أحمد بن محمد بن سالم الدمشقي التغلبي أبي العباس نجم الدين

ابن صصرى

تاريخ الولادة655 هـ
تاريخ الوفاة723 هـ
العمر68 سنة
مكان الولادةدمشق - سوريا
مكان الوفاةحماة - سوريا
أماكن الإقامة
  • دمشق - سوريا
  • مصر - مصر

نبذة

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن ابى الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة ابْن مَحْفُوظ بن الْحسن بن صصري الملقب نجم الدَّين الدمشقي ولد في ذي القعدة سنة 655 خمس وَخمسين وسِتمِائَة وأحضر على الرشيد الْعَطَّار سنة 658 وبدمشق على ابْن عبد الدَّائِم وعَلى جدّه لأمه الْمُسلم بن عَدْلَانِ وعَلى ابْن أَبى الْيُسْر.

الترجمة

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن ابى الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة ابْن مَحْفُوظ بن الْحسن بن صصري
الملقب نجم الدَّين الدمشقي ولد في ذي القعدة سنة 655 خمس وَخمسين وسِتمِائَة وأحضر على الرشيد الْعَطَّار سنة 658 وبدمشق على ابْن عبد الدَّائِم وعَلى جدّه لأمه الْمُسلم بن عَدْلَانِ وعَلى ابْن أَبى الْيُسْر وتفقه على التَّاج ابْن الفركاح وَأخذ بِمصْر عَن شمس الدَّين الاصبهانى وَكتب في ديوَان الإنشاء وَكَانَ جيد الْخط فائق النظم والنثر سريع الْكِتَابَة جداً حَتَّى قيل أنه كتب خمس كراريس في يَوْم وَكَانَ فصيح الْعبارَة طَوِيل الدُّرُوس ينطوي على دين وَتعبد وَمَكَارِم وَولى قَضَاء دمشق سنة 702 ودام فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ في شهر ربيع الأول سنة 723 ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وط الت مدَّته وَكَانَ كثير التودّد والمكارم والمواددة قَالَ ابْن الزملكاني كَانَ طلق الْعبارَة لَا يكَاد يتَكَلَّم في فن إِلَّا وَيذكر دروساً طَوِيلَة وَلم يزل في نمو وارتفاع إِلَى أَن مَاتَ في التَّارِيخ الْمَذْكُور بحماه ولشعراء عصره فِيهِ غرر المدائح كالشهاب مَحْمُود وَالْجمال بن نباتة وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ العلائي مشيخة فَأَجَازَهُ بجملة دَرَاهِم وَأول مادرس بالعادلية سنة 682 ثمَّ درس بالأرمستية ثمَّ درس بالغزالية ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر ومشيخة الشُّيُوخ ثمَّ الْقَضَاء الأكبر بِدِمَشْق في التَّارِيخ السَّابِق وَكَانَ يتفضل على كل من قدم إليه من كَبِير وصغير وهداياه لَا تَنْقَطِع عَن أهل الشَّام وَلَا عَن أهل مصر مَعَ التودد والتواضع الزايد والحلم وَالصَّبْر على الْأَذَى هجاه ابْن الْمرجل بِأَبْيَات فتحيل حَتَّى وصلت إليه بِخَط النَّاظِم فاتفق أَنه دخل عَلَيْهِ فغمز مَمْلُوكه فَوضع الأبيات أَمَامه مَفْتُوحَة فَلَمَّا جلس ابْن الْمرجل لمحها فعرفها فَلَمَّا تحقق القاضي أَنه عرفهَا أَشَارَ برفعها ثمَّ أحضر لَهُ قماش وصرة فضة وَقَالَ لَهُ هَذِه جائزة الأبيات فَأَخذهَا ومدحه وَدخل عَلَيْهِ شَاعِر وَمَعَهُ قصيدتان في إحداهما هجو وفي الْأُخْرَى مدح وأضمر أَن يُعْطِيهِ الْمَدْح فإن أرضاه وإلاّ أعطَاهُ الهجو فغلط فَأعْطَاهُ الهجو فقرأه وَأَعْطَاهُ جَائِزَة وأوهم من حضر أَنه مدح فَلَمَّا خرج الشَّاعِر وجد قصيدة الْمَدْح فَعَاد وَدفعهَا إليه وَأظْهر الِاعْتِذَار فَمَا واخذه.
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني

 


أحمد بن محمد بن سالم بن أبي المواهب
الحافظ الشيخ الإمام العالم قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس بن صَصْرى الرَّبَعيّ التغلبيّ الدمشقي الشافعي.
حضر على الرشيد العطار سنة تسع، والنجيب عبد اللطيف. وسمع بدمشق من ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وجدّه لأمه المسلم بن علان. وتفقّه على الشيخ تاج الدين.
ودخل ديوان الإنشاء في ذي الحجة سنة ثمانٍ وسبعين وست مئة هو وشهاب الدين أحمد بن غانم، ونظَمَ ونَثَر، وكتب المنسوب وبهر فيه لمّا مَهَر، وكان قلمه أسرع من رجع الطرْف، ومن الذين يعبدون الله في الشِّرعة على حَرْف.
قيل: إنه كتب خمس كراريس في يوم، وهذا أمر قلّ أن يُعهَدَ من قوم. شارك الناس في فنون، وكان عنده من المسائل عيون، له عبارة فُصحى، وحافظة لا تقبل ردّ السرد نصحاً. يحفظ أربعة دروس لمدارسه، ويلقيها من فمه ويطلع في آفاقها بدور سطور كأنما يكتبها بقلمه، ولا يكاد أحد يسبقه بسلام، ولا يسمع في العفو وبالصفح عمّن يؤذيه كبير عذل أو صغير مَلام. اشتهر بذلك وعُرف، وسار ذكره بذاك واسمه أحمد وصُرف.
وله أموال ضخمة ومماليك وخدم وحشم وحشمة، وينطوي على تعبّد وديانة وعِفّة في الأحكام وأمانة، وكان بصيراً بالأحكام مسعوداً فيها، قل أنْ أتى إليه زور إلا وعرفه بديهاً، وعرفه بذلك فلم يسلك معه أحد هذه المسالك، وكان يخدم القادمين ويزورهم ويتردد إليهم وغيرهم، وهداياه في أقطار الأرض إلى أعيان الدولة ومن دونهم من أرباب الصون أو الصولة، ولذلك طالت مُدّته وعلى كنفه كِبار المذهب وأشياخه، ومحذلقوه وأشراره وفراخه، وعصره ملآن الجوانح بالأنداد والأضراب، وفي وقته من يقول: لو أنصف لرآه وهو على بابه بوّاب، ومع ذلك فلم يتكدر عليه شرب ولا تنفر له بما لا تشتهيه سِرْب، وله أصحاب وأتراب منحدون، وعشراء وخلطاء لبلاغه أخبار الناس مُتَصدّون، يواصلونه في كل يوم ولا يصدّون، ويجتمع الناس عنده في بستانه اجتماعاً عاماً، ويمد لهم خواناً قد نوّع فيه طعاماً يرون فضله تامّاً، إلى غير ذلك من أنواع الحلوى، والمأكل التي لا منَّ فيها ولا سَلْوى. يقصده الشعراء في المواسم، ويرون ثغور جوده وهي بواسم، لا يخشون مع ذلك بَوّابه ولا عَيْنه ولا حُجّابه، ويعتدّ هو أن تلك الجائزة واجبة.
وكان قد اشتغل بمصر على الأصبهاني في أصول الفقه، ودرّس بالعادليّة الصغرى، وبالأمينية، ثم بالغزاليّة، مع قضاء العسكر ومشيخة الشيوخ، وولي القضاء سنة اثنتين وسبع مئة، وأذن لجماعة في الإفتاء، وخرَّج له الشيخ صلاح الدين العَلائي مشيخة فأجاره عليها بجملة.
ولم يول على القضاء إلى أن نزل به القضا، وقضى نحبه، فأدّى حق العدم وقضى.
