أسعد بن محمد بن علي بن محمد بن محمود الدمشقي

ابن الطويل

تاريخ الولادة1082 هـ
تاريخ الوفاة1150 هـ
العمر68 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

أسعد بن محمد بن علي بن محمد بن محمود المعروف بابن الطويل الشافعي الدمشقي لشيخ لعالم البارع الفاضل الأديب كان من ادباء دمشق النبهاء الظرفاء مع خلق حسن ورقة وطلاقة محيا وتوقد ذكاء ولد بدمشق في سنة اثنين وثمانين وألف وبها نشأ واشتغل بطلب العلم

الترجمة

أسعد بن محمد بن علي بن محمد بن محمود المعروف بابن الطويل الشافعي الدمشقي لشيخ لعالم البارع الفاضل الأديب كان من ادباء دمشق النبهاء الظرفاء مع خلق حسن ورقة وطلاقة محيا وتوقد ذكاء ولد بدمشق في سنة اثنين وثمانين وألف وبها نشأ واشتغل بطلب العلم على جماعة من علماء عصره كالشيخ عثمان الشمعة قرأ عليه جانباً كبيراً من شرح الكافية للجامي وحصة وافرة من شرح التلخيص المختصر وغير ذلك ولازم درس الاستاذ لشيخ عبد الغني النابلسي وأخذ عنه وكان الاستاذ يميل إليه وحصل فضلاً وأدباً واشتهر بالشعر والأدب وكان رفيقاً للشيخ سعدي العمري لا ينفك أحدهما عن الآخر وقد أبيض شعر لمته ولم يقعده في التصأبي عن همته وهو لا يفتر عن أنتهاز الفرص ويقطع أوقاته بين روض وغدير وغزال غرير مشتغلاً بذلك منهمكاً وبالجملة فهو بالعشرة ممن طال غرامه فساد واشتهر ما صرف عن أبائه والأجداد وقد ترجمه خاتمة الأدباء السيد الأمين المحبي في ذيل نفحته وذكر له من الشعر وقال في وصفه شاب نبيه القدر تراه فتستريب بصفحته البدر سقى منبته بماء الفضل فاخضر عوده وأخصب ربيع كماله لما لاحت في سمائه سعوده نشا أبدع من تصفح صفحه وأعار النسيم من عرفه نفحه يستضئ المقتبس بجماله ويتبسم الزمان بكماله وله همة في تحصيل المعارف لم تزل ولا تزال سابغة المطارف حتى قرت به العيون ووفاه الدهر ما بذمته من الديون ولي فيه عدات وثيقة الزمام كامنات كمون النور في غض الكمام وقد حلف بالزيادة وعليه ان يبر يمينه فقاله للأقبال قابل وطله عند أهل المعرفة وابل وله أدب مغانيه فساح وشعر معانيه فصاح أثبت منه ما يتقد به السمع والطرف وتعلم أنه خالص العيار عند أهل النقد والصرف فمنه قوله في صدر رساله وهو أول شعر قاله
سلام مشوق قد تزايد وجده ... ودر ثناء قد تنظم عقده
وأزكى تحيات أخص بهديها ... اماماً علا فوق السماكين مجده
هو العالم النحرير علامة الورى ... سليل أولى التحقيق من خاب ضده
رفيع الذرى من خصه الله بالتقى ... رفيق العلى غوث الزمان وفرده
إليه يد التقصير أهدت تحية ... وأزكى سلام فاح في الكون نده
وأبدت إليه الاعتذار بأنها ... قريبة عهد النظم حياه عهده
فلا زال في أوج المكارم دائماً ... مدا الدهر ما روض المنى فاح ورده
وما مستهام الشوق أهدى جنابه ... سلام مشوق قد تزايد وجده
وقوله وقد أرسلها للشيخ صادق الخراط
أيا مربع الأحباب حييت من عهد ... ولا زلت مرعى للأحبة من بعدي
لقد خلفوني مغرماً وترحلوا ... أكابد شوقاً في الحشا زائد الوقد
أجيرتنا لا أوحش الله منكم ... لقد خنتم عهدي وملتم عن الود

الا هكذا الأحباب تنسى عهودهم ... ام الدهر بالهجران قد خصني وحدي
رويدك يا حادي الظعون بمهجة ... اذيبت بنيران التباعد والصد
ورفقاً بمن في الركب أوهنه الجوى ... ويصبو إلى تلك المعاهد من نجد
الا أين نجد بل وأين ظباؤها ... وأين كحيل الطرف من زاد في البعد

غزال سبا كل البرية طرفه ... وصال على أسد الشرى منه بالقد
إذا ما تبدى أخجل الشمس وجهه ... وان لاح بدر التم ناداه يا عبدي
له وجنة حمراء زينها الحيا ... ومبسمه يحكي الهلال مع الشهد
لقد زارني أفديه من كل حاسد ... على غفلة الحراس من غير ما وعد
وقد سرني قرب التواصل والوفا ... كما سرني مدحي سليل ذوي المجد
هو السادة الغر الذين تقدموا ... وقد أنجبوا فرداً وناهيك من فرد
هو الصادق المفضال أوحد عصره ... كريم خصال ليس تحصر بالعد
هو الحبر كشاف الملمات كلها ... وبيت ذوي التحقيق واسطة العقد
همام رقي أوج المعالي بفضله ... وفاق على كل الأفاضل بالجد
له همة علياء في كل مشكل ... وداب على حفظ المودة والعهد
الا يا وحيداً في المحامد والعلا ... ومن فقت في فن القريض على الند
اليك لقد أهديت مدحي وأنه ... لجهد مقل أوهن الفكر بالكد
فسامح وقيت السوء عثرة وامق ... فأنت لأحرى بالسماحة عن نقد
دم في ثياب العز ترفل دائماً ... مدا الدهر ما صاح الهزار على الرند
فأجابه الشيخ صادق المذكور بقوله
أتت من حلي الاسعاد ترفل في برد ... فقلنا أضاء البدر من فلك السعد
ووافت لدى الاصباح من غير موعد ... ويا حبذا الحسناء زارت بلا وعد

