أبي القاسم علي بن محمد بن علي الحسيني الحراني
تاريخ الوفاة | 433 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي القاسم الحسيني- ت 433
هو: علي بن محمد بن عليّ بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبي القاسم الحسيني الحراني الحنبلي، شيخ معمّر مقرئ صالح ثقة.
ذكره «الذهبي» ت 748 هـ، ضمن علماء الطبقة العاشرة من حفاظ القرآن.
كما ذكره «ابن الجزري» ت 833 هـ، ضمن علماء القراءات.
تلقى «أبي القاسم الحسيني» القراءات على خيرة العلماء، وفي مقدمتهم: «محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون أبي بكر النقاش» نزيل بغداد، الإمام العلم، مؤلف كتاب «شفاء الصدور» وقد عني بالقراءات من صغره، وطاف الأمصار، وتجوّل في البلدان، وكتب الحديث وقيّد السنن، وصنف المصنفات في القراءات، والتفسير، وغير ذلك، وطلت أيامه فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه، وصدق لهجته، وبراعة فهمه، وحسن اطلاعه، واتساع معرفته، قال عنه «الخطيب البغدادي»: «كان عالما بالحروف، حافظا للتفسير، سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بمصر والشام والجزيرة والجبال وخراسان وما وراء النهر» اه.
وقال عنه «الإمام الداني»: النقاش جائز القول، مقبول الشهادة، سمعت «عبد العزيز بن جعفر» يقول: كان النقاش يقصد في قراءة «ابن كثير، وابن عامر» لعلوّ إسناده فيهما، وكان له بيت مليء كتبا، وكان «أبي الحسن الداراني» يستملي له، وينتقي للناس من حديثه. اه، ت 351 هـ.
تصدّر «أبي القاسم الحسيني» لتعليم القرآن، واشتهر بالثقة، والحفظ، وجودة القراءة، وأقبل عليه حفاظ القرآن يأخذون عنه وتتلمذ عليه الكثيرون، وفي مقدمتهم: «يوسف بن عليّ بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة، أبي القاسم الهذلي اليشكري» الأستاذ الكبير الرحال، والعلم الشهير الجوّال، طاف البلاد في طلب القراءات، يقول «الإمام ابن الجزري»: لا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولا لقي من لقي من الشيوخ، قال الهذلي في كتابه «الكامل»: فجملة من لقيت في هذا العلم ثلاثمائة وخمسة وستون شيخا من آخر المغرب إلى باب «فرغانة» يمينا وشمالا وجبلا وبحرا، ولو علمت أحدا تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته، ثم قال: وألفت هذا الكتاب- أي الكامل- فجعلته جامعا للطرق المتلوة، والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي».
وكان قد قرره الوزير نظام الدين في مدرسته بنيسأبير فقعد سنين وأفاد، وكان مقدما في النحو والصرف، وعلل القراءات، وكان يحضر مجلس «أبي القاسم القشيري» ويأخذ منه الأصول، وكان «القشيري» يراجعه في مسائل النحو والقراءات، ويستفيد منه. ت 465 هـ.
ومن تلاميذ «أبي القاسم الحسيني»: عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد بن علي أبي معشر الطبري القطان الشافعي، شيخ أهل مكة، إمام عارف محقق أستاذ ثقة، صالح، ألف كتاب «التلخيص في القراءات الثمان»، وكتاب «سوق العروس» فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق، وكتاب «الدرر» في التفسير، وكتاب «الرشاد» في شرح القراءات الشاذة، وكتاب «عنوان المسائل» وكتاب «طبقات القراء» وكتاب «العدد» ت 478 هـ.
ومن تلاميذ «أبي القاسم الحسيني»: أحمد بن الفتح بن عبد الجبار، أبي العباس الموصلي، نزيل نهر الملك ت 484 هـ.
ومن تلاميذ «أبي القاسم الحسيني»: الحسن بن القاسم بن علي الأستاذ أبي علي الواسطي، المعروف بغلام الهراس، شيخ العراق، والجوّال في الأوقاف، ثم أقام بمصر، فرحل الناس إليه من كل ناحية، قال «هبة الله بن المبارك السقطي»: كنت أحد من رحل إلى «أبي عليّ» فألفيت شيخا عالما صدوقا متيقظا نبيلا، وقورا. اه.