وتوفي رحمه الله تعالى فجاءة في نصف شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة.
وكان مولده سنة خمس وخمسين وستمئة.
ورثاه شيخنا العلامة شهاب الدين محمود وغيره.
ولشعراء زمانه فيه أمداح كثيرة. وكان العلامة شهاب الدين محمود قد كتب إلى الأمير علم الدين سنجر الدواداري يهنّيه بفتح طرابلس، ويصف جراحة أصابته بقصيدة أولها:
ما الحربُ إلا الذي تَدْمى بد اللمَمُ ... والفخر إلاّ إذا زان الوجوهَ دمُ
ولا ثبات لمن لو تلقَ جبهته ... حدّ السيوف ولا تُثنّى له قدمُ
فكتب الجواب عن ذلك قاضي القضاة نجم الدين ابن صَصْرى:
وافَى كتابك فيه الفضل والكرمُ ... فجَلّ قدراً وجَلّت عنديَ النعَمُ
وجاء من بحرٍ قد سَما وطَمى ... دُرُّ المعاني في الألفاظ تنتظمُ
وصفتَ حالي حتى خلتُ أنك قَدْ ... شاهدتها ولهيبُ الحَرَب تضطرم
وما جرى في سبيل الله محتسَبٌ ... فهو الذي لم يزل تسمو له الهِمَمُ
وجاءنا النصر والفتح المبين فلو ... شاهدت نورَ الظُّبى تُجلى به الظلمُ
غدا العَدُوُّ ذليلاً بعد عِزّته ... حُليُّ أجيادهم بَعْدَ العُقود دمُ
قد فرّق الجَمعَ منهم عَزْمُ طائفة ... لم يثنِ همتها يوم الوغى سَأمُ
تُرْكٌ إذا ما انتضوا عزماً لهم تركوا ... أمامهم كُلّ جمع وهو منْهَزمُ
لَمّا بقَتْل العِدى خاضت سيوفُهم ... صَلَّت فقبّلها يوم الوغى القمَمُ
حازوا الثوابَ الذي راموا وبعضُهم ... فازوا بما كسَبُوا منها وما غنُموا
وكنت مشتغلاً في يوم كسبهم ... عنه بما كَسْبُه عندي هو النِّعَمُ
فكيف يُطلَبُ مني الأرفغان وقد ... شَهِدْتَ لي ولهذا بيننا حكم
ألستَ أنت الذي قد قال مبتدئاً ... وذاك قولٌ بحكم الحق مُلتزم
هَجَمْتَه وسيوفُ الهند مُصْلَتةٌ ... وعُدْتَ والسَّبْيُ والأموال تقتسم
وكان همُّك في الأرواح تكسبُها ... وهمُّ غيرك فيها المالُ والنَّعَمُ
ورثاه جماعة من شعراء عصره منهم العلامة شيخنا أبو الثناء، أنشدنيها إجازة وهي قصيدة عُظمى يَرْوَى بها مَنْ يظما:
أترى دَرَى داعي المنيّة مَنْ دَعا ... أم أيّ ركن للشريعة ضُعضعا
أم أيّ طودِ حجىً ترفَع في العُلا ... عصفت به ريح الصبا فتصدّعا
أم أي نجمِ هدى هوى من بعدما ... ردّ الكواكب عن مداه طُلَّعا
أم هل درى ناعيه أن الدين وال ... تقوى ونَشْر العدل أوّلُ ما نعى
أصمى فؤادَ الحكم سهمُ فجيعةٍ ... لم يبقِ في قوس النكاية منزعا
وأعاد شرح الشرع أضيع سائم ... لمّا رماه بقصد أفضل من رعى
لله أي زريّةٍ أضحى بها ... قلب الهدي حين السكون مروّعا
طرقت جناباً بالفضائل آهلاً ... فثَنَتْه مِنْ ربّ الفضائل بَلْقَعا
وردتْ مَعين ندى ففاض وقد طمى ... ورنتْ إلى نَوْء النوال فأتلعا
