أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم المقدسي النابلسي شهاب الدين

تاريخ الولادة628 هـ
تاريخ الوفاة697 هـ
العمر69 سنة
مكان الولادةنابلس - فلسطين
مكان الوفاةدمشق - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • القدس - فلسطين
  • بيت المقدس - فلسطين
  • نابلس - فلسطين
  • الإسكندرية - مصر
  • القاهرة - مصر

نبذة

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور: الشيخ الإمام العابر الأعجوبة في هذا الفن شهابُ الدين المقدسي النابلسي الحنبلي مُفسَّر المنامات. سمع من عّمه التقي يوسف سنة ست وثلاثين، ومن الصاحب محيي الدين بن الجوزي، وسمع بمصر من ابن زواج، والساوي.

الترجمة

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور: الشيخ الإمام العابر الأعجوبة في هذا الفن شهابُ الدين المقدسي النابلسي الحنبلي مُفسَّر المنامات.
سمع من عّمه التقي يوسف سنة ست وثلاثين، ومن الصاحب محيي الدين بن الجوزي، وسمع بمصر من ابن زواج، والساوي، وابن الخمّيري وبالإسكندرية من السَّبط، وروى الكثير بالقاهرة.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي سمعنا منه أجزاء، وكان عارفاً بالمذهب، وذكر التدريس بالجوزيّة لما قدمَ علينا ونزل بها. وقال: حدثني الشيخ تقي الدين بن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئيِّ من الجن يخبره عن المغيّبات. ورجل كان صاحب أوراد وصلاة ومقامات.
قلت: وكان وافر الحُرقة لا تعرف له جرمة، للناس فيه عقائد، وهو إلى الخير قائد، وله عمر الطِّبرس المجنونة التي بجانب الفيل ظاهر القاهرة، وهي في مكانها ظاهرة.
أنشدني بعضهم قال: أنشدنا ابن الصَّاحب الماجن الذي كان بالقاهرة لما عمر الطِّبرسُ المجنونة:
ولقد عجبت من الطِّبرس وصحبه ... وعقولهم بعقود مفتونه
عقدوا عقوداً لا تصح لأنهم ... عقدوا لمجنونٍ على مَجنونه
وعزم الأمير الذكور عليها جُملةً، وحباه من الدراهم حملةً، وجعله بها مقيماً، وأظهر هو من فضله في كهفها رقيماً، وكان في تعبير الرؤيا آية، وفي الكلام عليها غاية، لم أسمع بمثل كلامه على المنام إذا فسَّره، ولا أدري ما الذي أدّاه إلى تلك العجائب وجسِّره، وكان غالب الناس يعدّ ذلك من باب الكرامات، لا من باب تأويل المنامات، وبعضهم يقول: نجامة أو كهانة، وبعضهم يقول: قوةٌ في النفس لا مهانة، لأنه ربما قال لصاحب الرؤيا أخباراً ماضية ومستقبله، وأحوالاً كان صاحب الرؤيا منها في غفلة أوبله، حتى يتعجب السامع ويهوله هذا الفيض الهامع، وقام له بدمشق سوق، وأما القاهرة فيكاد يركب فيها بالعَلم والبُوق، إلى أن رُسم بتحويله منها وإبعاده عنها، فأقام بدمشق على حاله مفخَّمة، ورتبةٍ في النفوس مُعظمة، إلى أن أصبح العابر غابراً، والمكاثر في تعظيمه لمصابه مكابراً.
أخبرني الحافظ أبو الفتح اليعمري قال: كنت عنده يوماً. فجاءه إنسان وقال: رأيت كأني قد صرت أترُجَّة. فقال. فقال: أترّجه، أت ر ج هـ، وعدها على أصابعه خمسة أحرف، وقال لصاحب الرؤيا: أنت تموت بعد خمسة أيام، قال فقال لي بعض من حضر، ذكره هو وأنسيته أنا: القاعدةُ عند أرباب التعبير أنه من رأى أنه صار ثمرة تؤكل فإنه يموت، وهذه زيادة من عنده، يعني عَدّ حروف الأترجَّة.
وأخبرني الشيخ الحافظ علاءُ الدّين مغلطاي شيخ الحديث بالظاهرية بين القصرين قال: جاء إليه إنسان فقال: رأيت في منامي قائلاً يقول: إشرب شراب الهكاري، ففكر ساعة وقال: أنت فؤادك يؤلمك، قال: نعم: قال اشرب لك عسلاً تبرأ، قال: فقيل له: من أين لك ذلك؟ قال: فكرت في أنهم يقولون: شراب ديناري كذا، شراب كذا؛ شراب كذا، فلم أجد لهم شراباً يوصف بالهكاري، فرجعت إلى الحروف فوجدتها شراب الهك أري، والأري هو العسل وذكرت الحديث " كذب عليك العسل " أو كما قال وهذا ذكاءٌ مفرط وذهن يشوب التعجب بالتحيّر ويخلط.
وحكى لي عنه القاضي بهاء الدين أبو بكر ابن غانم موقع صفد وطرابلس قال: كنا عنده بدمشق وجاء إليه اثنان، فقال أحدهما: رأيت رؤيا، وقصّها، فقال: ما رأيت شيئاً وإنما تريد الامتحان، فخرجا بعدما اعترفا، فقلنا له: من أين لك هذا؟ قال لما تكلم رأيت في ذيل أحدهما نقطة دم فذكرت الآية: " وجاؤوا على قميصه بمٍ كذبٍ ". فاتفق أن رأيت أحدهما فيما بعد فسألته عن القضية، فقال: لما اجتزنا عليه ذكرنا أمره الغريب، وقلنا: نمتحنه وصنعنا رؤيا للوقت، فكان ما سمعت فقلت له: إنه قال: كذا وكذا فقال: صدق ونحن داخاون إليكم كان إنسان في الطريق يذبح فروجاً، فرمي به فلوثنا الدم.
وحكى لي عنه أيضاً قال: جاء إليه إنسان وقال: رأيت كأن في داري شجرة يقطين قد نبتت، فقال له: أعندك جارية غير الزوجة؟ قال: نعم، قال: يعني إياها، فقال: ما هذا؟ قال: الذي تسمعه، قال: إنها ملك زوجتي، قال: فقل لها تبيعني إياها، فراح وعاد يقول: إنها لم تبعها، فقال: تكسب مئتي درهم، فعاد وقال: لم تبعها، فألح عليها فقال: إنها لم تبعها، فقال: أما الآن فقد آن تعبير رؤياك، امض إلى هذه الجارية واعتبرها، فتوجه وعاد وقال: إنه كان عبداً وزوجتي تكتمني أمره وتلبسه لباس النساء.
وأخبرني غير واحد عنه أنه جاء إليه إنسان وقال له: رأيت كأني قد وضعت رجلي على رأسي، فقال له: أفسر لك هذه الرؤيا بيني وبينك أو في الظاهر؟ فقال بل في الظاهر، فقال له: أنت من ليالٍ شربت الخمر وسكرت ووطئت أمك فاستحيا ومضى.
وعندي عنه من هذا جملة وافرة، وأخبار على التعجب من أمره متضافرة، يضيق عنه الوقت ويؤدي سرده بعد المقة إلى المقت.
وأما خروجه من مصر، فأخبرني الشيخ الإمام الفاضل شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري عن علم الدين بن أبي خليفة رئيس الأطباء بمصر حكاية أخبره بها شخص من الهند، هي أغرب من سائر أمور شهاب الدين العابر وأعجب، ذِكرُها يهوّل العقل وأمرها ما يصدّقه أهل النقل.
وتوفي شهاب الدين رحمه الله تعالى في سنة سبع وتسعين وست مئة تاسع عشري ذي القعدة، وحضر جنازته ملك الأمراء وغيره من القضاة والأكابر.
وكانت واقعته في مصر وخروجه منها في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وست مئة.
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).

 


أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن أَحْمد ابْن سُلْطَان بن سرُور الشَّيْخ الإِمَام الزَّاهِد الْعَالم شهَاب الدّين بن الشَّيْخ جمال الدّين
وَكَانَ عَلامَة فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا وَحكى النَّاس عَنهُ فِيهَا الغرائب قَالَ الشَّيْخ تقى الدّين ابْن تَيْمِية وَقد ذكر مرّة الرجل إِذا فتح عَلَيْهِ فى علم قَالَ قَالَ فِيهِ مَا أَرَادَ
روى عَن جمَاعَة من أَصْحَاب السلفى
مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَدفن بِبَاب الصَّغِير وَكَانَت لَهُ جَنَازَة
المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد - إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مفلح، أبي إسحاق، برهان الدين. 

 


الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن أحمد بن سرور المقدسي، المتوفى بدمشق سنة سبع وتسعين وستمائة وله تسع وستون سنة. سمع المِزِّي والبرزالي والذهبي وابن القيم، بدمشق والقاهرة وكان عَلَّامة في تعبير الرؤيا وله فيه "البدر المنير". ذكره ابن أبي شريف.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 


أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقدسى الحنبلى.
ولد ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة 628 بنابلس.
عجيب فى التعبير، ولم يدرك فيه وألف فيه «البدر المنير، فى التعبير».
سمع علىّ بن هبة البدر الجميزى، وأبا محمد: عبد الوهاب بن طاهر ابن رواج، وأبا القاسم: عبد الرحمن بن مكى سبط الحافظ السلفى.
توفى بدمشق سنة 697.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)

 


أحمد بن عبد الرحمن بنِ عبدِ المنعمِ، المقدسيُّ، النابلسيُّ، العابرُ، الفقيهُ، المحدثُ.
ولد سنة 648. سمع من جماعة، وأجاز له محمود بن منده، والمديني، وتفقه في المذهب، وبرع في معرفة تعبير الرؤيا، وانفرد بذلك بحيث لم يشارك فيه، ولم يدرك شأوه، وكان الناس يتحيرون منه إذا عبر الرؤيا لما يخبر الرائي بأمور جرت له، وربما أخبره باسمه وولده ومنزله، ويكون من بلد ناءٍ. وله في ذلك حكايات كثيرة غريبة، وهي من أعجب العجب، وكان جماعة من العلماء يقولون: إن له رئيًا من الجن، وكان مع ذلك كثير العبادة.
قال ابن رجب: وقد رأيت لأبي العباس القرافي كلامًا حسنًا في التعبير، رأيت أن أذكره ها هنا، قال: اعلم أن تفسير المنامات قد اتسعت تقيداته، وتشعبت تخصيصاته، وتنوعت تفريعاته؛ بحيث صار لا يقدر الإنسان يعتمد فيه على مجرد المنقولات؛ لكثرة التخصيصات بأحوال الرائين، بخلاف تفسير القرآن الكريم، والتحدث في الكتاب والسنة والفقه وغير ذلك من العلوم؛ فإن ضوابطها محصورة أو قريبة من الحصر، وعلمُ المنامات منتشر انتشارًا شديدًا لا يدخل تحت الضبط، لا جرم احتاج الناظر فيه مع ضوابطه وقوانينه إلى قوة من قوى النفس المعينة على الفراسة والاطلاع على المغيبات؛ بحيث إذا توجه الحزر إلى شيء لا يكاد يخطىء بسبب ما يخلقه الله تعالى في تلكم النفوس من القوة الغيبية على تقريب المغيب أو تحقيقه؛ فمن الناس من هو كذلك، وقد يكون ذلك عامًا في جميع الأنواع، وقد يهبه الله ذلك باعتبار المنامات فقط، أو بحسب علم الرمل فقط؛ فلا يفتح له صحة القول والمنطق في غيره، ومن ليس له قوة في نفس هذا النوع صالحة في ذلك لعلم تعبير الرؤيا، لا يكاد يصيب إلا على الندور، فلا ينبغي له التوجه إلى علم التعبير، ومن كانت له قوة نفس هو الذي ينتفع بتعبيره؛ وقد رأيت من له قوة نفس مع القواعد، فكان يتحدث بالعجائب والغرائب في المنام اللطيف، ويخرج منه الأشياء الكثيرة، والأحوال المتباينة، ويخبر فيه عن الماضيات والحاضرات والمستقبلات، وينتهي في المنام اليسيرإلى نحو مئة من الأحكام، حتى يقول من لا يعلم أحوال قوى النفس: إن هذا من الجان والمكاشفة، وليس كما قال، بل قوة نفس يجد بسببها هذه الأحوال عند توجهه بالمنام، ورأيت أنا جماعة من هذا النوع، واختبرتهم، انتهى كلامه، وأظنه يشير إلى الشيخ المذكور؛ فإنه معاصره.
قال الذهبي: كان إمامًا فاضلاً، وليَ مشيخة دار الحديث الأشرفية؛ وأسمع بها الحديث، وذكر مرة لقضاء الحنابلة، وحدث بدمشق ومصر وغيرهما؛ وسمع منه خلق من الحفاظ وغيرهم؛ كالمزي والبرزالي، والذهبي، وشيخنا ابن القيم، توفي سنة 697، وكانت جنازته حافلة، خرج نائب السلطنة للصلاة عليه والقضاةُ والأكابر - رحمه الله -.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.