سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني أبي القاسم

تاريخ الولادة260 هـ
تاريخ الوفاة360 هـ
العمر100 سنة
مكان الولادةعكا - فلسطين
مكان الوفاةأصبهان - إيران
أماكن الإقامة
  • أصبهان - إيران
  • فارس - إيران
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • مكة المكرمة - الحجاز
  • العراق - العراق
  • اليمن - اليمن
  • جبلة - سوريا
  • حمص - سوريا
  • القدس - فلسطين
  • طبرية - فلسطين
  • عكا - فلسطين
  • قيسارية - فلسطين
  • مصر - مصر

نبذة

كان من المحدثين أصحاب دحيم، وأن أمه عكاوية، وأن أباه حرص عليه. كان الإمام الطبراني صاحب همة عالية، ورحلة طويلة واسعة، فقد كان أول سماعه للحديث سنة ثلاث وسبعين بطبرية، وعمره ثلاث عشرة سنة، ورحل أولا إلى القدس سنة أربع وسبعين، ثم رحل إلى قيسارية سنة خمس وسبعين.

الترجمة

ترجمة الحافظ أبي القاسم الطبراني
(أ) ولادته:
ولد في صفر سنة ستين ومائتين، واختلف في مكان ولادته، فذهب القاضي ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " (2/ 50)، والذهبي في كتابيه " النبلاء " و " التذكرة " (3/ 913)، إلى أنها بعكا.
وذهب ياقوت الحموي في: " معجم البلدان " (4/ 18)، وابن خلكان، وابن الأثير في " لبابه " (2/ 273)، وغيرهم، إلى أنها بطبرية.
قال ابن مردويه كما في " مناقب الطبراني " لابن منده (ص 333).
سمعت الطبراني يقول: ولدت سنة ستين ومائتين.

(ب) نسبه:
هو أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني الحافظ.

(ج) أسرته:
كان من المحدثين أصحاب دحيم، وأن أمه عكاوية، وأن أباه حرص عليه.
أما ما يتعلق بأبنائه: فقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه؛ كما في " مناقب الطبراني " لابن منده (ص 334).
له ابن يسمى محمدا ويكنى أبا ذر، وله بنت تسمى فاطمة أمها أسماء بنت أحمد بن محمد بن شدرة الخطيب، وذكر أنها كانت تصوم يوما وتفطر يوما، وكانت لا تنام من الليل إلا قليلا، رحمها الله.
وأما محمد ابنه، فيروي عن أبي علي الوراق، وأبي عمرو بن حكيم، وعبد الله بن جعفر، بانتخاب والده - رحمة الله عليه -، مات في رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وقبره بجانب قبر والده - رحمهما لله -. اهـ.

(د) رحلته:
كان الإمام الطبراني صاحب همة عالية، ورحلة طويلة واسعة، فقد كان أول سماعه للحديث سنة ثلاث وسبعين بطبرية، وعمره ثلاث عشرة سنة، ورحل أولا إلى القدس سنة أربع وسبعين، ثم رحل إلى قيسارية سنة خمس وسبعين، ثم رحل إلى حمص، وجبلة، ومدائن الشام، وحج، ودخل اليمن، وورد إلى مصر ثم رحل إلى العراق وأصبهان وفارس، إلى غير ذلك من البلدان.

وإنما وصل العراق بعد فراغه من مصر، والشام، والحجاز، واليمن، وإلا فلو قصد العراق أولا لأدرك إسنادا عظيما. اهـ.
وكان أول قدومه أصبهان سنة تسعين ومائتين.
قال الحافظ أبو بكر بن مردويه:
سمعت أبا القاسم الطبراني يقول: أول ما قدمت أصبهان قدمة الأولى سنة تسعين ومائتين، وقدمت الثانية سنة عشر أو إحدى عشر وثلاثمائة.

واستمر بها محدثا ستين سنة، كما قال أبو نعيم في " أخباره "

وقال ياقوت الحموي في " معجم البلدان ": قدم أصبهان في سنة تسعين ومائتين، فأقام بها سبعين سنة، حتى مات بها. وقال أبو نعيم الأصبهاني في أخباره: قدم أصبهان في سنة تسعين ومائتين، فخرج منها، ثم قدمها ثانيا فأقام بها محدثا ستين سنة. اهـ
وظل الحافظ أبو القاسم الطبراني - رحمه الله - يجول البلاد من أدناها إلى أقصاها باحثا عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سنوات طويلة، قيل: ستة عشر عاما، وقيل: ثلاثا وثلاثين عاما، وكيف لا يكون ذا رحلة طويلة، وهو القائل حين سئل عن سبب كثرة حديثه، فقال: كنت أنام على البواري ثلاثين سنة. " تاريخ دمشق ".
وهو القائل:
طلب الحديث مذلة وصغار ... والصبر عنه تندم وشنار
فاصبر على طلب الحديث ... فإنه من بعد ذُلٍّ عزة ووقار

(هـ) شيوخه.
أما شيوخه فهم موضوع هذا البحث، ولكن يمكنني أن أذكر هاهنا بعض الفوائد المتعلقة بهم، والله الموفق.
فأقول مستعينا بالله:
الفائدة الأولى: فيما يتعلق بذكر ما قيل في عددهم:
قال السمعاني في " الأنساب " (4/ 34): جُمع شيوخه الذين سمع منهم وكانوا ألف شيخ.
وقال ابن الأثير في " اللباب " (2/ 273): عدد شيوخه ألف شيخ، وكذا ابن خلكان.

 

وقال الذهبي في " تذكرته ": حدث الطبراني عن ألف شيخ أو يزيدون، وكذا قال الداودي في " طبقات المفسرين ".
وجاء في هامش " الأنساب " ، تحقيق العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي - رحمه الله تعالى - أنه روى في " معجمه الصغير " عن (1165) شيخا.
وذكرت مجلة اللغة العربية بدمشق بحثا للأستاذ مطاع الطرابيشي بعنوان فوائد " معجم شيوخ الطبراني "، ذكر فيه الأستاذ أن عدد شيوخه (1045).
وذكر في أن عدد شيوخه الذين ذكرهم في " المعجم الصغير " (1150) شيخا، نقلا عن مقدمة كتاب " الأوائل " للطبراني.

وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - في " بلغة القاصي والداني ": وقد جردت أسماءهم في " المعجم الصغير " وغيره من مؤلفاته فبلغت عدتهم ثلاثة وخمسون ومائتين وألف (1253) شيخا، وأعتقد أن ليس للطبراني من المشايخ أكثر من هذا العدد. اهـ.
 