ما خصَّ ما طرقت به خلصاءه ... بل عمّ فادُحها البريَّة أجمعا
قاضي القضاة ومَنْ حوى رتباً سَمَتْ ... عَنْ أن تُسامَ وبزّت مَنْ سعى
شيخ الشيوخ العارفين ومَن رقا ... رتب السلوك تعبّداً وتورُّعا
يأتمّ منه السالكون بعارفٍ ... بلغ العناء به المقام الأرفعا
وجرت له عين اليقين ففجّرت ... في حالتيه لكلّ ظام منبعا
حاوي العلوم فما تفرّق في الورى ... إلاّ الذي منها لديه تَجَمّعا
بَهَرت خلال كماله فسيادةٌ ... لا تُرْتَقى ومكارمٌ لا تُدّعى
وخلائق كالروض دبّجه الحيا ... أُصُلاً فوشّى حُلَّتَيْه ووشّعا
تواضعٌ أمسى سناه كَنَعْته ... يَدنو وقد سكن السماء تَرَفُّعا
ورياسة مُذ كان لم نعرف لها ... إلاّ إلى رتب الكمال تَطَلُّعا
ووفور حلن إن يضق عن مذنب ... عذرٌ أقام العذر عنه ووسّعا
وكتابة يكسو السجلّ جلالها ... تاجاً يزين النيّرات مُرَصَّعا
وبلاغة لا قلب إلاّ ودّ أن ... تُمْلَى وتنشَر لو تحوَّل مسمعا
وفصاحة في القول أتقن عِلْمَها ... نظماً ونثراً حين حازهما معا
وتثبّت في حكمه ومضاؤه ... تعنو له البيض القواضب خُضَّعا
وعبارة كالنيل نِيل بَيَانها ... مع أنها أروى وأعذب مشرعا
وعبادة في الليل يجزيه بها ... في الحشر مَنْ يجزي السعودَ الركّعا
مَنْ للأيامى واليتامى فارقوا ... بالرغم ذاك الكافلَ المتبرِّعا
مَنْ للجدال تضايقت طرق الهوى ... فيه يَبين به الطريق المَهْيعا
مَنْ للقضايا العقم أصبح وجهها ... إلاّ عن الذهن السليم مبرقعا
ولَكَمْ له مِن قَبْلُ غُرُّ رسائلٍ ... أبدى بها دُرَرَ البيان فأبدعا
من كل شاردةٍ ترفّعَ قَدرْها ... أن يُرتقى وسبيلها أن يُتْبَعا
الدهر أبخلُ حين جادَ بمِثله ... مِنْ أن يُديم به الوجود ممتَّعا
فأعاد وَجْهَ الأرضِ منه مُجْدِباً ... كَلْحاً وبَطنَ الأرض منه مُمْرَعا
يا مَنْ يَقِلّ له البكاء ولو غدا ... ذوبَ القلوب أسىً يَمُدّ الأدمُعا
لو سالم الدهرُ امرءاً لكماله ... لغدا لنا في خُلْد مثلك مَطعما
لكنّه الدهرُ الذي ساوى الردى ... فيه الأنامَ عصيّهم والطيِّعا
فَلأبكيّنك ما حييتُ وما البكى ... في فَقْدِ مثلكَ يا خليليَ مُقْنِعا
ولألبسنّ عليك ثوبَ كآبةٍ ... مهما تمادت مُدّتي لن يُنزعا
ولأبعثنّ من الرثاء قوافياً ... محزونةً تُبكي الحَمام السُّجعا
ولأمنَعَنْ عَيْنيَّ بعدك إن جفا ... طيفُ الخيال جُفونها أن تهجعا
ويَقِلّ ذام فإنها جهد الأخ ال ... محزون أن يُبكيك أو يتفجّعا
قلت: هذا القدر منها كافٍ، وقد بقي منها خمسة وعشرون بيتاً.
أعيان العصر وأعوان النصر- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (المتوفى: 764هـ).

 


أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ ابْن الْحسن الربعِي بن صصرى نجم الدّين الدِّمَشْقِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 655 وأحضر على الرشيد الْعَطَّار فِي سنة 57 وبدمشق على ابْن عبد الدَّائِم وعَلى جده لأمه الْمُسلم بن عَلان وَعلي ابْن أبي الْيُسْر وتفقه على التَّاج ابْن الفركاح وَأخذ بِمصْر عَن شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ خطه فائقاً ونظمه ونثره رائقاً وَكَانَ سريع الْكِتَابَة جدا حَتَّى قيل أَنه كتب خمس كراريس فِي يَوْم وَكَانَ فصيح الْعبارَة طَوِيل الدُّرُوس ينطوي على دين وَتعبد وَمَكَارِم وَولي قَضَاء دمشق سنة 720 بعد ابْن جمَاعَة ودام فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 723 وطالت مدَّته فَعدل وَأذن فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ كثير التودد والمكارم والمداراة قَالَ ابْن الزملكاني كَانَ طلق الْعبارَة لَا يكَاد يتَكَلَّم فِي نوع إِلَّا ويمعن من غير وَقْفَة وَيذكر دروساً طَوِيلَة مشروحة فَلم يزل فِي نمو وارتفاع إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قوي الحافظة وَكَانَت وَفَاته فَجْأَة ولشعراء عصره فِيهِ غرر المدائح كالشهاب مَحْمُود وَالْجمال بن نباتة وَغَيرهمَا وَله نظم حسن وَخرج لَهُ العلائي مشيخة فَأَجَازَهُ بجملة دَرَاهِم وَأول مَا درس بالعادلية سنة 82 ثمَّ درس بالأمينية سنة 90 ثمَّ درس بالغزالية سنة 94 وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ومشيخة الشُّيُوخ وَكَانَ يتفضل على كل من قدم من أَمِير وكبير وعالم وهداياه لَا تَنْقَطِع لأهل الشَّام وَلَا لأهل مصر مَعَ التودد والتواضع الزَّائِد والحلم وَالصَّبْر على الْأَذَى هجاه ابْن المرحل ببليقة فتحيل حَتَّى وصلت إِلَيْهِ بِخَط النَّاظِم فاتفق أَنه دخل عَلَيْهِ فغمز مَمْلُوكه فوضعها أَمَامه مَفْتُوحَة فَلَمَّا جلس ابْن المرحل لمحها فعرفها فَلَمَّا لحق القَاضِي أَنه عرفهَا أَشَارَ برفعها ثمَّ أحضر لَهُ بقجة قماش وصرة فضَّة وَقَالَ لَهُ خُذ هَذِه جَائِزَة البليقة فَأَخذهَا ومدحه وَدخل عَلَيْهِ شَاعِر وَمَعَهُ قصيدتان فِيهِ هجو ومدح وأضمر أَنه يُعْطِيهِ الْمَدْح فَإِن أرضاه وَإِلَّا أعطَاهُ الهجو فغلط فَأعْطَاهُ الهجو فقرأها وَأَعْطَاهُ الْجَائِزَة وأوهم من حضر أَنَّهَا الْمَدْح فَلَمَّا خرج الشَّاعِر وجد قصيدة الْمَدْح فَعَاد بهَا إِلَيْهِ وَأظْهر الِاعْتِذَار فَمَا واخذه
-الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني-

 

 

أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب بن صصرى
قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الربعِي التغلبي
حضر على الرشيد الْعَطَّار والنجيب عبد اللَّطِيف وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وتفقه على الشيح تَاج الدّين ابْن الفركاح
وَكَانَ ذَا رياسة وسؤدد حكم بِدِمَشْق نيفا وَعشْرين سنة يصفح ويغضى ويمنح الجزيل وَيَقْضِي
وَقد ذكره الشَّيْخ جمال الدّين بن نباتة فِي سجع المطوق فَأحْسن فِي وَصفه وَأطَال وَمن كَلِمَاته فِيهِ مَا الْغَيْث وَإِن ثجت سحبه وأسف فويق الأَرْض هيديبه وَرمى الْمحل بسهامه وَتَبَسم ثغر برده من لعس غمامه بأسمح من الْغَيْث الَّذِي يُخرجهُ لنا من ردنه وَهُوَ يَده الْمُقبلَة والسحب الَّتِي يجريها بأرزاق عفاته وَهِي أقلامه المؤملة كلا وَلَا الْبَحْر وَإِن جَاشَتْ غواربه وهاجت عجائبه واستمدت من قطرات لجه الدَّائِم الغزار وعلت كل موجة إِلَى منال الشَّمْس فَكَأَنَّهَا على الْحَقِيقَة علم فِي رَأسه نَار بأمد من مواهبه وَمَا سقت وأعجب من علومه وَمَا وسقت
وَمِنْهَا مَا شهِدت الدُّرُوس أسْرع من نَقله وَلَا وَالله النُّفُوس أبرع من عقله وَمَا ظفر بِمثلِهِ زمَان وَإِن حلف ليَأْتِيَن بِمثلِهِ
وَمِنْهَا نظما
(أندى الْبَريَّة والأنواء ماحلة ... وأسبق النَّاس والسادات تزدحم)
(حبر تجَاوز قدر الْمَدْح من شرف ... كالصبح لَا غرَّة يَحْكِي وَلَا رثم)
(لَكِنَّهَا نفحات من منائحه ... تكَاد تحيا بهَا فِي رمسها الرمم)
(مُجَرّد الْعَزْم للعلياء إِذْ عجزت ... عَنْهَا السراة وَقَالُوا إِنَّهَا قسم)
(تصنعوا ليحاكوا صنع سؤدده ... يَا شيب كم جهد مَا قد يكتم الكتم)
(رام الأقاصي حَتَّى جازها وَمضى ... تبَارك الله مَاذَا يبلغ الهمم)
(لَا يطرد الْمحل إِلَّا صوب نائله ... وَلَا يحول على أَفعاله النَّدَم)
(فِي كل يَوْم يُنَادي جود رَاحَته ... هَذَا فَتى الندى لَا مَا ادّعى هرم)
(يمم حماه ودافع كل معضلة ... مهيبة الجرم تعلم أَنه حرم)
(واحسن وَلَاء معاليه فَمَا سفلت ... عَزِيمَة بولاء النَّجْم تلتزم)
(لَو أَن للدهر جُزْءا من محاسنه ... لم يبْق فِي الدَّهْر لَا ظلم وَلَا ظلم)
(قَالَت أياديه للحساد عَن كثب ... مَا أقرب الْعِزّ إِلَّا أَنَّهَا همم)
(لما أبان بِهِ للنجم أَن لَهُ ... عزما يرى فرص الْإِحْسَان تغتنم)
(وَالْمجد لَا تنثني يَوْمًا معالمه ... إِلَّا بِنَقص من الْأَمْوَال تنهدم)
(وللسيادة معنى لَيْسَ يُدْرِكهُ ... من طَالب الذّكر إِلَّا باحث فهم)
(تستشرف الأَرْض مَا حلت مواطئه ... كَأَنَّمَا الوهد فِي آثاره أكم)
وَهِي قصيدة غراء اقتصرنا مِنْهَا من الْمَدْح على مَا أوردناه
ولقاضي الْقُضَاة نجم الدّين نظم حسن وَقد ولي الْقَضَاء وَقَبله التوقيع وَعمل فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة
توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة ورثاه جمَاعَة مِنْهُم الأديب شهَاب الدّين مَحْمُود بِأَبْيَات طَوِيلَة مِنْهَا هَذَا
(قَاضِي الْقُضَاة وَمن حوى رتبا سمت ... عَن أَن تسام سنا وبزت من سعا)
(شيخ الشُّيُوخ العارفين وَمن رقى ... رتب السلوك تعبدا وتورعا)
(حاوي الْعُلُوم بِمَا تفرق فِي الورى ... إِلَّا الَّذِي مِنْهَا إِلَيْهِ تجمعَا)
طبقات الشافعية الكبرى - تاج الدين السبكي

 

 

القاضي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن سالم بن الصصْري الرّبعي الدمشقي الشافعي، المتوفى في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، عن ثمان وستين سنة.
سمع الحديث من والده وجدّه لأمه وابن عبد الدائم ورحل إلى مصر وسمع من علمائها وتفقه على الشيخ تاج الدين الفَزَاري وقرأ الأصول على شمس الدين الأصفهاني ودرس بالعادلية والغزالية والأتابكية بعد الشيخ صفي الدين الهندي ومشيخة الصوفية إلى أن مات. وكان حسن الأخلاق، له نظم ونثر وكتاب سمَّاه "الروض المنمق" وديوان شعر. من "عقود الجمان".
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.

 

 

أحمد بن محمد بن سالم، أبو المواهب، نجم الدين ابن صصريّ:
قاض، من الكتاب، له نظم. وكان من العلماء بالحديث. من أهل دمشق. عمل في دار الإنشاء وولي قضاء القضاة سنة 702هـ إلى أن مات بحماة. ولشعراء عصره مدائح فيه كثيرة. ورثاه بعد موته شهاب الدين محمود وآخرون. وأورد ابن شاكر أبياتا منسوبة إليه، فيها رقة. وخرّج له العلائي (مشيخة) .