إسماعيل بن أحمد بن علي المنيني

تاريخ الولادة1139 هـ
تاريخ الوفاة1215 هـ
العمر76 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • استانبول - تركيا
  • دمشق - سوريا

نبذة

إسماعيل بن أحمد بن علي الحنفي المنيني الأصل الدمشقي المولد الخطيب والامام بجامع بني أمية أحد الأعيان الأفاضل كان عالماً فاضلاً أديباً لوذعياً كاملا له أدب وفضيلة محتشماً موقراً ولد بدمشق في سنة تسع وثلاثين ومائة وألف ونشأ في كنف والده واشتغل عليه بالقراءة وعلى غيره.

الترجمة

إسماعيل بن أحمد بن علي الحنفي المنيني الأصل الدمشقي المولد الخطيب والامام بجامع بني أمية أحد الأعيان الأفاضل كان عالماً فاضلاً أديباً لوذعياً كاملا ً له أدب وفضيلة محتشماً موقراً ولد بدمشق في سنة تسع وثلاثين ومائة وألف ونشأ في كنف والده واشتغل عليه بالقراءة وعلى غيره كالشيخ السيد محمد بن محمد العبيبي والشيخ عبد الرحمن الكفرسوسي والشيخ صالح الجنيني وحضر دروس الشيخ علي الطاغستاني نزيل دمشق وكذا قراء بعضاً على الشيخ محمود الكردي نزيل دمشق واكتسى من مبدأه حلة الفضل وتفوق ومهر بصناعة الشعر والأدب واقرأ في داره بعض العلوم ودرس في الجامع الأموي وخطب بعد والده وأخيه بالأموي وكأنت عليه وظائف وعقارات وقد كان في داره ملازم المطالعة والمذكرة مشتغلاً بنفسه عن غيره وارتحل إلى قسطنطينية حين توفي أخوه الشيخ عمر المنيني في سنة تسع وسبعين ومائة بسبب وظائفه ثم في رمضان سنة ثمان وثمانين ومائة لما توفي عمي شقيق والدي المولى السيد حسين المرادي وكان مفتي الحنفية بدمشق برتبة قضاء القدس اختير مفتياً المولى محمد أسعد بن خليل الصديقي فنصب برأي واليها وأمير الحاج الوزير الكبير محمد باشا ابن العظيم وقاضي البلدة اطلقجي زاده المولى حافظ السيد محمد أمين وغيرهما ثم لما وصل إلى الحبر إلى الروم وكان مفتي الدولة العثمانية اذ ذاك شيخ الاسلام المولى إبراهيم نجل الوزير الصدر عوض باشا فوجه الافتا إلى صاحب الترجمة مع رتبة السليمانية المتعارفة بين الموالي الرومية وكان قبل ذلك له رتبة ايكنجي التمشلي وجاء الخبر بذلك إلى دمشق وقيل في تاريخ فتائه
والسعد نادى ارخوا ... بدمشق إسماعيل مفتى فباشرها مدة أشهر ثم عزل ووجهت الافتاء من شيخ الاسلام المولى محمد أمين صالح زاده لابن ابن ابن عم والدي المولى السيد عبد الله بن السيد محمد طاهر ابن السيد عبد الله بن السيد مصطفى بن الاستاذ الجد سيدي السيد محمد مراد قدس سره برتبة قضاء القدس كما سبق لوالدي وعمى وقد ترجم المترجم الشيخ سعيد الشمان في كتابه وقال في وصفه درة تلك البحر الفياض ويتيمته العصماء التي ما للحسن عنها اعتياض اقتبل الكمال وما هل هلاله ولا اشتدت أواخيه ولا أوصاله فسالت به غرة المجد وطالت وانجذبت إليه الافئدة ومالت وهو في حجر والده تبتسم في وجهه الآمال وتتفرس فيه النجابة من دون احتمال يدنيه دون اخوته ويمرنه على اكتساب الفضل ويدربه فحصل على ما حصل وما عهده من الشبيبة تنصل ولا بدع فالأصل طيب وقد سقى من ذلك الصيب والتربة الزكية لا تنبت الا زهراً والافق الصافي لا يطلع الا بدراً وزهراً أنتهى مقاله ثم باشر امور الفتيا وكتب على المسائل مدة أشهر وكان ورود المرسوم إليه في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين ومائة وألف ثم عزل عنها ووليها ابن عمي المولى الشريف عبد الله بن