مرعي بن يوسف بن أبي بكر الكرمي المقدسي
تاريخ الوفاة | 1033 هـ |
مكان الولادة | طولكرم - فلسطين |
مكان الوفاة | القاهرة - مصر |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مرعي بن يُوسُف بن أَبى بكر بن أَحْمد بن أَبى بكر بن يُوسُف بن أَحْمد الكرمى نِسْبَة لطوركرم قَرْيَة بِقرب نابلس ثمَّ المقدسى أحد اكابر عُلَمَاء الْحَنَابِلَة بِمصْر كَانَ اماما مُحدثا فَقِيها ذَا اطلَاع وَاسع على نقُول الْفِقْه ودقائق الحَدِيث وَمَعْرِفَة تَامَّة بالعلوم المتداولة اخذ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد المرداوى وَعَن القاضى يحيى الحجاوى وَدخل مصر وتوطنها وَأخذ بهَا عَن الشَّيْخ الامام مُحَمَّد حجازى الْوَاعِظ والمحقق أَحْمد الغنيمى وَكثير من الْمَشَايِخ المصريين وَأَجَازَهُ شَيْخه وتصدر للاقراء والتدريس بِجَامِع الازهر ثمَّ تولى المشيخة بِجَامِع السُّلْطَان حسن ثمَّ أَخذهَا عَنهُ عصريه الْعَلامَة ابراهيم الميمونى وَوَقع بَينهمَا من المفاوضات مَا يَقع بَين الاقران وَألف كل مِنْهُمَا فى الآخر رسائل وَكَانَ منهمكا على الْعُلُوم انهماكا كليا فَقطع زَمَانه بالافتاء والتدريس وَالتَّحْقِيق والتصنيف فسارت بتآليفه الركْبَان وَمَعَ كَثْرَة أضداده وأعدائه مَا أمكن أَن يطعن فِيهَا أحد وَلَا أَن ينظر بِعَين الازراء اليها فَمِنْهَا كتاب غَايَة الْمُنْتَهى فى الْفِقْه قريب من أَرْبَعِينَ كراسا وَهُوَ متن جمع من الْمسَائِل أقصاها وادناها مَشى فِيهِ مَشى الْمُجْتَهدين فى التَّصْحِيح وَالِاخْتِيَار وَالتَّرْجِيح وَله كتاب دَلِيل الطَّالِب فى الْفِقْه نَحْو عشرَة كراريس وَدَلِيل الطالبين لكَلَام النَّحْوِيين وارشاد من كَانَ قَصده لَا اله الا الله وَحده ومقدمة الخائض فى علم الْفَرَائِض وَالْقَوْل البديع فى علم البديع وأقاويل الثِّقَات فى تَأْوِيل الاسماء وَالصِّفَات والآيات المحكمات والمتشابهات وقرة عين الْوَدُود بِمَعْرِِفَة الْمَقْصُور الْمَمْدُود والفوائد الموضوعه فى الاحاديث الموضوعه وبديع الانشاء وَالصِّفَات فى المكاتبات والمراسلات وبهجة الناظرين فى آيَات المستدلين نَحْو عشْرين كراسا يشْتَمل على الْعَجَائِب والغرائب والبرهان فى تَفْسِير الْقُرْآن لم يتم وتنوير بصائر المقلدين فى مَنَاقِب الائمة الْمُجْتَهدين وَالْكَوَاكِب الدريه فى مَنَاقِب ابْن تيميه والادلة الوفيه بتصويب قَول الْفُقَهَاء والصوفيه وسلوك الطريقه فى الْجمع بَين كَلَام أهل الشَّرِيعَة والحقيقه وَروض العارفين وتسليك المريدين وايقاف العارفين على حكم أوقاف السلاطين وتهذيب الْكَلَام فى حكم أَرض مصر وَالشَّام وتشويق الانام الى الْحَج الى بَيت الله الْحَرَام ومحرك سواكن الغرام الى حج بَيت الله الْحَرَام وقلائد المرجان فى النَّاسِخ والمنسوخ من الْقُرْآن وأرواح الاشباح فى الْكَلَام على الارواح ومرآة الْفِكر فى المهدى المنتظر وارشاد ذوى الافهام لنزول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَالرَّوْض النَّضر فى الْكَلَام على الْخضر وَتَحْقِيق الظنون بأخبار الطَّاعُون وَمَا يَفْعَله الاطباء والداعون لدفع شَرّ الطَّاعُون وتلخيص أَوْصَاف الْمُصْطَفى وَذكر من بعده من الخلفا واتحاف ذوى الالباب فى قَوْله تَعَالَى {يمح الله مَا يَشَاء وَيثبت وَعِنْده أم الْكتاب واحكام الاساس} فى قَوْله تَعَالَى ان أول بَيت وضع للنَّاس وتنبيه الماهر على غير مَا هُوَ الْمُتَبَادر من الاحاديث الْوَارِدَة فى الصِّفَات وَفتح المنان بتفسير آيَة الامتنان والكلمات الْبَينَات فى قَوْله تَعَالَى {وَبشر الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات} وأزهار الفلاه فى آيَة قصر الصلاه وَتَحْقِيق الْخلاف فى أَصْحَاب الاعراف وَتَحْقِيق الْبُرْهَان فى اثبات حَقِيقَة الْمِيزَان وتوفيق الْفَرِيقَيْنِ على خُلُود أهل الدَّاريْنِ وتوضيح الْبُرْهَان فى الْفرق بَين الاسلام والايمان وارشاد ذوى الْعرْفَان لما فى الْعُمر من الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَاللَّفْظ الموطا فى بَيَان الصَّلَاة الْوُسْطَى وقلائد العقيان فى قَوْله تَعَالَى {إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان} وَمَسْبُوك الذَّهَب فى فضل الْعَرَب وَشرف الْعلم على شرف النّسَب وشفاء الصُّدُور فى زِيَارَة الْمشَاهد والقبور ورياض الازهار فى حكم السماع والاوتار والغناء والاشعار وَتَحْقِيق الرجحان بِصَوْم يَوْم الشَّك من رَمَضَان وَتَحْقِيق الْبُرْهَان فى شَأْن الدُّخان الذى يشربه النَّاس الْآن وَرفع التلبيس عَمَّن توقف فِيمَا كفر بِهِ ابليس وَتَحْقِيق المقاله هَل الافضل فى حق النبى الْولَايَة أَو النُّبُوَّة أَو الرساله والحجج المبينه فى ابطال الْيَمين مَعَ البينه والمسائل اللطيفه فى فسخ الْحَج الى الْعمرَة الشريفه والسراج الْمُنِير فى اسْتِعْمَال الذَّهَب وَالْحَرِير وَدَلِيل الْحُكَّام فى الْوُصُول الى دَار السَّلَام ونزهة الناظرين فى فَضَائِل الْغُزَاة والمجاهدين وبشرى من استبصر وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر وبشرى ذوى الاحسان لمن يقْضى حوائج الاخوان وَالْحكم الملكيه والكلم الازهريه واخلاص الوداد فى صدق الميعاد وسلوان الْمُصَاب بفرقة الاحباب وتسكين الاشواق بأخبار العشاق ومنية المحبين بغية العاشقين ونزهة المتفكر ولطائف المعارف والمسرة والبشاره فى فضل السلطنة والوزاره ونزهة الناظرين فى تَارِيخ من ولى مصر من الْخُلَفَاء والسلاطين وقلائد العقيان فى فَضَائِل سلاطين آل عُثْمَان وَغير ذَلِك من فَتَاوَى ورسائل نافعة تداولها النَّاس وَله الرسَالَة الَّتِى سَمَّاهَا النادرة الغريبة والواقعة العجيبة مضمونها الشكوى من الميمونى والحط عَلَيْهِ ولد ديوَان شعر مِنْهُ قَوْله
(يَا سَاحر الطّرف يَا من مهجتى سحرًا ... كم ذَا تنام وَكم أسهرتنى سحرًا)
(لَو كنت تعلم مَا أَلْقَاهُ مِنْك لما ... أَتعبت يَا منيتى قلبا اليك سرى)
(هَذَا الْمُحب لقد شاعت صبابته ... بِالروحِ وَالنَّفس يَوْمًا بالوصال شرى)
(يَا ناظرى ناظرى بالدمع جاد وَمَا ... أيقنت فى مقلتى يَا مقلتى نظرا)
(يَا مالكى قصتى جَاءَت ملطخة ... بالدمع يَا شافعى كدرتها نظرا)
(عساك بالحنفى تسْعَى على عجل ... بالوصل للحنبلى يَا من بدا قمرا)
(يَا من جَفا ووفى للْغَيْر موعده ... يَا من رمانا ويامن عقلنا قمرا)
(الله منصفنا بالوصل مِنْك على ... غيظ الرَّقِيب بِمن قد حج واعتمرا)
(يَا غامر الكئيب بالصدود كَمَا ... ان السقام لمن يهواك قد غمرا)
(قل الصدود فكم أسقيت أَنْفُسنَا ... كأس الْحمام بِلَا ذَنْب بدا وَجرى)
(وَكم جرحت فؤادى كَمَا ضنى جسدى ... أَلَيْسَ دمعى حبيبى مذ هجرت جرى
(فالشوق أقلقنى والوجد أحرقنى ... والجسم ذاب لما قد حل بى وطرا)
(والهجر أضعفنى والبعد أتلفنى ... وَالصَّبْر قل وَمَا أدْركْت لى وطرا)
(أشكوك للمصطفى زين الْوُجُود وَمن ... أرجوه ينقذنى من هجر من هجرا)
وَقَوله
(بروحى من لى فى لقاه ولائم ... وَكم فى هَوَاهُ لى عذول ولائم)
(على وجنتيه وردتان وخاله ... كمسك لطيف الْوَصْف والثغر باسم)
(ذوائبه ليل وطلعة وَجهه ... نَهَار تبدى والثنايا بواسم)
(بديع التثنى مُرْسل فَوق خَدّه ... عذارا هوى العذرى لَدَيْهِ ملازم)
(وَمن عجب أَنى حفظت وداده ... وَذَلِكَ عندى فى الْمحبَّة لَازم)
(وبينى وَبَين الْوَصْل مِنْهُ تبَاين ... وبينى وَبَين الْفَصْل مِنْهُ تلازم)
وَقَوله
(لَيْت فى الدَّهْر لَو حظيت بِيَوْم ... فِيهِ أَخْلو من الْهوى والغرام)
(خالى الْقلب من تباريح وجد ... وصدود وحرقة وهيام)
(كى يراح الْفُؤَاد من طول شوق ... قد سقَاهُ الْهوى بكأس الْحمام)
وَله
(يُعَاتب من فى النَّاس يدعى بِعَبْدِهِ ... وَيقتل من بِالْقَتْلِ يرضى بعمده)
(ويشهر لى سَيْفا ويمرح ضَاحِكا ... فيا لَيْت سيف اللحظ تمّ بغمده)
(فَللَّه من ظبى شرود ونافر ... يجازى جميلا قد صنعت بضده)
وَله
(يُبَالغ فى ذمى وأمدح فعله ... فشكرا لمن مَا جَار يَوْمًا بصده)
لَهُ
(لَئِن قلد النَّاس الْأَئِمَّة إِنَّنِي ... كفى مَذْهَب الْجد ابْن حَنْبَل رَاغِب)
(أقلد فتواه وأعشق قَوْله ... وَلِلنَّاسِ فِيمَا يعشقون مَذَاهِب)
وَكَانَت وَفَاته بِمصْر فى شهر ربيع الاول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف رَحمَه الله
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي الحموي.
مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي المقدسي الحنبلى:
مؤرخ أديب، من كبار الفقهاء. ولد في طوركرم (بفلسطين) وانتقل إلى القدس ثم إلى القاهرة فتوفي فيها.
له نحو سبعين كتابا، منها (بديع الإنشاء والصفات - ط) يعرف بإنشاء مرعي، و (ديوان شعر) و (إحكام الأساس، في أول بيت وضع للناس - خ) و (غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى - خ) في فقه الحنابلة، و (دليل الطالب - ط) فقه، و (أرواح الأشباح في الكلام على الأرواح) و (الكلمات السنيات - خ) تفسير، و (مسبوك الذهب في فضل العرب) و (رياض الأزهار في حكم السماع والأوتار) و (دليل الطالبين لكلام النحويين - خ) رسالة، و (قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن - خ) و (فرائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر - خ) و (أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات - خ) و (نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين - خ) و (محرك سواكن الغرام إلى حج بيت الله الحرام - خ) رسالة، و (توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين - خ) و (تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين - خ) و (قلائد العقيان في فضائل آل عثمان - خ) جزء صغير، و (بهجة الناظرين - خ) في عجائب الكون .
-الاعلام للزركلي-