العربي الدرقاوي
تاريخ الولادة | 1150 هـ |
تاريخ الوفاة | 1239 هـ |
العمر | 89 سنة |
مكان الولادة | بني زروال - المغرب |
مكان الوفاة | بني زروال - المغرب |
أماكن الإقامة |
|
- محمد بن محمد بن قدور التطواني
- محمد بن الشريف الواسطي الجزائري
- أحمد بن عبد المؤمن الغماري الحسني "أبي العباس"
- محمد بن عبد القادر الباشا الوكيلي الحسني الإدريسي
- محمد بن حمو الفجيجي "ابن حرمة الفجيجي"
- محمد بن أحمد البوزيدي الغماري الحسني
- مبارك بن محمد الخميري
- محمد بن عبد الله المكودي التازي "أبي عبد الله"
- محمد حسن بن حمزة ظافر المدني أبي عبد الله
- محمد بن عبد اللطيف جسوس أبي عبد الله
- علي بن محمد جلون الفاسي "أبي الحسن علال"
- أبي عزة المهاجي "أبي يعزى المهاجي"
- حسن الفيلالي
- محمد بن محمد الحاجي
- محمد بن عبد القادر الداودي
- مالك ابن العناية السفياني
- عبد الله بن عبد الواحد الدباغ
- محمد بن أحمد الغريسي
- محمد بن بوعزة البوعزاوي
- قدور الهزاز السلاسي "الهزاز قدور"
- أحمد بن دحمان اليلصوتي
- أحمد بن عبد الله المراكشي
- محمد بن محمد النجار الشفشاوني
نبذة
الترجمة
ترجمة مولاي العربي الدرقاوي
-رضي الله عنه-
من كتاب (سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس)
قال الإمام المحدث محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني رحمه الله تعالى في ترجمة مولانا العربي الدرقاوي - رضي الله عنه - ما نصه:-
…. من أفراد الكمَّل العارفين بالله، الدالين بأقوالهم وأفعالهم وجميع أحوالهم على الله، جامعاً لمحاسن الشيم والأخلاق، طائرا بصيته المعجب في جميع البلاد من المشرق والمغرب، حتى انتشرت أتباعه في عامة الأقطار، وعمرت زواياه بالإخوان الفقراء في سائر البوادي والأمصار، وصار شيخ العصر في مقام الجبر والكسر، كعبة للطائفين، وقدوة للسالكين، وملاذاً للخائفين، وسراجاً للسائرين. وظهرت له كرامات أجلى من الشمس في الوضوح، يغدو بمشاهدتها جميع من أهَّله الله لرؤيتها ويروح، وتواترت بها النقول، فتلقاها العظماء بالقبول.
أخذ رحمه الله عن جماعة من الأولياء، و جمهور من الكبراء الأصفياء، وعمدته منهم الشيخ العارف بالله مولانا أبو الحسن علي الجمل رضي الله عنه، فبه أشرقت في صدره أنوار العرفان، و تجلت له من ربّه شموس الإحسان، ووقع له الفتح الكبير، و المدد الفيَّاض الغزير، وتخرَّجَ على يده هو من لا يحصى من الشيوخ و أرباب التمكين والرسوخ.
و طريقته - رضي الله عنه - مبنية على اتباع السنة في الأقوال و الأفعال و العبادات و العادات، و مجانبة البدع كلها في جميع الحالات، مع كسر النَّفس وإسقاط التدبير والاختيار، والتبري من الدعوى والاقتدار، والإكثار من الذكر آناء الليل و أطراف النهار و الإشتغال بالمذاكرة و ما يعني و ترك ما يُعني
وبالجملة: فطريقته - رضي الله عنه - جلالية الظاهر جمالية الباطن، و إن شئت قلت: سفلية الظاهر علوية الباطن، كطريقة شيخه.
ورسائله - نفعنا الله به - من أنفع الرسائل للمريد، وأدلها على كيفية السلوك والتجريد، لا يستغني عن مطالعتها سالك، ولا يجحد خيرها وفضلها إلا هالك.
ولد رضي الله عنه بعد الخمسين و المائة و الألف ببني زروال، وبها توفي ليلة الثلاثاء الثاني و العشرون من صفر الخير عام تسعة وثلاثين ومائتين وألف، وضريحه هنالك مشهور معروف (١). وبإنالة الخيرات والبركات لقاصديه وزائريه موصوف، ومناقبه وأوصافه ومعارفه لا يفي بها قلم، وهي من الشهرة كنار على علم، رضي الله عنه، ونفعنا وبأمثاله، آمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ولعل مما يثلج الصدر، ويفرح قلب كل محب، ما أخبرني به الشيخ الفقيه العلامة محمد الرطل بناني الفاسي حفظه الله تعالى وقد أتى من بلاد المغرب وقت انتهائي من خدمة هذه الرسائل، بما أمر به الملك الحسن الثاني ملك المغرب رحمه الله تعالى - من تعبيد الطريق المؤدي إلى طريق ضريح مولانا العربي الدرقاوي ليكون ممهداً للزائرين وميسراً عليهم عناء الزيارة، فله من الله تعالى الجزاء الأوفى على ما قدم ويقدم من اهتمام واتناء بمزارات الصالحين وأماكن العبادة، وما مسجده الكبير ببعيد خبره عنا، وكذا دروسه الحسنية الرمضانية، ومجالس القرآن ودلائل الخيرات وغيرها وغيرها …. من المآثر التي تشهد له بالخير فجزاه الله كل خير ووفق خليفته من بعده سيدي محمد بن الحسن على المضي على نهج سلفه الصالح ليكون خير خلف لخير سلف، ولكل مريد للخير بآل بيت رسرل الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
مولاي العربي الدرقاوي
تراجم الأعلام - السابقون
هو الإمام العارف بالله المحقق، شيخ المشايخ العارفين، والولي الصالح القطب الرباني، أبو المعالي مولانا محمد العربي بن أحمد الدرقاوي الزروالي الحسني سليل الدوحة النبوية الشريفة، من الأفراد الكمَّل العارفين بالله الدّالين بأقوالهم و أفعالهم جميع أحوالهم على الله جامعًا لمحاسن الشيم و الأخلاق طائرًا بصيته المعجب في جميع البلاد من المشرق و المغرب حتى انتشرت أتباعُه في عامة الأقطار و عمرت زواياه بالإخوان الفقراء في سائر البوادي و الأمصار و صار شيخ العصر في مقام الجبر و الكسر كعبةً للطائفين و قدوةً للسالكين و ملاذًا للخائفين و سراجًا للسائرين و ظهرت له كرامات أجلى من الشمس في الوضوح يغدو بمشاهدتها جميع من أهَّله الله لرؤيتها و يروح و تواترت بها النقول فتلقاها العظماء بالقبول.
أجمعت كل الكتب المترجمة له على صحة نسبه الشريف. فهــو: محمد العربي بن أحمد بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن سعيد بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن جنون بن عمر بن عبد الرحمن بن سليمان بن الحسن بن عمر بن محمد بن محمد بن أحمد بن جنون بن أحمد بن مولانا إدريس الأزهر بن مولانا إدريس الأكبر بن سيدنا عبد الله الكامل بن سيدنا الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط بن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسيدتنا الطاهرة العفيفة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها بنت سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه.
ولادته رضي الله عنه
ولد رضي الله عنه بعد الخمسين و المائة و الألف 1150 هـ / 1737 م ببني زروال وبها توفي ليلة الثلاثاء الثاني و العشرون من صفر الخير عام 1239هجرية الموافق لـ 25 من نوفمبر 1823 ميلادية و أحواله و أوصافه و معارفه لا يفي بها قلم و هي من الشهرة كنار على علم رضي الله عنه و نفعنا به و بأمثاله آمين
من بركات المكان الذي وُلد فيه أي بني زروال
_ إن القبيلة التي وُلد فيها رضي الله عنه مباركة لها منافع كثيرة و خواص شهيرة منها
_ أنَّ بها أولاد الخلفاء الأربعة ساداتنا أبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم
_ و منها ما جمع الله فيها من الزروع و الدروع و العنب و الزيتون و الفواكه و شجاعة أهلها
_ و منها أنَّ الولي الكبير الأستاذ الشهير سيدي الحاج بن فقيرة الزروالي قرأ سلكة أي ختمة برواية السبع في الروضة الشريفة روضة النبي صلى الله عليه وسلم فلما ختمها أجابه صلى الله عليه وسلم و قال هكذا أنزل عليَّ أيها الإمام الزروالي بارك الله فيك و في قبيلتك الزروالية
كان والده سيدي أحمد بن محمد ابن عبد الله معن رضي الله عنه من أفراد الكمال العارفين بالله، الدالين بأقوالهم وأفعالهم وجميع أحوالهم على الله، جامعا لمحاسن الشيم والأخلاق، واقعا على خصوصيته من الأئمة المعتبرين الإطباق، طائرا صيته المعجب، في جميع البلاد من المشرق والمغرب، حتى انتشرت أتباعه في عامة الأقطار، وعمرت زواياه بالإخوان الفقراء في سائر البوادي والأمصار، وصار شيخ العصر، في مقام الجبر والكسر، كعبة للطائفين، وقدوة للسالكين، وملاذا للخائفين، وسراجا للسائرين. وظهرت له كرامات أجلى من الشمس في الوضوح، يغدو بمشاهدتها جميع من أهله الله لرؤيتها ويروح، وتواترت بها النقول، فتلقاها العظماء بالقبول.
