أبي عزة المهاجي
أبي يعزى المهاجي
تاريخ الوفاة | 1277 هـ |
مكان الوفاة | فاس - المغرب |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبو عزَّة المهاجي
الشيخ النزيه, المعظم المحترم, الوجيه الشريف الأصيل, البركة النبيل المحقق, العارف بالله تعالى, أبو عبد الله سيدي أبو عزَّة (يعزى) التلمساني المهاجي, من مهاجة وهي قبيلة من بني عامر بقرب من تلمسان.
نسبه
ينحدر نسب سيدي أبو عزَّة المهاجي من الولي والعالم سيدي ميمون بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عيسى بن الحسين بن عمران بن إبراهيم بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن المولى إدريس الأزهر بن المولى إدريس الأكبر بن إمام المدينة مولانا عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام سيدنا علي ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شيخه وأحواله
وكان من أصحاب الشيخ العارف بالله مولاي العربي الدرقاوي, وإليه ينسب, ويقال إنه كان في أول أمره ممن يغلب عليه الصمت, حتى قال له شيخه مولاي العربي الدرقاوي يوما:" تكلم ! ", فانطلق حينئذ لسانه يتكلم بما يبهر العقول, وبما لا يقدر عليه إلا الفحول, ويقول:" لو نزل إلينا الملائكة من السماء, لتذاكرنا معهم", وكان إذا جالس العلماء أفحمهم, ولم يقدر أحد منهم أن يجادله في شيء, وكان من أهل الحقائق والعرفان, وجلالة القدر وعظم الشأن, وتنسب له تصرفات عديدة وأحوال صادقة وخصال حميدة وكشف ونورانية قلب, له زاوية بوجدة وأخرى بتلمسان له فيهما أصحاب وأتباع.
يحكى أنه كان جالسا مع بعض العلماء, فجاء سائل يسأل عن مسالة غميضة من الفقه, فأجابه ذلك البعض من العلماء بما يحفظه فيها من نص "المختصر", فقال له سيدي أبو عزَّة, ولم يكن مساس بالمختصر ولا بشروحه ولا بشيئ من الفقه : "في نفسي من هذا الفقه شيء, أظنه غير مسلم فراجع شرَّاح المتن (أي علماء الشرح)". ففعل العالم المذكور فوجد الشرَّاح كلهم قد اعترضوه, فتعجب من ذلك.
توفي رحمه الله يوم الجمعة, 15 من ربيع الثاني 1277 من هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم الموافق لـ 15 سبتمبر 1860, ودفن بمسجد سيدي أبو مدين الغوث المعروف بأقصى حومة الرميلة من عدوة فاس الأندلس (القرويين), بقوس منه عن يمين المحراب وهو مزار متبرك به (رضي الله عنه وقدس روحه الشريفة).
من كلامه رضي الله عنه
أيا لائمي دعني فلو ذقت مـا ذقت لصرت بمن هويت مثلي والـــــع
فسلم ولا تلم فقد أخـــذ الحــــــب فؤادي وروحي والقوى والْمجامـع
وأشهدني أسرارا تهت فـي حسنها بها غنت الأطيار وهي سواجــــع
ومن أجلها التفضيل صحَّ لـــــآدم وخرت لحسنها الأملاك خواضـــع
ونوح لها حنَّ وفَاضت دمـــــوعه وكان بها في الْفلْك نــــــاج ممنَّع
وإبراهيم الْخليل بهـــــــــا عربدا ومال على الأصنام بالْكسر شـارع
وبها في وسط النار كــــــان ينعم وكيد الأعادي بهم حلَّ و قمــــعوا
وموسى بها في الطور كان يؤنس وعيسى من فَضلها كَسته خــــلائع
وأحمد خير الرســـل أفضل أهلها بها أعطي الختـــــــام و هو رافع
محمَّد أحمد أحد في حسنـــــــــهم لم يدركه سابق ولا من هو تـــابع
فلم يدركها ذو الْعقل إلا إذا فنـــا عن الأشياء كلها يـــــراها تشعشع
أيا الله يا فتَّاح بالفتح جد لنـــــا وبالحق حققنا ولـا تبق مــــــــانع
وبيِّن لنا الأسرار حيث جعلتهــــا بنورك يا مبين فيك الْمطـــــــامـع
وثبِّت عبيدك المهَّاجي أبــــا عزَّة في أنسك واجعله بأمرك صــــادع
وصل وسلم ثم بارك على الـــذي له تسجد الأقمار وهي طـــــــوالع
وآله والأصحاب وأهل إرثــــــــه وزدنا من الْعلوم ما هو نـــــــافع
فائدة في موطن الشرفاء المهاجيين الأدارسة
موطنهم الجزائر وموطنهم الأصلي من شرفاء غريس , منطقة يقال لها المسيد أو القعدة بين ولايتي معسكر و سيدي بلعباس و أنه يوجد فرقتان للقبيلة فرقة تنحدر من سيدي ميمون و فرقة أخرى تنحدر من أخيه سيدي أيوب تنتشر بالأخص في ناحية سيدي بلعباس .و قد ترجم لهم العلامة الشيخ الطيب الغريسي في كتاب القول الأعم و الشيخ محمد الأعرج الغريسي الفاسي في شرح منظومة بغية الطالب كما توجد ترجمتهم في كتاب اللامع في نسب الأدارسة من آل مهاجة الحسنيين لعلي بن أحمد بن أبي الحسن الفاسي.
