محي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس
أبي بكر العيدروس
تاريخ الولادة | 978 هـ |
تاريخ الوفاة | 1038 هـ |
العمر | 60 سنة |
مكان الولادة | أحمد آباد - الهند |
مكان الوفاة | أحمد آباد - الهند |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مؤلف الكتاب: النور السافر عن أخبار القرن العاشر
وَفِي عَشِيَّة يَوْم الْخَمِيس لعشرين خلت من شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين كَانَ مولد مؤلف هَذَا الْكتاب بلغه الله من الْخَيْر امله وَختم بالسعادة عمله وَقد عمل سَيِّدي الْوَالِد قدس سره لضبط الْعَام الْمَذْكُور تواريخ كَثِيرَة مِنْهَا بخ بمولود سيد قطب زَمَانه وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الاشارة المتضمنة للبشارة من هَذَا السَّيِّد الْجَلِيل وَالْوَلِيّ الْكَبِير وَقد نظم بعض التواريخ الَّذِي جعلهَا سَيِّدي الْوَالِد صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الجامي الْمَكِّيّ الشهير بمخدوم زَاده فِي مقطعات لَهُ مُتعَدِّدَة وَقَالَ سَيِّدي الْوَالِد عِنْد ذَلِك ... بدا النُّور من نجد وَمن شعب عَامر ... بطلعة أبي بكر الْفَتى عبد الْقَادِر
بِشَهْر ربيع لَيْلَة الْجُمُعَة الغرا ... لثالث عشْرين زهت بالبشائر
لعام ثَمَان بعد سبعين سنوة ... من الْهِجْرَة الغرا ذَات الاشاير
وتسع مئين صَحَّ مِيلَاد سيد ... دعِي بأبا بكر مُحَمَّد باقر
مكن الْمُصْطَفى الْمُخْتَار مشكاة نوره ... إِلَى العيدروس الْمُجْتَبى بالسرائر ...
وَقد خمس هَذِه الأبيات الْفَقِيه الصَّالح أَحْمد بن الْفَقِيه مُحَمَّد أَبَا جَابر وخمسها أَيْضا الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف مخدوم زَاده الْمَذْكُور وصدرها وعجزها أيضاالشيخ الصَّالح الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن الْعَلامَة عَليّ بن مُحَمَّد البسكري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي المغربي تغمده الله برحمته
وَكَانَ وَالِدي رَحمَه لله رأى فِي المنامقبل ولادتي بِنَحْوِ نصف شهر جمَاعَة من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى مِنْهُم الشَّيْخ عبد الْقَادِر يُرِيد حَاجَة منالوالد فَذَلِك هُوَ الَّذِي حمله على تسميتي بِهَذَا الِاسْم وَكَنَّانِي أَيْضا أَبَا بكر ولقبني محيي الدّين وتقرر عِنْده انه سَيكون لي شَأْن وَكَانَ قل ان يسلم لَهُ أحد من الاولاد بِأَرْض الْهِنْد فَمَا عَاشَ لَهُ مِنْهُم غَيْرِي وَكَانَ يحبني جدا وَقَالَ لي مرّة إِذا وَقع زَمَانك افْعَل ماشئت وَكم لي نه من إشارات تضيق عَن بسطها العباارت وَالْأولَى الْآن طي حكاياتها والمرجو من اللهعود ثَمَرَتهَا وبركتها
