حسين بن محمد بن محمد مراد الحسيني المرادي أبي علي نظام الدين
تاريخ الولادة | 1138 هـ |
تاريخ الوفاة | 1188 هـ |
العمر | 50 سنة |
مكان الولادة | دمشق - سوريا |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
حسين بن محمد بن محمد مراد بن علي بن دود بن كمال الدين صالح بن محمد بن عمر بن شعيب بن هود وينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الحسيني البخاري المحتد الدمشقي المولد الحنفي المرادي أبو علي نظام الدين عمي شقيق والدي السيد الشريف المولى السميدع الحلاحل الغطريف الصدر الكبير والعماد الشهير الرئيس النبيل النبيه الفاضل الأديب الصوفي الأصيل الكامل الصالح التقي النقي مفتي الحنفية بدمشق وقطبها الذي عليه مدار أمورها والحرم الذي يأوي إليه الجمع من كبيرها وصغيرها ولد بدمشق سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وقرأ القرآن العظيم وأخذ فنون العلم وقرأ على جماعة منهم والده محمد بهاء الدين رضي الله عنه وألبسه الخرقة وأجاز له بالطريقة النقشبندية وسائر الطرق السنية ولقنه الذكر ورباه وأحسن تربيته وكان يقربه ويدنيه وأنتفع بدعواته ونفحاته وأنظاره وقرأ على والد زوجته أبي النجاح أحمد شهاب الدين المنيني وأبي البركات مصطفى بن محمد بن رحمة الله الأيوبي وغيرهم وحج مع والده ووالدي وارتحل إلى قسطنطينية مع الجد واجتمع بسلطانها الملك الأعظم محمود خان وأدناه من حضرته وكان إذا جاء إلى زيارة الجد يقوم بخدمته عمي صاحب الترجمة واجتمع بعلماء الدولة ورؤسائها ومشايخ الاسلام بها ووزرائها العظام وكان كثير الاتحاد مع الوالد لا يفترقان أكثر الأحيان وكان يعامل الوالد معاملة الوالد وإذا رآه يقبل يده ويتأدب بخضرته وكان الوالد يجله ويحترمه ويسعى باكرامه وتوقيره واحترامه وكان حسن الأخلاق كريم النفس سليم الباطن من الحقد والغيظ لا يذكر أحداً بسوء يحسن لمن يسئ إليه ولا يظهر لأحد مقتاً ولا عبوساً كثير التواضع والرفق بالناس يجالس الدرأويش والفقراء ويجلس على خوان الأكل معهم ويحادثهم ولا يستأنف من القعود معهم ويلتذ بصحبتهم ويعتقد على الأولياء والمشايخ ويحب العلماء والأفاضل ويسعى برعيهم واكرامهم ويبذل لهم العطايا والنوال وكان كثير التعبد والتهجد ملازم الصلوات والأوراد والأدعية ولما مات والدي في شوال سنة أربع وثمانين ومائة وألف أقيم مفتي الحنفية مكانه عمي المترجم بارادة أهل دمشق قاطبة واتفاقهم وعرض للأبواب السلطانية بذلك وذهب أحد خدامنا إلى دار السلطنة قسطنطينية مع العروض ولما وصل خبر موت الوالد رسم بالأمر السلطاني لعمي نظام الدين المترجم بالفتوى وجاءته المناشير السلطانية والمراسيم العثمانية تتضمن ابقاء جميع الوظائف التي كأنت على والدي والتوالي والرواتب والتداريس وغيرها وبعد مدة أعطى رتبة قضاء القدس كي يزيد اعتباره وينمو اشتهاره وباشر الأفتاء بهمة علية ومكارم حاتمية وزهد أدهمي وسخاء حاتمي وعفة ونزاهة وتقوى وديانة وأنتشرت فتأويه وأرغم أنف منأويه وامتدحه الشعراء وقصدته الأدبا ووردت عليه العلماء من البلاد وقام باحترامهم واكرامهم وسعى فيما يرضيهم وينفعهم وانعقدت عليه رياسة دمشق وكان هو المرجع والمقصد في امورها وازالة مدلهماتها واصلاح فسادها وتنظيم قراها وبلادها وسياسة رعاياها وحماية فقرائها وصيانة اغنيائها ووصل خبره إلى السلطان الأعظم أبي النصر غياث الدين عبد الحميد خان رحمه الله تعالى فانسر من حال عمي المترجم ودعا له وكتب إليه كتاباً يتضمن استحلاب دعواته وحثه على قيامه بالرياسة واعمار دمشق وصيأنتها من الظلم والتعدي وأرسل له ألف دينار ولم يزل على حاله إلى أن مات سمعت من فوائده رضي الله عنه وأنتصحت بنصائحه وتربيته وكان يحبني ويودني ويقدمني على أولاده ويقوم باحترامي وتعظيمي وكنت أشاهد منه مودة الوالد لولده وحنو المرضعات على الفطيم وأنتفعت بدعواته ولما مات تكدرت لموته وحزنت لمصابه وفقدت بارا يشفق ووالد يرحم وملازا للنائبات يعد وقد فصلت أحواله وأطلت في ذكرها في كتأبي أتحاف الأخلاف بأوصاف الأسلاف توفي رضي الله عنه بعد أن مرض شهراً يوم الجمعة خامس عشر رمضان سنة ثمان وثمانين ومائة وألف ودفن من اليوم على والده في مقبرتنا داخل دارنا في محلة سوق صاروجا وكأنت جنازته حافلة حضرها أهالي دمشق جميعاً رحمه الله تعالى.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل