إسماعيل بن تاج الدين بن أحمد المحاسني

تاريخ الولادة1020 هـ
تاريخ الوفاة1135 هـ
العمر115 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

إسماعيل بن ناج الدين بن أحمد المعروف بالمحاسني الدمشقي الحنفي خطيب الجامع الأموي بدمشق وامامه الشيخ الامام العالم الفاضل كان له ثروة ومال وافر ويتعاطى التجارة كوالده ولد بدمشق تقريباً بعد العشرين وألف ونشأ في كنف والده وكان والده من أعيان التجار المياسير أديباً المعيا.

الترجمة

إسماعيل بن ناج الدين بن أحمد المعروف بالمحاسني الدمشقي الحنفي خطيب الجامع الأموي بدمشق وامامه الشيخ الامام العالم الفاضل كان له ثروة ومال وافر ويتعاطى التجارة كوالده ولد بدمشق تقريباً بعد العشرين وألف ونشأ في كنف والده وكان والده من أعيان التجار المياسير أديباً المعيا توفي في شعبان سنة ستين وألف وولده المترجم برع واشتغل بطلب العلم على جماعة من الشيوخ كالشيخ رمضان العكاري وكان رفيقه في الطلب العالم الفاضل الشيخ رمضان العطيفي وحضور الدروس مقدار خمسين سنة حتى ان الشيخ رمضان المذكور صار في الآخر يحضر دروس المترجم في الجامع الأموي بالثلاثة أشهر في صحيح البخاري مدة إلى أن مات نحو أربع وعشرين سنة ودرس بالجامع الأموي وفي المدرسة الجوهرية واقرأ في العلوم ولزمه جماعة من الطلاب وكان من العلماء والأفاضل المشاهير والرؤساء المعلومين وحين توفي العلامة السيد محمد بن عجلان النقيب في سنة ست وتسعين بعد الألف انحل عنه تدريس السليمية فوجهها قاضي الشام المولى السيد مصطفى الاسكداري الرومي إلى صاحب إلى صاحب الترجمة وصارت له بموجب العرض من الدولة العلية وابتدأ في الدروس في تفسير البيضأوي من أول سورة طه ومعيد درسه كان ولده سليمان المحاسني وأيضاً لما توفي العلامة المحدث السيد محمد بن كمال الدين الحسيني المعروف بابن حمزة نقيب الأشراف بدمشق انحلت عنه تولية وتدريس المدرسة التقويةوذلك في سنة خمس وثمانين بعد الألف فوجهها قاضي دمشق المولى عثمان الرومي إلى صاحب الترجمة وكتب له عرضاً بذلك ومكتوباً إلى شيخ الاسلام المذكور وكتاباً آخر إلى الوزير إبراهيم باشا والي مصر والشام وكان مع السلطان محمد في الغزاة ودفع الكتب إلى ارج آغا متسلم إبراهيم باشا المذكور الذي أرسله إلى دمشق إلى حين مجيئه اليها فأرسل المتسلم المذكور جميع الكتب إلى الوزير المذكور وذهب لطرف الدولة فشرع المترجم في القاء الدروس بالمدرسة التقوية المذكورة في تفسير البيضأوي من أول سورة الكهف واستمر يلقى الدروس في المدرسة المذكورة إلى أن جاء الخبر من طرف الدولة على أن تولية المدرسة والتدريس وجههم شيخ الاسلام إلى العالم الفقيه الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي فلما جاءت البرآة السلطانية قيدت باسمه في السجل بالمحكمة في دمشق ولم يظهر إلى الكتب المرسلة من طرف صاحب الترجمة اثر أبداً واختفت وربما كان لا يخلو من تفضل في طبعه لأنني رأيت له مجموعة بخطه ذكر بها أشياء مما لا تذكر ولا في لوح الأوراق تحرر وتسطر أعرضت عن ذكر شيء منها هنا لعدم روابطها في الكلام وقد ترجم المترجم العالم المحقق الشيخ إبراهيم المدني المعروف بالخيارى في رحلته حين قدم دمشق وقال في وصفه الخطيب الأوحد والعالم الأمجد من أن وعظ الآن القلوب القاسية بزواجر وعظه وأبان الأجياد دحالية بجواهر لفظه وحلى الطروس بآثار أقلامه وبهج النفوس بفذه وثوآمه عباب فضل ترده الأسماع فلا يمله جليسه ومراد خضل مترع من نقود الأموال كيسه يقول للجواهر الأدبية إذا تحلى بها الغير انما أنت من معادني وللفضائل والفواضل أنت صادرة من محاسني الا وأنه المنهل العذب الروي مولانا إسماعيل المحاسني الخطيب بالجامع الأموي انفرد بتتويج هام ذلك المنبر ثم ليس من خطيب غيره فيذكر أنتهى ما قاله وكتب إليه العلامة صدر الشهامة أحمد الصديقي الدمشقي من دار الخلافة قسطنطينية في صدر كتاب هذين البيتين وذلك في منتصف رجب سنة ست وتسعين بعد الألف
يا غائباً ما غاب طيب ثنائه ... عن خاطري يوماً ولا تذكاره
لك في الفؤاد منازل معمورة ... كم من بعيد والفؤاد دياره
ولما كان المترجم في الديار المصرية أرسل له شقيقه العلامة الشيخ محمد المحاسني من الديار الرومية كتاباً وصدره بهذين البيتين وذلك في سنة خمسين وألف
ألا ليت شعري هل تذكرت عهدنا ... وطيب ليالينا كما أنا ذاكر
واني لاستدنيك بالفكر والمنى ... إلى مهجتي حتى كأنك حاضر
وكتب إليه الاستاذ الشيخ عبد الغني مهنياً له بالعافية من مرض نزل به بقوله
شفاء به ثغر المعالي تبسما ... وبرء له طيراً لتهاني ترنما
وعافية صرنا نهني نفوسنا ... بها حيث عيداً تلك صارت وموسما
بصحتك الأيام صحت كأنما ... سقامك للأيام قد كان مسقما
وما هي الا مسة الدهر وانقضت ... لك الله في أثنائها الأجر أعظما
ليهنئ بك الأموي يا ركن عزه ... فقد جئنه كالغيث جاء على ظما
فسر بك إسماعيل حتى تباشرت ... مصليه لما ان دخلت مسلما
ومنبره أضحى بذكرك عامرا ... وبالفضل أيام الجموع منعما
وقد أظهر المحراب فرط مسرة ... بصوتك حتى كاد أن يتكلما
هو المجد عوفي حين عوفيت فليكن ... دعاء البرايا بالبقا لك ملزما
ومن نعم الرحمن عافية الذي ... بمنطقه شمل العلوم منظما
زهت تضحك الدنيا إلى وجه ماجد ... أياديه تبكيها ندى وتكرما
أخو الفضل وابن الفضل قد كاد فضله ... يصير من التكرار في فمه فما
اليك سليل المجد تهنية امرء ... بمدحك مغري ليس ينفك مغرما
أراد تفاصيل الثناء فلم يجد ... لها قدرة لكن أشار فافهما
رددت على الأيام يا روح جاهها ... فدم في سرور ما سرت نسمة الحمى
وكتب إليه الأستاذ المذكور يطلب منه شرح ديوان الشيخ عمر بن الفارض قدس سره لجده العلامة الشيخ حسن البوريني الدمشقي بقوله
أيا سيدا من نسل بورين جده ... ويا من حوى كل الكمال بذاته
لجدك شرح زان نظم ابن فارض ... وحل عقود الدر من كلماته
ومقصودنا منه اعادة نسخة ... بها الدهر فينا مقبل بهباته
وكم نسخ في الناس منه وانما ... أردنا اقتطاف الزهر من شجراته
ودم حسناً كالجنديا ابن محاسن ... قريراً باقبال المنى والتفاته
وكتب إليه الاستاذ المذكور أيضاً يطلب منه اعارة أحياء علوم الدين للغزالي رضي الله عنه بقوله
اليك سليل المجد بيتين ضمنا ... تحية مشتاق لحضرتك العليا
وما مات شخص الود بيني وبينكم ... لأدراككم اياه في الحال بالاحيا

ومما وقع واتفق للمترجم انه اجتمع بمجلس فيه زمرة من العلماء السراة الكرام فأنشد المحدث العالم السيد محمد الحسيني بن حمزة النقيب مبتدراً
بعثتنا إلى الرياض صباحاً ... نسمات تحكي الوجوه الصباحا
ثم أنشد المترجم فقال
ونعمنا بسادة تشرق الأر ... ض بأنوارهم فتملا البطاحا
مع تدريس السليمة في الصالحية وسبب عود الخطابة اليهم كون ولد سليمان المحاسني المذكور وهو أحمد المحاسني رحل إلى الروم ونزل في دار شيخ الاسلام المولى عطاء الله وكأنت بينهما محبة أكيدة وشكى حالهم إليه قال له ان الخطابة والتدريس من قديم الزمان على بني محاسن والآن توجهت الخطابة للشيخ مصطفى الاسطواني والتدريس للشيخ عبد الغني النابلسي وكان شيخ الاسلام المذكور بينه وبين الشيخ عبد الغني النابلسي اغبرار خاطر لكونه لما ورد قاضياً إلى دمشق صار بينهما مباحثة طويلة في شرب النتن وكيفية حكمه وكان شيخ الاسلام ممن يحرمه كبعض علماء الروم المتورعين وينكر على الاستاذ لشرب ذلك فحين بلغ الاستاذ ذلك ألف رسالة فيه وسماها السيف المضي في عنق عطاء الله القاضي فلما اطلع المذكور على ما أبداه المحاسني أحمد وجه التدريس والخطابة لولده المار ذكره وأرسلهما إليه وجاء الخبر إلى دمشق في رجب من السنة المذكورة ثم ان تدريس السليمية رجع بعد أيام قلائل للشيخ النابلسي والخطابة استقامت على المحاسني إلى أن مات وذلك في سنة خمس وثلاثين ومائة وألف ثم بعده لأولاده ثم بعدهم الآن على أولادهم.
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.

 

 

إسماعيل بن تاج الدين بن أحمد المحاسني الدمشقيّ:
 خطيب الجامع الأموي وإمامه. مولده ووفاته بدمشق. كان أديبا حسن النظم. وولي تدريس التفسير في بعض المدارس. له (كناش - ط) كان لغيره، وتملكه هو، فزاد عليه بخطه حوادث كثيرة وقعت في دمشق، ولعله هو الّذي عناه المرادي بقوله: رأيت له (مجموعة) بخطه ذكر بها أشياء مما لا يذكر  .
-الاعلام للزركلي-