وقد جمع ما في الكفاية، والإرشاد من تلاوة القلانسي عليه.
احتلّ «أبي القاسم الحسيني» مكانة عظيمة بين العلماء مما استوجب الثناء عليه، وفي هذا يقول «الحافظ الذهبي»: كان «أبي القاسم» صالحا كبير القدر.
وقال «الإمام أبي عمرو الداني»: هو آخر من قرأ على النقاش، وكان ضابطا ثقة، مشهورا، أقرأ بحران دهرا طويلا. اه.
توفي «أبي القاسم الحسيني» في العشرين من شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة من الهجرة، بعد حياة حافلة بتعليم القرآن.
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله أفضل الجزاء.
معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ
الزيدي : الإمام العالم المقرىء المعمر، شيخ حران، أبو القاسم، علي ابن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، الهَاشِمِيُّ العَلَوِيُّ الحُسَيْنِيُّ الزَّيْدِيُّ، الحَرَّانِيُّ الحَنْبَلِيُّ السُّنِّيُّ.
تَلاَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي بَكْرٍ النَّقَّاش، وَرَوَى عَنْهُ: تَفْسِيْره "شفَاء الصُّدور"، فَكَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى عَنْهُ القرَاءاتِ وَالحَدِيْثَ.
تَلاَ عَلَيْهِ: أَبُو مَعْشَرٍ عَبْدُ الكَرِيْم الطَّبَرِيّ، وَأَبُو القَاسِمِ الهُذَلِيّ، وَأَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الفَتْح المَوْصِلِيُّ؛ نَزِيْلُ زهر الْملك.
وَكَانَ مفخَر أَهْلِ حَرَّان.
قَالَ أَبُو عَمرٍو الدَّانِيُّ: هُوَ آخرُ مِنْ قرأَ عَلَى النَّقَّاش.
قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً ضَابطاً مَشْهُوْراً، أَقرأَ بِحَرَّانَ دَهْراً طَوِيْلاً.
وَقَالَ هِبَةُ اللهِ بن أَحْمَدَ الأَكفَانِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ العَزِيْز الكَتَّانِيّ وَقَدْ أَريتُهُ جُزْءاً مِنْ كُتُب إِبْرَاهِيْم بن شُكْر مِنْ مُصَنَّفَات الآجُرِّيّ، وَالسَّمَاعُ عَلَيْهِ مُزَوَّرٌ بَيِّنُ التَّزْوير -فَقَالَ: مَا يكفِي عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْدِيُّ الحَرَّانِيُّ أن يكذب حتى يكذب عليه.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَقَدْ قَارب المائَة.
وَأَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَهُ القرَاءاتُ وَالتَّفْسِيْرُ عَنِ النَّقَّاش، وَالنَّقَّاشُ مُجمَعٌ عَلَى ضَعفِهِ فِي الحَدِيْثِ لاَ فِي القِرَاءاتِ، فَإِنْ كَانَ الزَّيْدِيُّ مقدوحاً فِيْهِ، فَلاَ يُفْرَحُ بِعُلُوِّ رِوَايَاتِهِ للأَمْرَين، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو عَمرٍو الدَّانِيُّ فِي الجُمْلَةِ، كَمَا وثَّق شَيْخَهُ النَّقَّاش، وَلَكِنَّ الجَرْح مُقَدَّم، وَمَا أَدْرِي مَا أَقُولُ.
وبلغنِي أَنَّ الزَّيْدِيَّ نُفِّذ رسولاً إِلَى مَلِكِ الرُّوْم، فَلَمَّا جلس، غنّت النَّصَارِى، وَحرَّكُوا الأَرغلَ، فثبتَ الزَّيْدِيُّ عِنْد سَمَاعه، وَتعجَّبُوا مِنْ ثَبَاتِهِ كَثِيْراً، فَلَمَّا قَامَ، وَجَدُوا تَحْتَ كَعبه الدَّمَ مِمَّا ثَبَّت نفسه، ولم يتحرك.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي