محمد بن محمد بن محمد الحلبي البخشي البكفالوني
تاريخ الولادة | 1038 هـ |
تاريخ الوفاة | 1098 هـ |
العمر | 60 سنة |
مكان الولادة | حلب - سوريا |
مكان الوفاة | مكة المكرمة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن احْمَد الْمَعْرُوف بالبخشى البكفالونى الحلبى الشافعى الْمُحدث الْفَقِيه الصوفى العذب الطَّرِيقَة كَعْب الاحبار ولد ببكفالون بِفَتْح الْمُوَحدَة قَرْيَة من أَعمال حلب وَبهَا قَرَأَ الْقُرْآن وَنَشَأ فى حجر وَالِده ورحل فى أَوَائِل طلبه الى دمشق وَأخذ عَمَّن بهَا من علمائها كالشيخ عبد الباقى الحنبلى وَالشَّيْخ مُحَمَّد الخباز البطنينى وَشَيخنَا الشَّيْخ مُحَمَّد بن بلبان وَشَيخنَا الشَّيْخ مُحَمَّد العيثاوى وَغَيرهم وَأخذ طَرِيق الخلوتية عَن الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ أَيُّوب الخلوتى وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة فنون وأطلعه على أسرار علمه الْمكنون حَتَّى نَالَ مِنْهُ غَايَة الامل وأثمرت لَهُ غيث دُعَائِهِ اغصان الْعلم وَالْعَمَل فَرجع الى أَهله بنعم وافرة ثمَّ توطن حلب وَأخذ بهَا عَن عالمها مُحَمَّد بن حسن الكواكبى الْمُفْتى بهَا وَأقَام على بَث الْعلم ونشره فى غَالب أوقاته وانتفع بِهِ كثير من فضلاء حلب وَله من التآليف الشافية نظم الكافية وَشرح على الْبردَة وَغَيرهمَا وسافر الى الرّوم فى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَألف وَاجْتمعت بِهِ بادرنه ثمَّ اتحدث مَعَه اتحادا تَاما فَكُنَّا نجمتع فى غَالب الاوقات وَكنت شَدِيد الْحِرْص على فَوَائده وَحسن مذاكرته مَعَ الادب والسكينة وَمَا رَأَيْت فِيمَن رَأَيْت احلم وَلَا أحمل مِنْهُ وَكَانَ روح الله تَعَالَى روحه من خِيَار الْخِيَار كريم الطَّبْع مفرط السخاء ثمَّ اجْتمعت بِهِ بقسطنطينية بعد عودنا اليها وَكَانَ لاخى الْوَزير الاعظم الْفَاضِل مصطفى بيك عَلَيْهِ اقبال تَامّ وَله اليه محبَّة زَائِدَة وَكَانَ جَاءَ الى الرّوم بِخُصُوص مشيخة التكية الاخلاصية الخلوتية بحلب فوجهت اليه وَتوجه الى حلب وَأقَام بالتكية الْمَذْكُورَة شَيخا مبجلا مُعظما مَقْصُودا ثمَّ نازعه فِيهَا بعض الخلوتية فَلم تتمّ لَهُ وَبقيت على صَاحب التَّرْجَمَة ودرس بالمقدمية الَّتِى بحلب ثمَّ بعد مُدَّة مل الاقامة بحلب فقصد الْحَج بنية الْمُجَاورَة وَأقَام ابْنه مُحَمَّدًا مقَامه فى المشيخة وَدخل دمشق صُحْبَة الْحَاج وَأقَام بِمَكَّة مجاورا وَأَقْبَلت عَلَيْهِ أهالى مَكَّة المشرفة على عَادَتهم وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض أفاضلها ولقى حظا عَظِيما من شريفها المرحوم الشريف أَحْمد بن زيد لما كَانَ بَينهمَا من الْمَوَدَّة والصحية بالروم أَيَّام كَانَ وَكنت حَتَّى مدحه وأخاه سَعْدا بقصيدة غراء مطْلعهَا هَذَا
