نعمان بن محمد بن محمد الإيجي العجمي الدمشقي

تاريخ الوفاة1016 هـ
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا

نبذة

نعْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الايجى العجمى الدمشقى الشافعى الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى كَانَ من أجل الصُّوفِيَّة فَاضلا أديبا سخى الطَّبْع يُؤثر بِمَا لَهُ فى وُجُوه الْخَيْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد قَالَ النَّجْم فى تَرْجَمته وَكَانَ يتَزَوَّج كثيرا وَيُطلق.

الترجمة

نعْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الايجى العجمى الدمشقى الشافعى الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى كَانَ من أجل الصُّوفِيَّة فَاضلا أديبا سخى الطَّبْع يُؤثر بِمَا لَهُ فى وُجُوه الْخَيْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد قَالَ النَّجْم فى تَرْجَمته وَكَانَ يتَزَوَّج كثيرا وَيُطلق حَتَّى بلغنى أَنه وقفت عَلَيْهِ سَائِلَة تسأله فَقَالَ لَهَا أَلَك زوج فَقَالَت لَا فَأَخذهَا الى المحكمة العونية وَعقد عقده عَلَيْهَا ثمَّ لَزِمَهَا حَتَّى اجْتمع بهَا فى منزلهَا قلت وَقد وقفت لَهُ على أشعار مِنْهَا هَذَا الْمَقْطُوع نسبه بعض الادباء اليه وَلَا أدرى صِحَة النِّسْبَة وَهُوَ هَذَا
(قَالُوا نرَاك بِلَا خل فَقلت لَهُم ... مَا بعد جَوْهَر علمى أبتغى عرضا)
(جربت دهرى وأهليه فَمَا تركت ... لى التجارب فى ود امْرِئ غَرضا)
وَالْبَيْت الاخير مضمن من قصيدة لابى الْعَلَاء المعرى وَبَاب هَذِه التجربة متسع جدا واذا أضمرت الزّهْد فى النَّاس فقد نجحت الآمال وَأمن الباس وَمن شعره قَوْله أَيْضا
(أضعت الْعُمر فى لَهو وطيش ... وَكنت أَظن فى الدُّنْيَا صديقا)
(فَلَمَّا صرت مُحْتَاجا لفلس ... فقدت الاهل والخل الشفيقا)
وَقَوله
(صديق الْمَرْء فى الدُّنْيَا قَلِيل ... وأصدقهم على التَّحْقِيق دِرْهَم)
(تمسك ان ظَفرت بِهِ ودع مَا ... سواهُ فانه للهم مرهم)
وَكتب فى صدر مُكَاتبَة للرئيس يحيى بن كَمَال الدّين الدفترى فى الرّوم تَتَضَمَّن الشكاية فَقَالَ
(من كَانَ يَنْفَعهُ الادب ... ويحله أَعلَى الرتب)
(فَلَقَد خسرت عَلَيْهِ مَا ... ورثت من أم وَأب)
(كم رزقة كَانَت تصون الْوَجْه عَن ذَلِك الطّلب)
(أتلفتها لَا فى القيان وَلَا هوى بنت الْعِنَب)
(بل فى الْحَوَائِج والحوادث والعوارض والنوب)
(كم قلت لما بعتها ... وحصلت فى أسر الكرب)
(ذهبت دجاجتنا الَّتِى ... كَانَت تبيض لنا الذَّهَب)
فَلَمَّا وصلت الرسَالَة والأبيات للرئيس يحيى الْمَذْكُور كلف أَبَا المعالى الطالوى أَن يكْتب عَن لِسَانه جَوَابا فَكتب فى جَوَاب الابيات قَوْله
(خسر الذى بَاعَ الادب ... بالبخس فى سوق الطّلب)
(أَو مَا درى أَن القناعة للفتى مَال يحب ... )
(وَرَأى بَان الْحر يقنعه الْقَلِيل من النشب ... )
(مَا رزقة كَانَت تصون وَمَا الذى أورثه أَب ... )
(حاشا لمثلك عَن هوى الْقَيْنَات أَو بنت الْعِنَب ... )
(أَو ناعم أَطْرَافه ... عذب اللمى حُلْو الشنب)
(فى كَفه لَهب المدام وفى الحشا مِنْهُ لَهب ... )
(كم من أَخ كُنَّا نظن بِهِ اخاء ذوى النّسَب ... )
(حَتَّى بلونا وده ... فازور ينشد فى غضب)
(ذهبت دجاجتنا الَّتِى ... كَانَت تبيض لنا الذَّهَب)
(هلا تذكر ديكها ... اذ صَاح صيحته الْعجب)
(صعِقَتْ دَجَاج الحى مِنْهَا فهى فى قفص الكرب ... )
(وَغدا يقوقئ حولهَا ... وَالْقلب من خوف وَجب)
(فاشكر لبازى الجو حَيْثُ حمى الْحمام من العطب ... )
(لولاه أَصبَحت الدَّجَاجَة لَا جنَاح وَلَا ذَنْب ... )
قلت والابيات الَّتِى كتبهَا صَاحب التَّرْجَمَة لَيست لَهُ بل هى قديمَة وَقد غفل الطالوى عَن ذكره هَذَا فَلَعَلَّهُ لم يطلع على أَنَّهَا قديمَة وَكَانَت وَفَاة الشَّيْخ نعْمَان عَشِيَّة الاحد لليلتين بَقِيَتَا من صفر سنة سِتّ عشرَة وَألف وَقد تقدم ابْنه مُحَمَّد وحفيده أَحْمد وسيأتى حفيده يحيى.
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر - للمحبي الحموي.