وَحكى بعض الثِّقَات قَالَ جَاءَ بعض الوزراء والكبار إِلَى والدك يطْلب مِنْهُ الدُّعَاء فِي أَمر من الْأُمُور وَأَنت إِذا ذَاك صَغِير جدا وَكنت جَالِسا بَين يَدَيْهِ فَقَرَأت فِي الْحَال هَذِه الْآيَة {واخرى تحبونها نصر من الله وَفتح قريب} فَقَالَ الشَّيْخ لَهُم يكفيكم هَذَا الفال هَذَا مثل الْوَحْي قَالَ ثمَّ قضيت تِلْكَ الْحَاجة باذن الله تَعَالَى وَكَانَت أُمِّي أم ولد هندية وهبتها بعض النِّسَاء من ارباب الْخَيْر وَبَيت الْملك الْمَشْهُورَة بالصدقات الجليلة والهبات الجزيلة وَالْكَرم والاحسان والقفضل والامتنان لأبي رَحمَه الله واعطتها حِينَئِذٍ جَمِيع مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من أثاث الْبَيْت وأخدمتها جملَة من الْجَوَارِي وَكَانَت تنظرها مثل ابْنَتهَا وتزورها فِي الشَّهْر مَرَّات وكطانت هِيَ إِذْ ذَاك بكرا وَلم تَلد لَهُ أحدا من الْأَوْلَاد غَيْرِي وَكَانَت من الصَّالِحَات على جَانب عَظِيم من التَّوَاضُع وسلامة الصَّدْر وَحسن الاخلاق وَكَثْرَة الانفاق توفيت ضحى يَوْم الْجُمُعَة لعشرين خلت من شهر رَمَضَان سنة عشر بعد الالف وَكَانَ آخر كَلَامهَا لَا إِلَه إِلَّا الله وقبرها بجوار سَيِّدي الْوَالِد خَارج قُبَّته الشَّرِيفَة رَحمهَا الله تَعَالَى وقرأت الْقُرْآن الْعَظِيم حَتَّى ختمته على يَد بعض أَوْلِيَاء الله تَعَالَى وَذَلِكَ فِي حَيَاة الْوَالِد تغشاة الله بِالرَّحْمَةِ واشتغلت بعد قِرَاءَة الْقُرْآن بتحصيل طرف من الْعلم وقرأتعدة من الْمُتُون على جمَاعَة من الْعلمَاء والأعلام وتصدت لنشر اعْلَم ومزاحمة أَهله وَذَلِكَ بكرم الله وفضله وَالْأَخْذ عَن الْعلمَاء والاستفادة مِنْهُم وَمَعْرِفَة فَضلهمْ وتعظيمهم مَعَ التظلل مَعَهم بالأقوال والتشبه بهم فِي الْأَفْعَال وتكثير سوادهم ورعي ودادعم وشاركت فِي كثير من الْفُنُون وتفرغت لتَحْصِيل الْعُلُوم النافعة لوجه الله تَعَالَى وَعلمت الهمة فِي اقتناء الْكتب المفيدة وبالغت فِي طلبَهَا من اقطار الْبِلَاد الْبَعِيدَة مَعَ مَا صَار إِلَيّ من كتب الْوَالِد رَحمَه الله فَاجْتمع عِنْدِي مِنْهَا جملَة عديدة وَلما بَلغنِي ان سَيِّدي الشَّيْخ علد الله العيدروس رَضِي الله عَنهُ قَالَ من حصل كتاب أَحيَاء عُلُوم الدّين وَجعله غي أَرْبَعِينَ جلدا ضمنت لَهُ على الله بِالْجنَّةِ فحصلته كَذَلِك بِهَذِهِ النِّيَّة وَللَّه الْحَمد ووقفت لاستماع الْأَحَادِيث النَّبَوِيَّة واشتغال الْأَوْقَات بهَا مَعَ صدق النِّيَّة وطالعت كثيرا من الْكتب باعانة الله تَعَالَى ووقفت على أَشْيَاء غَرِيبَة فِيهَا وَفِيمَا تلقيته عنالمشايخ الْأَفْرَاد وفضلاء الْعَصْر الأمجاد وَغَيرهم من الثِّقَات فَلم تفتني بِحَمْد الله سُبْحَانَهُ إِشَارَة صوفية أَو مَسْأَلَة علمية أَو نُكْتَة ادبية وَلَكِنِّي مَعَ ذَلِك اظهر التجاهل فِي ذَلِك لِأَن الْكَلَام على اشارات التصوف ومقامات الصُّوفِيَّة لَا يَنْبَغِي الشَّخْص أَن يصفها إِلَّا إِذا كَانَ متحققاً بهَا وَمَعَ ذَلِك فَلَا يجوز لَهُ ان يتَكَلَّم فِيهَا مَعَ غير أَهلهَا لانها مَبْنِيَّة على المواجيد والاذواق لَا يطلع على بَيَان حَقِيقَتهَا بالألسنة والأوراق
