خالد بن محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم العرضي الحلبي
تاريخ الولادة | غير معروف |
تاريخ الوفاة | غير معروف |
الفترة الزمنية | بين 1025 و 1125 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
خالد ابن السيد محمد بن عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي المعروف كأسلافه بالعرضي الحنفي الحلبي الأديب الأريب اللوذعي الفائق الفاضل السميدع البارع هو من بيت بحلب خرج منه علماء وأفاضل اشتهرت فواضلهم وفضائلهم وكان جده الشيخ عمر علامة فهامه خصوصياً بالفقه والحديث والأدب أوحد عصره ومصره وله من التأليف شرح على الشفاء في أربع مجلدات ضخام وشرح شرح الجامي ولم بكل وشرح على العقائد وحاشية على تفسير المولى أبي السعود العمادي المفتي بالدولة العثمانية وغير ذلك من التآليف والرسائل والتحريرات والتعليقات واشتهاره يغني عن الاطالة بمدحه وكأنت وفاته في شعبان سنة أربع وعشرين وألف وولده والد المترجم ترجمه الأمين المحبي الدمشقي في تاريخه ونفحته والشهاب أحمد الخفاجي المصري في ريحأنته وكان فرد دهره أدباً وفضلاً وتولى افتاء الحنفية بحلب وكأنت وفاته في صفر سنة احدى وسبعين وألف وكان ولده المترجم صغيراً فنشأ يتيماً وقرأ على علماء عصره ومهر ونظم ونثر وتخرج في الأدب وابتدر مشرقاً بالكمالات مورقاً غصن فضله وأنتظمت عقود فضائله وبرع في العلوم وسيادته من جهة والدة والده وأقاربه كلهم شافعية أجلاء وكان هو حنفي ووالده أيضاً وترجمه السيد الأمين المحبي الدمشقي في ذيل نفحته وذكر له شيأً من شعره وقال في وصفه مولى الفضل وسيده ومن انحشر إليه حسن القول وجيده فعجز عن شأوه وقصر وعميت عليه طرق الحيلة فلم يهتد ولم يبصر سكن في القلوب ولوعه من قبل أن تساكن القلب ضلوعه فكل قلب به كليم يتبع خضراً في الهوى بود سليم فما ترى له نظيراً ولا مثلاً فإذا أنتهجت في وصفه فأنتهج طريقة مثلي فوصفه كله تلميح وتمليح والعد في المجيد المليح مليح وقد ذكرت من شعره النضر ما التقى في روضه ماء الحياة والخضر أنتهى مقاله فيه ومن شعره قوله يمدح بعض قضاة حلب الشهباء
بالصدر حأوي القدر من قدره ... قد جأوز العيوق والنسر
قد أشرقه أرجاء شهأنا ... وفاقت المدن به قدرا
فالعدل فيها باسم ثغره ... عن كل أنصاف قد افترا
والشرع قد نار بأحكامه ... تهللت أوجهه بشرا
مولى إذا قست به حاتما ... ما قلت الا كلما هجرا
أو بأياس رمت تشبيهه ... أتيت بالمعضلة الكبرى
أو كشريح قلت في حكمه ... كنت لعمري الجاهل الغرا
فكل ذي منقبة لو رأى ... سؤدده دان له قسرا
فانه بكر الليالي إذا ... أتى بصنع تلقه بكرا
لو علمت شهباؤنا انه ... يسعى اليها لم تطق صبرا
واشدرت تسعى لأعتابه ... والتمست من فضله العذرا
وكتب إلى بعض أحبابه معاتباً ومضمناً البيت الأخير بقوله
أيا من قد تحول عن ودادي ... وعهدي لا يحول ولا يزول
فديتك من غضوب ليس يرضى ... سوى روحي وذا شيء قليل
أيجمل ان تخيب فيك ظني ... وأنت الماجد الشهم الجليل
وكيف رضيت بي غيري بديلاً ... ومالي والهوى العذري بديل
على هذا تعاهدنا قديماً ... أم الجاني الخوؤن هو الجهول
أجلك أن تصدق في عذلا ... ومثلي ليس يجهل ما يقول
ليفعل مالكي بالعبد مهما ... يروم فانه العبد الذليل
فمل واهجر وصد فلا اعتراض ... عليك وأنت لي نعم الخليل
ولكني سأندب سوء حظي ... وما يجدي بكاء أو عويل
وكيف وكنت آمل منك حبا ... يدوم وصدق ودلا يحول
وكنت أظن ان جبال رضوي ... تزول وان ودك لا يزول
ومن شعره قوله ممتدحاً المولى أحمد بن محمد الكواكبي المفتي الحلبي بقصيدة مطلعها
قد منح الصد واللقا منعا ... وأوصل الهجر والوفا قطعا
بدر تفوق الشموس بهجته ... في منزل السعد والبها طلعا
أهيف قد بالتيه منفرد ... في وجهه رونق اليها جمعا
سكى عرف درى مبتسم ... يزيد عزا إذا الشجى خضعا
وقده الناضر الرشيق به ... مال لقتلي ظلماً وفيه سعي
ألحاظه في الحشا فعائلها ... في بعضها مهجتي غدت قطعا
لم يطق الطرف لمح طلعته ... هيهات برق الوصال ان لمعا
ومذ جفاني فاضت مدامع اج ... فاني وجادت وجودها همعا
أصبح في حبه حليف هوى ... مضني وأمسى محيراً جزعا
تضرم نار الغرام في كبدي ... كان قلبي على الغضا وضعا
وجأوز الجد في العباد وما ... جأوز خلا بحبه ولعا
ودعني الصبر حيث أودعني ... أسى قد أعيا الأسا وما رجعا
زاد فخاراً على الحسان كما ... أحمد زاد الكمال والورعا
سما مقاماً ومن له نسب ... كواكبي إلى السما رفعا
رب علوم يفوز طالبها ... في كل علم أراد وأنتفعا
راحته في انبساط راحته ... لو رام قبضا حاشاه ما استطعا
مكمل فضله ولا عجب ... في المهد ثدي الكمال قد رضعامهذب الخلق لن يرى أحد ... في لخلق أمثاله ولا سمعا
شهم حماه غدا بهيبته ... حمى مخوف وأمن من فزعا
ناهيك في ماجد أرومته ... من خير داع إلى الرشاد دعا
منها في الأخير
مولاي بكراً أتتك ترفع في ... روض المعاني ونورها طلعا
قانعة بالقبول تمهرها ... والحر يا ابن الكرام من قنعا
ولا برحت الزمان في دعة ... مرغد العيش رافعاً بدعا
ما صدح الورق في الرياض على ال ... أوراق صدحا به الحشا صدعا
وله قصيدة مطلعها
وحقك لا أشكو الزمان وأعتب ... إذا كان عنى عامداً يتجنب
وأي لبيب أكرم الدهر قدره ... وهل هان الا اللوذعي المهذب
فلا فاضل ألا تراه بحسرة ... يبيت على فرش الأسى يتقلب
تعانده الأيام فيما بريده ... وتمنعه عما أتى يتطلب
وله من قصيدة ممتدحاً بها بعض قضاة حلب ومطلعها
مديحك أشهى للنفوس من الوصل ... ومرآك حقاً انه آية العدل
ومجدك قد سامى السماكين رفعة ... وقدرك قدر لا يدنس بالمثل
ثويت بأسنى المجد مذ كنت يافعاً ... وجئت رياض العز تمشي على مهل
فيا كعبة الأفضال يا منهل الندى ... ويا قاضياً يفضي على الحق في الفضل
أقمت بشهبانا شريعة أحمد ... وأيدتها بالعلم عن وصمة الجهل
ومزقت أثواب المظالم كلها ... وأظهرت دين الحق بالعدل والفضلمنها
تراه لأهل الفضل يبذل لطفه ... وفي بره لم يصغ يوماً إلى العذل
تحلى بأنواع المعارف قلبه ... كما قد تخلى عن مدانسة الغل
فلا زال في حفظ الاله مؤبداً ... بخصب الأماني في أمان من الذل
وله
لا تطلبن من الاله وعفوه ... الا الكفاف وحسن خاتمة العل
والعفو عن وزر مضى مع صحة ... يا حبذا المطلوب ان هو قد حصل
وله مقتبساً من الحديث
ان كنت لا ترحم المسكين ان عدما ... ولا الفقير إذا يشكو لك الألما
فكيف ترجو من الرحمن مرحمة ... وانما يرحم الرحمن من رحما
وله معرباً معنى بالتركية
تؤمل ان الدهر ينجز وعده ... فهذا محال بالزمان بلامين
فكم أحببتي صادق في وداده ... فيعطي بلا من ويبذل من عين
فأحسن عندي من قريب وماله ... بوارق احسان إذا صرت في حين
وله
إذا كنت لا تتقي الموبقات ... ولم ترم عنك حديث الدمى
ولم تحرز الفضل والمكرمات ... فأخذك للعلم قل لي لما
وهو مثل قول القائل
إذا كان يؤذيك حر المصيف ... وببس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك طيب زمان الربيع ... فأخذك للعلم قل لي متى
وللمترجم غير ذلك من أحاسن الشعر وبدائعه وبالجملة فقد كان أحد الأدباء الأفاضل بحلب من ذوي البيوت ولم أتحقق وفاته في أي سنة كأنت غير أنه في سنة خمس عشرة ومائة وألف كان موجوداً على التحقيق رحمه الله تعالى
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.