وفيهَا فِي يَوْم السبت ثامن شهر ربيع الأول توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة الفروعي جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر أَبَا قضام أَبُو محزمه يجْتَمع مَعَ الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد محزمه فِي الْأَب السَّادِس
ولد ببلدة الهجرين وَنَشَأ بهَا ثمَّ أرتحل إِلَى عدن لطلب الْعلم وَأخذ عَن أماميها الْفَقِيه عبد الله بن أَحْمد محزمه والفقيه مُحَمَّد بن أَحْمد فضل ثمَّ أرتحل إِلَى زبيد وَأخذ عَن علمائها ثمَّ رَجَعَ إِلَى عدن ولازم الإِمَام عبد الله بن أَحْمد محزمة وَولده شهَاب الدّين أَحْمد وأنتفع بهما وَتخرج عَلَيْهِمَا وَلما أَن وصل الْعَلامَة مُحَمَّد بن الْحُسَيْن القماط قَاضِيا على عدن ثمَّ بعده الْعَلامَة أَحْمد بن عمر المزجد قَاضِيا أَيْضا لَازم كل مِنْهُمَا وَلم يزل مُجْتَهدا حَتَّى فاق أقرانه فِي الْفِقْه وَصَارَ فِي عدن بعد موت الأمامين عبد الله بن أَحْمد محزمه وَمُحَمّد بن أَحْمد فضل هُوَ الإِمَام فِي الْفِقْه الْمشَار إِلَيْهِ والعالم الْمعول عَلَيْهِ وأحتاج النَّاس إِلَى علمه وقصدوه بالفتاوى من النواحي الْبَعِيدَة لكنه قد كَانَ يتساهل فِي الْفَتَاوَى وَيتْرك الْمُرَاجَعَة لَا سِيمَا فِي آواخر عمره فاختلفت أجوبته وتناقضت فَتَاوِيهِ وَكَانَ ذَلِك مِمَّا عيب عَلَيْهِ ثمَّ كَانَ السُّلْطَان عَامر بن دَاوُد وَهُوَ آخر مُلُوك بني طَاهِر بعدن استماله فِي آخر عمره وَأحسن إِلَيْهِ لأغراض فَاسِدَة عزم عَلَيْهَا وَكَانَ إِذا عزم على أَمر فَاسد يتَعَلَّق بِالشَّرْعِ أرسل إِلَيْهِ من يشاوره فِي كتب سُؤال فِي الْقَضِيَّة على أَنه يُجيب عَلَيْهَا فَيُجِيبهُمْ إِلَى ذَلِك وَيكْتب على سؤالاتهم أجوبة توَافق أغراضهم فيتوصلون بهَا إِلَى مفاسد ى تَنْحَصِر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَحكي أَن النَّاس تركُوا فَتَاوِيهِ رَأْسا
- النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.