إسحاق بن عمران:
طبيب بغداديّ الولادة والمنشأ، مسلم النحلة. احترف الطب واشتهر. ودعي إلى افريقية فجاءها سنة 264 قال ابن جلجل: وبه ظهر الطب بالمغرب وعرفت الفلسفة.
وألف للأمراء الأغالبة عدة كتب بقي منها كتاب (المالنخوليا) Melencolia في أمراض الوسواس، منه نسخة في مكتبة مونيخ (بالمانيا) قتله زيادة الله بن الأغلب في خبر طويل .
-الاعلام للزركلي-
الطَّبيب إسحق بن عمران المغربي، المعروف بسمّ ساعة، كان بغداديًا، دخل إفريقية في دولة زيادة الله، فبعث إليه عند قدومه ألف دينار. وبه ظهر الطيب في المغرب، وكان حاذقًا استوطن القيروان. وألف كتبًا منها كتاب "نزهة النفس" كتاب "الماليخوليا" كتاب "القصد" كتاب "النبض" كتاب "الأدوية المفردة" كتاب "العنصر" "مقالة في الاستسقاء" "مقالة في علل القولنج وأنواعه وأدويته" كتاب "البول" كتاب "الشراب" جمع فيهما أقاويل بقراط وجالينوس ثم دارت له مع زيادة الله محنة أوجبت الوحشة بينهما حتى صلبه بعد أن أمر بفصده في ذراعيه وسال دمه حتى مات، فمكثت جثته مصلوبة زمانًا طويلًا حتى عشش في جوفه طاير. كذا في "عيون الأنباء".
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.
ابن عمران ( ... - في حدود 291 هـ)
اسحاق بن عمران الطبيب الأفريقي، البغدادي الأصل، المسلم النحلة، المعروف بسم ساعة «وكأنها إشارة لما يظهر من سرعة تأثير الأدوية التي كان يصفها للمرضى» (ورقات).
دخل أفريقية على الراجح باستدعاء من الأمير إبراهيم الثاني الأغلبي فنزح إليها سنة 264/ 887 قادما من بغداد، وقيل إنه شرط متى أراد الرجوع إلى وطنه انصرف، وقيل إن الذي استجلبه زيادة الله الثالث ابن عبد الله الأغلبي آخر أمراء الأغالبة، الذي تولى الإمارة من سنة 290 إلى سنة 7/ 296 - 903، وهذه الرواية ضعيفة لا تؤيدها أحداث حياته لأنه أول من نشر علوم الطب والفلسفة بأفريقية، قال ابن جلجل: «وبه ظهر الطب بالمغرب، وعرفت الفلسفة».وعلى هذه الرواية يكون قد عاش بالقيروان نحو أربع سنوات، وهي مدة غير كافية لنشر الطب والفلسفة، وتخرجت طائفة من الأطباء عليه، ومن أشهر من تخرج به ابنه علي المتزايد بالقيروان، واسحاق بن سليمان الاسرائيلي الوافد من مصر، وأبو بكر محمد بن الجزار عم أحمد بن الجزار الذائع الصيت، وأبو سعيد الصيقل الفيلسوف، وغيرهم.
وخدم الأمير إبراهيم الثاني، والأمير زيادة الثالث، وكان يراقب أكل هذا الأخير ويقول له: «كل هذا أودع هذا» حتى ورد عليه شاب يهودي أندلسي فقربه وخف عليه وأشهده أكله فكان إذا قال اسحاق أترك هذا لا تأكله قال الاسرائيلي: نصلحه عليك. وكان زيادة الله مريضا بضيق النفس، فقدم له مرة لبن مريّب، ونهاه اسحاق عن أكله، وسهّل عليه الاسرائيلي فوافقه بالأكل فعرض له ضيق النفس حتى أشرف على الهلاك، فأرسل إلى اسحاق فقيل له: هل عندك من علاج؟ فقال قد نهيته فلم يقبل، فقيل لاسحاق: «هذه خمسمائة دينار وعالج، فأبى حتى انتهى إلى مائة مثقال فأخذها وأمر باحضار الثلج وأمره بالأكل منه حتى يمتلئ ثم قيّاه فخرج جميع اللبن الذي تجبّن ببرد الثلج، فقال اسحاق أيها الأمير لو وصل هذا اللبن إلى أنابيب رئتك ولحج فيها أهلكك بتضييقه للنفس، لكني جمدته وأخرجته قبل وصوله.
قال زيادة الله: باع اسحاق روحي في النداء، اقطعوا رزقه، فلما قطع عنه الرزق خرج إلى موضع فسيح من رحاب القيروان، ووضع هناك كرسيا ودواة وقراطيس، فكان يكتب الوصفات كل يوم فقيل لزيادة الله عرضت اسحاق للغنى، فأمر بضمه إلى السجن، فتبعه الناس هنالك، ثم أخرجه بالليل إلى نفسه، وكانت له معه حكايات ومعاتبات، حتى غضب عليه زيادة الله، وأمر بفصده من ذراعيه، وسال دمه حتى مات، وأمر بصلبه وطال مقامه مصلوبا حتى عشش في جوفه صقر.
وكان مما قال لزيادة الله في تلك الليلة: يا ملخوني والله أنك تدعى سيد العرب وما أنت لها بسيد، ولقد سقيتك منذ دهر دواء ليفعلن في عقلك، وكان زيادة الله مجنونا تسلخن ومات. وعلق بعضهم على هذه الحكاية بقوله: وخان من وجده (كذا) وليس بحكيم، وله من اسمه (أي سم ساعة) نصيب، وما نطق به في حق زيادة الله في حالة غضب وانفعال فلا يؤخذ مأخذ الجد والإقرار الذي يتحمل نتائجه صاحبه، زيادة عن أن الأطباء في القديم أو الحديث يؤخذ عليهم العهد بأن لا يشيروا على المرضى بالأدوية المضرة بالصحة أو العقل أو اعطاء السموم المهلكة.
وعن قصة أمره لزيادة الله بأكل الثلج علق عليها الدكتور أحمد بن ميلاد بقوله: «وهذه خرافة لا يقبلها العقل مطلقا ذلك أن الثلج لا يوجد بالقيروان شتاء ولا صيفا وأن وجد بمرتفعات جبال خمير والشعانبي في الشتاء، ومن الصعب أن يحضر في ليلة» إلى أن قال مفندا لما نسب إليه من قول في حق الأمير زيادة الله وموضحا سبب اغتياله «ومن المستحيل أن يجرأ الطبيب على الأمير بخطاب مثل ما ذكر وسبب اغتياله هو امتناعه من صناعة السم للأمير حسب الظن، ليس العطايا والهدايا التي يبذلها الملوك وأصحاب السلطة كلها عن حسن نية بل منها ما يراد به الأغراض الشخصية».
مؤلفاته:
الأدوية المفردة.
أقاويل جالينوس في الشراب.
كتاب في البول من كلام ابقراط.
كتاب في داء المانخوليا، لم يسبق إلى مثله (الهلواس، الاكتئاب) من أهم كتبه، ولم يكتب العرب من نوعه قبل، منه نسخة بمكتبة ميونيخ بألمانيا ضمن مجموع، ومنها نسخة مصورة بالمكتبة الوطنية بتونس ونسخة بالمكتبة الوطنية بباريس، وبأكسفورد، والأسكوريال من غير اسم المؤلف ونسبت إليه، وناقشت الجامعة التونسية في يوم 10/ 1979/16 أول أطروحة دكتوراه في الطب باللغة العربية حول مقالة إسحاق بن عمران في المانخوليا (بحث في الطب النفسي المقارن) قدم الأطروحة الدكتور شمس الدين المبروك، وأشرف على الأطروحة الدكتور الأستاذ سليم عمّار، وقررت لجنة التحكيم بالإجماع إسناد شهادة الدكتوراه في الطب للسيد شمس الدين المبروك بدرجة ممتاز جدا، وقررت منحه جائزة الأطروحات.
كتاب العنصر والتمام، ألّفه برسم زيادة الله الثالث، ونقل عنه ابن البيطار كثيرا في كتابه «الجامع في الأدوية المفردة».
كتاب في بياض المدة (رسوب البول وبياض المني).
رسالة إلى بعض إخوانه في حفظ الصحة وتدبيرها، أوردها ابن عبد ربه في «العقد الفريد» بتحقيق محمد سعيد العريان 8/ 42 - 43.
كتاب في الفصد.
مقالة في علل القولنج وأنواعه وشرح أدويته، وهي الرسالة التي كتب بها إلى أبي العباس وكيل ابراهيم بن الأغلب.
مسائل مجموعة على ما ذهب إليه ابقراط وجالينوس وغيرهما في المقالة الثالثة من كتاب تدبير الأمراض الحارة وما ذكر فيها من الخمر.
نزهة النفس في الطب.
كتاب في النبض.
والظاهر أن هذه المؤلفات رسائل صغيرة أو مقالات
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - من صفحة 427 الى الصفحة 430 - للكاتب محمد محفوظ