أحمد بن حرب بن عبد الله أبي عبد الله النيسأبيري
تاريخ الوفاة | 234 هـ |
أماكن الإقامة |
|
- سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي "سفيان بن عيينة"
- حماد بن أسامة بن زيد القرشي الكوفي أبي أسامة
- عامر بن خداش النيسابوري
- محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك أبي إسماعيل "ابن أبي فديك"
- مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد أبي السكن التميمي "مكي بن إبراهيم بن بشير"
- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبي نصر البصري
- محمد بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب
- عبد الملك بن عمرو أبي عامر القيسي "أبي عامر العقدي"
- سليمان بن داود بن الجارود أبي داود الطيالسي "أبي داود"
- حفص بن عبد الرحمن بن عمر البلخي النيسأبيري أبي عمر
نبذة
الترجمة
أحمد بن حرب بن فيروز الإِمَامُ القُدْوَةُ, شَيْخُ نَيْسَأبيرَ، أبي عَبْدِ اللهِ النيسأبيري الزَّاهِدُ. كَانَ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ وَالعُبَّادِ.
ارْتَحَلَ وسمع من: سفيان بن عيينة وبن أَبِي فُدَيْكٍ وَعَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَطَاءٍ وَحَفْصِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي أُسَامَةَ وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ وَأَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيِّ وَعَبْدِ اللهِ بنِ الوَلِيْدِ العَدَنِيِّ وَعَامِرِ بنِ خِدَاشٍ, وَطَبَقَتِهِم, وَجَمَعَ, وَصَنَّفَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بنُ الأَزْهَرِ وَسَهْلُ بنُ عَمَّارٍ وَالعَبَّاسُ بنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بنُ شَادِلٍ وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيْهُ وَأَحْمَدُ بنُ نَصْرٍ الخَفَّافُ وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ قُتَيْبَةَ وَزَكَرِيَّا بنُ دَلَّوَيْه, وَعَدَدٌ سِوَاهُم.
قَالَ زَكَرِيَّا بنُ دَلَّوَيْه: كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ إِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدِيِ الحَجَّامِ لِيُحْفِيَ شَارِبَهُ يُسَبِّحُ, فَيَقُوْلُ لَهُ الحَجَّامُ: اسْكُتْ سَاعَةً. فَيَقُوْلُ: اعْمَلْ أَنْتَ عَمَلَكَ وَرُبَّمَا قَطَعَ مِنْ شَفَتِهِ, وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ.
قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أبي العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الصُّوْفِيُّ, حَدَّثَنِي أبي عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى قَالَ: مَرَّ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُوْنَ, فَقَالَ أَحَدُهُم: أَمْسِكُوا فَإِنَّ هَذَا أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ الَّذِي لاَ يَنَامُ اللَّيْلَ. فَقَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ, وَقَالَ: الصِّبْيَانُ يَهَأبينَكَ, وَأَنْتَ تَنَامُ? فأحيا الليل بعد ذلك حتى مات.
قَالَ زَكَرِيَّا بنُ حَرْبٍ: ابْتَدَأَ أَخِي بِالصَّوْمِ، وَهُوَ فِي الكُّتَّابِ، فَلَمَّا رَاهَقَ حَجَّ مَعَ أَخِيْهِ الحُسَيْنِ بنِ حَرْبٍ فَأَقَامَا بِالْكُوْفَةِ لِلطَّلَبِ، وَبِالبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى العِبَادَةِ لاَ يَفْتُرُ. وَأَخَذَ فِي المَوَاعِظِ وَالتَّذْكِيْرِ وَحَثَّ عَلَى العِبَادَةِ, وَأَقْبَلُوا عَلَى مَجْلِسِهِ.
وَصَنَّفَ: كِتَابَ "الأَرْبَعِيْنَ", وَكِتَابَ "عِيَالِ اللهِ", وَكِتَابَ "الزُّهْدِ", وَكِتَابَ "الدُّعَاءِ", وَكِتَابَ "الحِكْمَةِ", وَكِتَابَ "المَنَاسكِ", وَكِتَابَ "التَّكَسُّبِ".
رَغِبَ النَّاسُ فِي سَمَاعِ كُتُبِهِ, ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ سنَةَ عِشْرِيْنَ وَمائَتَيْنِ, فَحَجَّ, وَعَاوَدَ الغَزْوَ, وَخَرَجَ إِلَى بِلاَدِ التُّركِ وَافتَتَحَ فَتْحاً عَظِيْماً غُبِطَ بِهِ فَسَعَى بِهِ الأَعدَاءُ إِلَى ابْنِ طَاهِرٍ فَأَحْضَرَهُ, وَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فِي الجُلُوسِ, وَقَالَ: أَتَخْرُجُ وَتَجْمَعُ إِلَى نَفْسِكَ هَذَا الجَمْعَ, وَتُخَالِفُ أَعوَانَ السُّلْطَانِ? ثُمَّ إِنَّ ابْنَ طَاهِرٍ عَرَفَ صِدْقَهُ فَتَرَكَهُ فَسَارَ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ. وَكَانَ تَنْتَحِلُهُ الكَرَّامِيَّةُ, وَتُعَظِّمُهُ؛ لأَنَّهُ أُسْتَاذُ مُحَمَّدِ بنِ كَرَّامٍ, وَلَكِنَّهُ سَلِيْمُ الاعْتِقَادِ بِحَمْدِ اللهِ.
وَعَنْ يَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ قَالَ: إِنْ لَمْ يَكُنْ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ مِنَ الأَبْدَالِ, فَلاَ أَدرِي مَنْ هُمْ?!
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ المَرْوَزِيُّ: يَرْوِي أَشْيَاءَ لاَ أَصْلَ لَهَا.
قَالَ نَصْرُ بنُ مَحْمُوْدٍ البَلْخِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَرْبٍ: عَبَدْتُ اللهَ خَمْسِيْنَ سَنَةً فَمَا وَجَدْتُ حَلاَوَةَ العِبَادَةِ حَتَّى تَرَكْتُ ثَلاَثَةَ أَشيَاءٍ: تَرَكْتُ رِضَى النَّاسِ حَتَّى قَدِرْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِالحَقِّ، وَتَرَكْتُ صُحْبَةَ الفَاسِقِيْنَ حَتَّى وَجَدْتُ صُحْبَةَ الصَّالِحِيْنَ، وَتَرَكْتُ حَلاَوَةَ الدُّنْيَا حَتَّى وَجَدْتُ حَلاَوَةَ الآخِرَةِ.
وَقِيْلَ: إِنَّه اسْتَسقَى لَهُم بِبُخَارَى فَمَا انْصَرَفُوا إِلاَّ يَخُوْضُونَ فِي المَطَرِ, رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ الستين.
سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
أَحْمَد بْن حرب بْن عَبْد اللَّه بْن سهل بْن فيروز، أَبُو عَبْد اللَّه الزّاهد النّيسابوريّ:
وقيل أنه مروذى. سكن نيسابور وحدّث بها عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ، وَعَبْد اللَّهِ بْن الوليد العدني، رأى أبا عامر العقدى، وأبا داود الطيالسي، وأبا أسامة حَمَّاد بْن أسامة، وعبد الْوَهَّاب بْن عطاء، ومكي بْن إِبْرَاهِيم. رَوَى عَنْهُ أَبُو الأزهر أَحْمَد بْن الأزهر، وأحمد بْن نصر اللباد، وأبا سَعِيد مُحَمَّد بْن شَاذَانَ، وجعفر بْن مُحَمَّد بْن سوار النيسابوريون، والكرامية: تنتحل أَحْمَد بْن حرب. وكان حسن الطريقة ظاهر النسك، وورد بغداد حاجا فِي أيام أَبِي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن حنبل. وَحَدَّثَ بها فكتب عَنْهُ أَحْمَد بْن يَحْيَى الحلواني.
أخبرني محمّد بن الحسين الأزرق- أبو سهل- حدّثنا محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدّثنا يحيى بن إسحاق حدّثنا أحمد بن حرب النيسابوري حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَمِيلٍ الْهَرَوِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَرَّزٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذَا رَجُلٌ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيَا من لا تَغْلَطُهُ الْمَسَائِلُ، وَيَا مَنْ لا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عفوك وحلاوة معرفتك.
قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَعِدِ الْكَلامَ، قَالَ: وَسَمِعْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ الْخَضِرِ بيده- وكان هو الخضر- لا يَقُولُهُنَّ عَبْدٌ دُبُرَ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ إِلا غفرت ذنوبه وإن كان مِثْلَ رَمْلِ عَالِجَ، وَعَدَدِ الْمَطَرِ وَوَرَقِ الشَّجَرِ.
أخبرني محمّد بن أَحْمَد بْن حنبل وقد قدم أَحْمَد بْن حرب من مكة، فَقَالَ لي أَحْمَد: من هَذَا الخراساني الَّذِي قدم؟ قلت: من زهده كذا وكذا، فَقَالَ: لا ينبغي لمن يدعى ما يدعيه أن يدخل نفسه فِي الفتيا.
وقال بن نعيم: سمعت أبا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن ميكال يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ البغدادي يذكر عَنْ إِسْمَاعِيل الزّاهد قال قلت- أقيل ليحيى بْن يَحْيَى- من الأبدال؟ قَالَ: إن لم يكن أَحْمَد بْن حرب منهم فلا أدري من هم.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي علي قَالَ قرأنا على الحسين بن هارون عن سعيد. قال: أحمد ابن حرب الموزى الزاهد كَانَ مرجئا، فِي أمره نظر. سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن عَلِيّ المروزي يَقُولُ: روى أشياء كثيرة لا أصول لها.
أَخْبَرَنِي ابْن يَعْقُوب أخبرنا محمّد بن نعيم أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن دينار قَالَ سَمِعْتُ زكريا بْن دلويه والعباس بْن حمزة يَقُولان: توفي أَحْمَد بْن حرب سنة أربع وثلاثين ومائتين
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
الشيخ الإمام أبو عبد الله أحمد بن حرب النيسابوري، الفقيه الزاهد، المتوفى سنة أربع وثلاثين ومائتين سمع سفيان بن عيينة وخرج إلى بلاد الترك غازيًا وافتتح فتحًا عظيمًا وجاور بمكة وكان الكَرَّامية يبجّلونه لأنه أستاذ محمد بن كَرَّام ولكنه سليم الاعتقاد، ثم أقام بالكوفة وبالبصرة وصنَّف "كتاب الأربعين" و"كتاب عيال الله" و"كتاب الزهد" و"كتاب الدعاء" و"كتاب الحكمة" و"كتاب المناسك" و"كتاب الكسب". ذكره الذهبي في "سير النبلاء".
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.