واما نكت الْأَدَب فَلَا يحسن بعاقل أَن يشْتَهر بِمَعْرِِفَة علمهَا وَالله المسؤول ان يَجْعَل ذَلِك مقرباً اليه وموجباً للزلفى عِنْده ولديه وان يتم لنا كَمَال السَّعَادَة بَان يرزقنا حسن الخاتمة عِنْد الْمَوْت حَتَّى نظفر بِالْحُسْنَى وَزِيَادَة مَعَ الدُّنْيَا وأحبابنا ومشايخنا وأصحابنا وأخواننا وذرارينا انه أكْرم مسؤول قريب مُجيب وَمَا توفيقي إِلَّا بِاللَّه عَلَيْهِ توكلت وإلي انيب ثمَّ من الله عَليّ بعد ذَلِك وَله الْحَمد لَا أحصى ثَنَاء عَلَيْهِ بِمَا لَا كَانَ لي قطّ فِي حِسَاب فسبحان المتفضل الْمُنعم الْمُعْطِي الْوَهَّاب حَتَّى سَارَتْ بمصفاتي الرفاق وَقَالَ بفضلي عُلَمَاء الْآفَاق وَرزقت محبَّة ارباب الْقُلُوب من اولياء الله تَعَالَى وحظيت بدعواتهم الصَّالِحَة وعظمني الْعلمَاء شرفا وغرباً وخضع لي الرؤساء طَوْعًا وَكرها وكاتبني مُلُوك الاطراف وأرفدوني بصلاتهم الجليلة وهباتهم الجزيلة ووصلت إِلَى المدائح مكن الْآفَاق كمصثر واقصى الْيمن وَغَيرهمَا من الْبِلَاد الْبَعِيدَة وَأخذ عني غير وَاحِد من الاعلام وانتفع بِي عدَّة من الانام
وَمِمَّنْ لبس مني خرقَة التصوف من الْأَعْيَان السَّيِّد الْجَلِيل الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن يحيى الشَّامي الْمَكِّيّ وَالشَّيْخ الْكَبِير الْعَلامَة الشهير بدر الدّين حُسَيْن بن دَاوُد الكوكني الْهِنْدِيّ وَالشَّيْخ الصَّالح الْعَلامَة الْفَقِيه أَحْمد بن الْفَقِيه الْوَلِيّ مُحَمَّد بن عبد ارحيم أَبَا جَابر الْحَضْرَمِيّ وَالشَّيْخ الْفَاضِل شهَاب الدّين أَحْمد بن ربيع بن الشَّيْخ الْكَبِير والعلامة الشهير أَحْمد بن ربيبع بن الشَّيْخ الْكَبِير والعلامة الشير أَحْمد بن عبد الْحق السنباطي الْمَكِّيّ الْمصْرِيّ وَغَيرهم
وَأما الَّذِي لبسهَا من الْمُلُوك والتجار وَطَوَائِف النَّاس فجماعة كَثِيرُونَ وخلائق لَا يُحصونَ والفت جملَة من الْكتب المقبولة الَّتِي لم اسبق إِلَى مثلهَا وَوَقع الاجماع على فَضلهَا فَلَا يكَاد يمتري فِي ذَلِك إِلَّا عَدو أَو حَاسِد وَهِي لعمري على مَا أنعم الله بِهِ من فَضله عَليّ أعظم شَاهد ككتاب الفتوحات القدوسية فِي الْخِرْقَة العيدروسية وَهُوَ كتباب نَفِيس لم يؤلف قبله أجمع مِنْهُ وَهُوَ مُجَلد ضخم وقرظهخ جمَاعَة من الْعلمَاء الاعلام وسادات الانام حَتَّى أَن التقارظ الَّتِي كتبوها عَلَيْهِ جآءت فِي كراريس وَمن غَرِيب الِاتِّفَاق أَن تَارِيخه جَاءَ مطابقا لموضوعه وَهُوَ لبس خرقَة وكانجعل هَذَا التَّارِيخ الشَّيْخ الْفَاضِل مُحَمَّد بن علبد اللَّطِيف مخدوم زَاده ونظمه فغي ابيات مِنْهَا ... وَلما كَانَ ذَا التَّأْلِيف فِيمَن ... تشرف فِي الانام بِلبْس خرقه
فَلَا عجب وَلَا بدع إِذا مَا ... اتى تَارِيخ ذَلِك لبس خرقه ...
وَكتاب الحدائق الخضرة فِي سيرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه الْعشْرَة وَهُوَ أول كتاب ألفته وَكَانَ سني إِذْ ذَاك دون الْعشْرين وَكتاب اتحاف الحضرة العزيزة بعيون السّير الوجيزة وَهُوَ على نمط كتباب الحدائق إِلَّا انه أَصْغَر مِنْهُ وَهُوَ عَجِيب فِي بَابه وقرظه بعض الْفُضَلَاء وَكتاب الْمُنْتَخب الْمُصْطَفى من أَخْبَار مولد الْمُصْطَفى وَاسْتحْسن اسلوبه بعض الصلحاء من أهل الْعلم جدا وَكتاب الْمِنْهَاج إِلَى الْمعرفَة الْمِعْرَاج وَكتاب الانموذج اللَّطِيف فِي أهل بدر الشريف وَلم أعلم أَن أحدا تقدمني إِلَى أَفْرَاد مَنَاقِب أهل بدر رَضِي الله عَنْهُم وَهَذَا الكتبار الشريف من أعظم الْأَعْمَال الَّتِي أعْتَمد عَلَيْهَا وارجو بهَا من فضل الله الْجنَّة وَكتاب اسباب النجَاة والنجاح فِي اذكار الْمسَاء والصباح وَكتاب الدّرّ الثمين فِي بَيَان المهم من علم الدّين ذكرت فِيهِ كل مَا يجب على الْمُبْتَدِئ من معرفَة العقائد ثمَّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بعد ذَلِك من أَمر دينة كَالصَّلَاةِ وَالصِّيَام وَالزَّكَاة وَالْحج ثمَّ بيّنت بعد ذَلِك الاخلاق المذمومة حَتَّى يجتنبها الطَّالِب والأخلاق المحمودة ليجتهد فِي طلبَهَا كل رَاغِب وَهُوَ كتاب نَفِيس جدا ومفيد فِي بَابه إِلَى أقْصَى الْغَايَة وَكتاب الْحَوَاشِي الرشيقة على العروة الْوَثِيقَة وَكتاب منح الْبَارِي يخْتم صَحِيح البُخَارِيّ وَكتاب تَعْرِيف الْأَحْيَاء بفضائل الْأَحْيَاء وباعثه أَن سَيِّدي الشَّيْخ عبد الله العيدروس رَضِي الله عَنهُ قَالَ غفر اله لمن يكْتب كَلَامي فِي الْغَزالِيّ فرجوت ان يتناولني دعاءه وَأَرَدْت اسعاف وَالِدي بتحقيق رجاه فَإِنِّي سمعته يَقُول إِن أمهخل الزَّمَان جمعت كَلَام الشَّيْخ عبد الله الْغَزالِيّ فِي كتاب وأسميه الْجَوَاهِر المتلالي من كَلَام الشَّيْخ عبد الله فِي الْغَزالِيّ وَقد اشْتَمَل هَذَا الْكتاب على جملَة من كَلَامه فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وعَلى كتبه وَكتاب عقد اللآل بفضائل الْآل وَكتاب خدمَة السَّادة آل أَبَا علوي بِاخْتِصَار العقد النَّبَوِيّ وارجو ان يوفقني الله لإتمامه وَكتاب بغية المستفيد فِي شرح تحفة المريد وَهُوَ مُخْتَصر جدا وَكتاب النفحة العنبرية فِي شرح الْبَيْتَيْنِ العدنية وَكتاب غَايَة الْقرب فِي شرح نِهَايَة الطّلب اعتنى بِهِ النَّاس كثيرا وحصلوا مِنْهُ نسخا عديدة نَحْو الْأَرْبَعين فِيمَا علمت وَكَانَ بعض الْعلمَاء أَمر وَلَده بحفظه عَن ظهر الْقلب على جاري العوائد فِي حفظ الْمُتُون وَقد اشار إِلَيْهِ الْعَلامَة الحباني مَعَ المولد فِي بض القصائد الَّتِي امتدحني بهَا بقوله ... وبغاية الْقرب الْعُلُوم تفتحت ... وَبِمَا اتانا نخبة فِي المولد ...
وَشرح على قصيدة الشَّيْخ أبي بكر العيدروس صَاحب عدن النونية وَهُوَ كتاب فِي غَايَة الْحسن بديع التَّرْتِيب غَرِيب التَّأْلِيف والتهذيب حسن السبك والأنسجام بِحَيْثُ يفهمهُ الْخَاص وَالْعَام مُشْتَمل على فَوَائِد جمة ومحتو على مَقَاصِد مهمة وَكتاب اتحاف أَخَوان الصفاء بشرح تحفة الظرفاء بأسماء الْخُلَفَاء وَكتاب الْفَتْح الْقُدسِي فِي تفسيرة آيَة الْكُرْسِيّ وَكتاب صدق الْوَفَاء بِحَق الاخاء وَهُوَ مَعَ اختصاره عَجِيب فِي بَابه غَرِيب فِي وَضعه واسلوبه وَكتاب النُّور السافر عَن أَخْبَار الْقرن الْعَاشِر وَهُوَ هَذَا وتفريظ على شرح قصيدة البوصيري الَّتِي عَارض بهَا بَانَتْ سعاد لشَيْخِنَا شيخ الاسلام ومفتي الأنان الْفَقِيه عبد الْملك بن عبد السَّلَام دعسين الْأمَوِي اليمني الشَّافِعِي وَأخر على رِسَالَة صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة أَحْمد بن عَليّ ابْن مُحَمَّد البسكري فِي تَنْزِيه الإِمَام مَالك رَحمَه الله تَعَالَى عَن تِلْكَ الْمقَالة الشنيعة الَّتِي نَسَبهَا إِلَيْهِ من لَا أَخْلَاق لَهُ وإجازة للفقيه الصَّالح أَحْمد بن الْفَقِيه مُحَمَّد أَبَا جَابر وديوان شعر جمعه بعض الاصحاب واضاف إِلَيْهِ المدائح الَّتِي فِي النَّاظِم واسْمه الرَّوْض الأريض والفيض المستفيض وَمن نظمي ... إِذا مَا اشْتَدَّ ليل الهموم ودجى ... جعلت إِلَى أهل بدر الالتجا
وَمَا خَابَ عبد لَهُم قد رجا ... ومني توسل بهم إِلَى الله فرجا ...
وَمِنْه ... شافعى أَحْمد لي عِنْد مالكي وَمَا خَابَ من أَحْمد لَهُ شَافِع
بل حقيق ان يغْفر لَهُ زلاته ... وينعم عَلَيْهِ بِالَّذِي هُوَ طامع ...
مِنْهُ ... أَيهَا العاذلون اقصروا عَن عتابي ... إِنِّي استعذت فِي الْعِشْق عَذَابي
لَيْسَ لي غير الغرام شرعا ... إِنَّنِي فِيهِ مُرْسل بِالْكتاب ...
مِنْهُ يَا رَسُولي إِذا وصلت إِلَى رَسُولي ... فهن هُنَاكَ نَفسك بالوصول
واذا جزت بحيهم اجْرِ ذكري ... ولطف القَوْل كي يرقوا لنحولي ...
