مائَة شرف الْقُرْآن فِي نصفف نَهَار أَو دون ذَلِك
وَحكى لي فقيره الصَّادِق مُحَمَّد قحطان وَكَانَ رجلا صَدُوقًا من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح وتلاوة الْقُرْآن وَكتبه وَكتب القو قَالَ بلغ سمع شَيخنَا رَحمَه الله ان رجلا يحوك الثِّيَاب بجواره يقْرَأ سِتِّينَ ختمة من بعد الشروق إِلَى بعد الظّهْر فَعظم أمره على الشَّيْخ وَقَالَ هَذَا فِي جوارنا وَلَا نطلع عَلَيْهِ أَو كَمَا قَالَ قَلما الْيَوْم الثَّانِي بكر إِلَيّ فجَاء وَهُوَ يسدي خيوطه ويهذبها وينقيها فَلَمَّا وَقع نظر الرجل على لاشيخ سر سُرُورًا عظيما بدخول الشَّيْخ منزله فَرَحَّبَ بِهِ وانبسطت نَفسه فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ يَا فلَان مَا حَدِيث حدثته عَنْك من تلاوتك الْقُرْآن كل يَوْم كَذَا وَكَذَا ختمة فَقَالَ نعم كل يَوْم سِتِّينَ فَقَالَ لَهُ هَل شرعت الْيَوْم فِي الْقِرَاءَة قَالَ بلَى الْآن افرغ من التسديد واقعد للعم واشرع فَقَالَ الشَّيْخ أحب أَن اشرع أَنا وَأَنت فَمَتَى تفرغ من السِّتين قَالَ وَقت كَذَا من النَّهَار فَلَمَّا قعد للْعَمَل شرعا مَعًا وفارقه الشَّيْخ فَلَمَّا كَانَ الْوَقْت الَّذِي عينه الحائك للشَّيْخ جَاءَهُ الشَّيْخ فَقَالَ لَهُ كَيفَ أَنْت قَالَ حصل لي ببركة دخولكم عَليّ فِي هَذَا الْيَوْم زِيَادَة سِتّ ختمات فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ وَأَنا أتممت الْمِائَة رَضِي الله عَنْهُمَا وَهَذَا من بَاب خرق الْعَادة وتوسعة اوقت فقد حكى الفرغاني فِي تائية ابْن الفارض مَا هُوَ أعظم م ذَلِك فيطلب من هُنَالك
وَكَانَ الْفَقِيه إِسْمَاعِيل الْعلوِي الْمَذْكُور من أكبر المنكرين على الشَّيْخ الْمَذْكُور وَكَانَ لمقوي لاسماعيل على ذَلِك صَالح المنيماري وَكَانَ إِسْمَاعِيل يعنف أَخَاهُ أَحْمد عى كَثْرَة تردده إِلَى الشَّيْخ أَحْمد صحبته لَهُ فَقَالَ أَخُوهُ أَحْمد على كَثْرَة تردده إِلَى الشَّيْخ أَحْمد وصحبته لَهُ فَقَالَ أَخُوهُ أَحْمد يَا أخي أَنْت أخي وشيخي ووالدي ولد عَليّ حق وطاعتك وَاجِبَة فَهَلُمَّ نَذْهَب أَنا وَأَنت اللَّيْلَة إِلَى راتب الشَّيْخ ونقعد من وَرَاء ونباشر حَال الشَّيْخ وَعَمله فَإِن وجدت على طَريقَة مَرضه دَخَلنَا عَلَيْهِ وَإِلَّا رَجعْنَا وَلَا أصل بعْدهَا إِلَى الشَّيْخ وَكَانَ هَذَا من أَحْمد كيد خَفِي لِأَنَّهُ يعلم أَنه مَتى وَقع بصر اخيه على الشَّيْخ الصَّبْغ وَإِن لم يره الشَّيْخ بِعَين الرَّأْس فطنع أَخُوهُ إِسْمَاعِيل فِيهِ وَلم يدر أَن للبيت رَبًّا يحميه فذهبا مَعًا فحضرا درس الْقُرْآن فكاد إِسْمَاعِيل يَحْتَرِق من ذَلِك فَلَمَّا ختم الدَّرْس وَالدُّعَاء أنْشد المنشد وَشرع صاب السماع فِي الاسمعاع قَالَ لَهُ أَخُوهُ أَحْمد نَذْهَب إِلَى الْبَيْت قَالَ لَا بل ندخل على الشَّيْخ فَهُوَ على قدم صدق فسر بذلك أَحْمد ودخلا على الشَّيْخ أَحْمد فَلَمَّا رَآهُ اليخ سر بِهِ وَحصل لَهُ من الانس والبسط مَا لَا يزِيد عَلَيْهِ فَعَاد إِسْمَاعِيل من أكبر المحبين الآبين إِلَى الله تَعَالَى وَكَانَ صَالح النيماري فِي جِهَة الْجَبَل فَلَمَّا نزل بلغه فصد الْفَقِيه إِسْمَاعِيل الْمَذْكُور فجَاء إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ يَا فَقِيه إِسْمَاعِيل انتظمت فِي سلك فلَان ثمَّ تكلم فِي حق الشَّيْخ وطريقته فَقَالَ لَا تقل بيني وَبَيْنك اللَّيْلَة وَقت صَلَاة الْمغرب بلمسجد الْمَذْكُور فَلَمَّا أذن واقيمت الصَّلَاة دخل الْفَقِيه الصَّالح الْوَلِيّ الفالح عبد ارؤوف المشيم يُصَلِّي بِالنَّاسِ فكاد أَن يفوت بِكَثْرَة الْخُشُوع فِي الْقِرَاءَة فَلَمَّا فرغت الصللاة قَالَ الْفَقِيه إِسْمَاعِيل لصالح رَأَيْت حا هَذَا الرجل وَعظم توجهه ورقة قلبه وَالله لَو تَلَوت أَنا وَأَنت كَذَا وَكَذَا ختمة مَا قطرت لنا دمعة قَالَ نعم مَعَ قوى معرفتنا إِنَّا نَقْرَأ أحسن مِنْهُ قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيل هَكَذَا الْقبُول قَالَ نعم وَإِن هَذَا من أَوْلِيَاء الله تعالى قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيل هَذَا أَصْغَر أَصْحَاب أَحْمد بن عَليّ مقَاما فَمَا زَاده ذَلِك إِلَّا نفوراً حَتَّى أفْضى الْأَمر إِلَى منافرة ومنافرة وأهاجي بَينهمَا وَالله الْمُسْتَعَان
-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.