(خليلى ايه من حَدِيث صبا نجد ... وان حركت دَاء قَدِيما من الوجد)
(فآها على ذَاك النسيم تأسفا ... وآه على آه تروح أَو تجدى)
(عليلة انفاس تصح نفوسنا ... معطرة الاردان بالشيخ والرند)
(وهيهات نجد والعذيب ودونه ... مهامه تغوى الكدر فِيهَا عَن الْورْد)
(وَمن كل شماخ الاهاضب خالط السَّحَاب يروم الشَّمْس بالصد وَالرَّدّ ... )
(وتسرى الصِّبَا مِنْهُ فتمسى وبيننا ... من البون مَا بَين السماوة والسند)
(سقى الله من نجد هضابا رياضها ... تنفس عَن أذكى من العنبر الوردى)
(وَحيا الحيا حَيا نعمنا بظله ... بنعمان مَا بَين الشبيبة والرفد)
(نغازل غزلانا كونس فى الحشى ... أوانس فى ألحاظها مقنص الاسد)
(تحاكى الجوارى الكنس الزهر بهجة ... وتفضلها فى رفْعَة الشَّأْن والسعد)
(حجازية الالفاظ عذرية الْهوى ... عراقية الالحاظ وردية الخد)
(بعيدَة مهوى القرط معولة اللمى ... مرهفة الاجفان عسالة الْقد)
(تميس وَقد أرخت ذوائب فرعها ... فتخطر بَين البان وَالْعلم الْفَرد)
(وتعطو بجيد عطل الحلى حسنه ... كَانَ ظَبْيَة تعطو الى ريق المرد)
(وَكم لَيْلَة باتت يداها حمائلى ... وباتت يدى من جيدها مطرح العقد)
(ندير سلافا من حباب حبابها ... على حِين ترشاف ألذ من الشهد)
(وَلما تمطى الصُّبْح يطْلب علمنَا ... تكنفنا ليل من الشّعْر الْجَعْد)
(عفيفين عَمَّا لَا يَلِيق تكرما ... على مَا بِنَا من شدَّة الشوق والوجد)
(وَقد كَاد يسْعَى الدَّهْر فى شت شملنا ... وَلَكِن توارى شفعنا عَنهُ بالفرد)
انْظُر الى هَذَا الْمَعْنى تَجدهُ فى غَايَة اللطافة وَكَأَنَّهُ اختلسه من قَول بلديه ومعاصره الْمولى مصطفى البابى من قصيدة وهى
(وماسها الدَّهْر عَن تفرقنا ... بل ظننا لالتئامنا وَاحِدًا)
(رَجَعَ فَأَصْبَحت أَشْكُو بَينهَا وفراقها ... بشط النَّوَى شكوى الاسير الى الْقد)
(وانى قد استدركت دَرك مطالبى ... وتبليغ آمالى وَمَا ند عَن حدى)
(بطلعة نجلى ذرْوَة الْجد غارب المعالى سَنَام الْفَخر بل غرَّة الْمجد ... )
(امام الْمصلى والمحصب والصفا ... وراثة جد عَن نمى الى جَسَد)
(أَبى أَحْمد زيد الصناديد فى الوعى ... بنى حسن الاسد الكواسرة الْحَد)
(بزاة الْعلَا الغر الميامنة الالى ... سما قدرهم يَوْم التفاخر عَن ند)
(غيوث اذا أعطو لُيُوث اذا سطوا ... مناقبهم جلت عَن الْحَد وَالْعد)
(فَمَا أفلت شمس لزيد وَقد بدا ... لنا من ضياها شمس أَحْمد والسعد)
(هما نيرا اوج المعالى وشرفا ... بروج قُصُور الرّوم فى طالع السعد)
(ومذر حلا عَن مَكَّة غَابَ انسها ... فَكَانَا كنصل السَّيْف غَابَ عَن الغمد)
(اضاءت لَهُم أَرض الشآم وأصبحت ... ضواحى نواحى الرّوم تنضح بالند)
(وَقد طَال مَا ذَابَتْ قَدِيما تشوقا ... الى نبل تَقْبِيل المواطئ بالخد)
(الى أَن تجلى الله جلّ جَلَاله ... عَلَيْهِنَّ بالانعام واليمن والرشد)
(فَأَصْبَحْنَ يحكين الْجنان تبرجا ... ويرفلن من نور الخمائل فى برد
