أحمد بن جعفر بن موسى أبي الحسن النديم

جحظة البرمكي أحمد

تاريخ الولادة224 هـ
تاريخ الوفاة324 هـ
العمر100 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةواسط - العراق
أماكن الإقامة
  • بغداد - العراق

نبذة

أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك المعروف بجحظة البرمكي النديم؛ كان فاضلاً صاحب فنون وأخبار ونجوم ونوادر ومنادمة، وقد جمع أبو نصر ابن المرزبان أخباره وأشعاره، وكان من ظرفاء عصره، وهو من ذرية البرامكة، وله الأشعار الرائقة، فمن شعره قوله: أنا ابن أناس مول الناس جودهم ... فأضحوا حديثاً للنوال المشهر فلم يخل من إحسانهم لفظ مخبر ... ولم يخل من تقريظهم بطن دفتر

الترجمة

جحظة البرمكي
أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك المعروف بجحظة البرمكي النديم؛ كان فاضلاً صاحب فنون وأخبار ونجوم ونوادر ومنادمة، وقد جمع أبو نصر ابن المرزبان أخباره وأشعاره، وكان من ظرفاء عصره، وهو من ذرية البرامكة، وله الأشعار الرائقة، فمن شعره قوله:
أنا ابن أناس مول الناس جودهم ... فأضحوا حديثاً للنوال المشهر
فلم يخل من إحسانهم لفظ مخبر ... ولم يخل من تقريظهم بطن دفتر وله أيضاً:
فقلت لها بخلت علي يقظى ... فجودي في المنام لمستهام
فقالت لي وصرت تنام أيضا ... وتطمع أن أزورك في المنام وله أيضاً:
أصبحت بين معاشرٍ هجروا الندى ... وتقبلوا الأخلاق من أسلافهم
قوم أحاول نيلهم فكأنما ... حاولت نتف الشعر من آنافهم
هات اسقنيها بالكبير وغنني ... ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وله أيضاً:
يا أيها الركب الذي ... ن فراقهم إحدى البليه
وصيكم الصب المقي ... م بقلبه خير الوصيه

وله أيضاً:
وقائلة لي كيف حالك بعدنا ... أفي ثوب مثرٍ أنت أم ثوب مقتر
فقلت لها لا تسأليني فإنني ... أروح وأغدو في حرامٍ مقتر

وله ديوان شعر أكثره جيد، وقضاياه مشهورة، ومن أبياته السائرة قوله:
ورق الجو حتى قيل هذا ... عتاب بين جحظة والزمان ولابن الرومي فيه،

وكان مشوه الخلق:
نبئت جحظة يستعير جحوظه ... من فيل شطرنج ومن سرطان
وارحمتا لمنادميه تحملوا ... ألم العيون للذة الآذان وتوفي سنة ست وعشرين وثلثمائة، وقيل: سنة أربع وعشرين، بواسط، وقيل: حمل تابوته من واسط إلى بغداد، رحمه الله تعالى.
وجحظة - بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الظاء المعجمة وبعدها هاء - وهو لقب عليه لقبه به عبد الله بن المعتز.
قال الخطيب: وكانت ولادته في شعبان سنة أربع وعشرين ومائتين. وله ذكر في تاريخ بغداد، وفي كتاب " الأغاني ".

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
 

 

 

أَحْمَد بْن جعفر بْن مُوسَى بْن يَحْيَى بْن خَالِد بْن برمك، أَبُو الْحَسَن النديم الْمَعْرُوف بجحظة:
كَانَ حسن الأدب، كثير الرواية للأخبار، متصرفا فِي فنون جمة، عارفا من العلوم بصناعة النجوم، حافظا لأطراف من النحو واللغة، مليح الشعر، مقبول الألفاظ، حاضر النادرة، وأما صنعته فِي الغناء فلم يلحقه فيها أحد. رَوَى عَنْهُ شيئا من أخباره وبعض شعره أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الأصبهاني، وَأَبُو عُمَر بْن حيويه، وَالْمُعَافَى بْن زَكَرِيَّا، وَأَبُو الحسن بن الجندي، وغيرهم.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو العلاء مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد المزي بواسط قَالَ قَالَ جحظة سَمِعْتُ أَحْمَد بْن المأمون يَقُولُ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيّ بْنَ موسى يقول حدّثنا أبو مُوسَى بْن جعفر. قَالَ قَالَ جعفر بْن محمّد:
صحبة الرجل لأخيه عشرين أو أربعين يوما نسبة.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن المحسن المعدّل حدثنا أَبُو عَبْد اللَّهِ الحسين بْن مُحَمَّد بْن سليمان الكاتب حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن جعفر البرمكي. قَالَ أنشدني عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّه ابن طَاهِر قولي:
قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كَانَ فِي العالم من يسمع
كم واثق بالعمر واريته ... وجامع بددت ما يجمع
فقال لي: نهيك إلى الزمان الكمال.
وقال الحسين: أخبرنا أَبُو الْحَسَن جحظة:
قَالَ قلت للبحتري: قد هجوتك، قَالَ: تقول ماذا؟ قَالَ قلت:
البحتري أَبُو عباده ... بيت الفهاهة والبلاده
فَقَالَ لي: أذهب فقد وهبتك لسلفك، فقد كَانَ لهم على حق.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن أَبِي الْقَاسِم قَالَ قَالَ أَبُو الفرج عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الأصبهاني:
حَدَّثَنِي جحظة قَالَ كتبت إِلَى الفطن الشّاعر:
ماذا ترى في جدّى ... وبرمة وموارد
وقهوة ذات لون ... تحكي خدود الخرائد
ومسمع يتغنى ... من آل يَحْيَى بْن خَالِد
إن المضيع لهذا ... نزر المروءة بارد
فكتب إِلَى: نعم! هو كذاك وأمه زانية، ووافاني.
أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن أَبِي عَلِيّ البصريّ حدّثنا أبي حَدَّثَنِي أَبُو الفرج الْمَعْرُوف بالأصبهاني- من حفظه- قال حدّثني جحظة. قال: اتصلت على إضافة أنفقت فيها كل ما كنت أملكه حتى بقيت ليس فِي داري غير البواري، فأصبحت يوما وأنا أفلس من طنبور بلا وتر، كَمَا يقال فِي المثل، ففكرت كيف أعمل! فوقع لي أن أكتب إِلَى محبرة ابن أَبِي عباد الكاتب- وكنت أجاوره، وَكَانَ قد ترك التصرف قَبْلَ ذلك بسنين ولزم بيته، وحالفه النقرس فأزمنه حتى صار لا يتمكن من التصرف إلا محمولا على الأيدي أو فِي محفة، وَكَانَ مع ذلك على غاية الظرف وكبر النفس وعظم النعمة، ومواصلة الشرب والقصف- وأن أتطايب عليه ليدعوني وآخذ منه ما أنفقه مدة وكتبت إليه:
ماذا ترى في جدي ... وفي غضار موارد
ومسمع ليس يخطي ... من نسل يَحْيَى بْن خَالِد؟
فما شعرت إلا بمحفة محبرة يحملها غلمانه إِلَى داري وأنا جالس على بابي، فقلت لَهُ: لم جئت ومن دعاك؟ قَالَ: أنت. فقلت لَهُ: إنما قلت لك ماذا ترى فِي هَذَا، وعنيت فِي بيتك، وما قلت لك أنه فِي بيتي، وبيتي والله أفرغ من فؤاد أم مُوسَى.
فَقَالَ: الآن قد جئت ولا أرجع، ولكن أدخل إليك واستدعي من داري ما أريد.
قلت: ذاك إليك. فدخل فلم ير فِي بيتي إلا بارية. فَقَالَ: يا أَبَا الْحَسَن هَذَا والله فقر يصيح هذا ضر مدمع، ما هَذَا؟ فقلت: هو ما ترى. فأنفذ إِلَى داره فاستدعى فرشا، وآله، وقماشا، وغلمانا، وجاء فراشوه ففرشوا ذلك، وجاءوا من الصفر والشمع وغير ذلك بما يحتاج إليه، وجاء طبَّاخه بما كَانَ فِي مطبخه، وهو شيء كثير بآلات ذلك، وحاشر ابنه بالصواني والمخروط والفاكهة وآله التبخير والبخور، والوان الأنبذة، وجلس يومه ذلك وليلته عندي يشرب على غنائي وعلى غناء مغنية أحضرتها لَهُ كنت آلفها، فلما كَانَ من غد سلم إِلَى غلامه كيسا فيه ألفا درهم، ورزمة ثياب صحاح، ومقطوعة من مفاخر الثياب، واستدعى محفته فجلس، وشيعته. فلما بلغ آخر الصحن قَالَ: مكانك يا أَبَا الْحَسَن احفظ بابك، فكل ما فِي ذلك لك فلا تدع أحدا يحمل منه شيئا، وَقَالَ: للغلمان اخرجوا فخرجوا بين يديه وأغلقت الباب على قماش بألوف كثيرة! أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِم الأَزْهَرِيّ قَالَ أنشدنا مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس الخزاز قَالَ أنشد أَبِي جحظة البرمكي لنفسه وأنا حاضر:
لي صديق عدمته من صديق ... أبدا يلقني بوجه صفيق
قوله أن شدوت أحسنت عندي ... وبأحسنت لا يباع الدقيق
أَخْبَرَنِي عَلِيّ بْن المحسن قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الكاتب أنشدنى أَبُو الْحَسَن بْن حنش الكاتب. قَالَ: دعا أَبِي جحظة فِي بعض الأيام فلما حضر ودخل الدار وقعت عينه على عين أَبِي، فَقَالَ:
ولما أتاني منك الرسول ... تركت الَّذِي كنت فِي دعوته
وأقبلت نحوك مستعجلا ... كأني جوادك فِي سرعته
وَقَالَ قَالَ لنا جحظة: صك لي بعض الملوك بصك، فترددت إِلَى الجهبذ فِي قبضه، فلما طالت على مدافعته كتبت إليه:
إذا كانت صلاتكم رقاعا ... تخطط بالأنامل والأكف
ولم تجد الرقاع علي نفعا ... فها خطي خذوه بألف ألف
قَالَ وشرب أَبِي دواء فكتب إليه جحظة يسأله عَنْ حاله- رقعة كَانَ فيها:
أبن لي كيف أمسيت ... وما كَانَ من الحال؟
وكم سارت بك النّاق ... ة نحو المبرك الخالي؟
قلت: وَفِي غير هَذِهِ الرواية أن أَبَا بَكْر الصنوبري شرب بحلب دواء، فكتب إليه صديق لَهُ بهذين البيتين، فأجابه الصنوبري:
كتبت إليك والنعلان ما إن ... أقيلهما من السير العنيف
فإن رمت الجواب إِلَى فاكتب ... على العنوان يدفع فِي الكنيف
حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن أَبِي طالب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عمران قَالَ أنشدنا أحمد ابن جعفر جحظة:
قل للذين تحصنوا عَنْ راغب ... بمنازل من دونها حجاب
إن حال دون لقائكم بوابكم ... فالله ليس لبابه بواب
حَدَّثَنِي عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمّد الشاهد: أن جحظة توفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قَالَ غيره: وَكَانَ مولده فِي شعبان من سنة أربع وعشرين ومائتين

ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.

 

تممات..

حدث علي بن سعيد الكاتب قال: قال لي جحظة: إن كتمت عليّ حدثتك بحديث ما مر على مسامعك مثله قط، قلت: أنا موضع سرك والمجالس بالأمانة، قال: اصطبحت أياماً فأصبحت يوماً مخموراً، فبينا أنا جالس على باب داري إذ أقبلت جارية متنقبة راكبة على حمار وبين يديها وصائف كالغزلان يحففن بها ويمسكن عنان حمارها وقد سطعت السكة من روائح طيبها، فبقيت مبهوتاً متحيراً أعجب من كمال خلقها ونور ما بدا لي من وجهها، فلما جاوزتني وقفت وتأملتني ساعة ثم سلمت فرددت عليها أحفى سلام وأبره وقمت على قدمي إجلالاً لها وإعظاماً، فقالت: يا فتى هل في منزلك محتمل للقايلة في هذا اليوم قلت: يا سيدتي على الرحب والسعة ولك الفضل والمنة؛ فما كذبت أن ثنت رجلها ونزلت، وقالت: أدخل بين يدي، وأمرت جواريها فدخلن بالحمار إلى الدهليز ثم دخلت وما أحسب جميع ما أراه إلا نوماً لا يقظة وشكاً لا يقيناً. فلما استقر بها المجلس مدت يدها إلى عجارها (2) فحلته كما قال الشاعر:
فألقت قناعاً دونه الشمس واتقت ... بأحسن موصولين كفٍ ومعصم فتفكرت في أمري وأنا لا أعقل من السرور فقلت: هذه جارية مغنية بلغها عني صوت من صنعتي فأرادت أن تأخذه عني، فقلت: يا سيدتي أتأذنين في أن أقرب ما حضر من طعام وشراب وأغنيك ما لعله بلغك من متخير أصواتي فقالت: ما على ذلك فوت، ولكن قم الآن وشأنك فاقض حاجتك ثم تصير إلى ما تريد. فقمت إليها وقد أخذني الروع حتى ما أملك نفسي مهابة لها، فلما فرغت مما لم أكن آمله ولا تسمو همتي إليه قلت: يا سيدتي هل لك في الطعام وأدعو بالعود فأغنيك ما قصدت له قال: عسى أن يكون هذا في يوم غير هذا، ومدت يدها إلى قناعها فاعتجرت به ونهضت مسرعة فلم أحر جواباً وبقيت متحيراً؛ فلما صارت إلى الدهليز لتركب قلت: سألتك بنعمة الله عليك ما خبرك قالت: لو تركت المسئلة كان أحب إليك وأعود عليك، قلت: لابد لي من علم حالك، قالت: أما إذ أبيت فسأصدقك؛ لي ابن عم هو بعلي يخالفني إلى جويرية لي مشوهة المنظر، فأقسمت بالأيمان المحرجة أن أطوف بغداد حتى أبذل نفسي لأقبح من أرى وجهاً وأوحش من أقدر عليه صورة، فأنا أطوف من الفجر إلى هذه الساعة فما رأيت بها أقبح منك، فبررت قسمي وإن عاد إلى مثل فعله عدت إليك إن لم أجد أوحش منك، وهذا يسير في جنب ما تبلغه الغيرة بصاحبها؛ ثم تولت عني وبقيت أخزى ممن دخل النار، فوالله ما ظننت يا أبا الحسن أن إفراط القبح لينتفع به حتى كان ذلك اليوم؛ قلت: هون عليك فإن القرد إنما يقع السرور به والضحك منه لتجاوزه في قبح الصورة، قال: فاكتم علي، قلت: نعم.

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

وله في دير العذارى:
ألا هل إلى دير العذارى ونظرة ... إلى من به قبل الممات سبيل
وهل لي به يوماً من الدهر سكرة ... تعلل نفسي والمشوق عليل
إذا نطق القسيس بعد سكوته ... وشمعل مطران ولاح قتيل
غدونا على كأس الصبوح بسحرة ... فدارت علينا قهوة وشمول
نريد انتصاباً للمدام بزعمنا ... ويرعشنا إدمانها فنميل
سقى الله عيشاً لم يكن فيه دولة ... أتم ولم ينكر عليّ عذول قال أبو الفرج الاصبهاني: كان الرشيد كثيراً ما ينزل هذا الدير ويشرب فيه، وكان به ديراني ظريف؛ قال الرشيد للديراني: لم سمي بهذا الأسم فقال: يا أمير المؤمنين، كانت المرأة من النصارى في سالف الزمان إذا وهبت نفسها لله تعالى سكنت في هذا الدير، فرفع إلى بعض ملوك الفرس أنه اجتمع فيه عذراى في نهاية الحسن والجمال، فوجه إلى عامله بتلك الناحية أن يحمل جميعهن إليه؛ وبلغهن ذلك فجزعن وقلقن وبتن ليلتهن تلك فأحيينها صلاة وتقديساً وتضرعاً وبكاء ودعاء إلى الله أن يكفيهن أمره، فأصبح ميتاً وبقين على حالهن فأصبحن صياماً شكراً لله تعالى، وجعل النصارى صيام ذلك اليوم فرضاً واجباً يصومونه من كل سنة. وهذا الدير بسر من رأى.
 

وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي

 

أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك المعروف بجحظة البرمكي الشاعر، المتوفى سنة ست وعشرين وثلاثمائة، عن مائة سنة. وكان فاضلًا صاحب فنون وأخبار ونجوم ونوادر ومنادمة، قبيح الوجه، جاحظ العينين. وقد جمع أبو نصر المرزباني أخباره وأشعاره، وكان من ظرفاء عصره، من ذُرِّية البرامكة وأكثر ديوانه جيد وجحظة لقب لقَّبه [به] ابن المعتز. ذكره ابن خلِّكان.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

جحظة:
الأَخْبَارِيُّ النَّدِيمُ البَارِعُ، أبي الحَسَنِ، أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ مُوْسَى بنِ الوَزِيْر يَحْيَى بنِ خَالِد بنِ بَرْمَك البَرْمَكِيُّ البَغْدَادِيُّ الشَّاعِر.
كَانَ ذَا فنُوْنٍ وَنوَادرَ وَآدَابٍ. وَهُوَ القَائِلُ:
أَنَا ابْنُ أُنَاسٍ مَوَّلَ النَّاسَ جُودُهُم ... فَأَضْحَوا حَدِيْثاً لِلنَّوَال المُشهَّرِ
فَلَمْ يَخْلُ مِنْ إِحْسَانهم لَفْظُ مُخْبِرٍ ... وَلَمْ يَخْلُ مِنْ تَقْرِيظهم بَطْنُ دَفْتَرِ
ومن شعره:
وَرَقَّ الجَوُّ حَتَّى قِيْلَ هَذَا ... عِتَابٌ بَيْنَ جَحْظَةَ وَالزَّمَانِ
وَقِيْلَ: كَانَ مشوَّهاً، فَقَالَ ابْنُ الرُّوْمِيّ:
وَارَحْمَتا لِمُنَادمِيه تحمَّلُوا ... أَلَمَ العُيُون للذَّةِ الآذان
قَالَ ابْنُ خِلِّكَانَ: جَحْظَة بسكُون الحَاء: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. وَقِيْلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ.
وَقَدْ بلغَ الثَّمَانِيْنَ، وَلَمْ يدخُلْ فِي رِوَايَة الحَدِيْث، وَكَانَ رَأْساً فِي التَّنْجيمِ مقدَّماً فِي لَعِب النَّرْد. وَلَهُ مُؤلَّف فِي الطبَائِخِي، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يتقدَّمه فِي صِنَاعَة الغِنَاء. غنَّى المُعْتَمِد، فَأَعطَاهُ خَمْس مائَة دِيْنَارٍ.
أَكْثَر عَنْهُ صَاحِبُ "الأَغَانِي"، وَالمُعَافَى النَّهْرَوَانِيُّ، وَأبي عمر بن حيويه.

سير أعلام النبلاء: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن  قايمازالذهبي