طاهر المرادي ودخل دمشق في أواسط سنة تسع وثمانين وكان الوالد يجله ويحترمه واتصل بأخته أم الخير خديجة والدة الأخ الفاضل أحمد السعيد المار الذكر وتزوج بها وأيضاً عمي المار ذكره تزوج بأخته الثانية ام اليمن خانم وجاءه منها ولده أبو الفخر مصطفى وبيننا وبينهم محبة قديمة ومودة وله في الوالد المدائح ذكرت أغلبها في مطمح الواجد وكان والده وعمه أبو الفرج عبد الرحمن المنيني من أصحاب الجد الاستاذ الشيخ مراد بن علي البخاري وصحباه في السفر والحضر عدة سنين وهما من خواص تلامذته القائمين بخدمته والملازمين لحضرته والمستظلين باقياء فضائله وخضرته توفي صاحب الترجمة يوم الأربعاء ثالث ذي الحجة ختام سنة اثنين وتسعين ومائة وألف وصلى عليه بالجامع الشريف الأموي ودفن في مقبرة مرج الدحراح خارج باب الفراديس ومن شعره ما أنشدنيه من لفظه لنفسه يمدح بها بعض الأعيان
أيها السائق المجد تصبر ... عمرك الله فالفؤاد تفطر
وقف الركب ساعة عل طرفي ... بسنا الا هيف المحجب يظفر
أو ما قد علمت ان فؤادي ... صاده من ظبائها العين جؤذر
ثم عج بي نحو الربوع ففيها ... قد تركت الفؤاد بالحب مؤسر
في هوى أغيد من الشمس أبهى ... فلذا البدر من محياه أسفر
أكحل الطرف لين العطف أحوى ... كامل الظرف أهيف القد أحور
ذو جبين كالبدر من ليل شعر ... وثنايا سلسا لها العذب شكر
ولحاظ لسحر باب تعزى ... ولعمري بل منه أمضى وأسحر
صاد عقلي بحسنه مذ تبدى ... قلت جل الذي لحسنك صور
ورماني بالصد والبعد عنه ... ان حظي منه الصدود مقدر
وكساني ثوب السقام نحولا ... ولقتلي سيف اللواحظ أشهر
فشهودي عليه عند مدمعي ... ولعمري يمين ان هو أنكر
وهواني قد لذ لي من هواه ... ان خلع العذار في الحب يغفر
آبا لوصل لو يبل أو أمى ... من لهيب من هجره يتسعر
لا مني في هواه من ليس يدري ... وأخو الوجد والصبابة يعذر
فاذيعوا يا امة العشق شوقي ... لمليح من الجاذر انفر
قد كوى مهجتي بنار التجافي ... ولقوس الصدود والهجر أوترولئن فوق النبال لقتلي ... لذت بالأوحد الهمام الموقر
ذي المزايا الغر الحسان اللواتي ... من جبين الزمان حقاً تسطر
وآياد تزري بكعب اياد ... وسجايا من مسك دارين أعطر
سيد ما جد أديب أريب ... أروع باسل همام غضنفر
أحرز المجد وامتطى العز طفلاً ... وهو بحر وللمكارم مصدر
في اكتساب العلوم قد راض فكراً ... وبنيل الكمال للطرف أسهر
وإذا ما أجنه جنح ليل ... فتراه عن ساعد الجد شمر
وإذا ما دهت دياجي خطوب ... زادها فكرة من الصبح أنور
فهو فرع لخير أصل كريم ... غرسه بالكمال والنيل أثمر
قد حذا للعلاء حذو أبيه ... وبدا للفخار أكرم مظهر
وبه قد سمت ربوع المعالي ... ولها بالندى وبالجود عمر
فلئن غاب شمس ذاك المحيا ... فسنا نجله من البدر أنور
أيها الشهم ان يكن نزر مدحي ... وثنائي عن قدر علياك قصر
فأقلني العثار وامنن بعفو ... ما مسئ من للمقصر اعذر
ثم فاهنأ بنيل حج كريم ... ببلوغ المنى وبالنجح بشر
وكذا بعده زيارة طه ... سيد الرسل ذي المقام المطهر
أنعماً قصرت يد الشكر عنها ... قد حباك الآله منا ويسر
فتمتع بطيب عيش هني ... مع أخيك الهمام ذي الفضل الأشهر
ما لنحو الحجاز سار مشوق ... وبنحر الدماء لله كبر
وأنشدني هذه المرثية لنفسه في الجد البهاء المرادي
خطب أذيب به الفؤاد الصادي ... وغدا به المضني حليف سهاد
ونوائب لا تنطفي جمراتها ... تذكي الفؤاد بلوعة الايقاد

بدلت بعد الصفو من عيشي بما ... قد كنت أخشى من زمان عادي
يا دهر كم تغري بنا صرف الردى ... أولست ترعى ذمة لوداد
وإلى م ترهفنا شدائد أوهنت ... منا قوام الروح بالأجساد
ولكم تجرعنا كؤس مصائب ... قد آذنت بتقطع الأكباد
قد كنت أزعم ان دهري مسعدي ... يجري الأمور على وفاق مرادي
فبليت منه بضد ما أملته ... ورميت منه بأفظع الأنكاد
وفقدت مولى للعلاء وللندى ... والفضل والأفضال والأرشاد

من لم يمل لزخارف الدنيا ولم ... تلقى له شغلاً بغير سداد
كم من أياد بالسخأوة عم من ... أفضاله أزرت بكعب أياد
غوث الورى غيث الندى بدر الهدى ... روح تكون من تقى ورشاد
شمس المعارف والعوارف والعلا ... وملاذ أهل الحق والعباد
آناؤه مقسومة للجد وال ... طاعات والعرفان والاسناد
انسان عين العارفين وموئل ال ... لاجين بحر العلم والامداد
منها
فلئن تكن أفلت شموس جماله ... فلقد غدت منها البدور بوادي
ما منهم الا همام كامل ... متبؤ بالعزا رفع نادي
لا سيما الفرد العلي ومن حوى ... جل العلا من طارف وتلاد
سباق غايات المكارم والندى ... وخلاصة الأمجاد والأجواد
شهم يرجى في الخطوب إذا دهت ... وعدت علينا في الزمان عوأوي
يا أيها المولى الذي بجماله ... بهر الورى من حاضراً وبادي
فاسلم ودم أمد الزمان بنعمة ... مغبوطة بتغائظ الحساد

ولك البقاء فأنت خير خليفة ... أحيي ثنا الآباء والأجداد
وعلى أبيك الفرد من فاق الورى ... بمناقب تربو على التعداد
سحب الرضى والعفو والغفران من ... مولى كريم بالعطاء جواد
قوله ما كنت أدري قبل وضعك في الثرى إلى آخر البيت مأخوذ من قبل الشهاب الخفاجي
قيامة قامت بموت الذي ... بموته مات الندى والكمال
فإن شككتم فانظر وأنعشه ... وشاهدوا كيف تسير الجبال
والأصل فيه قول المتنبي
ما كنت آمل قبل نعسك ان أرى ... رضوى على ظهر الرجال يسير
وقول ابن المعتز
قد ذهب الناس ومات الكمال ... وصاح صرف الدهر أين الرجال
هذا أبو العباس في نعشه ... قوموا انظروا كيف تسير الجبال
وأنشدني من لفظه لنفسه أيضاً يمدح بها الوالد ويهنيه بمولود له
علاء على هام السماك مخيم ... وعز به الأيام تزهو تبسم
وبشرى بها طير الهناء مغرد ... على فنن في ايكه يترنم

فن أفق الآمال لاح محجب ... به انجاب عن وجه التهاني التلثم
وأربى على الأقمار ضوء جبينه ... ومن وجهه نور الشهامة ينجم
لعمري لقد طاب الزمان وأصبحت ... ثغور الأماني بالسرور تبسم
بمولد بدر المجد من أنجبت به ... وعن مثله الأيام لا شك تعقم
سليل همام طاب أصلاً ومحتداً ... فأكرم به فرعاً وأصل مكرم
هو الأوحد المفضال والأمجد الذي ... به يشرف التمداح حقاً ويعظم
همام سرى مسرى الكواكب صيته ... به منجد بين البرايا ومتهمله رفعة فوق الثريا مناطها ... ونور له رب السماء متمم
وشهم له حزم وحلم وهمة ... وعزم من الهندي أمضى وأحكم
وشدة بأس تردع الدهر سطوة ... فلا تنقض الأيام ما بات يبرم
إذا عدت الأمجاد كان رئيسهم ... وان عدت الأجواد فهو المقدم
ففي الجود معن وهو في الحلم أحنف ... وفي الحذق سحبان وفي البأس ضيغم
الا قل لمن قدر أم أدراك شأوه ... لقد سمت مالاً ذو نهى يتوهم
وحأولت أمراً دون درك ابتدائه ... نهاية أقوام بسبق تقدموا
فذا شمس أفق الشام قطب مدارها ... أتبدو مع الشمس المنيرة أنجم
فيا ابن الأولى بالفخر قد طار صيتهم ... بحزم إذا ما أصبح الكون مظلم
شموس إذا ساروا بدور إذا سروا ... ليوث إذا غاروا غيوث تكرموا
أياديك حقاً في الأنام شهيرة ... وقدرك في العلياء قدر مسلم
وما أنت الا الجوهر الفرد من به ... لنا بان حقاً انه ليس يقسم
منها
ليهنك نجل منك لاح بهاؤه ... وفي حجرك الميمون دام ينغم
بميلاده الاسنى لك البشر مقبل ... ووافاك بالنعمى عليك يسلم
فقربه عيناً مع الشبل صنوه ... ودام بهم عقد العلاء ينظم
ودمت ترى أبناهم كل أمجد ... أغر له الأسعاد والعز يخدم
ومنها
ودمت تهني كل عام بمولد ال ... رسول المرجى من به الخلق ترحم
تساق لك النعمى ويزجي لك العطا ... ويهمي لك الأفضال منه ويسجم
عليه من الرحمن ألف تحية ... وألف سلام كل حين يؤمم
وقال مشطراً بيتي سليمان بن نور الله الحمويلا تحسبوا ان ريحان العذار بدا ... في خد من بالبها والحسن قد برعا
أوان ذاك شعاع الحسن صوره ... في وجنة صاغها الرحمن وابتدعا
وانما طوقه السمور قابلها ... مرآة حسن لبدر في الدجى طلعا
وزانه منظر من نور بهجتها ... فشكاه في نواحيها قد انطبعا
وكتب لبعض أصدقائه وقد أهداه شاشا لعمامة
قد أثقلت كاهلي نعماك اذ وليت ... فلست أقضي لها شكراً مدى الزمن
وتوجتني يد النعماء منك بما ... يلقى على الرأس مقبولاً ومنك سنى
فالله يبقيك مفضالاً تحوز على ... شرخ الشباب مقاماً سامي القنن
وقال مشطراً
من حط ثقل حموله ... ان لم يجد منها سراحا
في جنب عفو الله أو ... في باب خلقه استراحا
ان السلامة كلها ... ان رمت في الدنيا نجاحا
وكذا النجاة من العنا ... حصلت لمن ألقى السلاحا
وكتب إلى بعض أحبابه مضمناً البيت الأخير
أتيت رحابكم أبغي ازديارا ... لأقضي بعض حقكم اللزام
فما سمح الزمان بما أرجى ... ولم أبلل بلقياكم أوامى
وبت بليلة كحلت جفونا ... بسهد لم تذق طعم المنام
ولما لم أفز منكم بمرأى ... وعدت ونار شوقي في ضرام
نثرت من المآقي در دمع ... يحاكي صوب منهل الغمام
وبرح بالحشا شوق ملح ... أهاج بمهجتي فرط الغرام
وأبرح ما يكون الشوق يوما ... إذا دنت الخيام من الخيام

وكتب إلى مهنياً ومؤرخاً نبات عذارى سنة سبع وثمانين ومائة وألف
سما بجد أثيلمن لم يقس بمثيلوعز عن أن يداني
بين الورى بعد يلالشهم خدن المعالينجل المرادي الجليل
ومن حوى المجد رقاعن السراة الأصولومن كسى ثوب عز
واف بقصد وسولفلاح منه عذارللسعد أقوى دليل
كدارة البدر زاوالليل مدلي الدلوليومذ تبدي سناه
وقدرها بقبولأرخته ضمن بيتسما كعقد جميل
طراز يمن وسعدزاه بوجه الخليللا زال يسمو عزيزا