ملاقاته بشيخه في التصوف الشيخ علي الجمل رضي الله عنه 1182 هـ / 1768 م
أخذ رضي الله عنه عن جماعة من الأولياء و جمهور من الكبراء الأصفياء و عمدته منهم الشيخ العارف بالله مولانا أبو الحسن علي الجمل رضي الله عنه فبه أشرقت في صدره أنوار العرفان و تجلت له من ربّه شموس الإحسان ووقع له الفتح الكبير و المدد الفيَّاض الغزير و تخرَّجَ على يده هو من لا يحصى من الشيوخ و أرباب التمكين و الرسوخ. قال مولانا العربي الدرقاوي رضي الله عنه: "و كان من عادتي أن لا أقوم على أمر من الأمور جليلاً أو حقيرًا إلاَّ بعد الإستخارة النبوية فاستخرت الله في تلك الليلة فبت أخوض في صفاته أي الشيخ المربي كيف هو؟ و كيف تكون ملاقاتي معه؟ حتى لم يأخذني النوم تلك الليلة و لـمَّا قصدته لزاويته بالرميلة التي بين المدن عدوة الوادي من جهة القبلة شرفها الله و هي التي ضريحه بها الآن مشهور مقصودٌ للزيارة فدققت الباب فإذا به قائمٌ يشطب أي يكنس الزاوية إذ كان لا يترك تشطيبها بيده المباركة كل يوم مع كبر سنه و علو شأنه فقال أيش تريد؟ قلت أريد ياسيدي أن تأخذ بيدي لله فقام معي قومةً عظيمةً و لبَّس الأمر عليَّ و أخفى عني حاله و صار يقول من قال لك هذا؟ و من أخذ بيدي أنا حتَّى آخذ بيدك؟ و زجرني و نهرني و كل ذلك اختبارًا لصدقي فوليت من عنده قال فاستخرت الله تلك الليلة أيضًا فصليت الصبح و قصدته لزاويته أيضًا فوجدته على حاله يشطب الزاوية رضي الله عنه فدققت الباب ففتح لي و قلت تأخذ بيدي لله؟ فقبض علي يدي و قال لي مرحبًا بك و أدخلني لموضعه بالزاوية و فرح بي غاية الفرح و سُـرَّ بي غاية السرور فقلت له يا سيدي كم لي أُفتش على شيخ؟! فقال لي و أنا أفتش على مريد صديق!!! فلقنني الوِردَ و قال لي امش و اجيء أي تردد علي بلا حرج أو تعالى لتزورني بدون حرج فكنت أمشي و أجيء كلَّ يوم فيذكرني مع بعض الإخوان من أهل فاس حرسها الله من كلِّ بأس".
و لزم مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه شيخه سنتين و لما فاجأه الفتح المبين و تمكن من حاله غاية التمكين و أراد الله نفع العباد به خرق عنان عنايته إلى الإنتقال من فاس إلى بلده قبيلة بني زروال حيث هو الآن بها فاستأذن شيخه في الرحيل بأولاده فأذن له في ذلك
منهاج طريقته رضي الله عنه
و طريقته رضي الله عنه مبنية على اتباع السنة في الأقوال و الأفعال و العبادات و العادات و مجانبة البدع كلها في جميع الحالات مع كسر النَّفس و إسقاط التدبير و الاختيار و التبري من الدَّعوى و الاقتدار و الإكثار من الذّكر آناء الليل و أطراف النهار و الإشتغال بالمذاكرة و ما يعني و ترك ما يُعني و بالجملة فطريقته رضي الله عنه جلالية الظاهر جمالية الباطن و إن شئت قلت سفلية الظاهر علوية الباطن كطريقة شيخه
ورسائله-نفعنا الله به- من أنفع الرسائل للمريد، وأدلها على كيفية السلوك والتجريد، لا يستغني عن مطالعتها سالك، ولا يجحد خيرها وفضلها إلا هالك.