(جوادين فى شوط المماجد جليا ... وحازا رهان السَّبق فى حنق الضِّدّ)
(براحتهم ان تنْسب الْجُود فى العطا ... فَتلك بحور تتقى الجزر بِالْمدِّ)
(وان أحيت السحب النَّبَات بِمَائِهَا ... فكم أحيت الراحات انفس مستجد)
(رياض لمرتاد حصون للائذ ... رجوم لمستعد نُجُوم لمستهد)
(شمائل تهزا بالشمائل لطفها ... وَعطف شُمُول الراح هزته تبدى)
(اذا ماد جاليل الخطوب بمعضل ... أماط لثام الْكَشْف عَن ذَاك بالجد)
(بهم شرفت أَرض الْحجاز وَآمَنت ... ظباها وأمتها الْوُفُود الى الرفد)
(بنوها هَاشم ان كنت تعرف هاشما ... وَمَا هَاشم الا الاسنة والهندى)
(بهم فخرت عدنان وَالْعرب كلهَا ... ودانت لَهُم قحطان أهل الفنا الصلد)
(فَمن مجدهم يستقبس الْمجد كُله ... وَمن جودهم أهل المكارم تستجدى)
(هَنِيئًا لنسل الْمُصْطَفى الشّرف الذى ... تسامى فَلَا يُحْصى بعد وَلَا حد)
(بمدحتكم جَاءَ الْكتاب فَمَا عَسى ... تَقول الورى من بعد حم وَالْحَمْد)
(وعذرا بنى الزهراء انى ظامئ ... الى الْمَدْح والايام تنسى عَن الْورْد)
(يود لسانى أَن يترجم بعض مَا ... لكم فى فؤاد الصب من صَادِق الود)
(وَقد نضبت مِنْهُ القريحة نضة ... على حذر من حاذر أحذر الريد)
(كنفثة مصدور ولمحة عاشق ... تسارقه عين الرَّقِيب على بعد)
(فان أَعْطَتْ الايام بعض قيادها ... رَأَيْتُمْ لَهُ من مدحكم أعظم الْورْد)
وَكَانَت وِلَادَته فى شهر ربيع الاول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَألف بقرية بكفالون وَتوفى بِمَكَّة المشرفة لَيْلَة الثُّلَاثَاء الْخَامِس من شهر ربيع الثانى سنة ثَمَان وَتِسْعين والف وَصلى عَلَيْهِ اماما بِالنَّاسِ ضحى يَوْمهَا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام شَيخنَا الْعَالم الْعَامِل الشَّيْخ أَحْمد النخلى الشافعى فسح الله فى أَجله فى مشْهد حافل حَضَره شرِيف مَكَّة الشريف أَحْمد بن زيد وقاضيها وغالب اعيانها وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من مَزَار أم الْمُؤمنِينَ السيدة خَدِيجَة رضى الله عَنْهَا وَكَانَ فى بِلَاده اخبره بعض الاولياء انه يُقيم بِمَكَّة المكرمة مُدَّة طَوِيلَة جدا فَكَانَ فى كَلَام ذَلِك الولى اشارة الى أَنه يَمُوت بِمَكَّة فانه لم تطل مُدَّة اقامته فَكَانَت اقامته بهَا مَيتا رَحمَه الله تَعَالَى
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.
محمد بن محمد البخشي الخلوتي البكفالوني الحلبي الشافعيّ:
فقيه متصوف. ولد في (بكفالون) من قرى حلب، وتعلم بها وبدمشق، وسكن حلب. ثم حج، وجاور وتوفي بمكة.
له كتب، منها (الشافية، نظم الكافية) و (شرح البردة) ورسالة في (تفسير: سبح اسم ربك الأعلى - خ) و (رشحات المداد فيما يتعلق بالصافنات الجياد - خ) و (شمس المفاخر، في الذيل على قلائد الجواهر في مناقب الشيخ محيي الدين عبد القادر الحموي - ط) كلاهما له .
-الاعلام للزركلي-