من بين أعيان القبيلة الشيخ المذكور الحاج الخضر الذي قام بدور الوساطة بين قبائل الحشم و الباي محمد ، و ابنا الحاج الخضر الشيخ العلامة محمد بن الخضر دفين فاس و قد ترجم له الشيخ جعفر الكتاني في سلوة الأنفاس و أخيه الشيخ بن فريحة بن الخضر الذي ولاه الأمير عبد القادر ولاية معسكر ، و منهم كذلك الشيخ الولي الصالح ابي يعزى المهاجي صاحب الترجمة والشيخ بلاحة المهاجي و قد ذكر قصته مع الاسبانيين الشيخ ابي راس الناصري في عجائب الأخبار . و منهم الشيخ الطيب المهاجي عضو جمعية العلماء المسلمين .
أسس أسلافهم زاوية لطلب العلم وذكر الله بغريس منذ القرن العاشر الهجري وتعرف إلى اليوم بزاوية سيدي الخضير المهاجي الإدريسي واقتفى أثرهم في إنشاء الزاوية كل من وفقه الله للخير. فهناك بغريس زاوية الشرفاء الأدارسة وزاوية الشرفاء المشرفيين وزاوية سيدي عبدالقادر بن المختار الإدريسي وزاوية سيدي عبدالرحمن المحمودي الإدريسي وزاوية الشرفاء القادريين وزاوية سيدي محمد الأعرج السليماني وزاوية سيدي محيي الدين بن مصطفى الإدريسي وغيرها وكانت هذه الزواوي رباطات علمية تخرج منها عدد كبير من العلماء جزا الله المحسنين.
انتقل بعض الأشراف المهاجيين الأدارسة من الجزائر إلى مدينة فاس لطلب العلم. منهم أبناء الشريف سيدي عبدالقادر المهاجي الحسني كان رحمة الله عليه من عمداء مقدمي الأحياء زمن باشا فاس المرحوم السيد محمد التازي.
وترجم لهم سي الطيب المهاجي , منهم فرق كثيرة منها الزراقات او الرزاقة اولاد عبد الرزاق, اولاد بوكلمونة, اولاد الفريح, اولاد ويس, وغيرهم , تعرفهم من وجوهههم تشوبهم حمرة وجمال , واكثر اسماء ابنائهم مهاجي ومهاجية, لان جدهم يسمى مها جاء التي اختصرت الى مهاجة انما هم اشراف زواوة شمال فاس وليس زواوة القبائل الجزائرية واسماءهم مركبة اي ثلاثية.
المصادر:
- سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس للشيخ محمد بن جعفر الكتاني (رحمه الله وأفاض على قبره شئابيب رحمته وأنواره).
- الشرب المحتضر والسر المنتظر من معين أهل القرن الثالث عشر للشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (رحمه الله وأفاض على قبره شئابيب رحمته وأنواره).
- ترجم له في كذلك في إتحاف المطالع (2619 موسوعة), لم أطلع عليها.
- الشرفاء الأدارسة المهاجيون - ديوان الأشراف الأدارسة
________________
شكر وامتنان خاص للشيخ محمد بن جعفر الكتاني وجعفر بن إدريس الكتاني, إذ لولا ترجمتهما للشيخ أبو عزَّة المهاجي لبقينا نجهل من يكون, مضيت بضع سنوات أبحث عن ترجمته أسأل الله دوما أن أحظى بالعثور عليها حتى وفقت في ذلك بأن عثرت عليها أولا في كتاب - سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس للشيخ محمد بن جعفر الكتاني (رحمه الله وأفاض على قبره شئابيب رحمته وأنواره)-, ثم اهتديت لكتاب -الشرب المحتضر والسر المنتظر من معين أهل القرن الثالث عشر للشيخ جعفر بن إدريس الكتاني (رحمه الله وأفاض على قبره شئابيب رحمته وأنواره)- حيث وجدت فيه إضافة مفيدة فجازاهما الله بما يجازي أهل الإحسان. ومن المعلوم أن سيدي أبو عزَّة كان من الشيوخ الخاملين أي أنه لم يكن يحب الظهور ولا الشهرة, فلذا لا نكاد نجد ترجمته أو شيئ من كلامه في الكتب المختصة حتى كاد نسيان ذكره يعم بين الناس, وأتذكر أنني قرأت يوما ما في كتاب من كتب الشيخ العلوي (لا أتذكر أيهم) أنه سأل شيخه سيدي محمد البوزيدي من كان شيخ سيدي محمد بن قدور الكركري أي الذي أذن له في التربية والإرشاد والدلالة على الله وتلقين الإسم المفرد, فرَّد عليه "أبو عزَّة المهاجي". أما الشيخ محمد بن عبد القادر الباشا فقد لقنه الأوراد, فرحم الله الشيخين ورضي عنهما. أما القصيدة الوحيدة اليتيمة التي عثرت عليها فموجودة في ديوان سيدي الشيخ أحمد العلوي (رضي الله عنه).