علي بن أبي زيد الفصيحي النحوي، فإنه كان نحوياً حاذقاً، وتعلم النحو على كبر، وأخذ عن عبد القاهر الجرجاني، وأخذ عن جماعة، كأبي نزار النحوي، وأبي الفوارس الصيفي الشاعر الملقب بحيص بيص، ودرس الأدب بالمدرسة النظامية بعد الشيخ أبي زكرياء يحيى بن علي الخطيب التبريزي.
وسمي بالفصيحي لكثرة إعادته ودرسه "الفصيح".
ويحكى أنه دخل يوماً على مريض، فقال: شفاه الله تعالى! وسبق على لسانه: "ما وأرخيت الستر" لاعتياده كثرة إعادته.
وكان مقيماً بالمدرسة، فاتهم بالتشيع، وتعرض له بسبب ذلك، فقال: أأتهم بالتشيع! أنا متشيع من الفرق إلى القدم.
وخرج من المدرسة علي، فقيهها، ودرس الأدب بها شيخنا أبو منصور موهوب بن أحمد الخضر الجواليقي.
وكان المتعلمون يقصدون الفصيحي إلى داره التي انتقل إليها، حدثني زين الدين الأعرابي بن عمر السهروردي الصوفي، قال: داري بكراء، وخبزي بشراء، وقد جئتم تتدحرجون إلي! اذهبوا إلى ذلك الذي عزلنا به.
ورأيت خطه بالقراءة عليه، سنة تسع وخمسمائة.
نزهة الألباء في طبقات الأدباء - لكمال الدين الأنباري.
علي بن محمد بن علي الفصيحي.
الأستراباذي، لكثرة تدريسه فصيح ثعلب، والنحوي. قرأ على الشيخ عبد القاهر الجرجاني حتى برع، وسكن بغداد، ودرس بالنظامية، وكان يظهر التشيع، فعزل عن التدريس.
مات سنة عشر وخمسمائة 510ه.
البلغة في تراجم أئمة النحو و اللغة للمؤلف الفيروز آبادي ص 213.