محمد بن علي بن محمد الدمشقي
ابن خصيب السيد القدسي
تاريخ الولادة | 1012 هـ |
تاريخ الوفاة | 1082 هـ |
العمر | 70 سنة |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
السَّيِّد مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن على النَّقِيب بن خَلِيل ابْن عماد بن زهيف بن عُثْمَان بن قيس بن على الرئيس ابْن مَنْصُور بن طَاهِر النَّقِيب ابْن المحسن بن على بن الْحُسَيْن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن على بن الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن اسحق بن ابراهيم المرتضى ابْن مُوسَى الثانى الاصغر ابْن ابراهيم المرتضى ابْن الامام مُوسَى الكاظم ابْن الامام جَعْفَر الصَّادِق ابْن الامام مُحَمَّد الباقر ابْن الامام زين العابدين على بن الامام أَبى عبد الله الْحُسَيْن بن الامام على بن أَبى طَالب كرم الله وَجهه الْمَعْرُوف بالسيد القدسى وبابن خصيب الدمشقى الشافعى من فضلا الدَّهْر المعروفين ونبلائه الْمَشْهُورين وَكَانَ مَعَ كرم حَسبه وتكامل شرفه يرجع الى علم طائل وأدب باهر الا أَنه كَانَ مستخفا بِنَفسِهِ وَعِنْده طيش وَكَانَ ممسكا محبا للدنيا فَلهَذَا انخفض قدره بَين النَّاس وَسقط من مرتبَة الْفضل مَعَ انه كَانَ فى مرتبَة من الْعلم يقصر عَنْهَا أضرابه قَرَأَ بِدِمَشْق على الشَّمْس الميدانى وَغَيره ورحل الى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن للسبع على شيخ الْقُرَّاء الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الْيُمْنَى وَحضر اللقانى فى مغنى اللبيب والجاربردى وجوهرة التَّوْحِيد وَلزِمَ الشهَاب الغنيمى والبرهان الميمون وَأخذ عَنْهُمَا فنون الادب وَأخذ التَّفْسِير عَن الشهَاب أَحْمد بن عبد الْوَارِث البكرى والْحَدِيث عَن الْحَافِظ أَبى الْعَبَّاس الْمُقْرِئ وَكلهمْ أجازوه بالافتاء والتدريس ثمَّ قدم الى دمشق فدرس بهَا مُدَّة وانتفع بِهِ جمَاعَة ثمَّ رَحل الى الرّوم وسلك طَرِيق عُلَمَائهمْ فلازم من شيخ الاسلام يحيى بن زَكَرِيَّاء وَكَانَ لزمَه مُدَّة مستطيلة حَتَّى نَالَ مِنْهُ ذَلِك وَرَأَيْت بِخَطِّهِ قِطْعَة انشاء كتبهَا اليه أَيَّام ملازمته وفى صدرها هَذَانِ الْبَيْتَيْنِ
(يَقُول لى النَّاس مذ رأونى ... أسعى لقوت منى يفوت)
(قدمت سعيا فَقلت حاشا ... أَيَّام يحيى مثلى بِمَوْت)
ثمَّ أعقبهما بالنثر وَهُوَ مَدين المآرب ومنتهى المطالب قصدت التَّمَسُّك بثرى أعتابك والتشرف بملازمة بابك وجنابك ليرى مَوْصُول ضميرى بِالْخَيرِ عَائِدًا واسناد خبرى فى رياض بيانك رائدا زَائِدا وَلم يبعثنى لناديك سوى فضلك وجود أياديك والعبودية الَّتِى ورثهَا العَبْد من الْوَالِد عَن الْجد فبالفعل أَنْت مصدر الْكَمَال فَلَا تتركنى بعد نَحْوك ملغى من الاعمال فقد أَصبَحت بحماك نزيلا وفى ذِمَامك خيلا وَلَقَد لقِيت ظاميا بحرا طاميا وَمن قصد الْبَحْر اسْتَقل السواقيا لَا زَالَ رَأْيك الْفَصْل جَامعا لوصل مثلى ومقدمات افضالك مُحَققَة لانتاج شكلى ثمَّ درس بِالْمَدْرَسَةِ اليونسية برتبة الدَّاخِل وَأخذ وظائف كَثِيرَة عَن أَهلهَا وهم فى الاحياء وَحكى أَن أَتَى بصندوقين من البرآت السُّلْطَانِيَّة وَآل أمره فِيهَا الى الْمَشَقَّة وَالنّصب وَلم يتَصَرَّف مِنْهَا الا بِالْقَلِيلِ وَكَانَت هَذِه الفعلة مِنْهُ أحد اسباب بغض النَّاس لَهُ وَلزِمَ الْعُزْلَة مُدَّة وَحفظ وَكتب وَكَانَ لَهُ فى فن التَّارِيخ وَالسير والوقائع جمعية عَظِيمَة وَله شعر وقفت على كثير مِنْهُ فَمِنْهُ قَوْله من // قصيدة طَوِيلَة حَسَنَة الديباجة // مطْلعهَا
(سواك بقلبى لم يحلل ... وَغير مديحك لم يحل لى)
(وَغَيْرك عِنْد انْعِقَاد الامور ... اذا اشتدت الْحَال لم يحلل)
(قصدتك سعيا على ضامر ... حكانى نحولا وَلم ينْحل)
(يكَاد يسابق برق السَّمَاء ... وَلَوْلَا وجودك لم يعجل)
(وجردت من خاطرى صاحبا ... لشكوى الزَّمَان وَمَا تمّ لى)
(أعاطيه كأس الْهوى مترعا ... شكاة فَأَلْقَاهُ لم يمل لى)
(وَصَحب بجلق خلفتهم ... سواهُم بقلبى لم ينزل)
(وخضت بدمعى مذ فارقوا ... وبالصد منزل قلبى بلَى)
(فَقلت لجارى عيونى قفا ... لذكرى الحبيب مَعَ الْمنزل)
(وفتانة سمتها وَصلهَا ... فأصمت بمنظرها مقتلى)
(بقد ترنحه ذابلا ... وخد بِهِ الْورْد لم يذبل)
(مهاة من الْحور فى ثغرها ... رحيق الْحَيَاة مَعَ السلسل)
(لختم الْجمال بِهِ شامة ... وَكَانَ عَن الْعِشْق فى معزل)
(تحرش طرفى بلحظ لَهَا ... وَكَانَ عَن الْعِشْق فى معزل)
(فآبت بمهجته للحمى ... أَسِير ظبا طرفها الاكحل)
(ومدت شِرَاك دجا شعرهَا ... فصادت لطائر دمعى ولى)
وَقَوله من أُخْرَى مستهلها
(أما آن تقضى لقلبى وَعوده ... ويورق من غُصْن الاحبة عوده)
(فقد شفه دَاء من الصد متْلف ... وَلَيْسَ لَهُ غير السقام يعودهُ)
(وَمَا حَال مشتاق تناءت دياره ... وأحبابه مضنى الْفُؤَاد عميده)
(يراقب من زور النسيم زِيَارَة ... فان جَاءَهُ يذكى الجوى ويزيده)
(حكى النَّجْم بَين السحب يَبْدُو ويختفى ... اذا سَالَ أجفانا وثار وقوده)
(وَلَو كَانَ يسْعَى للزيارة مُمكنا ... لسار وَلَكِن أثقلته قيوده)
وَمن مقاطيعه قَوْله
(جذبت بمغناطيس لحظى خَاله ... فَصَارَ لجفنى نَاظرا وعلاجا)
(ومذ خَافَ من عين المراقب أنبتت ... دموع زفيرى للجفون سياجا)
وقرأت بِخَطِّهِ أنشدنى الامير المنجكى بداره بِدِمَشْق فى سنة خمس وَأَرْبَعين وَألف
(وَلما طارت الآمال شرقا ... وغربا ثمَّ لم أر لى مغيثا)
(بسطت جنَاح ذلى ثمَّ انى ... وقفت بِبَاب عزك مستغيثا)
قَالَ ثمَّ بعد مُدَّة تأملتهما ومعناهما وَقلت مَا أَحَق مثلى بهما وَمَا أحلاهما وَجعلت اذ ذَاك بَيْتَيْنِ من الْوَزْن دون القافية وهما
(وَلما ضَاقَتْ الايام ذرعا ... بأحوالى وَلم أر لى نَصِيرًا)
(شرحت فؤاد آمالى يذل ... وَقمت بِبَاب عزته فَقِيرا)
وَكَانَت وِلَادَته فى سنة اثنتى عشرَة بعد الالف وَتوفى فى سَابِع عشر شهر ربيع الثانى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بِالْقربِ من بِلَال الحبشى رضى الله عَنهُ
ــ خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر.