عبد الله بن غافق التونسي أبي محمد : من أهل إفريقية. تفقه بعلي بن زياد التونسي [اعترض القاضي عياض على هذا وقال إنه وهم كبير لأن ابن غافق ولد بعد موت علي ابن زياد بأزيد من عشرين سنة، وكانت وفاة ابن غافق سنة 275 أو 277 أو 273.] وكان اعتماد أهل بلده عليه في الفتوى.
- طبقات الفقهاء / لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.
ابن غافق (204 - 275هـ) (819 - 888 م)
عبد الله بن غافق التونسي، أبو عبد الرحمن الفقيه.
سمع من سحنون، ويزيد بن بشير، ورحل إلى مصر فلقي محمد بن عبد الحكم، وعليه كان اعتماد مدينة تونس في الفتوى.
وكان كريما، ولما حجّ أهدى إليه رجل هدية في سفره فكافأه عليها في حينه، ثم أهدى إليه ثانية فكافأه، فجعل يكثر في تهاديه وابن غافق يكثر في مكافأته فلما أكثر عليه لقيه فقال: إن كان يسرك أن أرجع إلى بلدي وعليّ دين فتماد في فعلك فكفّ الرجل عنه.
ولما وصل إلى مصر كان يأتي مجلس محمد بن عبد الحكم وهو لا يعرفه فسأل محمد أصحابه عن مسألة فأجابه عنها بعضهم فقال له ابن عبد الحكم: من أين لك هذا؟ فقال: من هذا - يعني ابن غافق - وكان جالسا إلى جانبه فسأله ابن عبد الحكم من أين الرجل؟ فقال: من تونس، فقال أنت ابن غافق؟ فقال نعم فسلم عليه وسأله عن مسألة الإيمان وما وقع فيها من الاختلاف بالقيروان فقال له: قال قوم: نحن مؤمنون عند الله مذنبون، وقال قوم: نحن مؤمنون ولا ندري ما نحن عند الله. فسأله ابن غافق من المصيب منهما فقال: الصواب ما قال محمد بن سحنون، وقد مرّ في ترجمة ابن عبدوس أنه القائل بخلاف مقالة ابن سحنون، وأنه هو وجماعته كان يسميهم ابن سحنون وجماعته الشكوكية، ومرّ في ترجمة يحيى بن عمران من تصانيفه الرد على الشكوكية، كما مرّ في ترجمة ابن عبدوس الاعتذار له وتوجيه كلامه.
ولما قدم ابن غافق وضع رسالة في الإيمان، ولم ينسبها إلى نفسه فكتبها الناس واستحسنوها فأذاعها رجل نحوي فبلغ الخبر ابن غافق فقال:
إنما ظننت أنكم تعملون بما فيها فلما نسبت لغير أهل العلم والله لم يسعني السكوت أنا واضعها، وقرأتها على يحيى بن عمر فاستحسنها، وقال: أنا أرويها عنك، وكان يحيى بن عمر وحمديس القطان يعجبان بها.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - من صفحة 447 الى صفحة 448 - للكاتب محمد محفوظ