بدر الدين الحسين ابن الصديق بن الحسين بن عبد الرحمن الأهدل
تاريخ الولادة | 805 هـ |
تاريخ الوفاة | 901 هـ |
العمر | 96 سنة |
مكان الوفاة | بندر عدن - اليمن |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
وفيهَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سلخ ذِي الْعقْدَة الْحَرَام توفّي الشريف الْفَقِيه الصُّوفِي الأديب الْحَافِظ الْمُحدث البارع فِي أشتات الْعُلُوم بدر الدّين الْحُسَيْن ابْن الصّديق بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل قدس الله أَرْوَاحهم ببندر عدن وَدفن بهَا وَكَانَ مولده فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات حُسَيْن وَنَشَأ بهَا بنواحيها واشتغل بهَا فِي الْفِقْه على الفقيهين أبي بكر ابْن قعيص وَأبي الْقسم ابْن عمر بن مطير وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على أَولهمَا وَغَيره ثمَّ انْتقل إِلَى بِلَاد المراوغة واشتغل بهَا على الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم جعمان وَغَيره ثمَّ دخل زبيد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فاشتغل بهَا فِي الْفِقْه على عمر الْفَتى وَغَيره وَفِي الْأَدَب على بن الزين الشرجي ثمَّ حج سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر مجَالِس الْبُرْهَان والمجيوى قاضيها وَأذن لَهُ الْبُرْهَان وَغَيره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع بهَا من أبي الْفرج المراغي ثمَّ عَاد لبلاده وَأخذ عَن يحيى العامري وَبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج
ذكره السخاوي فِي ضوئه قَالَ ولازمني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بِمَكَّة فَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء من تصانيفي بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا سمع من لَفْظِي وَعلي أَشْيَاء قَالَ وَهُوَ فَاضل بارع فِي فنون ناظم مُفِيد حسن الْقِرَاءَة والضبط لطيف الْعشْرَة متودد قَانِع عفيف اقرا الطّلبَة بناحيته وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة سِيمَا القَوْل البديع وَنَحْوه مدحني بقصيدة انشدنيها بِحَضْرَة الْجَمَاعَة وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة وَرَأَيْت النَّجْم بن فَهد كتب عَنهُ من نظمه كثيرا وترجمة انْتهى
وَذكره الْعَلامَة بحرق فِي كِتَابه موهب القدوس فِي مَنَاقِب ابْن العيدروس وَقَالَ إِنِّي قلت مرّة لَهُ إِن أَحْوَال سَيِّدي الشَّيْخ أبي بكر اشكلت علينا فَقَالَ دعها تَحت حجابها مستورة بسحابها فَلَو أشرقت شمسه لأحرقت الْوُجُود كُله أما تَرَانَا نقف على أبوابه ونكتفي بتقبيل أعتابه قَالَ وَهَكَذَا كَانَ رَحمَه الله يقبل العتبة وينصرف وَرَأَيْت كَأَنَّهُ ورد عَلَيْهِ مرّة حَال فَأخذ بيَدي وَهُوَ كالذاهل فَقَالَ لي تُرِيدُ أَن أُريك القطب فَقلت نعم فَمشى حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى سَيِّدي الشَّيْخ أبي بكر فَقَالَ هَذَا هُوَ القطب وَانْصَرف وَلم يلبث أَن امتدح سَيِّدي الشَّيْخ بقصيدته الَّتِي أَولهَا من الحسان الخرد قد صادني غرير يَرْمِي بقوس حَاجِب وأنشده اياها فَلَمَّا بلغ المنشد قَوْله يَا عيدروس الْأَوْلِيَاء يَا حايز الْكَمَال القطب أَنْت الْأَكْمَل
كَانَ الشريف الْحُسَيْن ينظر اليّ ثمَّ يُشِير بِيَدِهِ إِلَى سَيِّدي الشَّيْخ وَيَقُول القطب أَنْت الْأَكْمَل القطب أَنْت الْأَكْمَل يكررها ليحقق مَا كَانَ قَالَه لي فِي الْمَنَام فِي حَالَة ذُهُوله وَمن شعره ... يَا سَيِّدي يَا الهي ... إِن لم تكن لي فَمن لي
أَنْت الْعَلِيم بحالي ... فارنم بعزك ذلي ...
وَمِنْه ... أما لهَذَا الْهم من مُنْتَهى ... اما لهَذَا الْحزن من آخر
أما لهَذَا الضّيق من فارج ... اما لناب الْخطب من كاشر
أما لهَذَا الْعسر من دافعٍ ... باليسر عَن هَذَا الشجى العاثر
بلَى بلَى مهلا فَكُن واثقاً ... بِالْوَاحِدِ الْفَرد العلى الْقَادِر ...
وَمِنْه هَذِه الْوَسِيلَة الْعَظِيمَة وَهِي ... يَا رَسُول الله عوناً مدد ... أَنْتُم الْوَالِد وَالْعَبْد ولد ..
.. يَا رَسُول الله فِي جاهك مَا ... يبلغ القاصد أقْصَى مَا قصد
يَا رَسُول الله مَا لي عتد ... غير حبك وَيَا نعم العتد
يَا رَسُول الله قوم أودى ... فلكم قومت بِالدّينِ أود
يَا رَسُول الله هَل من نظرة ... تصلح الْقلب سَرِيعا والجسد
يَا رَسُول الله هَل من جذبة ... تجذب العَبْد إِلَى النهج الجدد
يَا رَسُول الله هَل من عطفة ... تعطف العَبْد إِلَى طرق الرشد
يَا رَسُول الله هَل من نفحة ... مِنْك تَأتي وَمن الْفَرد الصَّمد
يَا رَسُول الله كن لي شافعاً ... أَنْت وَالله شَفِيع لَا ترد
يَا رَسُول الله هَل تسمعني ... أَي وربي تسمع القَوْل مقد
أَنا بِاللَّه وبالوجه الَّذِي ... قَالَ ذُو الْعَرْش لَهُ أَسجد فَسجدَ
سيد الرُّسُل ختام الْأَنْبِيَاء ... صَاحب السَّجْدَة وَالْقَوْل الْأسد
أصل مبدأ الْكَوْن بل غَايَته ... حجَّة الله على كل أحد
رَحْمَة الله الَّتِي عَم بهَا ... كل مَخْلُوق على بر الْأَبَد
صفوة الله من الْخلق مَعًا ... فَهُوَ الْجَوْهَر والخلق زبد
الَّذِي قد خصّه الله بِمَا ... يعجز الْعد فَلَا يُحْصى عدد
كلما فِي الْأَنْبِيَاء من شرف ... ضم فِيهِ بعد أَن كَانَ بدد
وَلَقَد زيد عَلَيْهِم شرفاً ... واختصاصات بمعناها انْفَرد
من ليَوْم الْجمع إِلَّا أَحْمد ... يَوْم لَا وَالِد يُغني عَن ولد
ينقذ النَّاس بسجدات لَهُ ... من هموم وكروب وشدد
يَا مجلي الكرب السود أغث ... مَا رآك الكرب إِلَّا وشرد
يَا مليح الْوَجْه يَا خير الورى ... أَنْت بعد الله نعم الْمُعْتَمد
يَا عَظِيم الجاه وَالْفضل وَيَا ... أكْرم الْخلق إِلَيْك الْمُسْتَند
مدحتي نَحْوك قد أَهْدَيْتهَا ... فاجرني بِقبُول ومدد
واسأل الرَّحْمَن لي من فَضله ... الْعَفو والغفران والرزق الرغد
رب جنبنا بجاه الْمُصْطَفى ... كل كد وبلاء ونكد
وأقض حاجاتي واصلح عَمَلي ... وَاخْتِمْ الْعُمر بِخَير إِن نفد
وكذاك الْآل وَالْأَصْحَاب من ... قد دنا مِنْهُم إِلَيْنَا وابتعد
وَصَلَاة الله مَعَ تَسْلِيمه ... لرَسُول الله من غير أمد
وكذاك الْآل وَالْأَصْحَاب من ... قَامَ للدّين بنصر واجتهد ...
.. بِبَقَاء الله تبقى وعَلى الآ ... ل والصحب فهم آل الرشد
بِبَقَاء الله تبقى دَائِما ... وعَلى الْآل فهم آل الرشد ...
قلت وَلَعَلَّه يُشِير بقوله ... يَا رَسُول الله هَل تسمعني ... أَي وربي تسمع القَوْل وَقد ...
إِلَى أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تبلغه صَلَاة الْمُصَلِّين عَلَيْهِ ومدح المادحين لجنابه الْعلي للأحاديث الصَّحِيحَة كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {مَا من أحد يسلم عَليّ إِلَّا رد الله عَليّ روحي حَتَّى أرد عَلَيْهِ السَّلَام} وَكَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {إِن الله وكل بقبري ملكا أعطَاهُ اسماء الْخَلَائق فَلَا يُصَلِّي على أحد إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا بَلغنِي باسمه وَاسم أَبِيه هَذَا فلَان بن فلَان قد صلى عَلَيْك
وَقد يتشرف بعض الْأَوْلِيَاء فَيسمع الْجَواب من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا وَقع للناظم رَحمَه الله من أَنه لما زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووقف على الْقَبْر الشريف وَأنْشد قصيدة يَقُول فِيهَا ... إِن قيل زرتم بِمَا رجعتم ... يَا سيد الرُّسُل مَا نقُول ...
فَسمع الْجَواب من الْحُجْرَة الشَّرِيفَة ... قُولُوا رَجعْنَا بِكُل فضل ... وَاجْتمعَ الْفَرْع وَالْأُصُول ...
-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس المتوفى (1038ه).