أبو عبد الله محمد بن علي قويسم التونسي: إمام العلماء وقدوة الفقهاء الفضلاء شيخ الشيوخ وعمدة أهل التحقيق والرسوخ، أخذ عن الشيخ محمد براؤ والشيخ عاشور القسنطيني والشيخ أبي الحسن النفاتي وغيرهم وعنه الشيخ محمد زيتونة والشيخ حمودة العامري وجماعة. ألّف تآليف منها سمط اللآل في التعريف بما في الشفا من الرجال كتاب غريب في بابه يحتوي على عشرة أجزاء ضمن فيه الكثير من شوارد المسائل والتحريرات واللطائف والتراجم والأخبار ما يسلي الغريب ويفيد العالم اللبيب وقرظه الكثير من علماء عصره منهم الشيخ محمد فتاتة والإمام المفتي الحنفي الشيخ عبد الكبير درغوث ولما اطلع على هذا التقريظ الشيخ محمد زيتونة كتب ما ملخصه: هذه بنات أبكار وعرائس أفكار ونفائس سجع برزن من وراء الستار جالسة على منابر العز متنافسة مرتضعة من ثدي الآداب رحيق الزلال منبهة على عظم مقدار سمط اللآل.
نمقتها يد المحاسن فضلا ... من همام موضح المشكلات
صادع بالدليل في كل خطب ... ناصر الحق قدوة الإثبات
وتوفي صاحب الترجمة سنة 1114هـ[1702م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف
محمد قويسم بن علي التُّونُسي، أبو عبد الله:
باحث، من فقهاء تونس. تصدر للتدريس زمنا.
وصنف كتبا، أجلها (سخط اللآل في تعريف ما بالشفاء من الرجال - خ) عشرة أجزاء، في السيرة النبويّة وتراجم الصحابة والتابعين والمحدثين وفقهاء الأمصار والشعراء وغير ذلك، مكث في تصنيفه 14 سنة، منه نسخة في الأحمدية بتونس، وله (إصابة الغرض) رسالة في المواقيت مآخذها من السنة .
-الاعلام للزركلي-
قويسم (نحو 1033 - 1114 هـ) (1623 - 1702 م).
محمد قويسم بن علي التونسي، أبو عبد الله، الفقيه الأديب المشارك في علوم، وله شعر.
ولد بتونس، ونشأ في طلب العلم، فأخذ عن أعلامها. وقد ترجم في آخر كتابه «سمط اللئال» لطائفة من شيوخه، فمنهم عاشور بن قاسم القسنطيني (لم يذكره في كتابه) أخذ عنه الحديث والعروض، والأدب، وعلي بن عبد الرحمن النعاس التاجوري أخذ عنه مختصر خليل، ومحمد بن أحمد براو الربعي البوسعيدي الجزائري، أخذ عنه كتاب «الشفا» للقاضي عياض، والمفتي محمد بن مصطفى الحنفي العارف بمذهب مالك الذي تلقاه عن شيوخ الأزهر قبل رجوعه إلى تونس، أخذ عنه النحو، والكلام، وذاكره في العلوم الرياضية، ومن شيوخه محمد بن أبي الفضل اللبني أخذ عنه أصول الفقه، ومصطلح الحديث، ومنهم أبو الربيع الأندلسي، وغيرهم. وبهم تخرج، وبرع في اللغة والنحو والتراجم، والتاريخ، والعلوم المتداولة في عصره، تصدر للتدريس بجامع أبي محمد الحفصي بربض باب السويقة، وكان إماما يصلي به الخمس، وتخرّج به كثير من العلماء ويبدو أنه كان يقوم بوظيفة التدريس بين العامة مجانا أو بمرتب ضئيل لا يضمن كفاف العيش، لذلك كان في أوقات فراغه يحترف بيع الرياحين والزهور بدكان بباب السويقة.
وعند ما بنى الأمير محمد باي المرادي جامعه أمام زاوية سيدي محرز بن خلف جعل فيه درسا لرواية صحيح البخاري ومسلم وبقية الصحاح، والشفا، رواية ودراية، وأولى صاحب الترجمة القيام بهذه المهمة، وعين له مرتبا شهريا، ولم يكن حريصا على إحراز مكانة لدى الكبراء، ولا على تقلد الوظائف التي يمنحها هؤلاء للمقربين لديهم مما جعله محل تقدير واحترام واعتقاد من أهل ربض باب السويقة.
توفي في 13 محرم 1114/ 10 ماي 1702 ودفن بدار سكناه بدرب العسل بنهج خميس في المكان المعروف بالحفير داخل باب الخضراء من تونس.
مؤلفاته:
إصابة الغرض في الرد على من اعترض. رسالة في المواقيت والنجوم، وبين أن للوقت أصلا في السنة، وذكر ما ورد في ذلك من الآيات، ومآخذها من السنة.
حدائق الفنون في اختصار الأغاني وابن خلدون. قال في خطبة الكتاب: «وكنت لفرط اللهج باقتباسها نستقصي عن كتب الأخبار والأثر، فطالعت من ذلك كتبا عديدة منها كتاب الاكتفا في سيرة المصطفى، ثم تشوقت نفسي إلى أخبار الدول الإسلامية، فطالعت كتاب «العبر» لابن خلدون، ثم لا زالت نفسي مشتاقة إلى تآليف أبي الفرج الأصفهاني المعروف بكتاب «الأغاني» إلى أن وقفت عليه ضرب في الإجادة بسهم مصيب، فخطر لي أن أجرد من كتبهم مختصرا موجزا أحذو فيه حذوهم».مجلد في 427 ورقة من القطع الكبير بالمكتبة الوطنية بتونس وأصله من المكتبة الأحمدية الزيتونية.
سمط اللئال في تعريف ما بالشفا من الرجال وهو أكبر تآليفه وأعظمها قيمة، حاز به شهرة في حياته وبعد وفاته. ويقع في 11 مجلدا من القطع الكبير، ويوجد مخطوطا بالمكتبة الوطنية بتونس من رقم 11396 إلى رقم 11406 ويوجد أيضا في المكتبة الوطنية بالرباط (مكتبة الشيخ عبد الحي الكتاني) وتوجد أجزاء منه في قسنطينة والبليدة بالجزائر.
وقد مكث في تصنيفه أربع عشرة سنة وقرظه علماء عصره كمحمد زيتونة، ومحمد الحجيج الأندلسي، والمفتي الحنفي عبد الكبير درغوث. وهذه التقاريظ بتاريخ سنة 1104/ 1692 على ما قاله الوزير السراج في «الحلل السندسية».
ألّفه بإشارة من صديقه الشيخ محمد بن شعبان الحنفي، إليه أشار في طالعة كتابه بقوله: «وأشار صديق عليّ اسمه مشتق من الحمد ومتشعب الرحمة، يريد به ابن شعبان (ذيل بشائر أهل الإيمان) وأتى فيه بعجب العجائب، وأبدع فيه غاية الإبداع، محشوا بالأحاديث الشريفة والسير النبوية، وتراجم الصحابة والتابعين، وسائر المحدثين، وفقهاء الأمصار، والشعراء إلى غير ذلك (ذيل بشائر أهل الإيمان) وقد رتب تراجم الكتاب على حروف المعجم.
والظاهر من عنوان الكتاب أنه في تراجم الرجال المذكورين في كتاب الشفا في التعريف بحقوق المصطفى للقاضي أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي، والواقع أنه لم يقتصر على هذا الموضوع المحدد بل استطرد إلى تراجم غيرهم من مختلف العصور والطبقات، واستطرد إلى إيراد المسائل الفقهية والكلامية واللغوية، والنوادر الأدبية، ومزيته أنه يذكر المصادر التي نقل عنها وهي متنوعة وكثيرة.
والكتاب يشتمل على تسعة وعشرين بابا ومقدمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول في ترجمة القاضي عياض، وسرد أسماء مؤلفاته، والقسم الثاني فيه بسطة عن التاريخ، والقسم الثالث فيه تحديد لمنهج التراجم في ذكر الأسماء والألقاب والصفات، والنظام الذي سار عليه في ترتيب التراجم.
وقد اختصر الكتاب أبو العباس أحمد بن بوراوي في جزءين، رأيت جزءا منهما في خزانة شيخنا محمد المهيري رحمه الله
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الرابع - من صفحة 127 الى صفحة 130 - للكاتب محمد محفوظ