قراءته و حفظه للقرآن
حفظ رضي الله عنه القرآن في السلكة الأولى حفظًا مُتقنًا و كان محبوبًا عند جميع من رآه قال رحمه الله كنت أسلك للطلبة ألواحهم و كثيرًا ما أقبض اللوح بيدي و أقول لصاحبه قبل أن أنظر فيه هذا اللوح ثقيل فيه كذا و كذا خسارة أو خفيف ما فيه إلاَّ كذا و كذا أو لا شيء فيه فلا أجد إلاَّ ما أخبرتهم به إلهاماً من الله سبحانه و تعالى
و كانت حالته في القراءة عدم التَّكلف بل يكتب اللوح و يتأمله قليلاً و يتركه و يشتغل بالكتابة بألواح الطلبة و يسرد معهم و كذلك قراءته للسبع حتَّى حفظها
جملة من سيرته أحواله و نسكه التي أدركه أصحابُه عليها
كان رضي الله عنه زاهدًا متجردًا عن الدنيا و زخرفها مخالفاً لنفسه و مجاهدًا لها و تركه للأخف عليها و متابعته لما يثقل عليها إذ لا يثقل عليها إلاَّ ما كان حقًّا و أسرع إجابةً و فتحًا كما قال رضي الله عنه و إقباله على الحق و إعراضه عن جملة الخلق لا يبالي بـهم سواءً مدحوه أو ذموه و تمسكه بالفاقة و الإفتقار و يثاره للذلة و الإحتقار و حذره مما ألفه الناس من الجمع و الادخار لا يترك عشاءه لغدائه ولا من غذائه لعشائه بل يأخذ قدر ما يقيم به بنيته و بنية عياله و يخرج الباقي لعباد الله و هذا مسلكٌ عظيمٌ لا يقدرُ عليه إلاَّ من أقدره الله
قال الشيخ العلامة العارف الكبير أبو العبَّاس سيدي أحمد بن عجيبة الأنجري الحسني مكث مولانا العربي رضي الله عنه على هذه الحالة الموصوفة خمسًا و عشرين سنةً لا يترك من عشائه لغدائه و لا غذائه لعشائه بل حتى ما يكون في الصباح من دهن الفتيلة أي فتيلة المصباح الزيتي الذي كان يستعمل للإضاءة ليلاً ثقةً بالله و اعتصامًا بالله و كان تأتيه الفتوح من عند الله و لا يأخذ منها إلاَّ قدر ضرورته و زوجه و أولاده منها و هم جماعة كالطير في وكرها غدواً و أصيلاً حتى أتاه الإذن من الله فكان يأخذ بالله كما كان يترك لله و صار يزيد بكل شيء و لا ينقص منه شيء
كان رضي الله عنه آية في معرفة الله و العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و الكرم و الحلم و الصبر و التأني و العفة و الخشية و الهيبة و السكينة و التؤدة و التواضع و الحياء و الجود و السخاء و الزهد و الورع و الرحمة و التوكل و الشفقة و القناعة و الاكتفاء بعلم الله و الأنس و الإطمئنان بالله و السكون إليه في جميع الأحوال و العشق و الشوق و العزم و القريحة و النية الصالحة و المحبة و الظن الحسن و الصدق و الهمة العالية و سعة الصدر و الأخلاق الكريمة و المحاسن العظيمة و الأحوال السُّنيَّة السَّنيَّة و المقامات السمية و المواهب اللدنية و المواجيد الربَّانية صاحب محوٍ و فناءٍ و صحوٍ و بقاءٍ و غيبةٍ في مولاه و شهودٍ لما به تولاه قد أُغرق في بحر الحقيقة و أُعطي القوة و التمكين و الرسوخ في المعرفة و اليقين و سلك من السنة منهاجًا قويمًا و طريقًا مستقيمًا و شرب من الخمرة الآلهية صفوًا وورد من منهلها الأروى فقويت أنواره و فاضت في الآفاقِ بيناته و أسراه وسقى الجمَّ الغفير من شرابه كؤوساً و ملأ قلوبهم و أرواحهم أقمارًا و شموسًا فتوالت بذلك إرادته و دامت لديهم مناولته و مُـدُّوا منها على الأبد بمددٍ جسيمٍ و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
