أحمد بن محمد المقري الأثري التلمساني

تاريخ الوفاة1041 هـ
مكان الولادةتلمسان - الجزائر
مكان الوفاةمصر - مصر
أماكن الإقامة
  • تلمسان - الجزائر
  • الحجاز - الحجاز
  • المغرب - المغرب
  • فاس - المغرب
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين
  • القاهرة - مصر
  • مصر - مصر

نبذة

شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمَّد المَقري (نسبة لقريه): الحافظ المولد نزيل فاس ثم القاهرة الإِمام علم الأعلام آية الله الباهرة في الحفظ والذكاء والآداب والمحاضرة المحدّث الراوية المتكلم المؤلف الرحّال العارف بالسير وأحوال الرجال المتفنن في العلوم الحامل راية المنثور والمنظوم المحقق المطلع الزاهد الورع.

الترجمة

شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمَّد المَقري (نسبة لقريه): الحافظ الأثري التلمساني المولد نزيل فاس ثم القاهرة الإِمام علم الأعلام آية الله الباهرة في الحفظ والذكاء والآداب والمحاضرة المحدّث الراوية المتكلم المؤلف الرحّال العارف بالسير وأحوال الرجال المتفنن في العلوم الحامل راية المنثور والمنظوم المحقق المطلع الزاهد الورع. أخذ عن عمه سعيد المقري الفقه والحديث وروى عنه الكتب الستة وقرأ عليه البخاري سبع مرات وسنده في ذلك متصل بالقاضي عياض وأخذ أيضاً عن الشيخ أحمد بابا والقصار بسندهما وغيرهم، وعنه أخذ من لا يعد كثرة من أهل المشرق والمغرب منهم عيسى الثعالبي وعبد القادر الفاسي وميارة له مؤلفات جيدة مفيدة تدل على سعة حفظه وفضله ونبله منها نفح الطيب وأزهار الرياض والنفحات العنبرية في نعْل خير البرية وإضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة وحاشية على مختصر خليل وفتح المتعال في أوصال النعل النبوية وقطف المهتصر في أخبار المختصر وإتحاف المغري في تكميل شرح الصغرى وعرف النشق في أخبار دمشق والغث والسمين والرث والثمين والروض العاطر الأنفاس في ذكر من لقيه من أعلام مراكش وفاس والدر الثمين في أسماء الهادي الأمين وحاشية على شرح أم البراهين وكتاب البداءة والنشاة كله أدب ونظم ورسالة في الوفق الخماسي الخالي الوسط وشرح مقدمة ابن خلدون وشرح في أربع كراريس على المنظومة التي مطلعها:
سبحان من قسم الحظوظ ... فلاعتاب ولاملامه
وله غير ذلك، تولى الخطابة والإمامة بجامع القرويين بعد وفاة الشيخ الهواري سنة 1022 هـ ورحل للشرق في رمضان سنة 1027 هـ ونال بتلك الجهة حظوة وجاهاً فوق ما يذكر وطار صيته وحج خمس حجج وأقرأ هناك الحديث وغيره وتردد على دمشق ومصر وتزوج بها من السادات الوفائية وسبب خروجه من فاس أن سلطانها طلب من العلماء فتوى في أمر نزل وإعطاء العرائش للنصارى فأفتى من أفتى وهرب جماعة منهم صاحب الترجمة وأبو عبد الله الجنان والحسن الزياتي شارح الجمل وأبو العباس أحمد الفاسي ولما دخل دمشق أعجبته وأقرأ دروساً هناك وأملى صحيح البخاري بالجامع الأموي تحت قبة النسر بعد صلاة الصبح ولما كثر الناس بعد أيام خرج إلى صحن الجامع وحضره غالب أعيان علماء دمشق وأما الطلبة فلم يتخلف منهم أحد وكان يوم ختمه حافلاً جداً اجتمع فيه الألوف من الناس وتكلم بكلام في العقائد والحديث لم يسمع نظيره وعلت الأصوات بالبكاء فنقلت حفلة الدرس إلى وسط الصحن وأتي له بكرسي الوعظ وأخيراً أتى بأبيات قالها حين ودّع المصطفى - صلى الله عليه وسلم -وترجم للبخاري وأنشد له بيتين وأفاد أن ليس للبخاري غيرهما وهما:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح قد مات قبل سقيم ... ذهبت نفسه النفيسة فلته

قال الحافظ ابن حجر: وقع للبخاري ذلك أو قريب منه وهذا من الغرائب وكانت جلسة الدرس من طلوع الشمس إلى قرب الظهر وبعد ذكره أبيات التوديع المشار لها نزل عن الكرسي فازدحم الناس على تقبيل يده وكان ذلك نهار الأربعاء سابع عشر رمضان سنة 1037 هـ وتوفي بمصر في جمادى الآخرة سنة 1041 هـ ودفن بمقبرة المجاورين.

