أحمد بن عبد اللطيف بن محمد العمري

ابن عبد الهادي

تاريخ الولادة1130 هـ
تاريخ الوفاة1173 هـ
العمر43 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

أحمد بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن تقي الدين أبي بكر بن زين الدين عبد الهادي وينتهي نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدمشقي الشافعي المعروف بابن عبد الهادي الشيخ الفاضل الاديب البارع الصالح ولد بدمشق في ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاثين ومائة وألف.

الترجمة

أحمد بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن تقي الدين أبي بكر بن زين الدين عبد الهادي وينتهي نسبه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الدمشقي الشافعي المعروف بابن عبد الهادي الشيخ الفاضل الاديب البارع الصالح ولد بدمشق في ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاثين ومائة وألف وبها نشأ واشتغل بطلب العلم فقرأ على جماعة منهم الشيخ أحمد المنيني العثماني والشيخ إسماعيل العجلوني والشمس محمد بن عبد الرحمن الغزي العامري والشيخ صالح الجنيني والمولي حامد بن علي العمادي المفتي وغيرهم وفضل وبرع وصار له فضيلة ودرس في آخر أمره بالجامع الأموي عند المنارة الشرقية ولما توفي والده صار خليفة مكانه إلى أن مات وكان له نظم جيد وترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه من محتد يفتخر به السودد وتذعن له المعالي إذا سهم النسبة سدد تضرع منه الكرم المحض وارتضع من لبنه الخالص الذي لم يشب بمخض فطلع بدره في افق المجد تماماً وتفتق الروض زهوراً وكماماً فقضى له بالتوفيق العزيز وأنزل منه بالمكانة القعساء يحرز حريز ووالده الفرد الذي يشار إليه إذا عدت الافراد والمأخوذ عن كمالاته إذا تليت الأوراد صور الله ذاته من لطف وكونها وسهل على يديه الامور الشاقة وهونها فلورقي ذا جنة لاستفاق أوامر يديه على ذي عاهة برئ باذن الله ولم يحتج إلى أوفاق فدعوته تكف المرتكب عن معاصيه وتأخذ المتهالك بالاعتراض بنواصيه بمنظر بملاء العيون وضاء ويغني عما للبدر من الاضاءة وحلم دون متالع بمراتب ومحاسنلا تحصيها براعة حاسب ولا مداد كاذب إلى نسبة إلى الفاروق تنتهي ونفس عن استيفاء المكارم لا تنتهي فعطر الله تلك الروح بالنفحات الربانية وانزلها في المحل الاسني من الفراديس الجنانية وخلفه هذا خير خلف كما ان سلفه نعم سلف وله من الشعر ما هو واضح الدلائل إلا أن أبيات قصائده قلائل أنتهى مقاله ومن شعره قوله
بادرتني سواجع الالحان ... وحبتني بنشر بشر التهاني
مذ رأتني مغري بحفظ عهود ... سالفات جنيت منها التداني
وادبرت سلافة الصفو صرفاً ... فازدرينا بها بنات الدنان
ان يوماً يمضي بغير نصاب ... ليس عندي يعد في الازمان
وعجيب بأن يكون المعنى ... غير صب مكابد الاشجان
لا أرى صحوة لمخمور وجد ... أسكرته مدامة الاجفان
يا خليلي عرجاً بعناني ... نحو أرض بها تركت جناني
وقفا بي على الرياض صباحاً ... واسألاها عن الغواني الحسان
واغنما فرصة الزمان فما التس ... ويف الامطية الحرمان
بسوى من بجلق من صحأبي ... ولداني بالله لا تذكراني
كلما هزني الغرام اليهم ... أصبح الوجد آخذ بعناني
ان لي بينهم غزالاً شروداً ... من ظبي النير بين رخص البنان
صال باللحظ بين فتك وسفك ... بفؤاد أقسى من الصوان
لا وعهد الاحباب لست بسال ... مذهبي في الهوى رأى ابن هاني
مراده بقوله رأى ابن هاني قول المذكور
سأبكي عليكم مدة العمر انني ... رأيت لبيداً في الوفاء مقصرا
بيد أني أرجو الخلاص بمدحي ... والنجائ لوارث النعمان
من به قرت العيون ونالت ... ما عنت من كل قاص ودان
واستثارت فيه دمشق وطابت ... واكتست فيه حلة الرضوان
بقدوم قد قارنته سعود ... انقذتنا من صولة الحدثان
وتباشير انسه قد اذاعت ... نشر عرف الهنا بكل مكان
لوذعي يصبو بصائب فكو ... ما توارى في غيهب الاذهان
ما جد كل ما جد من علاه ... يرتقي فوق هامة الاقران
ذو بنان تجري بعشرة انها ... ر من فيض جودهن اليدان
خير مستودع كنوز علوم ... نورت صدره بآي المثاني
من غدا زند فضله اذ دهتنا ... مشكلات في فضلها كاليماني
من كرام ولاؤهم فرض عين ... وكذا مدحهم بكل اسان
سبقوا الناس بارتقاء المعالي ... وتساموا فلا ترى من يداني
كيف والسابق الخليفة من قد ... كان في الغار للمشفع ثاني
قدحوا نسبة إليه ونالوا ... بالنبي الرسول اسني الاماني
والتجائي من بينهم لخليل ... العز دوما في كل ما قد دهاني
وابق في روضة السرور تهني ... بارتقاء من دونه الفرقدان
مع بنيك الانجاب ما صيغ مدح ... في معاليك ناشر للتهاني
وقوله من قصيدة
بنيل الاماني طاب وقت مجدد ... ووافى الهنا والعيش فينان ارغد
ورجعت الورقاء في نغمة الرضى ... تغني على حظ المنى وتغرد
ودارت كؤس الانس فينا وقد غدا ... يطوف بها ساق كما الغصن اغيد
هلال محا آي الظلام جبينه ... وظبي بجفنيه حسام مجرد
رعى الله منه ساعة قد سرقتا ... وغصن التصأبي بالهوى متأود
نعمت به والدهر يفتر ثغره ... وقد غاب عنا عاذل ومفند
ولم اك ممن يسمع اللوم في الهوى ... ويصغي لاقوال الوشاة ويرصد
اخلاي ان رمتم من الدهر مأمناً ... وحصناً منيعاً فيه للعز مقعد
فجلوا بباب الفتح ذي الحلم والنهى ... ومن رأيه في المعضلات مهند
فتى طيب الأوقات طيب خصاله ... ولم يبق الا ما يروق ويحمد
منها
امولاي يا كهف العفاة ومن غدت ... خلائقه روضاً سقاه المزرد
ونجل الأولى شادواد عائم سؤدد ... تزول الرواسي وهي فينا تخلد
تهني باهنى العيد عاد مقامه ... يعيد لنا البشرى كما كان ينجد
طلعت طلوع الشمس يمحي بها الدجى ... وأنت بصمصام الفخار مقلد
واسديتنا ما لا نقوم بشكره ... من النعم اللاتي عليهن نحسد
فدم في أمان الله صدراً مؤملاً ... وكل البرايا بحر جودك تورد
مدا الدهر ما جادت قريحة شاعر ... بمدح وما غنى الهزار المغرد
وقوله من قصيدة امتدح بها المولى العالم حامد العمادي المفتي مطلعها
بشرى بها الدين قد قرت نواظره ... ومن سماء العلا لاحت زواهره
وكوكب النصر حياناً بطلعته ... يهدي إلى العز من قلت نواصره
وبلبل البشر يشدو في الرياض على ... غصن المسرات يحبو من يذاكره
وعرف طيب ربا الآمال قد نشقت ... نفحاته حيثما فاحت ازاهره
والفجر لاح على الافاق معترضاً ... يزيل جيش الدجى عنا عساكره
وللمنى امتد من أهل التقى مقل ... قد شاقها لمراقي السعد فاخرة
وأعين الشام قرت غب ما يئست ... والدهر عن أهلها عفت نواظره
وقد اغيثت بمفتيها الذي ابتهجت ... به الورى وزكت فينا عناصره
من كف غرب الأسى عن قرع لامتها ... وقد كفتها عن الشكوى بوادره
وقد جلا بمواضي الحزم ما احتكمت ... ايدي الردى فيه واختلت مصادره
منها
صدر الموالي عماد الدين حامده ... شمس المعارف زاكي الوصف عاطره
من أصبح الدهر مختالاً بطلعته ... ومن سمت أنجم الجوزا مفاخره
الماجد الجهبذ المولى الذي بزغت ... شموسه فاهتدت فيها معاصره
مجرى يراع القضايا بالسداد على ... لوح الهدى لم تزغ عنه ضمائره
ما زل عن موقف التقوى له قدم ... ولا انثنت لهوى يوماً سرائره
مولاي يا من غدت أقلامه شهبا ... يرمى بها كل شيطان ينافره
اعر يتيمة فكر نظرتي كرم ... واغفر قصور معنى كل خاطره
وللمترجم معرباً معنى بالفارسية وهو قوله
لقد خضت بحر الحرب يطفو عبابه ... ونازلت في الهيجآء كل فتى قرم
وقارعت آساد الشرى فقهرتها ... واشبعتها ضرياً يحل عرى العزم
فما راعني الا وقطب حاجب ال ... غزال الذي الحاظه للحشا تصمي
فلما رأت عيني تهلل وجهه ... ومن حاجبيه حاللاً عقد الزم
تيقن طرفي صفحه ورضآءه ... وبشرت قلبي بالعناق وباللثم
لأن إذا حلت لأوتار قوسها ... ليوث الوغى كان الدليل على السلم
ومن ذلك قول العالم الفاضل أحمد بن علي المنيني
طلبت وصالاً من حبيب ممنع ... فأوتر قوس الحاجبين وقطبا
وفوق لي سهماً أصاب مقاتلي ... واصمى فوآدا بالصدود معذبا
فلما رأى ما برحت بي جفونه ... وقد عيل صبري والسلو تغيبا
رثى لي ومن تعبيسه حل عقدة ... وحلل وصلاً كان حوباً وأوجبا
كذاك بنوا لهيجاً إذا تم سلمهم ... يحلون أوتار القسي تجنبا
ومن ذلك قول ولده الاديب إسماعيل بن أحمد المنيني
عيل صبري في حب ظبي غرير ... فاتر اللحظ فاتن الالباب
أوترت حاجباه قوس التجافي ... مذ رآني ملك الهوى والتصأبي
ثم وافى متيماً بوصال ... بعد بين مبرح واكتئاب
وكذا الصيد في النزال إذا ما ... عقدوا السلم حل قوس الحراب
ومن ذلك قول الاديب الفاضل مصطفى اسعد اللقيمي
بأبي الذي لما تحقق حيرتي ... وغدا بتقطيب الحواجب معرضا
وافى وفرق حاجبيه تقطعا ... متبسماً فعلمت منه بالرضى
اذ عادة الصيد الملوك بحربهم ... فك القسي إذا الوطيس قد انقضى
ومن ذلك قول النبيه السيد محمد الشويكي
وافى وقطب حاجبيه مطرقاً ... طرقاً بذا منه الرضى لي وافى
وكذلك الفرسان ان هم سالموا ... فكوا القسي واغمدوا الاسيافا
ومن ذلك قول الاديب محمد سعيد السمان
ومذ زار الحبيب بلا عتاب ... وتقطيب يحاجبه السني
علمت رضاءه من غير شك ... وقد امسيت بالعيش الهني
لأن الحرب ان خمدت لظاها ... تجل الصيد أوتار القسي
وكأنت وفات العمري المترجم في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بتربة مرج الدحداح وسيأتي ذكر والده عبد اللطيف وجده محمد وقريبه سعدي وأخيه مصطفى وقريبه الآخر محمد وبنو عبد الهادي في دمشق مشايخ صلحاء وللناس بهم اعتقاد واصلهم من بيت معروف بقرية صفوريه ولهم أنتساب صحيح إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأول من قدم منهم دمشق الشيخ العارف الكبير المسلك المربي الشيخ عبد الهادي ابن الشيخ عيسى بن عبد اللطيف ونزل بمحلة قبر السيدة عاتكة وأقام هناك إلى أن توفي في سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة ودفن بتربة له هناك وقبره مشهور يزار ويتبرك به قال ذلك الحافظ النجم محمد ابن الغزي في كتابه الكواكب وأما ما ذكره المحبي في تاريخه أولاً فلا أصل له وتزوج حفيده محمد بن أبي بكر عبد الهادي المزبور بنت العارف بالله الشيخ عبد القادر ابن سوار شيخ المحيا بدمشق وجاءه أولاد كثيرون منهم أحمد جد المترجم فنشأ طالباً للعلوم وقرأ وحصل وتوفي في أواخر ذي القعدة سنة تسع بعد الألف ودفن في تربة القصارين في جانب قبر عاتكة والله سبحانه أعلم
سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر - محمد خليل بن علي الحسيني، أبو الفضل.