أبو عبد الله محمَّد الباجي بن محمَّد المسعودي البكري التبرسقي ثم التونسي: الأكتب الأمجد النحرير الفاضل الألمعي الكامل اللوذعي الماهر المؤرخ الشاعر خاتمة الكتاب وعين الآداب كانت له اليد الطولى في التحرير الرائق والإنشاء البديع الفائق، نشأ بين يدي والده وأخذ عنه وأخذ القراءات عن الشيخ محمَّد المشاط والعلوم عن الشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ ابن ملوكة والشيخ محمَّد بن الخوجة وتقدم لخطة الكتابة على عهد المولى حسين باشا باي ولازمها حتى ارتقى إلى رئاسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى له تفنن في العلوم وله شعر يدل على لطف أخلاقه وله معرفة تامة بتاريخ البلاد وألّف في ذلك الخلاصة النقية في أمراء إفريقية. مولده سنة 1225 هـ وتوفي سنة 1297 هـ[1879 م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف
محمد الباجي ابن أبي بكر عبد الله بن محمد المسعودي البكري التبرسقي ثم التونسي، أبو عبد الله:
مؤرخ. من كتاب تونس وشيوخها. مولده ووفاته فيها. تقدم لخطة الكتابة على عهد الباي حسين باشا وارتقى إلى رياسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى (حسب اصطلاح أهل تونس) وكان له اشتغال بالأدب والشعر.
وله كتاب (الخلاصة النقية في أمراء إفريقية - ط) و (عقد الفرائد في تذييل الخلافة وفوائد الرائد - ط) و (ديوان شعر - خ) و (المنجي من المرض الفرنجي) وللسيد محسن بن حميدة، رسالة (الباجي المسعودي - ط) بتونس، في ترجمته، يرجع إليها .
-الاعلام للزركلي-
المسعودي (1225 - 1297 هـ) (1810 - 1892 م).
محمد الباجي بن محمد بن محمد المسعودي البكري التبرسقي ثم التونسي، وهو من أحفاد الولي الصالح بو بكر صاحب الزاوية ببلدة تبرسق، الأديب الكاتب الشاعر.
انتقل أبوه من مسقط رأسه إلى تونس العاصمة، وبها ولد، ولما بلغ الرابعة أدخله أبوه الكتاب، فتعلم الكتابة وحفظ القرآن وبعض المتون العلمية، ثم دخل جامع الزيتونة، وبه درس علم القراءات على الشيخ محمد المشّاط، ودرس بقية العلوم على أبيه، وأحمد اللبّي، ومحمد بن الخوجة، ومحمد بن سلامة، ومحمد بن ملوكة، والشيخان اللذان أحبهما ولازم دروسهما هما محمد بن الخوجة، وإبراهيم الرياحي الذي لازمه في كثير من أماليه. ومن محبته في الشيخ إبراهيم الرياحي وراسخ اعتقاده فيه رغبته في دفنه بزاويته تيمنا بجواره، فساعفه محمد الرياحي شيخ الزاوية، فأعطاه قبرا بباب السماط أمام القبة، فلما توفي أقبر به.
وامتاز في العلوم العربية بالخصوص. وعن طريق والده اتصل بأمراء العائلة الحسينية، وتولى في دولتهم خطة الكتابة ببيت خزندار أيام حسين باي، ثم تولى الكتابة بديوان الإنشاء، وظهرت كفاءته فأحله حسين محلا رفيعا، وسافر في كثير من «الامحال» واستمر نجمه في صعود إلى أن رقي إلى رئاسة القسم الثاني بالوزارة الكبرى، ثم رئاسة القسم الثالث بها، وظل به إلى أن توفي يوم الخميس الثاني عشر من شوال 7 سبتمبر.
ومما يذكر أنه كان يشكو داء الصدر والقلب أو ما يسمى بالمرض الإفرنجي وهو مرض وراثي. وكان لا يختلف عن رجال عصره في إحاطته بمعارف العصر وإنتاجه المتعدد، فهو مؤرخ وكاتب رسائل وشاعر، ووصف بأنه أديب بارع وكاتب بليغ.
وأسلوبه في نثره الفني صورة لأساليب كتاب العصر الحسيني تحمل طابع التكلف والتصنع لتهالكه على المحسنات البديعية، وبالرغم من الجهد الذي بذله في انتقاء اللفظ وسبك العبارة فإنه عديم التأثير على القارئ، وهذا يرجع إلى أسلوبه المتكلف وتفاهة موضوعاته، وجميع مكاتباته لا تخرج عن التقريظ والإطراء المفرط، وكلما أمعن في المديح ازداد ضعفه.
وقد كان الحلقة الأخيرة من كتاب ديوان الإنشاء المتصنعين المتكلفين إذ بعده بدأت هذه المدرسة في الانحلال والتلاشي بظهور النثر المرسل في صحيفة «الرائد»، وازدهار فن المقالة بها. وشعره من حيث الطابع الفني والموضوع صورة للشعر الحسيني، فلقد شطّر، وعارض قصائد لشعراء الشرق والأندلس مثل علي بن الجهم، ولسان الدين بن الخطيب، ومدح الملوك والوزراء على مثل شعراء عصره، وتغزل كما تغزلوا، ووصف مجالس لهوه وأنسه كما وصفوا.
ويبدو أنه كان له إلمام باللغة الإيطالية كما يشير إلى ذلك قوله (من قصيدة غزلية):
تقول أترضى اليوم أنك ثالث؟ ! … فقلت بنعم «سي سي قراسي بونو»
ومن آثاره الباقية:
1 - الخلاصة النقية في أمراء إفريقية (تونس 1323/ 1905 ط 3/).
2 - عقد الفرائد في تذييل الخلاصة وفوائد الرائد. وهذان الكتابان لا يمتازان بتفوق علمي ولا بأسلوب خاص.
أما آثاره الأخرى فقد ترك لنا:
3 - ديوانا من جمع ابنه عبد العزيز، ومجموعة من رسائله تتخلل ذلك الديوان، وبعض رسائل أخرى متفرقة في الكتب.
ومن آثاره الباقية:
4 - أشهر ملوك الشعر والنثر مخزون بالمكتبة الوطنية بتونس رقم 2515.
5 - المنجي من المرض الإفرنجي
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 329 الى صفحة 331 - للكاتب محمد محفوظ