أحمد بن سليمان بن أحمد بن فركون أبي جعفر

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاةغير معروف
الفترة الزمنيةبين 700 و 800 هـ
أماكن الإقامة
  • الأندلس - الأندلس

نبذة

الكاتب أحمد بن سليمان بن أحمد بن فركون (يكنى أبا جعفر)، خديمي في النسخ من يد الكتبة وربيبي: جرو محقور، وفي جلدة كلب عقور، ولسان ناقور، سمع المجد عنه موقور، وشرارة قدحتها شرور، أخرق نشأ من صلف، ورمى من الوضاعة والدناءة بكلف، فلو تعلق بسبب من أبي دلف، لسعى عليه في تلف.

الترجمة

الكاتب أحمد بن سليمان بن أحمد بن فركون (يكنى أبا جعفر)، خديمي في النسخ من يد الكتبة وربيبي:
جرو محقور، وفي جلدة كلب عقور، ولسان ناقور، سمع المجد عنه موقور، وشرارة قدحتها شرور، أخرق نشأ من صلف، ورمى من الوضاعة والدناءة بكلف، فلو تعلق بسبب من أبي دلف، لسعى عليه في تلف، ولو شهده مجمع الثريا لم يعد إلى مؤتلف، وفرد لا ينطبق وصف اللؤم إلا عليه، وسفيه يقال عند ذكره كفاك الله شر من أحسنت إليه، رضع الغدر في مجثم أمه، وصافن أباه المرور في قارورة سمه، فلن تنفع المداراة في افعوانه، ولا تمنع المصانعة من عدوانه، جليد على شره، وسيئة مختومة على مره، أهداه إليّ أبوه سليمان معدن الحمق الذي أعيا الراقي، وسحر المركب العراقي، جرواً مسدود العينين، منسوباً إلى جنين هجينين، يغط في السيرة، ويحار في طلب الثدي الكلبي أعظم الحيرة، فأنفت من إضاعته، واحتلت لرضاعته، ثم انتخبت له المرس، وعلقت في عنقه الجرس، ثم جللته بالحرير، ومهدت له بجنب السرير، ثم علمته قص أثر الحجيلة، مخضوب البنان والرجيلة، ثم أغريته بالذب عن المنديل، ثم دربته على إمساك القنديل، ثم أغريته على القطوط، ثم أرسلته على القنائص السارية على الشطوط، وبعد ذلك رقيته من طور المسخ، إلى الاستعمال في مهنة النسخ، ثم نقلته محتمل العتاب، إلى بيت الكتاب، فأصبح جروه ممرحاً بالمصيد، باسطاً ذراعيه من كهفهم بالوصيد، مجارياً في نظم المقطوعة وإنشاد القصيد؛ فلما ظهر أيده، واستقام صيده، انصرف إليّ كيده، فلم الق شراً من لهثته المجلبة، وعضته الكلبة، فأنكر المعروف، ونسي الظرف والمظروف، وأوسع البينات هدماً، ووجوه الجاه لدماً، وعض عرقوبي فأدمى، وأفرط في الشعار، وخلق السعار، ولم يدع وجهاً من وجوه العار، والأطواق تحجه، والأحداق تثجه، والكفران يصحمه، والنعم تخصمه، والله تعالى لا يعصمه. فتركها مثلاً في الإجراء، ومزهداً للمكلبين في اصطناع الجراء، وهرول بعد ما لهث ونقر، وعض وعقر، والفضلاء تصيح خلف مهربه، والكلاب تفر من طلبه، وعدوى جربه، وعدل الله تعالى كفيل باتباعه، وقص باعه، ومجازاة ختله، وإهداء كبده إليّ من بعد قتله، ليجعل منها على العضة الدامية، ويشوى باقيها على النار الحامية، وعلى ذلك فخطه الذي نفق من كساده، واغتفر لصلاحه كل قبيح من فساده، مسرح الطرف، ومعدن الظرف، وأدبه يطريه سوق الصرف؛ فمما خاطبني به يشكو والده وقد سرق له بعض ما أحسنت به له قوله:
مولاي إن سليمان تعمدني ... بالليل فاسترق الموهوب من نعمك
فلو غدا غيره والله سارقه ... لكنت أسعى له في المر من نقمك
لكن حسبي أن بلغت فعلته ... للحاكم العدل يا مولاي من كرمك
وكتب ألي جواباً عن إحسان وصله:
" قسما بإحسان مولاي الذي أوجد وأكسب، وآمالي أحسب، لقد غمر رفدكم اللسان الذي يشكر، فبأي جارحة اصف المواهب وأذكر، التفقد لا يغب، والقبول نسماته تهب، تبارك الرب؛ والعبد لم يعمل في الخروج من الكر ألفاته، حتى أستدرك من خدمة النسخ ما فاته:
أمولاي عذرا عن مغيبتي فلم أكن ... لأغفل عن طرس لديك أجيده
يراعي في الكراس طورا ركوعه ... وطورا بمحراب الدواة سجوده
ولكن طرفي لم يغب عنك لحظه ... يفارقني طوع اشتياقي هجوده
وهل أنا إلا غرس انعمك التي ... غيوث الهدايا كل يوم تجوده
فبريها فيه شفاء ورحمة ... وبحريها مما يعز وجوده
فماذا عسى أنهيه من شكر منعم ... يؤلف بين الضب والنون جوده
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.