عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي أبي سعيد
ابن يونس الصدفي
تاريخ الولادة | 281 هـ |
تاريخ الوفاة | 347 هـ |
العمر | 66 سنة |
مكان الولادة | الفسطاط - مصر |
مكان الوفاة | القاهرة - مصر |
أماكن الإقامة |
|
- أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير الأسواني "العسال"
- عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير "المخزومي المصري"
- علي بن سعيد بن بشير بن مهران "عليك أبو الحسن الرازي"
- أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي "أبي الحسن"
- أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي أبي عبد الرحمن "الإمام النسائي"
- أبي القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد المصري
- محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن الحسن الكوفي الوكيعي "أبي العلاء"
- محمد بن زبان بن حبيب أبي بكر الحضرمي
- إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المنجنيقي أبي يعقوب
- إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن تميم أبي أحمد
- محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى أبي عبد الله
- العباس بن محمد بن العباس الفزاري "الفزاري العباس"
نبذة
الترجمة
التعريف بالمؤرخ المصرى «ابن يونس الصدفى»
يعد مؤرخنا «أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفى» من كبار مؤرخى القرن الرابع الهجرى «العاشر الميلادى». و قد استعرضنا- منذ قليل- البيئة العلمية، التى نشأ فى رحابها، و أشرنا إشارات سريعة إلى أن لجده تأثيرا ملحوظا فيه، كما أن لأبيه دورا فى تثقيفه، و علّلنا ضعف شهرة والده بالقياس إلى جده ( راجع سيرة والده: أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي ) وأيضا راجع سيرة جده لأبيه: (يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيّان الصّدفىي).
و الآن، نحاول تخصيص الحديث عن مؤرخنا فى النقاط الآتية:
١- ابن يونس و تحصيل العلم:
لمسنا- فى حديثنا الماضى عن جده، و والده- حب ابن يونس للعلم، و مطالعته مرويات جده الحديثية، و استفادته مما لديه من وثائق تاريخية. و كذلك رأينا مصاحبته أباه فى رحلة علمية داخلية إلى (الصعيد)؛ لكتابة الحديث النبوى الشريف على أحد أعلامه هناك.
و أودّ التنويه- هنا- إلى أبرز معالم حياته العلمية على النحو الآتى:
أ- أن مؤرخنا ابن يونس- علاوة على الجو العلمى الذي نشأ فيه- كان يلقى حثا و تشجيعا كبيرا على طلب العلم. و لعل والده- (رحمه اللّه)- كان يدفعه إلى ذلك دفعا منذ طفولته المبكرة؛ كى يكون امتدادا طيبا له. و من هنا كان يقص على مسامعه بعض الروايات ذات المغزى العميق فى ذلك الصدد. فها هو ابن يونس يقول: حدثنى أبى، عن جدى، قال: سمعت ابن وهب يقول: «ما رأيت ابنا- لعالم- أفضل من شعيب بن الليث». و كأن والده يطلب إليه أن يكون أفضل من شعيب هذا فى خلقه و علمه، فإن لم يكن، فلا أقل من أن يساويه فى فضله، الذي شهد له به فقيه مصر و مفتيها، و عالمها «ابن وهب».
ب- صاحَبَ ذلك التشجيع النظري خطوات عملية تطبيقية، تمثلت فى حضور ابن يونس مجالس العلماء، سواء كان ذلك فى منزل والده، أم فى حلقاتهم العلمية التى كانوا يعقدونها. و إذا عرفنا أن «يحيى بن أيوب العلّاف المصرى»، ذلكم المحدّث المشهور، ذكر لنا ابن يونس أنه رآه، و أن هذا العالم ما إن تقع عيناه على مؤرخنا، حتى يضمّه إليه، و يقبّل رأسه، و يدعو له؛ دلّ ذلك على نجابة و ذكاء، كان يتوسمه فيه ذلك الرجل، و دلّ- أيضا- على طلب مؤرخنا العلم فى سن مبكرة؛ لأن هذا المحدّث توفى سنة ٢٨٩ هـ . «أى: فى وقت كان مؤرخنا فيه قد بلغ الثامنة من عمره؛ إذ إن مولده كان سنة ٢٨١ ه ((قال ابنه أبو الحسن على بن عبد الرحمن: كانت ولادة أبى فى سنة ٢٨١ هـ)، و من ثم، فلا صحة مطلقا لما زعمه السمعانى فى: أن مولد ابن يونس كان سنة ٢٤٠ ه.)».
ح- ظل ابن يونس على جِده و مثابرته فى تلقى العلم فى شبابه المبكر (ذكر ابن حجر أن ابن يونس حدّث عن (أحمد بن حماد بن مسلم التجيبى، المتوفى سنة ٢٩٦ هـ). و هذا يعنى أن مؤرخنا كان عمره (١٥ سنة) عند وفاة ذلك المحدّث. )، حتى توفى والده- كما ذكرنا من قبل سنة ٣٠٢ هـ- و هو ابن واحد و عشرين ربيعا. و أعتقد أن مؤرخنا- عندئذ- قد شبّ عن الطّوق، و استوى على سوقه، و انفسحت أمامه مجالات العلم رحبة فسيحة، فظل ينهل من موارده العذبة، يتلقى العلم، و يقوم بالتدريس و الرواية، و التأليف فى «التاريخ»، حتى أخريات حياته (و خير مثال على ذلك: أنه ترجم فى كتابه (تاريخ المصريين) للمحدّث (أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع المصرى) ، و قال عنه: ثقة، توفى فى المحرم سنة ٣٤٧ هـ. و هذا يعنى أنه ترجم لهذا العالم (قبل وفاة ابن يونس نفسه بحوالى خمسة شهور؛ إذ إنه توفى أواخر جمادى الآخرة من العام نفسه)، رغم بلوغه السادسة و الستين من عمره، لم ترتعش له يد، و لم يسقط منه قلم، و لم يركن إلى الدعة و السكون، و إنما ظل فى جهاده العلمى المتواصل، حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها فى يوم الأحد لخمس و عشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ٣٤٧ هـ، و دفن فى اليوم التالى- يوم الاثنين- و صلّى عليه أبو القاسم بن حجاج. و بذلك انتهت حياة ذلك المؤرخ المصرى العظيم بملامحها و معالمها الرئيسية، و بقى الوقوف على ما تيسر من بعض تفصيلاتها.
٢- أساتيذه:
ليس المقصود بذكر أساتيذ مؤرخنا «ابن يونس» القيام بحصرهم؛ إذ لا سبيل إلى تحقيق ذلك؛ نظرا لغزارة من تلقى على أيديهم العلم فى شتى فروع المعرفة. و سوف نكتفى- هنا- بالإشارة- فقط- إلى عدد من هؤلاء الأساتذة، سواء كانوا مصريين، أم
من خارج مصر مع الوضع فى الاعتبار أن ابن يونس لم يرتحل، و لم يسمع بغير مصر، لكنه- بالتأكيد- تتلمذ على أيدى علماء مصر، و على أيدى الوافدين إليها من كافة الأقاليم الإسلامية الأخرى؛ مما عوّضه- إلى حد كبير- عن عدم الارتحال.
و لعل سر عدم مفارقته بلده مصر يرجع إلى حبه الشديد لوطنه، بحيث لا يقدر على مغادرته، مقتفيا فى ذلك أثر والده و جده يونس من قبل، فلم يؤثر عنهما ارتحال خارج بلدهما مصر. و لعله كان يرى أن مصر لا تقل عن بغداد و غيرها من حواضر العالم الإسلامى الأخرى، فهى غنية بعلمائها، و العلماء يقصدونها من كل حدب و صوب، كما أنه يمكنه استخدام المراسلات و المكاتبات مع بعض العلماء من خارج مصر؛ للحصول على ما يريد من مادة علمية، تعينه على تصنيف مؤلفاته. و المعتقد لدىّ أن طلب العلم خارج حدود الوطن أكثر فائدة لطالبه، و لو أن ابن يونس زار الأقاليم الإسلامية الأخرى، ما وقفت مؤلفاته التاريخية عند حدود بلده مصر، و لازدادت معارفه، و تنوعت مصنفاته.
من أساتيذ ابن يونس المصريين: والده «أحمد بن يونس»، و على بن قديد، و على بن أحمد علّان، و أحمد بن حماد زغبة، و عبد الملك بن يحيى بن بكير، و أحمد بن عبد الوارث بن جرير الأسواني، و العباس بن محمد الفزارى «و قد أكثر ابن يونس فى الأخذ عنه»، و غيرهم كثير.
و ممن روى عنهم من الأندلسيين، الذين قدموا إلى مصر: عبد اللّه بن محمد ابن حسين (يعرف ب (ابن أخى ربيع). سمع بمصر محمد بن زبّان، و غيره. و سمع منه بها ابن يونس و غيره. و كان من أهل الحديث، و معرفة علله، و له فيه مؤلفات. توفى سنة ٣١٨ هـ)، و عبد اللّه بن حنين بن عبد اللّه المالكى (قرطبى حج آخر عمره، و سمع بمصر من محمد بن زبان الباهلى. و سمع منه بها ابن يونس، و غيره. توفى سنة ٣١٩ هـ)، و عيسى بن محمد الأندلسي، و محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرّج القرطبى (ولد سنة ٣١٥ ه، و قدم فى رحلة إلى المشرق سنة ٣٣٧ ه، ثم عاد إلى الأندلس- بعلم غزير- سنة ٣٤٥ ه. و هو ممن روى عنهم ابن يونس بمصر، و هو من أقرانه. له صلة طيبة بالحكم المستنصر. توفى سنة ٣٨٠ هـ)، و غيرهم.
و أخيرا، فمن أساتيذه الذين روى عنهم من غير مصر، و الأندلس: أبو عبد الرحمن النسائي، و على بن سعيد الرازي، و محمد بن إدريس بن وهب البغدادى، و عبد السلام بن سهل البغدادى، و العباس بن يوسف بن عدى الكوفى، و محمد بن أحمد بن جعفر الكوفى، و محمد بن صالح بن عبد الرحمن الدمشقى، و محمد بن عبد السلام بن عثمان الدمشقى، و محمد بن عيسى بن عيسى بن تميم المصيّصىّ، و غيرهم.
٣- ثقافته:
ألمّ مؤرخنا ابن يونس بعلوم و معارف عصره، مثل: القراءات، و الحديث. و الفقه، و اللغة، و الأنساب، و الخطط، و التاريخ. و نحب- هنا- أن نلقى الضوء- بإيجاز- على الخطوط العامة لملاح ثقافته، على أساس أن ذلك كله يدخل فى تشكيل ملامح و سمات شخصيته، و يدخل- أيضا- فى تكوينه العلمى، فيساعدنا على دراسته «مؤرخا». و الآن، مع استعراض سريع لجوانب هذه الثقافة:
أ- القراءات:
لا نجد تفاصيل كافية، تسهم فى معرفة واضحة متكاملة عن المكانة التى وصل إليها مؤرخنا ابن يونس فى ذلك العلم القرآنى. و لكننا نرجح أنه كان أحد اهتماماته؛ لأنه يمثل أحد الروافد الثقافية فى ذلك العصر، و لكون جده «يونس» أحد المتصدرين للإقراء فى مصر، و قد يكون نقل ذلك عنه والد «ابن يونس»، ثم انتقل ذلك بدوره إلى مؤرخنا. و على كل، فقد كان لابن يونس- و فى ضوء ما تم تجميعه من «تاريخ المصريين»- اهتمام بالترجمة لعدد من القراء فى مصر، كما أنه قرأ على بعضهم (قرأ مؤرخنا ابن يونس على القارئ المصرى المشهور، الذي كان يجيد قراءة ورش، و هو (أحمد بن أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبى، المتوفى سنة ٣٤٢ هـ)؛ مما يفيد نوعا من الاهتمام بذلك العلم. و لم يقف اهتمامه عند القراء المصريين، بل ترجم لبعض القراء الوافدين إلى مصر، ممن لهم تأثير و نشاط ملحوظ فى حلقات الإقراء، و مراجعة كتابة المصحف الشريف.
ب- الحديث:
يمثل هذا العلم قمة فروع معارف و ثقافة مؤرخنا ابن يونس، و يعد الركيزة الأساسية التى بنى عليها، و استمد منها مادة مؤلّفيه التاريخيين، على نحو ما سنرى فيما بعد، و به اشتهر ابن يونس و عرف، حتى لقّب ب «الحافظ المحدّث»، قبل أن يوصف ب «المؤرخ» (ورد فى عدد من المصادر أن ابن يونس كان حافظ ديار مصر، و بعد وفاته (سنة ٣٤٧ هـ) احتل تلك المكانة، و شغلها الحافظ (حمزة بن محمد الكنانى المولود سنة ٢٧٥ ه، و المتوفى سنة ٣٥٧ هـ).
و من هنا، فإننا نعتقد أن عرض جوانب ثقافته الحديثية- و لو بإيجاز و تركيز- من الأهمية البالغة؛ كى تنجلي الأمور، و تتضح عند بيان «ملامح منهجه التاريخى».
و يمكن عرض هذه الجوانب الحديثية فيما يلى:
أولا- اهتمامه البالغ برواية حديث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): سماعا و تحديثا، و كتابة، و مذاكرة فى مجالس العلماء و الرواة «سواء كان ذلك مع المحدّثين المصريين، أم الغرباء».
ثانيا- روايته عن بعض العلماء الموجودين خارج مصر، عن طريق المكاتبة و المراسلة (من الأمثلة التى احتفظ لنا بها ابن ماكولا فى هذا الصدد: قوله فى ترجمة (عبد الرحمن بن الخليل التونسى، المكنى بأبى زيد): حدث عن شجرة بن عيسى. روى عنه ابن يونس مكاتبة. توفى سنة ٣٢٠ هـ).
و بالطبع كانت تتم فيه رواية الأحاديث.