في ظل سعد ظليلودام مجد علاهمدى الزمان الطويل
ولما كنت في قسطنطينية سنة اثنين وتسعين ومائة وألف كتب إلي من دمشق
يؤمك بالهنا عز وسعد ... فسر بالنجح مصحوب الكرامة
قضى المولى الجليل لك الأماني ... وردك بالمسرة والسلامة
الجناب الذي تحلى بالفضل والأدب إلى المعالي نهضة ذوي الجد والدأب فاحرز بها قصب السبق وجلى فكان بذاك من سواه أحق وأولى سيما وهو فرع بسق من دوحة العلم وبرز على من سواه بالذكاء والفهم ومن كان التوفيق له مساعد فأحرى بأن يمد إلى المعالي أطول ساعد
كالبدر لما ان تضاءل جد في ... طلب الكمال فحازه متنقلا
ومذ سرت تفاءت بالعود بالمسرة للقلوب وأيقنت ان بعزمتك تفريح الكروب وان كان قد أظلمت لبعدك هذه الديار وحلت الوحشة هذه الأقطار فسيعود بعودك قريباً لها المسار وينجلي بنور طلعتك ظلمة الأغيار وتجلس على سرر الهنا وتقطف ثمار المسرة دانية الجنى وتحظى بحضرتك بما فوق المنى
لقد سرت سير البدر في كل وجهة ... وقد حمد المسرى وعودك أحمد
أهدى إلى تلك الذات تحايا ما الروض بأعطر منها عرفا ولا أنضر منها وان باتت تسح عليه باندائها سحاء وطفا وسلاماً يتضوع تضوع مسك دارين وثناء تكسب منه الشذا والأزهار والرياحين وأسواقاً تكرر تكرر الشفق وتتجدد كلما تمزقت ثياب الغسق
ولو كأنت الأقطار طوع ارادتي ... وكان زماني مسعدي ومعيني

لكنت على شط الديار وبعدها ... مكان الذي قد سطرته يميني
لكن كيف الحداية بدون بعير أم كيف السباحة في غير غدير واني لمقعد الهموم والأوجال اطلاق وتيسير غير أني أضرع إلى مالك الملك ومدير الفلك ومدبر الفلك ان يجمعنا بالجناب جمع سلامه قاضياً من مقاصده مطلوبه ومرامه ويسهل له كل مطلوب ومراد ويذلل له كل صعب القياد ويدرأ عنه كيد الكايدين وشر الحاسدين وقد أنتهضت بحامله الهمة العلية للتشرف بالجناب ونيل تلك الأمنية فحسدناه حسد غبطه على نيل هذا الوطر وركوب غارب الغتراب والسفر ونبذ معان الذل والخطر والقاء العنان إلى ما جرى به القلم في القضاء والقدر كتب الله تعالى السميع سلامة الجميع انه قريب مجيب ليجتمع كل محب بحبيب دمت في سلامة وعافية ونعم ملابسها الفاخرة ضافية أنتهى ثم بعد وصول الكتاب الي أرسلت له الجواب وصدرته بثلاث أبيات من نظمي وهي
تخيل في فكري وبعدك لم يزل ... يؤجج ناراً في الجوانح والقلب
وحسبك مني أنني كل ساعة ... لك الذكر مني ان نأيت وفي القرب
وأني لك الخل الخليل بلا مرا ... وقلبك في ذا شاهد دونما كذب
والمنيني نسبة إلى قرية منين قرية معروفة تابع دمشق ولد والده بها وأصله من قرية برقايل تابع طرابلس الشام

 

 

 

الشيخ إسماعيل بن أحمد بن علي المنيني الدمشقي الحنفي مفتي دمشق الشام
الشيخ الإمام، مفتي الأنام، عمدة الحكام، وقطب مدار الأحكام، نادرة العصر، ويتيمة الدهر، ولد بدمشق الشام ونشأ بها سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وأخذ عن الأفاضل منهم الشهاب المنيني وعلي أفندي الداغستاني والعلامة حسن البرزنجي والشيخ صالح الجينيني والشيخ عبد الرحمن الكفرسوسي، وفي سنة ثمان وثمانين ومائة وألف ولي وظيفة إفتاء دمشق الشام وكان قد ولي خطابة الجامع الأموي، مات سنة خمس عشرة ومائتين والف ودفن في مرج الدحداح.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.