1 - الحافظ الطبراني (260 - 360 هـ):
إن أول من جمعهم في كتاب مستقل هو الطبراني نفسه، في كتابه " المعجم الصغير "، فقد قال في مقدمته.
هذا أول كتاب في فوائد مشائخي الذين كتبت عنهم بالأمصار، خرجت عن كل واحد منهم حديثا واحدا، وجعلت أسماءهم على حروف المعجم. اهـ
وقال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ، في ترجمة الطبراني: صنف " المعجم الصغير " في أسماء شيوخه، وكذا قال ياقوت الحموي، البلدان".
وقال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " ، و " النبلاء ": وصنف المعجم الصغير، وهو عن كل شيخ له حديث واحد اهـ.
قال مقيده - عفا الله عنه -: قول الطبراني: خرجت عن كل واحد منهم حديثا واحدا.
هذا في الغالب، وإلا فإنه قد خرج الحديثين، والثلاثة، بل والأربعة، لكنه نادر كما سيأتي إيضاح ذلك عنه في الكلام على مؤلفاته، وقد تشعر هذه العبارة منه أو بعض العبارات المتقدمة عن أهل العلم أنه قد استوعب جميع شيوخه في هذا المعجم، وليس الأمر كذلك فإنه قد فاته شيوخ من شيوخه لم يخرج عنهم فيه، وخرج لهم في كتبه الأخر.
وطريقة العلماء الأوائل في التصنيف في مثل هذه المعاجم وغيرها من المشيخات، إنما تقوم على منهج العناية برواية حديث، أو جزء، أو كتاب، بإسناده إلى مصدره الأول من غير تركيز على صياغة ترجمة الشيوخ، اللهم إلا ذكر أسمائهم، وأسماء آباءهم، وأجدادهم، وأنسابهم، وكناهم مع التطرق إلى مهنهم، أو مذهبهم، وانتمائهم العقدي، في أثناء سياق نسبهم، مع ذكر موطنهم، أو مكان الرواية عنهم، وتواريخ اللقاء أو السماع عن الشيوخ في بعض الأحيان، مع عدم الحرص على بيان سيرة المترجم، أو شيئا من نشأته الشخصية، أو المدرسية التي تعلم أو درس فيها، أو شيوخه، وتلاميذه، أو ذكر أسماء المصنفات التي رواها وألفها، أو سنة ومكان وفاته، هذا هو المنهج السائد للمعاجم أو المشيخات المتقدمة في التأليف.
ولا يعني هذا ضرورة أنهم لا يتطرقون إلى بعض العناصر المتعلقة بترجمة الشيخ، فإن بعضهم قد تطرق في بعض الأحيان إلى بيان حال بعض الشيوخ جرحا وتعديلا بإيجاز، وإلى بيان هذه الروايات، هل هي من الغرائب، أو المشهورة، أو الصحيحة، أو الحسان، أو الضعيفة وغير ذلك مما له علاقة بقبول الرواية وبيان درجتها.
وبما أن معنى معاجم الشيوخ؛ أن المصنف قد رتب أسماء شيوخه على حروف المعجم أي: أب ت ث. . . إلخ، إلا أن هذا الترتيب لا يعني - ضرورة - أن يكون ترتيبا دقيقا، لاسم الشيخ واسم أبيه وجده وبقية سياق نسبه، فإن الترتيب للاسم الأول والثاني والثالث لم يستخدم إلا في عصور لاحقة، وإنما كان يكتفي بالترتيب في أن المصنف قد بحرف الألف ثم الباء. . . وهلم جرا. اهـ من كتاب الدكتور موفق بن عبد الله بن عبد القادر - حفظه الله - " علم الأثبات ومعاجم الشيوخ والمشيخات " مع شيء من الاختصار والتصرف في بعض فقراته.


2 - الحافظ السخاوي:
وممن نقل عنه أنه اعتنى بشيوخ الطبراني وأفرد ذلك في مصنف مستقل الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (831 - 902 هـ).

فقد ذكر في كتابه " الضوء اللامع " (8/ 17) في صدد سرد مؤلفاته، أن منها: " ترتيب شيوخ الطبراني "، وكذا ذكره الكتاني في " فهرس الفهارس " (2/ 998)، وقد ذكر الشيخ حماد الأنصاري في " بلغة القاصي والداني " (5)، أنه في عداد المفقود (23).


3 - الشيخ المحدث حماد الأنصاري:
وممن أعتني بتراجم شيوخ الطبراني - أيضا - شيخ شيوخنا الشيخ المحدث أبو عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري - رحمه الله - ت (21/ 6 / 1418 هـ) في كتابه: " بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني " وقد طبع كتابه هذا في مكتبة الغرباء الأثرية في المدينة النبوية سنة (1415 هـ - 1995 م)، وهو يقع في (394 صفحة).


وقد ذكر الشيخ - رحمه الله - سبب تأليفه في مقدمته ص (5) فقال:
" إني قد فتشت عن تأليف خاص بتراجم شيوخ الطبراني كما ترجم لشيوخ غيره من نظرائه من الحفاظ في معاجم مفردة بهم، فلم أعثر رغما من تفتيشي على معجم يحويهم، مع أن حاجة المحدث إلى تراجمهم ماسة، فمن ثم استعنت الله على جمع تراجمهم في كراريس خاصة بشيوخه الذين سمع منهم مشافهة بلا واسطة ". اهـ.
وقد بين - أيضا - أنه ألفه على مرحلتين، كما نقل ذلك عنه ولده عبد الأول في " المجموع " (2/ 731)، فقال: وسمعته يقول: " إن كتاب تراجم شيوخ الطبراني كتبته على مرحلتين: المرحلة الأولى طويلة، ثم أشار علي بعض أصحابي أن أختصر التراجم فاختصرتها، واختصرت مقدمة الكتاب، والله الموفق " اهـ.
وقد استغرق بحثه هذا مدة طويلة فقد جاء في " المجموع " في ترجمته (2/ 736) أنه قال:
وقد استغرق كتابي " البلغة " في شيوخ الطبراني، أكثر من ثلاثين سنة، وذلك لعدم توفر المراجع. اهـ.

وقال - أيضا - كما في نفس المصدر:
" بدأت بجمع شيوخ الطبراني في الرياض، وما منعني أن أستمر في الجمع إلا أن المراجع قليلة في ذلك الوقت ". اهـ.
وقد كان هذا المصنف من أحب مصنفات الشيخ حماد إلى نفسه، كما قال ذلك الشيخ جاسم الفهيد الدوسري، كما في " المجموع " (1/ 37)، في ترجمته للشيخ حيث قال:
إن كتاب " بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني " يعد من أحب مؤلفاته إلى نفسه، فقد صرف في تأليفه وقتا طويلا، وجهدا جليلا، ليتمكن من التعريف بأحوال مشايخ الطبراني، فعد إلى تجريد أسمائهم من كتاب " المعجم الصغير "، وقد بلغت عدتهم (1253) شيخا، ثم اجتهد في البحث عن تراجمهم في كتب الرجال، وتواريخ الرواة، وجمع ما وقف عليه من ذلك في هذا الكتاب، وقام بترتيب أسماء المشايخ على حروف المعجم تيسيرا للباحثين. اهـ.
وقد شرح الشيخ منهجه في الكتاب فقال في مقدمته (5 - 6): هذا وقد ذكرت في هذا المصنف الوجيز من طعن فيه، ومن وثق مع بيان سبب الضعف، عازيا كل قول إلى قائله. . .، وما لم أجد فيه تعديلا ولا تجريحا، بأن سكت عنه من ترجم له من الحفاظ، ألحقته بالمجاهيل، كما أن من لم أجد له ترجمة في " الميزان " للذهبي أو " لسانه " لابن حجر ألحقته بالثقات لما ذكره الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي في مقدمة كتابه " مجمع الزوائد ". اهـ.
وذكر الشيخ إسماعيل الأنصاري في أثناء ترجمته للشيخ حماد الأنصاري كما في " المجموع " (1/ 182)، كتاب الشيخ حماد، فقال: وألف فيما يتعلق بالحديث كتبا كثيرة، وهي: الفتح الكبير في تراجم شيوخ الطبراني من المعجم الصغير. اهـ.
وقد ذيل الشيخ حماد على كتابه " البلغة " هذا ذيلا، فقد جاء في " المجموع " في ترجمته (2/ 734)، ما نصه:

قال أحد طلبة العلم للوالد: كتابكم شيوخ الطبراني الجزء الثاني متى ستطبعونه؟ وهذا الجزء على ماذا يشتمل؟، فقال الوالد له: سيطبع - إن شاء الله - وسنعمل عليه حتى يخرج، والجزء الثاني هذا ذيل على الجزء الأول.
قال معلقا على كلام والده - رحمه الله -:
قلت: وقد جمعت مادة الجزء الثاني " الذيل " وانتهيت من أغلب تراجمه التي بلغت فوق السبعمائة ترجمة بنيف، سهل الله الفراغ منه. اهـ.
قال مقيده عفا الله عنه: هذا ما وقفت عليه من كلام المؤلف - رحمه الله - وغيره من أهل العلم فيما يتعلق بهذا الكتاب، وهو كتاب وهو كتاب كما لا يخفى من أجود ما كتب في بابه، إلا أنه قد وقع له فيه بعض الأوهام، وذلك في إدخاله بعض الرواة في هذا الكتاب + بحيث إن النظر قد نظر أنهم + من شيوخ الطبراني، وليسوا كذلك، ولم ينبه الشيخ على شيء من ذلك، وقد كنت ذكرت هؤلاء الرواة واحدا واحدا، مع بيان ذلك، لأمرين:
الأول: ما سبق بيانه، وهو لئلا يتوهم متوهم أنهم من شيوخه وليسوا كذلك.
وثانيا: لئلا يظن أني قد تركت شيوخا من شيوخه، بدليل أن الشيخ حماد قد ذكرهم في كتابه، ومن شرطي في هذا الكتاب الاستيعاب لشيوخه ما استطعت، فيستدرك بما لا يصح أن يستدرك به، ثم إني رأيت أن أكتفي بهذا التنبيه على ذلك، والله الموفق.


(4) أحمد بن عبد الرحمن الفلاتي الأثري:
فقد ترجم لشيوخ الطبراني في " المعجم الصغير " في بحث له بعنوان " التعريف الصغير بشيوخ الطبراني في المعجم الصغير " وقد ذكر في هذا الكتاب على حسب الترقيم التسلسلي عنده (1137 شيخا) وترجم لمن وقف له على ترجمة، ترجمة مختصرة، وحكم على كل شيخ منهم، والذين لم يقف لهم على ترجمة قد أفرد أسماءهم في آخر البحث، ورتبهم على حروف المعجم، ثم قال في آخرهم: مجموع من لم أجدهم (272).
قلت: ولعل من الأسباب التي جعلته لم يجد لهم ترجمة، كثرة التصحيف والتحريف في " المعجم الصغير " وعدم توفر المراجع الكافية لديه.
وأما الذين ترجموا لشيوخ الطبراني ضمن دراسة وتحقيق متعلق ببعض كتبه فهم جماعة.
من هؤلاء:
(أ) الدكتور محمد بن سعيد بن محمد بن حسن البخاري - حفظه الله -:
فقد قام بدراسة كتاب " الدعاء " للطبراني، فجعل المجلد الأول منها خاصا لدراسة رجال الطبراني في " كتاب الدعاء " وميز الشيوخ عن غيرهم بأن وضع قبل الترجمة حرف " ش " إشارة إلى أن هذا المترجم له شيخ الطبراني، فقال في (1/ 128): وبلغ عدد شيوخه في " كتاب الدعاء " (296) شيخا، ترجمت لكل شيخ بترجمة موجزة مستقصيا في ذلك أغلب المراجع، ولم أقف على ترجمة (120) شيخا، وأغلبهم ليس له إلا رواية أو بضع روايات.
وقال (1/ 133): وشيوخه الذين لم أقف على ترجمتهم ولهم ذكر في " المعجم الصغير " للطبراني أثبت رقم الصفحة والجزء الذي ورد فيه أمام اسمه أيضا، وقد وضعت حرف " ش " قبل أسماء شيوخ الطبراني ليسهل الوصول إليهم، وقد بذلت قصارى جهدي للتعرف على هؤلاء الرجال، فكنت أشك في اسم الرجل، بل أشك في اسم أبيه ونسبته أحيانا، وأضعه في جميع الاحتمالات، ثم أقوم بالبحث عنه. اهـ.
قال مقيده - عفا الله عنه -: وبالمناسبة لا يفوتني هنا أن أنبه أنه قد وقع في النسخة المطبوعة من " كتاب الدعاء " من الدراسة قسم التراجم، رمز (ش) الدال على أن هذا الراوي المشار إليه بهذا الرمز شيخٌ للطبراني في موضعين على وجه الخطأ كما في نفس المصدر المشار إليه أحدهما: جعفر بن محمد النيسابوري (1/ 227)، ثانيهما: عبد الرحمن بن جعفر الدمياطي (1/ 434)، وهذان الموضعان ما أظن أن الخطأ فيهما إلا من جهة الطباعة، والله علم.
(ب) الشيخ بدر الدين بن عبد الله البدر - حفظه الله -:
فإنه قد قام بتحقيق " جزء ما انتقي أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه على أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني من حديثه لأهل البصرة "، ترجم فيه لشيوخ الطبراني وأفرد لهم فهرسا خاصا بهم في آخر الكتاب.
فقد قال في مقدمة الكتاب ص 22:
وصنعت فهرسا لأحاديثه، وآخر لمشايخ الطبراني في هذا الكتاب، ذاكرا بعدُ لكل اسم مصدرا ترجمه، أو ورد فيه ضبط اسمه، ومن لم أهتد إليه لم أذكر بعده شيئا، راجيا من الله - عز وجل - أن أوفق للعثور على مصدر ترجمته. اهـ.
قلت: وقد ذكر الشيخ بدر - حفظه الله - في هذا الفهرس المشار إليه (101) شيخا إلى أنه قد حصل له وهم في جعل: " محمد بن صدقة الفدكي " في شيوخ الطبراني، وإنما هو شيخ شيخه، كما في نفس المصدر الذي أشار إليه، وهو رقم حديث (85) من الكتاب.
وقد ذكر أسماء المصادر التي ترجمت أو ضبطت أسماءهم، عقب كل شيخ، ما عدا ثمانية عشر شيخا، فإنه لم يهتد لذلك حسب ما ذكر في المقدمة.
إلا أني - بحمد الله وتوفيقه - قد وقفت على بعض المصادر التي ترجمت لهم، أورد فيها ضبط أسماءهم ما عدا أحمد بن مطير الرملي القاضي، فإني لم أقف على مصدر ترجم له فيه إلا أني قد ذكرت في ترجمتي له ما يدل كونه معروفا.
(ج) الشيخ عبد القدوس بن محمد نذير - حفظه الله -:
فقد ذكر في مقدمة تحقيقه لكتاب " مجمع البحرين في زوائد المعجمين " (1/ 28) أنه يترجم لرجال السند ترجمة موجزة، وذكر أنه بذل قصارى جهده في تراجم رواة الإسناد، وخاصة تراجم شيوخ الطبراني، ثم قال: ومع ذلك لم أتمكن على معرفة تراجم عديدة، ولعل سبب ذلك عدم دقتي في البحث، أو عدم توفر بعض المراجع لدي. . . إلخ. فجزاه الله خيرا فقد بذل جهدا مشكورا في ذلك.
الفائدة الثالثة: في التستريين من شيوخه:
قال الحافظ الذهبي في " المشتبه ": التستري نسبة إلى تستر سمع بها الطبراني من نحو ثلاثين شيخا، قال ابن ناصر الدين في " توضيح المشتبه " (1/ 511) معلقا على قول الذهبي: " قلت: وقع لي منهم أربعة وعشرون رجلا، وهم:
1 - أحمد بن حمدان أبو سعيد، نزيل عبادان عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي.
2 - وأحمد بن حمويه، أبو سيار البزاز عن عبدان بن محمد العسكري.
3 - وأحمد بن الخطاب عن عبيد الله بن سعد الزهري.
4 - وأحمد بن زهير عن محمد بن عمار الرازي.
5 - وأحمد بن عبد الله البزاز عن عبد القدوس بن محمد الحبحابي.
6 - وأحمد بن عبد السلام الجواليقي عن عبد الوهاب بن إبراهيم البصري.
7 - وأحمد بن فاذك، أبو جعفر عن أبي غسان يوسف بن موسى السكري.
8 - وأحمد بن محمد الخباز النحوي عن سهل بن بحر الجنديسابوري.
9 - وإبراهيم بن محمد الدستوائي عن يعقوب بن إسحاق القلوسي.
10 - وإسحاق بن داود الصواف عن يحيى بن غيلان.
11 - وحباب بن محمد بن الحباب نزيل البصرة، عن عثمان بن حفص التومني.
12 - والحسين بن إدريس الجريري عن العباس بن الوليد النرسي.
13 - والحسين بن إسحاق عن حامد بن يحيى البلخي.

14 - وسعيد بن عبد الرحمن الديباجي عن حبيب بن بشر أخي أبي الوليد الطيالسي لأمه.
15 - وعبد الله بن أحمد بن إسحاق عن يعقوب القلوسي.
16 - وعبد الله بن عمر الصفار عن يحيى بن غيلان.
17 - ومحمد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي عن سهل بن بحر الجنديسابوري.
18 - ومحمد بن أحمد الرقام عن محمد بن معمر البحراني.
19 - ومحمد بن حكيم القاضي عن يعقوب القلوسي.
20 - ومحمد بن سعيد بن عبد الرحمن الديباجي، ولد المتقدم، عن محمد بن غالب بن بحر.
21 - وعمه محمد بن عبد الرحمن الديباجي عن عثمان بن أبي شيبة.
22 - وموسى بن زكريا بن يحيى أبو عمران نزيل البصرة عن الحسين بن محمد الذراع، وغيره.
23 - ويحيى بن خلف عن العباس الدوري.
24 - ويحيى بن معاذ الفقيه عن أحمد بن محمد بن أبي بزة المكي.
كل هؤلاء يقال له التستري، وحدث عنه أبو القاسم الطبراني، والله أعلم. ومحلة التستريين كانت قريبا من باب البصرة في غربي بغداد. اهـ كلامه.
قال مقيده - عفا الله عنه -: وبقية هؤلاء الثلاثين الذين أشار إليهم الذهبي كالتالي:
25 - جعفر بن أحمد بن بهزد التستري العسكري.
26 - والحسن بن عثمان التستري.
وزكريا بن يحيى بن سليمان الأهوازي العدل التستري.
28 - وعبد الرحمن بن الحسين بن مسعود الصابوني التستري.

29 - وعلي بن الحسن بن المثنى الجهني التستري.
30 - وأحمد بن يحيى بن زهير التستري.

(و) تلاميذه.
ولما كان الطبراني صاحب رحلة مبكرة وعمر طويلا حتى بلغ المائة، علا إسناده في الحديث وكثرت رواياته، فرحل إليه طلاب الحديث من شتى الأقطار، والبقاع، والأمصار؛ حتى قال أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن - كما في مناقب الطبراني ص 335 - : حدث بأصبهان ستين سنة فسمع منه الآباء، ثم الأبناء، ثم الأسباط، حتى لحقوا بالأجداد. اهـ
وحتى بعد وفاته - رحمه الله - كان حديثه مرغوبا فيه رائجا، امتلأت الأجزاء والتخاريج عنه.
قال الذهبي في " النبلاء " (16/ 128)، و " تذكرة الحفاظ " (3/ 917):
لم يزل حديث الطبراني رائجا نافقا مرغوبا فيه؛ ولا سيما في زمان صاحبه أبي بكر محمد بن عبد الله بن ربذة المتوفى سنة 440 هـ فقد سمع منه خلائق، وكتب السلفي عن نحو مائة نفس منهم، وعن أصحاب ابن فاذشاه، وكتب أبو موسى المديني، وأبو العلاء الهمذاني، عن عدة من بقاياهم، وازدحم الخلق على خاتمتهم فاطمة الجوزدانية المتوفاة سنة 524 هـ، وارتحل ابن الخليل، والضياء، وأولاد الحافظ عبد الغني، وعدة من المحدثين في طلب حديث الطبراني، واستجازوا من بقايا المشيخة، ولأقاربهم، وصغارهم، وجلبوه إلى الشام، ورووه ونشروه، ثم سمعه بالإجازة العالية ابن جعوان، والحارثي، والمزي، وابن سامة، والبرزالي وأقرانهم، ورووه في هذا العصر، وأعلى ما بقي من ذلك بالاتصال " معجمه الصغير " فلا تفوتوه رحمكم الله. اهـ
 

وقد روى عنه الأعلام المشاهير من تلامذته، ومن هؤلاء:
1 - الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده

العبدي الأصبهاني المتوفى سنة 395 هـ صاحب كتاب الإيمان والتوحيد والصفات والتاريخ ومعرفة الصحابة، وغير ذلك من كتبه المشهورة.

2 - الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني المتوفى سنة 410 هـ صاحب كتاب التفسير والتاريخ والمستخرج على صحيح البخاري.

3 - الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق المهراني الأصبهاني الصوفي المتوفى سنة 430 هـ صاحب كتاب حلية الأولياء والمستخرج على الصحيحين، وأخبار أصبهان، وفضائل الصحابة، ودلائل النبوة، وغير ذلك من مصنفاته الكثيرة.

4 - والإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الهروي المتوفى سنة 413 هـ.

5 - والحافظ أبو بكر محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن الهمداني الذكواني الأصبهاني المتوفى سنة 419 هـ.

6 - والشيخ المسند أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه الأصبهاني التاني المتوفى (433 هـ).

7 - والمسند أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الأصبهاني الصفار المتوفى سنة (420 هـ).

8 - والشيخ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إسحاق الأصبهاني الرباطي، المتوفى (420 هـ).

9 - والشيخ الأمين أبو القاسم الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني التاجر السفار المتوفى سنة (416 هـ).

10 - والشيخ أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الأصبهاني المتوفى سنة (422 هـ).

11 - والشيخ مسند العصر، وآخر من حدث عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الأصبهاني التاني التاجر المشهور بابن ربذة، المتوفى سنة (440 هـ)، وكان مولده سنة (346) هـ).


ثناء أهل العلم عليه.
قال أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، كما في مناقب الطبراني ص 335: هو أشهر من أن يدل على فضله وعلمه، كان - رحمه الله - واسع العلم كثير التصنيف.
وقال ابن عقدة كما في المناقب أيضا ص 347: ما أعرف لأبي القاسم نظيرا، سمعت عنه وسمع مني، وسمعنا من مشائخنا. وقال أيضا: لا أعلمني رأيت أحدا أعرف بالحديث ولا أحفظ للأسانيد منه. اهـ.
وقال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (22/ 163): أحد الحفاظ المكثرين والرحالين.
وقال ابن منده كما في " تذكرة الحفاظ " (3/ 916): أحد الحفاظ المذكورين.
وقال السمعاني في " الأنساب " (4/ 42): حافظ عصره، وصاحب الرحلة، رحل إلى ديار مصر، والحجاز، واليمن، والجزيرة، والعراق، وأدرك الشيوخ، وذاكر الحفاظ، وصنف التصانيف. وقال ابن أبي يعلى الحنبلي في " طبقات الحنابلة " (2/ 50): كان أحد الأئمة والحفاظ في علم الحديث، وله تصانيف مذكورة، وآثار مشهورة. وقال أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة.
وقال ابن نقطة في " تكملة الإكمال " (4/ 42): حدث + عن أشياخه وأقرانه والناس، وحدث عنه ابن مردويه وأبو نعيم الأصبهانيان في " صحيحيهما ".
وقال الذهبي في " النبلاء " (16/ 119): الإمام الثقة الرحال الجوال، محدث الإسلام، علم المعمرين.

 

وقال في " تذكرة الحفاظ " (3/ 912): الحافظ العلامة الحجة، بقية الحفاظ، مسند الدنيا، كان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة.
وقال في " العبر " (2/ 105 - 106): الحافظ العلم مسند العصر، كان ثقة صدوقا واسع الحفظ، بصيرا بالعلل والرجال والأبواب، كثير التصانيف.
وقال في " الميزان " (2/ 195): إلى الطبراني المنتهى في كثرة الحديث وعلوه، فإنه عاش مائة سنة، وسمع وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وبقي إلى سنة ستين وثلاثمائة، وبقي صاحبه ابن ربذة إلى سنة (440) فكذلك العلو. وقال أبو المحاسن يوسف بن تغري في " النجوم الزاهرة " (4/ 95): أحد الحفاظ المكثرين الرحالين، سمع الكثير وصنف المصنفات الحسان.
وقال ابن الجوزي في " المنتظم " (14/ 206): كان من الحفاظ والأشداء في دين الله تعالى، وله الحفظ القوي، والتصانيف الحسان.
وقال ياقوت الحموي في " معجم البلدان " (4/ 21): أحد الأئمة المعروفين، والحفاظ المكثرين، والطلاب الرحالين الجوالين، والمشايخ +العمدين، والمصنفين المحدثين، والثقات الأثبات المعدلين.
وقال ابن ناصر الدين كما في " شذرات الذهب " (4/ 311): هو مسند الآفاق، ثقة له المعاجم الثلاثة.
قلت: ومما يدل على سعة حفظه، وكثرة حديثه، القصة المشهورة التي وقعت له مع أبي بكر الجعابي، فقد قال محمد بن الحسين بن محمد الكاتب ابن العميد: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرياسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته وذكاء أهل بغداد، حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه.
فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال هاته، قال: نا

أبو خليفة نا سليمان بن أيوب وحدث بالحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومن سمعه أبو خليفة منه، فاسمعه مني حتى يعلو فيه إسنادك، ولا تروي عن أبي خليفة عني، فخجل الجعابي وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة والرياسة لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطبراني لأجل الحديث. اهـ.

غمز بعض أهل العلم له، والجواب عن ذلك:
ومع هذا الثناء العاطر، والمدح الزاهر، لم يسلم - رحمه الله - من كلام الناس، فقد ذكر الذهبي - رحمه الله - في " الميزان " (2/ 195) وغيره من كتبه المصنفة في الضعفاء لكون ابن مردويه غمزه ولينه، وكذا ذكره ابن حجر في " لسانه " (3/ 86)، ولكن يا ترى هل أثر ذلك في منزلته التي بلغه الله إياها؟!! قال الذهبي في الميزان (4/ 410) في ترجمة يحيى بن معين: ليس كل كلام وقع في حافظ كبير بمؤثر فيه بوجه. اهـ.
وإني في هذه العجالة سأبين فيها وجه غمز من غمزه، مع الجواب عن ذلك.
فأقول - مستعينا بالله -: إن غمز من غمزه يتلخص في نقاط أربع:
الأولى: وهمه في اسم شيخه عبد الرحيم البرقي، حيث إنه روى عنه المغازي، وسماه بـ " أحمد ".
وقد تكلم فيه بسبب هذا الوهم الحافظ أبو بكر بن مردويه، والحافظ ابن منده.
أما ابن مردويه فقد قال الذهبي في " الميزان " (2/ 185):
لينه الحافظ أبو بكر بن مردويه، لكونه غلط أو نسي، فمن ذلك أنه وهم وحدث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي، وإنما أراد عبد الرحيم أخاه، فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه ويسميه أحمد، وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر. اهـ.

وأما ابن منده فقد قال كما في تذكرة الحفاظ (3/ 916): سليمان بن أحمد، أحد الحفاظ المذكورين، حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي، ولم يحتمل سنة لقيه. اهـ.
وقد أجاب الذهبي عن ذلك فقال معلقا على كلام ابن منده:
قلت: نعم - أي حدث عنه - ولكن ما أراده الطبراني، ولا قصد الرواية عنه، وإنما روى عن عبد الرحيم بن البرقي السيرة وغير ذلك، فغلط في اسمه باسم أخيه بلا شك، والخطب في ذلك يسير، وقد نبه على ذلك الحافظ أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي، فإنه قال: كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة، إلا أنه كتب بمصر عن شيخ وكان له أخ سماه باسمه غلطا. اهـ. " تذكرة الحفاظ " (3/ 916).
وقال الحافظ ابن حجر في " لسان الميزان " (3/ 87): وقد ذكر الطبراني في مسند الشاميين له ما يدل على أنه كان يشك في اسم عبد الرحيم فقال في ترجمة محمد بن مهاجر: حدثنا ابن البرقي، وأظنه اسمه عبد الرحيم، فذكر حديثا. اهـ.
قلت: انظر " مسند الشاميين " (2/ 323)، رقم (1423).
الثانية: قول الحاكم في " المعرفة " (427): وجدت أبا علي الحافظ سيئ الرأي في أبي القاسم اللخمي، فسألته عن السبب فيه فقال: اجتمعنا على باب أبي خليفة، فذكرنا طرق " أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء "، فقلت له: تحفظ عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة الرزَّاد، عن طاوس، عن ابن عباس، فقال: بلى غندر، وابن أبي عدي، فقلت: من عنهما؟ فقال: حدثناه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عنهما فاتهمته إذ ذاك، ثم قال أبو علي: ما حدث به غير عثمان بن عمر. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (3/ 86): ذكر الحاكم في " علوم الحديث " عن أبي علي النيسابوري أنه كان سيئ الرأي فيه، ثم ذكر سبب ذلك أنه

رآه ذكر حديثا من حديث شعبة، فقال الطبراني: رواه غندر، وشبابة، وعنه قال أبو علي: فقلت: من حدثك؟ قال: حدثني عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عنهما، قال أبو علي: وليس هو من حديث غندر. اهـ
قلت: والجواب عن ذلك من وجوه:
أولا: أنه لم يتفرد به، فقد ذكر الحافظ في اللسان (3/ 87) بعد ذكره لكلام أبي علي النيسابوري.
قلت: وقد تتبع ذلك أبو نعيم على أبي علي، وروى حديث غندر عن أبي علي ابن الصواف عن عبد الله بن أحمد، كما قال الطبراني، وبرئ الطبراني من عهدته. اهـ
قلت: وجزء أحاديث أبي نعيم عن شيخه أبي علي الصواف، طبع بتحقيق سليمان العريني إلا أن هذا الحديث لا يوجد في هذا الجزء المطبوع.
ثانيا: قال الحافظ الضياء في الجزء الذي جمع في الذب عن الطبراني: وهم الطبراني فظن أنه سئل عن رواية شعبة عن عمرو بن دينار عن طاوس فهي التي عند غندر عن شعبة، وهي التي رواها ابن الصواف عن عبد الله بن أحمد، والمسئول عنها رواية شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن طاوس فهي التي انفرد بها عثمان بن عمر، قال: والدليل على أنه لم يسمه أنه ساق الطريقين في كتابه الذي جمع فيه حديث شعبة فأورد أحدهما في ترجمة شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، من رواية عثمان بن عمر عن شعبة، ثم قال الضياء: لو كان كل من وهم في حديث أو حديثين اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد، اهـ من " اللسان " (3/ 87).
ثالثا: أنه لا ينكر عليه التفرد لسعة وكثرة ما روى، وقد أشار إلى هذا الوجه الحافظ الذهبي في الميزان (1/ 195) حيث قال: سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني الحافظ الثبت المعمر أبو القاسم لا ينكر له التفرد في سعة ما روى. اهـ وانظر اللسان (3/ 86).

 

رابعا: وعلى التسليم بأن هذا مما انفرد به فإن ذلك لا يضره لكثرة حديثه.
وقد أجاب بنحو هذا الحافظ أبو حامد بن الشرقي عن طعن من طعن في أحمد ابن الأزهر النيسابوري، بسبب تفرده فقال كما في " تهذيب الكمال " (1/ 261): وأبو الأزهر كتب فأكثر، ومن أكثر لا بد أن يقع في حديث الواحد والاثنان والعشرة مما ينكر عليه. وقال الضياء كما تقدم: ولو كان كل من وهم في حديث أو حديثين اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد. وقال العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي - رحمه الله - في " الطليعة " ص40: ومن كثر حديثه لا بد أن تكون عنده غرائب، وليس ذلك بموجب للضعف، وإنما الذي يضر أن تكون تلك الغرائب منكرة. اهـ
وقال في ص51: ابن أبي عمر مكثر جدا عن ابن عيينة، فإذا اشتبه عليه حديث واحد لم يضره. اهـ.
وقال الحافظ في " اللسان " (2/ 353): فلو كان كل من روي شيئا منكرا استحق أن يذكر في الضعفاء لما سلم من المحدثين أحد، لا سيما المكثر منهم. اهـ. من ترجمة الحسن بن الفضل البجلي.
الثالثة: إكثاره من الرواية عن إدريس بن جعفر العطار:
قال أبو بكر بن مردويه: دخلت بغداد وتطلبت حديث إدريس بن جعفر العطار عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة فلم أجد إلا أحاديث معدودة، وقد روى الطبراني عن إدريس عن يزيد بن هارون كثيرا. اهـ.
والجواب عن هذا من وجوه:
قال الذهبي: هذا لا يدل على شيء، فإن البغاددة كاثروا عن إدريس للينه، وظفر به الطبراني فاغتنم علو إسناده، وأكثر عنه، واعتنى بأمره. اهـ " تذكرة الحفاظ " (3/ 916)، " النبلاء " (16/ 127).
وقال في " تاريخ الإسلام " (26/ 208): وهذا لا يدل على شيء فإن الطبراني لما وقع له هذا الشيخ اغتنمه وأكثر عنه واعتنى به، ولم يعتن به أهل بلده. اهـ. وقال الحافظ في " اللسان " (3/ 87): وكان الطبراني لقي هذا الشيخ فاغتنمه، والبغاددة لم يكن عندهم إدريس بذاك، فلم يكترثوا به. اهـ.
(ب) أن ابن مردويه كان سيئ الرأي في شيخه الطبراني، فقد قال أحمد بن الفضل الباطرقاني: دخل ابن مردويه بيت الطبراني وأنا معه، وذلك بعد وفاة ابنه أبي ذر، لبيع كتب الطبراني، فرأى أجزاء الأوائل فاغتم لذلك، وسبَّ الطبراني، وكان سيئ الرأي فيه اهـ. " النبلاء " (16/ 127). وقال سليمان بن إبراهيم الحافظ: كان ابن مردويه في قلبه شيء على الطبراني، فتلفظ بكلام، فقال له أبو نعيم: كم كتبت يا أبا بكر عنه؟ فأشار إلى حزم، فقال: ومن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا. " النبلاء " (16/ 127).
ومن هذا شأنه مع شيخه فجائز أن يتعلق بأي شيء يطعن به في شيخه مهما كان هذا الطعن ضعيفا هزيلا، والله المستعان.
ولعل ابن مردويه - رحمه الله - قد رجع عن ذلك وتبين له أن استمراره على ذلك لا يضر إلا بنفسه، فإن شيخه قد وثقه وأثنى عليه أئمة عصره، فقد قال الحافظ الضياء كما في " النبلاء " (3/ 916 - 917):
ذكر ابن مردويه في تاريخه لأصبهان جماعة وضعفهم، وذكر الطبراني فلم يضعفه، فلو كان عنده ضعيفا فضعفه. اهـ.
قال الذهبي معلقا على هذا: فدل على أنه تبين له أنه صدوق. اهـ.
(جـ) أن الطبراني معروف عنه اعتناؤه بالغرائب والعوالي، فقد كتب عمن أقبل وأدبر، وما وضع " المعجم الصغير " والأوسط " إلا لهذا، فكيف يقال بعد هذا ما تقدم؟!
الرابعة: إيراده الأحاديث الأفراد مع ما فيها من النكارة الشديدة

 

والموضوعات في كتبه:
قال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (3/ 87):
وقد عاب عليه إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي جمعه الأحاديث الأفراد، مع ما فيها من النكارة الشديدة، والموضوعات، وفي بعضها القدح في كثير من القدماء من الصحابة وغيرهم. اهـ.
وقد أجاب عن ذلك الحافظ بقوله: وهذا أمر لا يختص به الطبراني، فلا معنى لإفراده باللوم، بل أكثر المحدثين في الأعصار الماضية من سنة مائتين وهلم جرا إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته. والله أعلم. اهـ
وقال السخاوي في " فتح المغيث " (1/ 296) وهو يتحدث عن الحديث الموضوع، وإيراده من غير بيان أنه موضوع، وأن الاقتصار على إيراد إسناده لا يبرأ من العهد في هذه الأعصار؛ لعدم الأمن من المحذور به، قال ما نصه:
وإن صنعه أكثر المحدثين في الأعصار الماضية في سنة مائتين وهلم جرا، خصوصا الطبراني، وأبو نعيم، وابن منده، فإنهم إذا ساقوا الحديث بإسناده اعتقدوا أنهم برئوا من عهدته. اهـ وبنحو هذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الاستقامة " (2/ 67 - 68) و " منهاج السنة " (7/ 38 - 39)، (5/ 79).
وقد ذكر الذهبي في " الميزان " (1/ 93) أن الكلام في الرواة والطعن فيهم بمثل هذا تعنت، فقال في ترجمة أحمد بن الحسين بن أبي زرعة الرازي الصغير: صدوق، ومن تكلم فيه تعنت بأنه يكثر من رواية المناكير في تواليفه. اهـ

(ط) مؤلفاته:
لقد كان لهذا الإمام الهمام مصنفات كثيرة ممتعة نافعة غزيرة الفوائد والفرائد، ذكر أسماءها الحافظ يحيى بن عبد الوهاب بن منده في كتابه " مناقب الطبراني " ص (6 - 72) فبلغت (108) مؤلفا. قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/ 913): لم ير أكثرها الحافظ يحيى ابن منده. اهـ

قلت: وسأشير في هذه الأسطر إلى مؤلفاته المطبوعة مما وقفت عليه منها، وإلى بعض كلام أهل العلم فيها، فأقول - مستعينا بالله - لقد وقفت على ستة عشر مصنفا مطبوعا، وهي كالتالي:
(1) المعجم الكبير:
طبع بتحقيق الشيخ الفاضل حمدي بن عبد المجيد السلفي - أمد الله في عمره وأثابه على عمله - في خمسة وعشرين مجلدا سوى (13، 14، 15، 16، 21) منها فإنه ذكر أنه لم يقف على مخطوطاتها.
وذكر حاجي خليفة في " كشف الظنون " (1737) أن أحاديثه بلغت خمسة وعشرين ألف حديث.
وقد رتبه على أسماء الصحابة - رضي الله عنهم -؛ قال في " مقدمته " (1/ 51): هذا كتاب ألفناه، جامع لعدد ما انتهى إليها ممن روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الرجال والنساء، على حروف ألف - ب - ت - ث -، بدأت فيه بالعشرة - رضي الله عنهم -، لأنه لا يتقدمهم أحد غيرهم، وخرجت عن كل واحد منهم حديثا وحديثين وثلاثة ...... وأكثر من ذلك على حسب كثرة روايتهم وقلتها، ومن كان من المقلين خرجت حديثه أجمع. اهـ.
وقال الذهبي في " التذكرة " (3/ 912): صنف المعجم الكبير وهو المسند سوى مسند أبي هريرة، فكأنه أفرده في مصنف. اهـ.
وقال في " النبلاء " (16/ 122): ومن تواليفه المعجم الكبير وهو معجم أسماء

الصحابة وتراجمهم، وما رووه، وما رووه، لكن ليس فيه مسند أبي هريرة، ولا استوعب حديث الصحابة المكثرين، في ثمان مجلدات. اهـ.
وقال السيوطي في " طبقات الحفاظ " (3/ 373): صنف المعجم الكبير، وهو المسند ولم يسق فيه من مسند المكثرين إلا ابن عباس وابن عمر، فأما أبو هريرة وأنس وجابر وأبو سعيد وعائشة فلا، ولا حديث جماعة من المتوسطين، لأنه أفرد لكل مسندا فاستغنى عن إعادته اهـ. وقال ابن منده ص 65: المعجم الكبير مائتا جزء اهـ.
قلت: والجزء عشرون ورقة، كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " النبلاء " (20/ 558) ترجمة ابن عساكر. وقال ابن دحية كما في " الرسالة المستطرفة " ص 101: هو أكبر معاجم الدنيا، وإذا أطلق في كلامهم المعجم فهو المراد، وإذا أريد غيره قيد. اهـ.
وقد قام الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفى سنة 731 هـ بترتيبه على الأبواب الفقهية. انظر: " الجواهر المضيئة " (1/ 354 - 355)، " كشف الظنون " (1737).
(2) المعجم الأوسط:
طبع في مكتبه المعارف في الرياض بتحقيق الدكتور محمود الطحان، وطبع بمصر بتحقيق الشيخ طارق بن عوض الله وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني، الناشر دار الحرمين القاهرة، وقد تعقبا الدكتور تعقبا جيدا، وطبعتهما هي الطبعة المعتمدة في العزو لدينا غالبا، وطبع أيضا بتحقيق أيمن صالح شعبان، وسيد أحمد إسماعيل، الناشر دار الحديث بالقاهرة وقد أعزو إلى هذه الطبعة أحيانا.
وهذا المعجم مرتب على أسماء شيوخه، قال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (22/ 164): صنف الأوسط في غرائب شيوخه.
وقال الذهبي في " التذكرة " (3/ 912): صنف الأوسط في ست مجلدات كبار

على معجم شيوخه، يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب، فهو نظير كتاب الأفراد للدارقطني، بين فيه فضيلته وسعة روايته، وكان يقول في هذا الكتاب هو روحي؛ روي فإنه تعب عليه، وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر. اهـ.
وقال " النبلاء " (16/ 122): ومن تواليفه المعجم الأوسط على مشايخه المكثرين وغرائب ما عنده عن كل واحد يكون خمس مجلدات، وكان الطبراني فيما بلغنا يقول عنه: هذا الكتاب روحي. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في " المعجم المفهرس " (191): وهو على أسماء شيوخه، وأكثره من غرائب أحاديثهم. وانظر " النكت " (2/ 708). وقال الألباني في الصحيحة (6/ 226): " عزيز المادة جدا، فيه كل نفيس وعزيز ومنكر "، كما قاله الذهبي في ترجمته من " التذكرة " اهـ.
وقد رتبه على الأبواب الحافظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن زريق المقدسي، انظر " لحظ الألحاظ " (196)، " ذيل طبقات ابن رجب " لابن عبد الهادي (101).