وَمِنْه ... مريدي أصدق تنَلْ مَا تُرِيدُ ... فَكل ذَا على الله لَيْسَ بِبَعِيد
تُرِيدُ قرب مَوْلَاك يَا صَاحِبي ... تقرب فَهُوَ أقرب من حَبل الوريد ...
وَمِنْه ... لما كَانَ حَبِيبِي أصل مبدأ الْوُجُود ... وَكَانَ فِي الْخلق للرسل ختام
.. صَحَّ انهم بَيت حسن بدا ... لَكِن حَبِيبِي كَانَ لحسنهم التمات ...
وَمِنْه ... قَالَت محاسنه تطِيق فراقي ... ناديتها لَا صَبر لي لَا صَبر لي ...
وَمِنْه ... انا شعبير لآل مُحَمَّد ... وَمن مذهبي حب شيعته ...
وَاسْتحْسن غَالب هذع المؤلفات جمَاعَة من أهل الْعلم وَالصَّلَاح الَّذين شهرتهم تغني عَن الْأَطْنَاب فِي مدحهم كالشيخ الصَّالح ولي الله الْعَلامَة جمال الدّين الْفَقِيه مُحَمَّد بن علد الرَّحِيم أَبَا جَابر الْحَضْرَمِيّ وَالشَّيْخ الْكَبِير قدوة الْعلمَاء ودرة تَاج الْفُضَلَاء الْفَقِيه مُحَمَّد بن الإِمَام عبد الْقَادِر الحباني وَالشَّيْخ الإِمَام علم الْعلمَاء الْإِعْلَام شيخ الْإِسْلَام ومفتي الانام شَافِعِيّ زَمَانه على الأطلاق صَاحب المصنفات الَّتِي اشتهرت فِي الْآفَاق الْفَقِيه عبا الْملك ابْن عبد السَّلَام دعسين الاموي الشَّافِعِي اليمني والفقيه الْمُحَقق الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ الْقُرْطُبِيّ المغربي وَكَانَ الْمَذْكُور قدم الْيمن فَاجْتمع فِيهَا بالفقيه عبد الْملك ووقف عِنْده على مُجَلد فِيهِ جملَة مِنْهَا فاعجب بهَا جدا وَقَالَ إِنَّه بَقِي لمؤلفها فِي هَذَا الزَّمَان نَظِير واني لأدعو لَهُ بطول الْعُمر حَتَّى يَبْدُو مِنْهُ مثل هَذِه الْفَوَائِد المستجادة لينْتَفع بهَا من اراد الله هدايته من أهل السَّعَادَة وَكتب الأكابر بَعْضهَا بخطوطهم وَكَانَ أخي السَّيِّد الْكَبِير وَالْوَلِيّ الشهير الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ عبد الله كَانَ الله لَهُ يعجب بهَا إِلَى الْغَايَة وَله فِي بعض أوراقه إِلَى خادمه سَالم بن عَليّ أَبَا موجة وَقد ذَكرنِي فِيهَا وَقَالَ انا مَا نرَاهُ إِلَّا فِي منزلَة وَالِده وَكتب الي الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم أَبَا جَابر فِي بعض الاوراق فِي أَمر يطْلب مني ان أَفعلهُ وَكَانَ فِيهِ نوع صعوبة فقا وَلَا تستبعد هَذَا يَا شيخ عبد الْقَادِر فانك من الَّذين يتصرفون فِي الْكَوْن وتنفعل لَهُم الْأَشْيَاء بِإِذن سالله تَعَالَى وَكَانَ الْفَقِيه عبد الْملك رَحمَه الله يتَمَنَّى الِاجْتِمَاع بِي كَمَا حَكَاهُ عَنهُ بعض الثِّقَات وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِي ذَلِك أَيْضا من قصيدة امتدحني بهَا
.. إِذا مثلت شخصكم بفكري ... اوالي زعقة فِي أثر زعقة
وَمهما تَذكرُوا عِنْدِي تصبني ... لواعج صعقة
وَيجْرِي دمع مقلتي استباقا ... بخدي دفقة من بعد دفقة
فمنوا باللقاء وَلَو مناماً ... لَعَلَّ مَرِيض شخص بتنأي ينقه
واحظى باجتماع فِي مَحل ... يضيء الْأنس بالأفراح افقه
بِحَضْرَة من حوى كل الْمَعَالِي ... وأحرز من مجيد الْمجد افقه
بِحَضْرَة من حوى كل الْمَعَالِي ... واحرز من مجيد الْمجد فرقه
وَحَازَ السَّبق فِيمَا يبتغيه ... وَلَا عجب إِذا مَا حَاز حَقه
تغذى بالمعارف وَهُوَ طِفْل ... وَفِي سنّ الكهولة مَا أحقه 55 حباه اله بِالْعلمِ اللدني ... فاضحى فاتقاً بالفهم رتقه
وَذَاكَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر ... العيدروس اخو الفهوم المستدقه
سليل الأكرمين ومنتقاهم ... واحظاهم بفخر حَاز سبقه
تبوأ فِي الْفَضَائِل قصر فضل ... لرايات الْجلَال عَلَيْهِ خفقه
وَخص ببسطة فِي الْعلم خلت ... لَهُ جمل المعارف مسترقه
فآتاه الآله فنون علم ... بِلَا تَعب لَدَيْهِ وَلَا مشقه
واعطاه الْعَطاء الجم فضلا ... وَحسن بعد حسن الْخلق خلقه
فادرك فِي الْعُلُوم مقَام بسط ... واعجز من تصوف أَو تفقه
وصنف فِي فنون الْعُلُوم كتبا ... جليلات ابان بِهن حذقه
وخرقة أَهله قد جَاءَ فِيهَا ... بتصنيف إِذا الاتقان طبقه
وسلسلها إِلَى أصل اصيل ... بتنقيح أصَاب الضَّبْط وَفقه
واما فِي التصوف فَهُوَ فَرد ... امام قد حوى بِالْجمعِ فرقه
لقد ورث الْولَايَة عَن أَبِيه ... بتعصيب وَفرض أستحقه
فقد أنْفق من كنوز الْعلم عفوا ... وَخص بِكُل فن مُسْتَحقّه
فيهنيه الَّذِي أولاه مَوْلَاهُ ... من تحف العطايا الْمُسْتَحقَّة ...
قلت وَذكر لهَذِهِ الْأَشْيَاء إِنَّمَا هُوَ من بَاب التحدث بِنِعْمَة الله وَلِأَن الَّذِي حكيت عَنْهُم ذَلِك من أهل الدّين وَالصَّلَاح تيمنا بانفاسهم الطاهرة على أَنى مَا ذكرت من ذَلِك إِلَّا اقليل مَعَ أَن مَا ذكرته من أَنْوَاع لطفهم بِي دون مَا تركته بِكَثِير جزاهم الله عني أفضل مَا جزى استاذاً عَن تَابعه وَلم أر فِي نعم الله التتي أنعم بهَا عَليّ بعد الْإِسْلَام وَالنِّسْبَة إِلَى رَسُول لالله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعْمَة أجل مِنْهُ فَلذَلِك ذكرته فِي هَذَا التَّأْلِيف وأخترت بَقَاءَهُ فِي وَفِي عَقبي وأصحابي إِلَى آخر يَوْم من أَيَّام الدَّهْر وَقد سبقني إِلَى ذَلِك من الْعلمَاء المفتدى بهم جمَاعَة لَا يُحصونَ كالعلامة شيخ الشُّيُوخ أَمَام الْمُحدثين وقدوة الْمُحَقِّقين ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي والعلامة الْحَافِظ السخاوي والعلامة السُّيُوطِيّ والعلامة شرف الدّين إِسْمَاعِيل الْمقري اليمني صَاحب الارشاد والعلامة الْحَافِظ الدبيع والعلامة الفاسي وَشَيخ الْإِسْلَام الْحَافِظ ابْن حجر الهيتمي وَغَيرهم
وفيهَا فاضت بِأَحْمَد أباد بعض البرك حَتَّى فرج عَنْهَا المَاء الَّذِي كَانَ فِيهَا وَصَارَت فارغة
وفيهَا أَيْضا رئي الدَّم فِي بعض برك المَاء بِأَحْمَد أباد
-النور السافر عن أخبار القرن العاشر-لمحي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.
عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس:
مؤرخ باحث، من أهل اليمن. سكن حضرموت وانتقل إلى احمد اباد (بالهند) فتوفي فيها.
من كتبه " النور السافر عن أخبار القرن العاشر - ط " و " الروض الناضر في من اسمه عبد القادر من أهل القرنين التاسع والعاشر - خ " و " تعريف الأحياء بفضائل الإحياء - ط " و " الفتوحات القدسية في الخرقة العيدروسية " و " الحدائق الخضرة في سيرة النبي وأصحابه العشرة " و " الحضرة العزيزة بعيون السير الوجيزة " و " الأنموذج " في مناقب أهل بدر، و " الدر الثمين في بيان المهمّ من علم الدين " و " غاية القرب في شرح نهاية الطلب " و " الروض الأريض " وهو مجموع منظوماته، و " قرة العين في مناقب الولي باحسين " و " الزهر الباسم من روض الأستاذ حاتم - خ " 36 ورقة في مكتبة البار، بالقرين (اليمن) .
-الاعلام للزركلي-
السَّيِّد عبد الْقَادِر العيدروس
السَّيِّد الْعَلامَة عبد الْقَادِر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الْحسنى الْيُمْنَى ولد سنة 978 ثَمَان وَسبعين وَتِسْعمِائَة بِمَدِينَة أَحْمد اباد من الْهِنْد وَهُوَ صَاحب المؤلفات العديدة مِنْهَا النُّور السافر على أَخْبَار الْقرن الْعَاشِر والحدائق الخضرة فِي سيرة النبى عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه الْعشْرَة والمنتخب الْمُصْطَفى فِي أَخْبَار مولد الْمُصْطَفى والدر الثمين فِي بَيَان المهم من أُمُور الدّين وَغير ذَلِك وَمَات فِي سنة 1038 ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَألف رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمين
ملحق البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لليمني الصنعاني.
عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس أبو بكر محيي الدين اليمني الحضرموتي الهندى وُلد يوم الخميس لعشرين خلت من ربيع الأول سنة 978 بمدينة أحمد آباد من بلاد الهند وقرأ عدة متون على جماعات من العلماء وتفرغ لتحصيل العلوم الثمينة وأعمل الهمة في تحصيل الكتب المفيدة ووقف على أشياء غريبة مع ما تلقاه عن المشايخ وسارت بمصنفاته الرفاق وقال بفضله علماء الآفاق منها الفتوحات القدسية في الخرقة العيدروسية والحدائق الخضرة في سيرة النبي وأصحابه العشرة وهو أول تصانيفه والمنتخب المصطفى في مولد المصطفى والدر الثمين في بيان المهم من الدين وإتحاف الحضرة العزيزة بعيون السيرة الوجيزة والمنهاج إلى معرفة المعراج والأنموذج اللطيف في أهل بدر الشريف وأسباب النجاة والنجاح في أذكار المساء والصباح والحواشي الرشيقة على العروة الوثيقة ومنح الباري بختم البخاري وتعريف الأشياء بفضائل الاحياء وعقد اللآل بفضائل الآل وبغية المستفيد بشرح تحفة المريد والنفحة العنبرية في شرح البيتين العدنية وغاية القرب في شرح نهاية الطلب وإتحاف إخوان الصفا بشرح تحفة الظرفا وصدق الوفاء بحق الإخاء والنور السافر وغير ذلك كذا ذكره هو بنفسه في النور السافر وقد طالعته من أوله إلى آخره لفظًا لفظًا وانتفعت به حرفًا حرفًا وذكر محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر أن وفاته بأحمد آباد سنة 1038.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.