و كل ما ذكرناه مما ليس شأنه أن تقام عليه البراهين و البينات لا سيما عند أهل الاعتقادات الكاملة و النيات الصالحة على أن مآثر هذا الجليل قد بلغت مبلغ التواتر القطعي خصوصًا عند أهل هذا الشأن العظيم
و حسب كل من لم يصدق بما جئنا به و لم يصل إلى مقامهم أن يظن الظن الحسن في عباد الله الصالحين و أن يسلم المسألة لأهلها حتى يدخل في حيز من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فينتفع هكذا بالتسليم و كما ينتفع بالإيمان بالغيب و أما من أراد نفيها دخل حتما في قوله تعالى : بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحيطُوا بِعلمِـهِ
وفاته رضي الله عنه
توفي مولانا رضي الله عنه ليلة الثلاثاء 22 صفر الخير 1239 هجرية الموافق لسنة 1823 ميلادية فقد توفي عن سن عالية نحو 80 سنة غسلته زوجه الصدِّيقة الصائمة القائمة السيدة مريم بنت الشيخ ابن خدة الحسناوي و صلى عليه الأستاذ الأجل عبد الرحمن من حفدة الشيخ الكبير أبي البقاء عبد الوارث اليصلوتي العثماني و كل ذلك بإيصائه المرة بعد المرة دُفن رضي الله عنه بزاويته ببني زروال بحبل الزبيب و هي على مسيرة يومين من مدينة فاس المحروسة بالله
من كتاب سلوة الأنفاس و محادثة الأكياس بـمن أقبر من العلماء و الصلحاء بفاس
أبو عبد الله محمَّد العربي بن أحمد الدرقاوي: الشريف الحسني حامل لواء الطريقة الشاذلية في زمانه وأستاذ الأساتذة في أوانه الشيخ الأكبر العارف بالله الأشهر العالم العامل الولي الواصل، كان من رجال الكمال عجيب الحال ورسائله بأيدي الناس له فيها نفس مبارك عال. أخذ الطريقة عن الشيخ أبي الحسن الجمل عن الشيخ العربي بن أحمد بن عبد الله الفاسي عن أبيه أحمد عن الشيخ الخصاصي عن الشيخ محمَّد الفاسي عن الشيخ عبد الرحمن الفاسي عن الشيخ عبد الرحمن المجذوب عن الشيخ علي الصنهاجي عن الشيخ إبراهيم أمجام عن الشيخ أحمد زروق بسنده للإمام الشاذلي، وعنه أخذ خلق وانتفعوا به منهم ابناه محمَّد الطيب المتوفى سنة 1287هـ والشيخ البركة علي وأبو عبد الله محمَّد بن حسن بن حمزة ظافر وأبو العباس أحمد زويتن وأبو عبد الله عمر بن محمَّد الحراق. توفي سنة 1239هـ[1823م].
شجرة النور الزكية في طبقات المالكية_ لمحمد مخلوف
العربيّ (أو محمد العربيّ) بن أحمد ابن الحسين بن علي، أبو عبد الله الدرقاوي الحسني:
أول من نشر الطريقة الدرقاوية في المغرب. وهي فرع من الشاذلية كان من الفضلاء مولده ووفاته في قبيلة بني زروال. قرأ بها، وتفقه وتصوف بفاس. وتخرج على يده كثيرون قيل: خلف نحو أربعين ألف تلميذ. له " رسائل - ط " في التصوف، و " بشور الطوية في مذهب الصوفية - خ " في دار الكتب (6502 ح) وكتاب في ترجمة شيخه " علي الجمل " المتوفى سنة 1194هـ وفيه، وفي عبد الواحد بن علال (1271) صنف محمد المهدي بن محمد ابن القاضي، كتاب " النور القوي، في ذكر شيخنا عبد الواحد الدباغ وشيخه العربيّ الدرقاوي - خ " بفاس.
-الاعلام للزركلي-