(3) المعجم الصغير:
طبع في الهند سنة 1311 هـ وطبع في دار الكتب العلمية في سنة (1403 - 1983 م)، وطبع بالمدينة النبوية بتحقيق عبد الرحمن محمد بن عثمان في سنة (1418 - 1997 م)، وطبع أيضا بتحقيق محمد شكور +الحاج أمرير سنة (1405 - 1985 م)، في المكتب الإسلامي بيروت، وهذه الطبعة هي التي اعتمدت عليها في العزو.
وقد جمع فيه الطبراني شيوخه الذين روى عنهم، ولكنه في الحقيقة لم يستوعب ذلك.
قال الطبراني في " مقدمته " (1/ 21): هذا أول كتاب فوائد مشائخي الذين كتبت عنهم بالأمصار خرجت عن كل واحد منهم حديثا واحدا، وجعلت

أسماءهم على حروف المعجم. اهـ.
وقال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (22/ 164): وصنف المعجم الصغير في أسماء شيوخه.
وقال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/ 912)، و " النبلاء " (6/ 122): وصنف المعجم الصغير، وهو عن كل شيخ له حديث واحد. اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في " المعجم المفهرس " (192): وفيه عن نحو من ألف شيخ، كل شيخ حديث، أو حديثان.
قلت: ولكنه لم يلتزم ذلك فإنه قد يخرج في الترجمة الواحدة أكثر من حديث، انظر على سبيل المثال هذه الأرقام (781، 782، 913، 1001، 1074، 1076، 1156).
(4) كتاب الدعاء:
طبع في سنة (1407هـ - 1987م) بتحقيق الدكتور محمد سعيد بن محمد حسن البخاري - أستاذ مساعد بجامعة أم القرى بمكة المكرمة كلية الدعوة وأصول الدين - في دار البشائر الإسلامية ببيروت في ثلاثة مجلدات الأول منها خاص بالدراسة.
(5) مسند الشاميين:
طبع في سنة (1405 هـ - 1994م) الطبعة الأولى، والثانية في سنة (1417 هـ - 1996 م) بتحقيق الشيخ الفاضل حمدي بن عبد المجيد السلفي في مؤسسة الرسالة بيروت، في أربعة مجلدات.
(6) الأوائل:
طبع في سنة (1403هـ - 1983 م) بتحقيق الشيخ محمد شكور محمود + الحاجي أمرير في مؤسسة الرسالة بيروت، وفي سنة (1413 هـ - 1992 م) بتحقيق كل من مروان العطية، وشيخ الراشد، في دار الجيل بيروت، وهذه الطبعة هي التي اعتمدت عليها في العزو.
(7) طرق حديث " من كذب علي متعمدا ":
طبع بتحقيق الدكتور محمد حسن الغماري، وهي الطبعة التي اعتمدت عليها في العزو، وطبع أيضا بتحقيق الشيخ الفاضل / علي بن حسن الحلبي، وهشام بن إسماعيل + السقاء، وصدر في المكتب الإسلامي دار عمار ببيروت سنة (1410 هـ - 1990 م).
(8) الأحاديث الطوال:
طبع في آخر المعجم الكبير (ج25 / ص 189 - 327) بتحقيق الشيخ الفاضل / حمدي بن عبد المجيد السلفي، وطبع في سنة (1412 هـ - 1992 م) بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، في دار الكتب العلمية ببيروت، وهي الطبعة التي اعتمدت عليها في العزو.
(9) فضل عشر ذي الحجة:
طبع سنة (1420 هـ - 1999 م) بتحقيق أبي عبد الله عمار بن سعيد + قالت الجزائري، في مكتبة العمرين العلمية الإمارات العربية.
(10) جزء حديث " الضب الذي تكلم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
بتحقيق أبي عمار عبد الله ضيف الله العامري، في دار الريان.
(11) جزء " فضل الرمي ":
طبع بتحقيق أبي عمار عبد الله ضيف الله العامري، في دار الريان.

(12) جزء فيه ما انتقى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه على أبي القاسم الطبراني من حديثه لأهل البصرة:
طبع في سنة (1420 هـ - 2000 م) بتحقيق الشيخ الفاضل / بدر بن عبد الله البدر، في مكتبة أضواء السلف.
(13) من اسمه عطاء من رواة الحديث:
طبع في سنة (1405 هـ - 1985 م) بتحقق أبي إسماعيل هشام بن إسماعيل السقا في عالم الكتب الرياض.
(14) مكارم الأخلاق:
طبع في سنة (1400 هـ) بتحقيق الدكتور فاروق حمادة في دار الرشاد الحديثة للنشر والطباعة بالدار البيضاء، وطبع في المكتب التعليمي.
وطبع ضمن كتاب مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بتحقيق أحمد شمس الدين في دار الكتب العلمية بيروت (1409 هـ - 1989 م)، وهي الطبعة التي وقفت عليها.
قال الدكتور محمد سعيد البخاري - حفظه الله -:
والكتاب ناقص من الأخير، ولست أدري لم ألبس المحقق هذه الحقيقة غموضا ولم يصرح به في مقدمته، ولم يعلق على النص الذي جاء في آخر الكتاب، وهو: (وهذا ما أردنا جمعه من الأحاديث والأخبار، والله أعلم، تم المجموع بحمد الله وعونه وحسن توفيقه) فهذا يوهم بتمام الكتاب ويزول الوهم إذا علمنا أن الصفحة الأخيرة كتبت بقلم مغاير.
ودليل آخر على نقص الكتاب أنه ذكر رواية واحدة فقط بعد قوله " جامع حق الجار " فكلمة جامع يدل على وجود روايات أكثر، أضف إلى ذلك أن الجزء الأول من تجزئة المؤلف، انتهى برواية (138) ص (88)، وبعيد أن يقتصر الجزء الثاني على أقل من 60 رواية فقط (ص 107). اهـ من مقدمة كتابه " الدعاء " (1/ 46 - 47).
ثم ذكر منهج الحافظ الطبراني في هذا الكتاب فراجعه إن شئت.
(15) الجود والسخاء:
طبع بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري سنة (1423 - 2003) في دار البشائر الإسلامية ببيروت ضمن سلسلة الأجزاء والكتب الحديثة الجزء (22).
(ي) وفاته:
توفي في ذي القعدة يوم السبت ودفن يوم الأحد لليلتين بقيتا منه سنة ستين وثلاثمائة، ودفن بباب مدينة جيّ المعروفة بتيرة، انظر ترجمة الطبراني لابن منده (31 - 32).

إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني-للمنصوري.
 

 

الطَّبَرَانِيّ الإِمَام الْعَلامَة الْحجَّة بَقِيَّة الْحفاظ أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب مطير اللَّخْمِيّ الشَّامي

مُسْند الدُّنْيَا وَأحد فرسَان هَذَا الشَّأْن
ولد بعكا فِي صفر سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَسمع فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بمدائن الشَّام والحجاز واليمن ومصر وبغداد والكوفة وَالْبَصْرَة وأصبهان والجزيرة وَغير ذَلِك وَحدث عَن ألف شيخ أَو يزِيدُونَ
صنف المعجم الْكَبِير وَهُوَ الْمسند وَلم يسق فِيهِ من مُسْند المكثرين إِلَّا ابْن عَبَّاس وَابْن عمر فَأَما أَبُو هُرَيْرَة وَأنس وَجَابِر وَأَبُو سعيد وَعَائِشَة فَلَا بُد وَلَا حَدِيث جمَاعَة من المتوسطين لِأَنَّهُ أفرد لكل مُسْند فاستغنى عَن إِعَادَته وَله والمعجم الْأَوْسَط على شُيُوخه فَأتى عَن كل شيخ بِمَا لَهُ من الغرائب فَهُوَ نَظِير الْأَفْرَاد للدارقطني وَكَانَ يَقُول هَذَا الْكتاب روحي فَإِنَّهُ تَعب عَلَيْهِ المعجم الصَّغِير وَهُوَ عَن كل شيخ لَهُ حَدِيث وَاحِد وَالدُّعَاء مُجَلد وَدَلَائِل النُّبُوَّة والنوادر ومسند شُعْبَة ومسند سُفْيَان ومسند الشاميين والأوائل وَالتَّفْسِير كَبِير ومسند الْعشْرَة وَمَعْرِفَة الصَّحَابَة ومسند أبي هُرَيْرَة ومسند عَائِشَة والطوالات وَالسّنة وَحَدِيث الْأَوْزَاعِيّ وَحَدِيث الْأَعْمَش ومسند أبي ذَر وَالْعلم والفرائض وَفضل رَمَضَان وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَتَفْسِير الْحسن وَمَا رُوِيَ الزُّهْرِيّ عَن أنس وَابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر وَالْحسن عَن أنس وَمن اسْمه عَطاء وَمن اسْمه عمار وأخبار عمر بن عبد الْعَزِيز ومسند العبادلة وَأَشْيَاء كَثِيرَة جدا
سُئِلَ عَن كَثْرَة حَدِيثه فَقَالَ كنت أَنَام على البواري ثَلَاثِينَ سنة قَالَ ابْن مَنْدَه أحد الْحفاظ الْمَذْكُورين

تَذَاكر هُوَ والجعابي بِحَضْرَة الْوَزير ابْن العميد فغلب الطَّبَرَانِيّ بِكَثْرَة حفظه والجعابي بفطنته حَتَّى ارْتَفَعت أصواتهما فَقَالَ الجعابي عِنْدِي حَدِيث لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عِنْدِي فَقَالَ هَات قَالَ حَدثنَا أَبُو خَليفَة حَدثنَا سُلَيْمَان بن أَيُّوب وَحدث بِحَدِيث فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ أَنا سُلَيْمَان بن أَيُّوب ومني سَمعه أَبُو خَليفَة فاسمعه مني عَالِيا فَخَجِلَ الجعابي
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الشِّيرَازِيّ كتبت عَن الطَّبَرَانِيّ ثَلَاثمِائَة ألف حَدِيث وَهُوَ ثِقَة
آخر أَصْحَابه أَبُو بكر بن ريذة وَبعده بِالْإِجَازَةِ عبد الرَّحْمَن بن الذكواني
مَاتَ الطَّبَرَانِيّ لثلاث بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وثلاثمائة عَن مائَة عَام وَعشرَة أشهر
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان وَمَعَ سَعَة رِوَايَته لم ينْفَرد بِحَدِيث

طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.

 

سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أَيُّوب بن مطير اللخمى الطبرانى أبي الْقَاسِم
سمع جمَاعَة من أَصْحَاب أَحْمد أَبَا زرْعَة الدمشقى وَعبد الله بن أَحْمد
روى عَنهُ أبي خَليفَة ابْن الْفضل بن الْحباب وعبدان وجعفر الفريانى وَأبي عبد الله بن مندة وَغَيرهم
وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْحفاظ لَهُ تصانيف مَذْكُورَة وآثار مَشْهُورَة من جُمْلَتهَا المعجم الْكَبِير والأوسط والأصغر
مولده بعكا سنة سِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَمَات بأصبهان سنة سِتِّينَ وثلاثمائة وَدفن بِبَاب مَدِينَة أَصْبَهَان عِنْد قبر حممة الدوسى صَاحب رَسُول الله فى تربة وَاحِدَة فَعَاشَ مائَة سنة وَعشرَة أشهر
قَالَ الطبرانى حَدثنَا أَحْمد ابْن على الْأَبَّار قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى النيسأبيرى حِين بلغه وَفَاة أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا ينبغى لأهل كل دَار بِبَغْدَاد أَن يقيموا على أَحْمد ابْن حَنْبَل النِّيَاحَة فى دُورهمْ

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين.

 

سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير ، أبي القاسم اللخمي الشامي الطبراني ، الإمام الحافظ الثقة الرحال الجوال ، صاحب المعاجم الثلاثة ، والطبراني نسبة الى طبرية بالشام ، ولد سنة : 260 ه ، روى عن : إسحاق بن إبراهيم الدبري, وإدريس بن جعفر العطار ، وغيرهما ، روى عنه : أبي نعيم الأصبهاني ، وأبي خليفة الجمحي ، وغيرهما ، له من المصنفات : المعجم الصغير ، عن كل شيخ حديث ، والمعجم الكبير ، عن أسماء الصحابة وتراجمهم ، والمعجم الاوسط : عن مشايخه المكثرين وغيرها من المصنفات ، توفي سنة : 360 ه . ينظر : تاريخ اصبهان لابي نعيم : 1/393 ، والمنتظم لابن الجوزي : 14/206 ، وسير اعلام النبلاء للذهبي : 12/201 .

 

سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم:
من كبار المحدثين. أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته. ولد بعكا، ورحل إلى الحجاز واليمن ومصر والعراق وفارس والجزيرة، وتوفي بأصبهان. له ثلاثة (معاجم) في الحديث، منها (المعجم الصغير - ط) رتب فيه أسماء المشايخ على الحروف. وله كتب في (التفسير) و (الأوائل) و (دلائل النبوة) وغير ذلك .

-الاعلام للزركلي-


 

سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم من كبار المحدثين، أصله من طبرية الشام، وإليها نسبته، ولد بعكا، ورحل إلى الحجاز واليمن والعراق ومصر وفارس والجزيرة، ومن مؤلفاته «المعجم الصغير» و «الأوائل» و «دلائل النبوة» وغير ذلك، وتوفي بأصبهان سنة 360 هـ.
وينظر في وفيات الأعيان 1/ 215، النجوم الزاهرة 4/ 59 تهذيب ابن عساكر 6/ 240، مناقب الإمام أحمد 513.

وهو من العلماء الّذين ألّفوا في الصّحابة الكرام عليهم رضوان الله تعالى

(الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني.)
 

 أَبو القاسم، سليمانُ بنُ أحمدَ بن أيوبَ بنِ مطيرٍ اللخميُّ الطبرانيُّ.
كان حافظَ عصره، رحلَ في طلب الحديث من الشام إلى العراق والحجاز واليمن ومصر وبلاد الجزيرة الفراتية، وأقام في الرحلة ثلاثًا وثلاثين سنة، وسمع الكثير، وعدد شيوخه ألفُ شيخ.
وله المصنفاتُ الممتعة النافعة الغريبة، منها: المعاجم الثلاثة: "الكبير"، و"الأوسط"، و"الصغير"، وهي أشهر كتبه، وروى عنه: الحافظ أَبو نعيم، والخلق الكثير.
مولده سنة ستين ومئتين بطبرية الشام، وسكن أصبهان إلى أن توفي بها يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة 360، وعمره تقديرًا مئة سنة، وقيل: إنه توفي في شوال، والله أعلم، ودفن إلى جانب حمة الدوسي - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
والطبراني - بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة والراء، وبعد الألف نون - هذه النسبة: إلى طبرية، والطبريُّ نسبة إلى طبرستان.
واللخميُّ - بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وبعدها ميم -، هذه النسبة: إلى لخم، واسمه: مالكُ بنُ عَدِيّ، وهو أخو جذام، ومُطَير: تصغيرُ مَطَر.

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.