شجرة النور الزكية في طبقات المالكية _ لمحمد مخلوف

 

 

الشيخ أحمد بن محمد بنِ أحمدَ، المَقَّرِيُّ التلمسانيُّ المولد، المالكيُّ المذهب، نزيلُ القاهرة.
قال في "خلاصة الأثر": حافظ المغرب، جاحظ البيان، ومن لم ير نظيره في جودة القريحة، وصفاء الذهن وقوة البديهة.
وكان آية باهرة في علم التفسير والحديث، ومعجزًا باهرًا في الأدب والمحاضرات، له المؤلفات الشائعة، منها: "عَرْف الطيب في أخبار ابن الخطيب"، انتهى.
قلت: وذكر في "كشف الظنون" أنه سماه بعد ذلك: "نفح الطيب عن غصن الأندلس الرطيب"، انتهى. وله "إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة". ولد بتلمسان، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وقرأ على عمه سعيد بن أحمد المقري - مفتي تلمسان ستين سنة -، ومن جملة ما قرأ عليه "صحيح البخاري" سبع مرات، وروى عنه الكتب الستة، وأن الفتوى صارت إليه في زمنه، ارتحل تاركًا للمنصب والوطن إلى حج بيت الله الحرام سنة 1027، ثم ورد إلى مصر، وتزوج بها من السادة الوفائية سنة 1028
ثم زار بيت المقدس سنة 1029، وكرر الذهاب إلى مكة، وأملى بها دروسًا، وفد على "طيبة" سبع مرات، وأملى الحديث النبوي بمرأى منه - صلى الله عليه وسلم - ومسمع، ثم رجع إلى مصر سنة 1039، ثم ورد إلى دمشق، وأملى "صحيح البخاري"، وحضره غالب أعيان دمشق من العلماء، وأما الطلبة، فلم يتخلف منهم أحد، وكان يوم ختمه حافلاً جدًا، اجتمع فيه الألوف من الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، وأُتي له بكرسي الوعظ، فصعد عليه، وتكلم بكلام في العقائد والحديث لم يسمع نظيره أبدًا، وتكلم على ترجمة البخاري، وأنشد له بيتين، وأفاد أن ليس للبخاري غيرهما، وهما:
اغتنمْ في الفراغِ فَضْلَ رُكوعٍ ... فعسى أن يكونَ موتُك بَغْتَهْ
كَمْ صَحيحٍ قدْ ماتَ قبلَ سقيمٍ ... ذهبتْ نفسُه النفيسةُ فَلْتَهْ
وكانت الجلسة من طلوع الشمس إلى قرب الظهر، ثم ختم الدرس بأبيات قالها حين ودَّع المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهي قوله:
يا شفيعَ العُصاةِ أنتَ رجائي ... كيف يخشى الرجاءُ عندَك خَيْبَهْ
وإذا كنتَ حاضرًا بفؤادي ... غيبةُ الجسمِ عنكَ ليسَ بِغَيْبَهْ
ليسَ بالعيشِ في البلادِ انقطاعٌ ... أطيبُ العيشِ ما يكونُ بِطَيْبَهْ
ونزل عن الكرسي، فازدحم الناس على تقبيل يده، وكان ذلك نهار الأربعاء سابع عشر رمضان سنة 1039، ولم يتفق لغيره من العلماء الواردين إلى دمشق ما اتفق له من الحظوة وإقبال الناس، وكان بعد ما رأى من أهلها ما رأى، كثر الاهتمام بمدحها، وقد عقد في كتابه "نفح الطيب" فصلاً يتعلق بها وبأهلها، وأورد في مدحها أشعارًا، وجرى بينه وبين أدبائها وعلمائها مطارحات شتى، ودخل مصر، واستقرَّ بها مدة يسيرة، ثم طلق زوجته الوفائية، وأراد العودة إلى دمشق للتوطن بها، ففاجأه الحِمام قبل نيل المرام، وكانت وفاته سنة 1041 - رحمه الله تعالى -.
ذكره الخفاجي في "ريحانة الألباء"، وامتدحه بعبارة ابتهر لها العلماء، وأنشد له أشعارًا، وقال: رأيت له نظمًا ونثرًا، ومحاسن تملأ الأفواه والأسماع دُرًّا، ومن تأليفه: "أزهار الرياض في أخبار عياض"، انتهى.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.