محمد بن محمد بن محمد السرخسي رضي الدين برهان الإسلام
تاريخ الوفاة | 571 هـ |
مكان الوفاة | دمشق - سوريا |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد بن محمد بن محمد رضي الدين برهان الإسلام السرخسي.
مصنف "المحيط" وهو أربع مصنفات: كبير في أربعين مجلدا، ومتوسط في اثني عشر مجلدا، وصغير في أربع مجلدات، ومختصر في مجلدين.
وقدم حلب فدرَّس بعد محمود الغزنوي، فنُسِب إلى غير ما اشتهر به وإنه لم يصنف المحيط لقصوره في الفقه عن ذلك، وأنه تصنيف شيخه، فادعاه لنفسه وأنه كثير التصحيف، يقول في"الجبائر":"الخبائر"!.
وكتبوا فيه إلى نور الدين الشهيد، فعزله عن التدريس.
وقدم دمشق، فدرَّس بالخاتونية.
ولما مرض تصدق بستمائة دينار.
تاج التراجم - لأبي الفداء زين الدين أبي العدل قاسم بن قُطلُوبغا السودوني
محمد بن محمد بن محمد الملقب برضي الدين السرخسي مصنف المحيط كان إمامًا كبيراً جامع العلوم العقلية والنقلية أخذ العلم عن الصدر الشهيد حسام الدين عمر عن أبيه برهان الدين الكبير عبد العزيز عن الحلوانى عن أبي على النسفي عن محمد بن الفضل .. قال في الجواهر المضية قال ابن العديم قدم حلب ودرس بالنورية والحلاوية بعد محمود الغزنوى فتعصب عليه جماعة ونسبوه إلى التقصير وحاله في الفقه يقصر وذكروا أن هذا الكتاب تصنيف شيخه وأنه ادعاه لنفسه وكان أكثر الناس تعصباً عليه شيخنا افتخار الدين أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل البلخي ثم الحلبي الهاشمي وكتبوا فيه رقاعا إلىى نور الدين محمود بن زنكي وأخذوا عليه تصحيفاً كثيراً فانعزل عن التدريس وسار إلى دمشق. وكان صاحب البدائع قد ورد في ذلك الزمان رسولا فكتب له نور الدين خطة بالمدرسة الحلاوية فتولى التدريس بها وتوفي الرضى بدمشق. ولما مرض أخرج ستمائة دينار وأوصى أن تنفق على الفقهاء انتهى. وصادفت ما حرره مولانا قطب الدين الحنفي نزيل مكة وكان قد ألف طبقات الحنفية وطالع عليها نسخاً كثيرة وعملها في مدة مديدة ثم احترق مع كتبه وكان في صدد تجديدها حيث قال في ترجمته برهان الدين صاحب المحيط البرهاني محمود بن الصدر السعيد تاج الدين أحمد بن برهان الدين الصدر الكبير عبد العزيز بن عمر بن مازه ابن أخ الحسام الصدر الشهيد وحسام الدين أستاذ صاحب المحيط وصاحب الهداية ويعنى بصاحب المحيط رضى الدين برهان الإسلام محمد بن محمد بن محمد السرخسي مصنف المحيط الكبير. قال الفيروزآبادي في ترجمته هذا المحيط نحو من أربعين مجلداً رأيته بشيراز وملكته وهو أربع محيطات والثاني عشر مجلدات والثالث أربع مجلدات والرابع في مجلدين وهذه الثلاثة الأخيرة موجودة بمصر والشام. وكان وفاته يعنى رضى الدين في سنة أربع وأربعين وخمسمائة انتهى كلام الفيروزآبادى. قلت فلعل هذا المحيط هو البرهاني لمحمود نسبة للمؤلف إلى جده برهان الأئمة. قال أن أمير حاج في شرحه على مقدمة أبي الليث بعد أن استطرد إلى نقل مسألة من المحيط البرهاني هذا المحيط لا يوجد بديارنا والموجود بايدى الناس إنما هو المحيط الرضوي انتهى. ويظهر إلى أن صاحب المحيط البرهاني متأخر عن صاحب المحيط الرضوى قليلا انتهى كلام قطب الدين. وكما قال الفيروزآبادى في ترجمة رضي الدين قال عبد القادر أيضاً في الجواهر المضية محمد بن محمد بن محمد الملقب برضى الدين برهان الإسلام السرخسي مصنف المحيط وهو أربع مصنفات المحيط الكبير وهو نحو من أربعين مجلداً أخبرني بعض أصحابنا الحنفية أنه رآه في بعض بلاد الروم والثاني عشر مجلدات والثالث أربع مجلدات والرابع في مجلدين وهذه الثلاثة رأيتها بالقاهرة وملكت منها اثنين الصغير والوسط انتهى. وقال المولي الفاضل على بن أمر الله بن محمد الشهير بابن الحنائى هذا الموضع مما ضبط فيه المصنف ولم يحط به علماً والصواب أن المحيط الذي جعله كبيراً ليس تصنيف رضي الدين السرخسى إنما تصنيفه المحيط الذى جعله وسطاً والذي جعله صغيراً وأما الكبير فهو للإمام برهان الدين ابن أخ الصدر الشهيد وأصحابنا يفرقون بين المحيطين فيقولون للكبير المحيط البرهانى ولغيره المحيط السرخسي.
(قال الجامع) كما قال الفيروزآبادي قال صاحب مدينة العلوم من الكتب الفقهية المحيط للشيخ رضي الدين برهان الإسلام محمد بن محمد بن محمد السرخسي صنف المحيط أربع مصنفات كبير في أربعين مجلداً ومتوسط في اثني عشر مجلداً وصغير في مجلدات أربعة وصغير في مجلدين وقدم حلب ودرس بعد محمود الغزنوي انتهى. وفى كشف الظنون محيط السرخسي عشر مجلدات ويقال له الرضوي صنفه أولا ثم لخصه قال فيه جمعت عامة مسائل الفقه مع مبانيها ومعانيها أبدأ كل باب بمسائل المبسوط لما أنها أصول مثبتة وأردفها بمسائل النوادر لما انها أصول المسائل المنزوعة ثم بمسائل الجامع وسماة محيطا لشموله على مسائل الكتب وفوائدها أوله الحمد لله ذى المجد والجلال انتهى. وفيه أيضاً المحيط الرضوى أربعة مجلدات لرضي الدين بن العلاء الصدر الحميد محمد بن محمد بن محمد السرخسى الحنفي ومحيطاته ثلاثة الأول عشر مجلدات والثاني أربعة والثالث مجلدان وهذه الثلاثة موجودة بمصر والروم والشام. وقال ابن الحنائي في حواشيه على الدرر على قوله في أوائل الكتاب واختاره في المحيط ما نصه أراد به محيط الإمام رضي الدين السرخسي وهو ثلاثة نسخ كبرى وهى المشهورة بالمحيط حيث أطلق غالباً ووسطى وصغرى انتهى وفي حواشى الأشباه والنظائر للسيد أحمد الحموي عند عد صاحب الأشباه الكتب التى طلعها وذكر منها المحيط الرضوي. قيل لم يقف المصنف على المحيط البرهانى ولا على الذخيرة البرهانية التى هى مختصر المحيط وهما لمصنف واحد وهو برهان الدين محمود بن تاج الدين أحمد وهو ابن أخي الصدر الشهيد عمر بن برهان الدين عبد العزيز بن عمر بن مازه وأبوه أيضاً إمام كبير يعرف بالتاج السعيد إلا أنه لم يعرف له مؤلف مشهور وكثيراً ما يغلط فيه الطلبة فيظنون أنه صاحب المحيط الكبير أعني رضى الدين محمد بن محمد بن محمد السرخسى وليس كذلك. أقول سيأتي في كلام المصنف النقل عن المحيط البرهانى فإن صح ما ذكره هذا القائل يكون نقل المصنف منه بالواسطة انتهى. وقال ابن نجيم المصرى صاحب الأشباه في رسالته التى ألفها في صورة وقف اختلف الأجوبة فيها راداً على بعض المخالفين المستندين بمسئلة مذكورة في المحيط البرهاني أنه نقلها من المحيط البرهانى وقد قال ابن أمير حاج في شرح منية المصلى أنه مفقود في ديارنا وعلى تقدير أنه ظفر به دون أهل عصره لم يحل النقل منه ولا الإفتاء عنه صرح به في فتح القدير من كتاب القضاء أنه لا يحل النقل من الكتب الغريبة وقد رأيت هذه العبارة بعينها وحروفها في المحيط الرضوي فأخذها منه ونسبها إلى البرهاني ظناً منه أنه لا يطلع على كذبه أحد انتهى.
(قلت) لقد أوحشتني هذه العبارات المختلفة من وجوه أحدها أنه يعلم من إفادة صاحب الجواهر المضية وصاحب المدينة وصاحب القاموس أن المحيط الكبير الذى هو نحو من أربعين مجلداً للسرخسى وابن الحنائي يقول أن المحيط البرهاني لصاحب الذخيرة محمود بن أخى الصدر الشهيد وثانيها أنه يعلم من كلامهم أن لرضي الدين أربع محيطات ومن المعلوم أن لصاحب الذخيرة أيضاً محيطاً مشهوراً بالمحيط البرهاني فيكون هو محيطاً خامساً وإن الحنائى يقول أن له ثلاث محيطات والرابع هو المحيط البرهاني وثالثها أنه يعلم من كلام ابن أمير حاج أن المفقود في ديار الشام هو المحيط البرهاني وكلام الفيروزآبادي صاحب القاموس يحكم بأن المفقود هو المحيط الكبير الرضوى ورابعها أنه ذكر القطب المكي ظناً أن صاحب المحيط البرهاني متأخر قليلا عن صاحب المحيط الرضوي مع أنه ذكر هو وغيره أن صاحب المحيط الرضوى تلميذ للصدر الشهيد ومن المعلوم أن صاحب المحيط البرهاني أيضاً تلميذ لعمه الصدر الشهيد وقد ذكر في ديباجة الذخيرة الذى هو ملخص المحيط حسام الدين بلفظ الأستاذ فيلزم أن يكون متعاصرين لا متقدماً ومتأخراً إلا أن يقال مراده تأخر وفاة صاحب المحيط البرهانى وخامسها أن مفاد كلام جماعة أن النسخة الكبرى من محيطات السرخسى نحو أربعين مجلدًا ومفاد كلام ابن الحنائي أنها المحيط البرهاني والنسخة الكبرى من محيطات السرخسي نحو عشر مجلدات وسادسها أن مفاد كلام ابن الحنائى أن المحيط إذا أطلق يراد به النسخة الكبرى من محيطات السرخسى غالبًا وهو خلاف ما صرح به ابن أمير حاج في حلية المحلى شرح منية المصلى من أن المراد به حيث أطلق في الكتب المتداولة المحيط البرهاني.
(وقد) طالعت من المحيط الرضوي الذي ذكروا أنه عشر مجلدات مجلدًا مشتملا على كتاب الطهارة ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحيض ثم الحج ثم الكسب ثم البيوع ثم النكاح ثم النفقة ثم الطلاق أوله الحمد لله ذى المجد والجلال والكرم والأفضال والعدل في الأفعال الخ وقال بعد ما وصف علم الفقه جمعت في هذا الكتاب عامة مسائل الفقه مع مبانيها على حسن ترتيبها وجودة تقسيمها إلى أن قال وبدأت كل باب بمسائل المبسوط لم أنها أصول مثبتة وأردفتها بمسائل النوادر والنوازل لما أنها من أصول المسائل منزوعة ثم أعقبتها بمسائل الجامع لما أنها من زبدة الفقه مجموعة ثم ختمتها بمسائل الزيادات لما أنها على فروع الجامع مزيدة وسميته محيطًا لما أنه محيط بمسائل الكتب الخ وطلعت أيضًا منه مجلدًا آخر مشتملا على كتب الوكالة والكفالة والحوالة والرهن والمسابقة والرهان ومجلدًا آخر مشتملا على كتب القصاص والديات والحدود والسرقة والغصب والإكراه ولوصايا ومجلدًا آخر وبه يتم الكتاب فيه كتاب حساب الوصية وكتاب العتق في المرض وكتاب الدور وكتاب الفرائض.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلامَة الملقب رَضِي الدّين وبرهان الْإِسْلَام السَّرخسِيّ كَانَ إِمَامًا كَبِيرا مُصَنف الْمُحِيط وَهُوَ أَربع مصنفات الْمُحِيط الْكَبِير وَهُوَ نَحْو من أَرْبَعِينَ مجلدا أَخْبرنِي بعض أَصْحَابنَا الْحَنَفِيَّة أَنه رَآهُ فى بِلَاد الرّوم وَالْمُحِيط الثَّانِي عشر مجلدات وَالْمُحِيط الثَّالِث أَربع مجلدات وَالْمُحِيط الرَّابِع فى مجلدين وَالثَّلَاثَة رَأَيْتهَا بِالْقَاهِرَةِ وملكت مِنْهَا اثْنَيْنِ الصَّغِير والأوسط قَالَ ابْن العديم قدم حلب ودرس بالنورية والحلاوية بعد مَحْمُود الغزنوي فتعصب عَلَيْهِ جمَاعَة ونسبوه إِلَى التَّقْصِير وَإِلَى أَنه ادّعى تصنيف الْمُحِيط وحاله فى الْفِقْه يقصر عَن ذَلِك وَذكروا أَن هَذَا الْكتاب تصنيف شَيْخه وَأَنه وَقع بِهِ وادعاه لنَفسِهِ وَكَانَ أَكثر النَّاس فى ذَلِك تعصبا عَلَيْهِ شَيخنَا افتخار الدّين ابْن الْفضل الْهَاشِمِي قَالَ ابْن العديم أَخْبرنِي خَليفَة بن سُلَيْمَان بن خَليفَة قَالَ قدم الرضي السَّرخسِيّ صَاحب الْمُحِيط حلب وَذكر الدَّرْس وَكَانَ فى لِسَانه لكنة فتعصب عَلَيْهِ الْفُقَهَاء وَكَتَبُوا فِيهِ رِقَاعًا إِلَى نور الدّين مَحْمُود ابْن زنكي يذكرُونَ أَنهم أخذُوا عَلَيْهِ تصحيفا كثيرا من ذَلِك أَنه قَالَ فى الجباير الخباير فعزل عَن التدريس فَسَار إِلَى دمشق وَكَانَ السكاساني صَاحب الْبَدَائِع قد ورد فى ذَلِك الزَّمَان رَسُولا فَكتب لَهُ نور الدّين خطة بِالْمَدْرَسَةِ الحلاوية فَمضى فى الرسَالَة ثمَّ عَاد وتولي التدريس بهَا وَتَوَلَّى الرضي بِدِمَشْق تدريس الحاتونية فَلَمَّا مرض فتق كعاب الْمُحِيط وَأخرج مِنْهُ سِتّ مائَة دِينَار وَأوصى أَن تفرق على الْفُقَهَاء بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة وَأَبوهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَاج الدّين تقدم ذكر الإِمَام رَضِي الدّين فى الْمُحِيط فى بَاب الْوَصِيَّة بِمثل النَّصِيب قَالَ حكى أستاذنا الإِمَام الْأَجَل حسام الدّين عمر بن عبد الْعَزِيز بن مازة عَن وَالِده برهَان الدّين أَن طَريقَة الخطابين عرفت بِالْوَحْي
-الجواهر المضية في طبقات الحنفية - عبد القادر بن محمد بن نصر الله القرشي محيي الدين الحنفي-
محمد بن محمد، رضيّ الدين السرخسي:
فقيه من أكابر الحنفية. أقام مدة في حلب، وتعصب عليه بعض أهلها فسار إلى دمشق، وتوفي فيها.
له (المحيط الرضوي - خ) أجزاء منه، في الفقه، وهو كبير في زهاء اربعين مجلدة، وثلاثة كتب أخرى باسم (المحيط) أحدها في عشر مجلدات، والثاني في أربع، والثالث في جزءين، و (الطريقة الرضوية - خ) فقه، و (الوسيط - خ) و (الوجيز - خ) في إسطنبول .
-الاعلام للزركلي-