أتت تتهادى يخجل البان قدها ... إذا رنحت عطفيه ريح الصبا النجدي
تجر ذيول التيه في موكب اليها ... وتنتشر عرف الطيب من ذلك البرد
تسايل عن ربع الأحبة تارة ... وطوراً تحيي ما مضى فيه من عهد
حفيظة ود لا تزال على المدا ... تدير علينا بالوفا اكؤس الود
مليكة حسن لم تزل بجمالها ... نواظرنا في القرب تشخص والبعد
تصورها الأفكار منا إذا نات ... فنشهد حسناً باهراً جل عن حد
لطلعتها الأقمار تسجد طاعة ... وتركع أجلالاً لها قضب الرند
تشير إلى نحو القلوب بطرفها ... فتستلب الأرواح من داخل الجلد
أقامت شموس الحسن في باب عزها ... حيارى وأمسى عندها البدر كالعبد
عرفنا هواها قبل أن تعرف السوى ... فكان لدى الأحشاء أحلى من الشهد
سقى الله دهراً قد تقضي لنا بها ... بليلة أنس اذ أمنا من الضد
وباتت تعاطينا كؤس حديثها ... فتمنحنا عقداً ثميناً على عقد
وتذكرنا ما قد مضى من عهودنا ... لدى الورضة الغناء والمسهد السعدي

زماناً به كنا نرى الدهر طائعاً ... معيناً على الشكوى حفيظاً على العهد
تقضي فلا والله ما كان عيشنا ... به غير مر الطيف زار بلا قصد
يميناً بما جادت به من ودادها ... لأني حفيظ في هواها على ودي
ولست الذي ان حاربته يد النوى ... يميل إلى السلوان لو ذاب بالوقد
فيا عاذلاً قد رام نصحي مذ نأت ... رويدك اني لا أميل إلى الرشد
هواها حياتي ما حييت وان أمت ... معي أبداً يبقى إلى النشر في لحدي
وان هي أولتني التباعد والجفا ... ومالت بوشي الحاسدين إلى الصد
فها أنا لم أبرح مقيماً على الوفا ... أكايد أشواقاً جنتها يد الوجد
أشاغل أوقاتي بنظم فرائد ... من المدح في سلك من الشكر والحمد
أحيي بها خدن المكارم والتقى ... سليل العلا أرثاً عن الأب والجد
فريد المعالي من سجاياه أصبحت ... تجل عن الأحصاء في موقف العد
له من حلي الأفضال أفخر حلة ... يتيه بها في الناس كالعلم الفرد
ففي الفضل كم أضحى به الدهر معجباً ... وفي اللطف كم أمسى مصاناً عن الند
فما نسمات الروض باكرها الحيا ... فازري شذاها بالعبير وبالند
تمر على زهر الروأبي عشية ... فتكسوه برداً من شذاها على برد
بالطف من أخلاقه وصفاته ... وأعطر من أنفاسه عندما يبدي
ولا الجوهر المكنون تاه به الحجي ... بأفخر من ألفاظه درر العقد
فيا واحد الدنيا ويا أوحد العلا ... ويا من رقى أوج السعادة والمجد
اليك كغصن البان وافت بخجلة ... فريدة حسن زانها رونق الخد
تبثك مدحاً كاللالي منظماً ... وتخشى من التقصير غايلة النقد
فسامح أخا الاسعاد فكرتي التي ... غدت في بحار الطمس غرقى عن الرشد
ودم وابق وأسلم بالأماني منعما ... مدا الدهر ما غنت سويجعة الرند
وقوله من التفريع
وما لحظات من عيون جآذر ... تبيح دم العشاق بالسحر والفتك
إذا شامها صب يقول لصحبه ... خليلي من فرط الغرام قفا نبكي
يا صعب من يوم الوداع لأنه ... أطال به شوقي وقد لذ لي هتكي
وقوله من التفريع أيضاً
وما حالة الخنساء بالوجد والأسى ... وقد رابها طول التباعد من صخر
تنوح فيبد ومن ضمائرها الجوى ... وتزري عقود الدمع كالعقد في النحربأكثر مني لوعة وصبابة ... إذا شمت هذا الظبي يجنح للهجر
وقوله كذلك
وما لوعة المديون وافي غريمه ... وليس له شيء يوفيه دينه
وقد شام أبناء الزمان تنصلوا ... من اللطف والمعروف فاستلم حينه
بأثقل من لطف الثقيل وليتني ... أموت ولا يلتام بيني وبينه
قلت وهذا التفريع بالفاء من أنواع البديع ويسميه بعضهم النفي والجحود وقد وقع في كلام الشعراء قديماً وحديثاً من ذلك قول كثير عزة
وما روضة بالحزن طيبة الثرى ... يمج الندى حمحامها وعرارها
بأطيب من أردان عزة موهناً ... وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها
ولبعضهم
وما روضة حل الربيع نطاقها ... وجرت بها الأنواء حاشية البرد
إذا حررت فيها النعامى لثامها ... ثنى عطفه الحوذات والتف بالرند
بأطيب نشراً من خلائقه التي ... تنم برياها على العنبر الورد
وكأنت وفاة صاحب الترجمة يوم الأحد سادس عشر جمادي الآخرة سنة خمسين ومائة وألف ودفن في تربة مرج الدحداح رحمه الله تعالى وسيأتي ذكر عمه عبد الحي ان شاء الله تعالى.

سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.