ثالثا- معرفته التامة بأحوال نقلة الحديث و رواته، فهو يدرك منزلة الرجال، و يعرف أسانيد الأحاديث، و يحفظ الأساتيذ و التلاميذ، و يعرف أحوالهم و أخبارهم، و يطالع مصنفات المحدّثين، و يحسن البحث و التنقيب فيها.
من أجل ذلك كله، حقّ للإمام الذهبى «عليه رحمة اللّه» أن يصف حافظ مصر و محدّثها «ابن يونس المصرى» بأنه «إمام بصير بالرجال، فهم متيقظ». و أن يصفه الحافظ السيوطى بقوله: «إمام فى هذا الشأن، متيقظ حافظ مكثر».
ج- الفقه:
لم يؤثر عن ابن يونس معرفته بمذاهب فقهية محددة، و لم تذكر لنا المصادر- التى طالعتها فى ترجمته- أن له مكانة فقهية ما، أو أن له مصنفات فى هذا المجال، أو روى آثارا فقهية، يمكن أن نستشف منها اتجاهه الفقهى. و على كل، فلعله كان على مذهب جده الشافعى، باعتبار تأثيره الكبير فيه.
و الآن، أكتفى بمجرد الإشارة إلى عدد من رءوس الموضوعات الفقهية، التى وردت فى مصنّفى ابن يونس، و هى: «حكم بيع البعير بالبعيرين، و الشاة بالشاتين فى «مجال المعاملات». و فى مجال «الأحوال الشخصية»: أهمية النية فى اللفظ المحتمل إيقاع الطلاق، و حكم تفريق السيد بين عبده و أمته بعد تزويجه إياهما. ثم حكم النّذر فى الفقه المالكى«فى مجال العبادات».
و أخيرا فإنه يغلب على الظن أن ابن يونس كانت له مطالعات فى كتب الفقه المختلفة مثل: «كتب الفقيه المصرى ابن عليّة»، التى وصفها بأن بها حجاجا عقليا يشبه الجدل.
و كذلك كتاب «الجامع الكبير» للفقيه الحنفى «محمد بن الحسن الشيبانى». و كذلك معرفته بكتب الجعفرية «و هى على فقه الشيعة». و يضاف إلى ذلك معرفته ببعض المسائل الفقهية المروية له عن الفقهاء القدامى، مثل: «محمد بن سحنون المالكى (ت ٢٥٥ هـ) »، و الحسن البصرى، و محمد بن سيرين.
د- اللغة:
من الراجح أن ابن يونس- كعادة المثقفين فى عصره- قرأ القرآن الكريم، و تلقى الحديث النبوى الشريف، و قدرا لا بأس به من الشعر و النثر العربى البليغ. و لا شك أن لذلك أثره الكبير فى تقويم لسانه، و دقة استخدام اللغة فى كتاباته. و لعله طالع شيئا من قواعد العربية، مما كتبه النحويون و اللغويون فى أيامه، و لعل منهم النحوى المفسّر «ابن النحاس المصرى المتوفى سنة ٣٣٨ هـ».
و من الأمثلة الدالة على حسن فهم ابن يونس لمدلولات الألفاظ العربية، و حسن استخدامه لها فى موقعها الصحيح المناسب لها تماما، و تراثية هذه الألفاظ «الدالة على معرفته بمعاجم اللغة» إيراده الألفاظ الآتية: «مواحيز، و عنفقة (و ذلك فى ترجمة الفقيه المالكى (أشهب بن عبد العزيز المتوفى سنة ٢٠٤ هـ)، و قال عنه فى ترجمته: «يخضب عنفقته»)، و دقة و عمق ربطه بين: طحطوطى، و لفظة الضّراط».
و فى النهاية، أشير إلى وقوع ابن يونس فى مأخذ لغوي- لعله تحريف من النساخ- عندما قال عن أحد المترجم لهم: «يوثق فيه». و الصواب: يوثق به (٦). و على كل، فسوف نزيد الحديث عن لغته توضيحا، و لكن على مستوى «أسلوب العرض التاريخى، و سماته، و مدى تلاؤمه مع مؤلّفيه و موضوعهما، و طبيعة تراجمه»، و ذلك من خلال الحديث عن «المنهج التاريخى»، بإذن اللّه.
ه- معرفته بالأنساب، و ضبط الأعلام:
عند دراسة «طريقة العرض التاريخى» لابن يونس، فيما بعد، سنرى أن السمة الغالبة على تراجم «تاريخ المصريين» هى حرص مؤرخنا على إيراد الأنساب المطوّلة للمترجمين، و ذلك يتطلب- بالطبع- ثقافة عالية فى هذا المجال، و مصادر يرجع إليها ابن يونس؛ كى يعرض هذه الأنساب كاملة مضبوطة، بطريقة دقيقة صحيحة. و الحق أن مؤرخنا لم يصرح لنا- فيما بقى من تراجم- بموارده التى استقى منها هذه الأنساب، لكنى- بعد الفحص الشامل- وقفت على طريقتين اثنتين، لعلهما من الطرق التى استمد بها ابن يونس مادته فى «الأنساب»، و هما: الرجوع إلى مصادر هذا الشأن، و سؤال أهل العلم.
أعتقد أنه غنىّ عن البيان المطوّل أن نقول: إن الإحاطة بالأنساب، و المعرفة بوجوه ضبط الأعلام من العلوم المساعدة للمؤرخ، خاصة عندما يكتب فى مجال «التراجم» كمؤرخنا ابن يونس. و لعل المطالع بقايا كتاب «تاريخ المصريين» لمؤرخنا، يدرك براعته فى ذلك الشأن، فهو حريص على توضيح ما أشكل من ضبط بعض الأعلام، و ذلك بالحروف؛ منعا للبس و الشك، و يقوم بضبط أسماء بعض بطون القبائل، و أحيانا يعرّفنا بأصلها. و من مظاهر ثقافته و معرفته بالأنساب- أيضا- توضيحه ما أبهم من أسماء بعض الأعلام الواردة فى النسب، و دقته فى تحديد نسب المترجمين.
و- معارفه التاريخية العامة:
و يقصد بذلك محاولة قياس ما لدى مؤرخنا ابن يونس من معلومات عن أحداث التاريخ العام للأمة الإسلامية «السيرة النبوية، و تاريخ الراشدين، و الأمويين، و العباسيين، إلى غير ذلك من الأحداث التى مرت بها أمتنا حتى عصر مؤرخنا». و لا يدخل فى ذلك- بالطبع- تاريخ «مصر الإسلامية»؛ فمن المسلّم به أن ابن يونس علّامة فى ذلك المجال.
و لما لم يكن بين أيدينا من تراث ابن يونس التاريخى سوى ما تيسر تجميعه من بقايا «تاريخيه»؛ فإن مجال بحثنا عن تلك الجزئية قد انحصر فى تلك البقايا. و من ثم، فإن ما لدينا من نصوص لا يكفى للحكم على ثقافته التاريخية العامة على سبيل القطع و اليقين؛ لأن ما سجله من تراجم العلماء المصريين موجز و مركز فى معظمه، و يدور حول التاريخ المحلى لمصر. و بالنسبة لتراجم الغرباء الوافدين على مصر، فإنه قد يتطرق- أحيانا- إلى ذكر بعض أحداث التاريخ العام، لكنها مجرد إشارات خاطفة، ليست مقصودة لذاتها، و إنما يلمح إليها مجرد إلماحة، إذا كان للمترجمين علاقة بها.
و على كل حال، فإننا نرجح أن تكون لدى مؤرخنا حصيلة جيدة من معارف التاريخ العام؛ إذ لا يعقل تقوقعه فى حيز التاريخ المحلى المصرى، خاصة أن الأخير لا يفهم حق الفهم، إلا فى ضوء الفهم الصحيح لأحداث الأمة ككل. و ينضاف- إلى ذلك الملمح المنطقى- ملمح نصّىّ، يتمثل فى الإشارات العديدة الواردة فى كتابى مؤرخنا، تلك التى تفيد معرفته و إلمامه بأحداث التاريخ الإسلامى بعامة.
و من هذه النماذج ما يلى:
١- فى مجال السيرة النبوية: «إلمامه بالعديد من أحداث السيرة من خلال معرفته بتاريخ الصحابة الذين وفدوا على مصر، و شهد الكثير منهم فتحها، و اختط بعضهم دورا لهم، و أقاموا بها».
٢- فى مجال تاريخ الراشدين: «إلمامه و عرضه جوانب من الصراع بين علىّ و معاوية، و تناوله- قبل ذلك- بعض ما يتصل بخلافة عمر بن الخطاب، مثل: أحداث تسلمه بيت المقدس من يد الروم، و جانب من سياسته الاقتصادية فى توزيع العطاء.
٣- فى تاريخ الأمويين: «أشار إلى يوم الخازر، و مقتل عمرو بن سعيد بن العاص، و جانب من أحداث ثورة ابن الزبير- و قد انضم إليه حنش بن عبد اللّه الصنعانى- على عبد الملك بن مروان، و فتوح حسان بن النعمان بالمغرب، و غزو القسطنطينية فى خلافة الوليد على يد «مسلمة بن عبد الملك»، ثم أحداث من خلافة عمر بن عبد العزيز فى: طبيعة نظرته إلى عطاء الشعراء، و مجلسه الذي يجلسه بعد صلاة الصبح؛ للنظر فى أمور الرعية، و جهوده فى إرسال عشرة من التابعين؛ لتفقيه أهل إفريقية.
٤- فى تاريخ العباسيين: «مقتل ابن الحبحاب مع ابن هبيرة بواسط- فى بداية الخلافة العباسية- على يد المنصور العباسى «فى عهد خلافة أخيه السّفّاح سنة ١٣٢ هـ»، و إنهاء الخليفة المتوكل العباسى محنة خلق القرآن، و إخراجه المحبوسين من سجون بغداد.
٥- جانب من «تاريخ عبد الرحمن الداخل» أمير الأندلس، وصلته ب «معاوية بن صالح»، و توليته القضاء.
٦- جانب من «تاريخ الأغالبة فى إفريقية»: من خلال بيان علاقة الأمير إبراهيم بن الأغلب بالقاضى «محمد بن عبد اللّه بن قيس الكنانىّ».
٤- منجزاته العلمية:
و نعنى بذلك: ما خلّفه ابن يونس من تراث منقول و مكتوب، و ذلك يتمثل فيما تركه- من بعده- من تلاميذ، أخذوا على يديه علمه، و رووه، و حدّثوا به، مضافا إلى ذلك ما سطّره قلمه، و خطّته يمناه من مؤلفات، نقلت عنها المصادر التالية. و من هنا ينقسم تناول هذه المنجزات إلى قسمين:
أ- تلاميذه:
من تلاميذ مؤرخنا ابن يونس المصريين، الذين حدّثوا عنه، و نقلوا علمه: ابنه على (٤)، و الحسن بن على بن سوادة الفهمى المصرى (مولاهم المصرى. سمع ابن يونس، و توفى فى رمضان سنة ٣٢٣ هـ)، و عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، و عبد الرحمن بن محمد الأزدى، و غيرهم.
و من تلاميذه غير المصريين: عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخىّ، و أبو عبد اللّه ابن منده، و محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرّج القرطبى (روى عن أبى سعيد بن يونس، و كتب عنه «تاريخ مصر»، و روى عنه ابن يونس أيضا؛ فقد كان من أقرانه. و هذا صحيح، فقد ذكرنا ابن مفرج- من قبل- فى (أساتيذ ابن يونس). و يلاحظ أن المقرى أخطأ فى ذكر تاريخ وفاة (ابن مفرج)، فجعله سنة ٣٤٨ ه (ص ٢١٩)، بدلا من (سنة ٣٨٠ هـ). و قد نبّه على هذا الخطأ، و صوّبه المحقق)، و إبراهيم بن محمد الغافقى قاضى طرابلس (توفى بالمغرب سنة ٢٥٣ هـ)، و إسحاق بن إبراهيم البغدادى، و الحسين بن على الحلبى (توفى سنة ٣٠٨ هـ)، و جماعة غيرهم من الرّحّالة و المغاربة.
ب- مؤلفاته:
رغم تعدد نواحى ثقافة مؤرخنا «ابن يونس»، إلا أننا لم نقف على مؤلفات له «خاصة فى الحديث النبوى الشريف»، و لم تذكر أى من المصادر التى طالعتها فى ترجمته- على كثرتها- شيئا من ذلك.
و قد انحصرت المؤلفات المنسوبة إليه فى «مجال التاريخ» فقط، و هى ثلاثة على النحو الآتى:
١- تاريخ المصريين.
٢- تاريخ الغرباء.
٣- كتاب «العقيد فى تاريخ الصعيد».
و يلاحظ على هذه المصنفات التاريخية ما يلى:
١- أنها جميعا مفقودة، و إن أمكن تجميع الكثير من بقايا الكتابين الأوّلين.
٢- أن هذين المؤلفين تأثر فيهما ابن يونس بثقافته الحديثية تأثرا كبيرا ملحوظا فى كثير من تراجمهما، على نحو ما سنرى تفصيلا، فيما بعد.
٣- أن الكتاب الثالث و الأخير لم نعثر على نص واحد منه فى أى من المصادر التى طالعناها. و هذا يلقى ظلالا من الشك حول صحة نسبة هذا الكتاب إلى «مؤرخنا»، إضافة إلى تفرد «حاج خليفة» بذكره من بين كافّة المصادر الأخرى المتاحة، إلى جانب أن «تاريخ المصريين» وجدنا ضمن بقاياه تراجم لبعض علماء الصعيد، فهم داخلون- إذن- فى مادته التاريخية، فلا داعى لإفراد كتاب عن هؤلاء، اللهم إلا إذا كانت لدى مؤرخنا مادة معقولة عن أحداث الصعيد، و رجاله، تسمح له بإفراد كتاب عن هؤلاء العلماء المجاهيل، الذين أراد إنصافهم، و التعريف بعلمهم (تجدر الإشارة إلى أن أول كتاب مطبوع نعرفه فى (تاريخ علماء الصعيد) هو كتاب (الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد) للأدفوى (٦٨٥- ٧٤٨ ه). و قد صرح مؤلفه (ص ٥): أن شيخه (أبا حيّان محمد بن يوسف الأندلسى الغرناطىّ) أشار عليه غير مرة بعمل هذا الكتاب، و أضاف المؤلف أنه مبتكر هذا العمل. و قد اعترض على ذلك المحقق فى (صفحة ع من مقدمة التحقيق، و فى هامش ٣ ص ٥ من مقدمة المؤلف)، و قال: سبقه إلى ذلك ابن يونس، و محمد ابن عبد العزيز الإدريسى (ت ٦٤١ ه)، و أحال على (كشف الظنون). و بالفعل ذكر (حاج خليفة) للمؤرخ الأخير كتاب (المفيد فى أخبار صعيد). (كشف الظنون، ط. الهند) مجلد ٤ ص ١٧٧٧. إذا حاج خليفة هو صاحب المصدر الوحيد لنسبة هذا الكتاب إلى ابن يونس). لكن سكوت المصادر عن مجرد ذكر عنوان الكتاب، و إمكانية الوفاء بهذا الغرض من خلال «تاريخ المصريين» يجعلنا- فى النهاية- نرجح أن نسبة هذا الكتاب الأخير إلى مؤرخنا غير صحيحة.
و الخلاصة: أن السخاوى و هم فيما نقل عن (المدارك)، و الدكتور العمرى أخطأ لما سلّم لقوله، و لم يرجع إلى (المدارك)؛ ليتحقق، و يتثبت بنفسه من صحة ما نسبه السخاوى إليه.
و ثمة ملاحظة أخرى، تتمثل فيما زعمه ابن الزيات فى (الكواكب السيارة) ص ٤، عندما جعل ابن يونس أحد من ألف فى (ترتيب الزيارة)، أى: فى (الخطط، و ما شاكل ذلك). و ليس هذا بصحيح؛ إذ لم يعرف لمؤرخنا كتاب فى ذلك الموضوع، و ابن الزيات كثير الأوهام و الأخطاء فى كتابه المذكور. و الذي نعرفه أن لابن يونس- فى ثنايا تراجمه- بعض الحديث عن (الخطط) المرتبطة ببعض المصريين.
و أخيرا، فإننا نكتفى بهذا الحديث المقتضب عن تلك المؤلفات التاريخية لمؤرخنا «ابن يونس» لحين تفصيل القول فيها عند كتابة «مدخل إلى دراسة تاريخى ابن يونس».
٥- حول ملامح، و سمات شخصيته:
أعتقد أن من تمام ترجمة الشخصية محاولة الكشف عن سماتها و ملامحها الخلقية و الخلقية و العقلية، بحيث ينظر إليها القارئ كأنه يراها. و للأسف، فإن شخصية مؤرخنا «ابن يونس» لا نجد فى المصادر المترجمة لها- على كثرتها النسبية- ما يجلّى هذه الملامح، أو حتى يتعرض لها من بعيد.
أ- وضوحه و صراحته (لعل مؤرخنا استمد هذه الصفة من جده (يونس)، الذي كان أحد الشهود فى مصر، و كان يتصف بالصراحة، و القوة فى الحق دون تراجع و لا مواربة. و قد شهد أن (إبراهيم بن أبى أيوب) سرق ثلاثين ألف دينار من بيت المال، و كرر ذلك القول أكثر من مرة، فقد أعطاه القاضى (الحارث بن مسكين) هو و أخاه (محمد بن مسكين) المفتاح؛ لإخراج بعض المال من بيت المال، فاتهم به (إبراهيم)، و من هنا وقع الخلل):
و أعنى بالوضوح و الصراحة أن شخصية ابن يونس لا تعرف الالتواء، و لا الغموض، و لا تلبس الحق بالباطل، و إنما تدلف إلى الحقيقة من أخصر طريق، و أيسر سبيل.
و هاكم بعض الأمثلة على ذلك: إذا علم أن لبعض المترجمين روايات، لكنه لم يقف عليها، و لم يجدها، فإنه لا يستنكف عن التصريح بذلك فى مواقف عديدة، مثل قوله: «قد بلغنى أن له حديثا، و ما وقعت له رواية عندى». و قوله عن آخر: «حدّث، و لم يقع إلىّ له رواية». و قوله عن ثالث، و رابع: «قيل: إنه روى عن ابن وهب. و لم يقع إلىّ من حديثه شىء»، و «ما كتبت عنه شيئا».
من المعلوم أن ابن يونس يغلب عليه الاهتمام بتراجم المحدّثين. و فى بعض الأحيان، تذكر مصادره مصرية بعض الشخصيات، لكنه- بعد البحث و التنقيب- لا يقف على أية مرويات حديثية لها فى تلك المصادر، ولا فى غيرها، عندئذ يصرح بذلك، فيقول: «ما علمت له رواية»، و «لم أجد لهم عنه رواية»، و «لم يقع إلىّ لهما عن أهل مصر حديث».
كتاب «تاريخ المصريين» للمؤرخ المصرى «ابن يونس الصدفى» (٢٨١- ٣٤٧ هـ)
تاريخ ابن يونس المصري - عبد الرحمن بن أحمد الصدفي
أَبُو سعيد بن يُونُس الْحَافِظ الإِمَام الثبت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الإِمَام يُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصَّدَفِي الْمصْرِيّ
صَاحب تَارِيخ مصر ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَسمع أَبَاهُ وَالنَّسَائِيّ وَلم يرحل وَلَا سمع بِغَيْر مصر لكنه إِمَام فِي هَذَا الشَّأْن متيقظ
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين وثلاثمائة
طبقات الحفاظ - لجلال الدين السيوطي.
عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي، أبو سعيد:
مؤرخ، محدث. نسبته إلى الصدف (قبيلة حميرية نزلت مصر) . له تاريخان، أحدهما كبير في (أخبار مصر ورجالها) والثاني صغير في (ذكر الغرباء الواردين على مصر) . مولده ووفاته في القاهرة. وهو والد العالم الفلكي ابن يونس (علي بن عبد الرحمن) صاحب الزيج الحاكمي .
-الاعلام للزركلي-
عبد الرحمن بنُ أحمدَ بنِ يونسَ، الصدفيُّ، المصريُّ، الحافظُ المؤرخُ.
ولد سنة 281، وتوفي سنة 347.
له كلام في الجرح والتعديل؛ يدل على تبصره بالرجال، ومعرفته بالعلل.
وكان إماماً في علم التاريخ، عمل لمصر تاريخين.
ولما مات، رثاه الخشاب النحوي.
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - أبو الِطيب محمد صديق خان البخاري القِنَّوجي.
ابن يونس :
الإِمَامُ الحَافِظُ المُتْقِنُ, أبي سَعِيْد عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَحْمَدَ ابنِ الإِمَام يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدفِيُّ المِصْرِيُّ صَاحبُ "تَارِيخِ عُلَمَاءِ مِصْرَ".
وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ أَبَاهُ, وَأَحْمَدَ بنَ حمَّاد زُغْبَة, وَعَلِيَّ بنَ سَعِيْدٍ الرَّازِيّ, وَعَبْدَ المَلِكِ بنَ يَحْيَى بنِ بُكَيْر, وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيّ، وَعَبْد السَلاَّم بن سَهْل البَغْدَادِيّ، وَأَبَا يَعْقُوْب المِنْجَنِيْقي، وَعَلِيَّ بن قُدَيْد, وَعَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ عَلَّان, وَخَلْقاً كَثِيْراً.
مَا ارْتَحَلَ وَلاَ سَمِعَ بِغَيْر مِصْر، ولكنَّه إِمَامٌ بَصِير بِالرِّجَال, فَهِمٌ مُتَيَقِّظٌ.
حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسْرُور البَلْخِيّ، وأبي عبد الله بن مندة, وَعبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُمَرَ بنِ النَّحاس, وَآخَرُوْنَ.
وَقَدِ اختصرتُ تَاريخَه, وَعلقتُ مِنْهُ غَرَائِب.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَة سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنْ سِتَّة وَسِتِّيْنَ عَاماً.
وَفِيْهَا مَاتَ: عَالِمُ دِمَشْقَ وَمُسنِدهَا؛ القَاضِي أبي الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ سُلَيْمَانَ بن حَذْلَم الأَسَدِيّ، وَمسنِد الكُوْفَةِ؛ أبي الحُسَيْنِ عَلِيُّ بنُ ماتَى, وَنَحْوِيُّ العِرَاق؛ أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ دَرَسْتَوَيه الفَارِسِيّ, ومحدِّث دِمَشْق؛ أبي المَيْمُوْن رَاشِد البَجَلِيّ، وَأبي عَلِيٍّ أَحْمَدُ بنُ الفَضْلِ بنِ العَبَّاسِ بنِ خُزَيْمَة بِبَغْدَادَ، وَأبي الفَضْلِ إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُحَمَّدِ ابْنِ الحَافِظِ الفَضْل بنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِي النَّيْسَأبيرِيّ، وَحَمْزَةُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبَّاسِ العَقَبِي البَغْدَادِيّ الدهقان.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي