بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي أبي عبد الرحمن
تاريخ الوفاة | 218 هـ |
مكان الوفاة | بغداد - العراق |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
بشر بن غياث بن عبد الرحمن المريسي.
قال الصيمري: ومن أصحاب أبي يوسف خاصة: بشر بن غياث المريسي.
له تصانيف وروايات عن أبي يوسف.
وكان من أهل الورع والزهد.
رغب الناس عنه لاشتهاره بالكلام، وخوضه في ذلك.
مات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
تاج التراجم - لأبي الفداء زين الدين أبي العدل قاسم بن قُطلُوبغا السودوني
المريسي:
المُتَكَلِّمُ المُنَاظِرُ البَارِعُ أبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِشْرُ بنُ غِيَاثِ بنِ أَبِي كَرِيْمَةَ العَدَوِيُّ مَوْلاَهُمُ البَغْدَادِيُّ المَرِيْسِيُّ مِنْ مَوَالِي آلِ زَيْدِ بنِ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
كَانَ بِشْرٌ مِنْ كِبَارِ الفُقَهَاءِ. أَخَذَ عَنِ: القَاضِي أَبِي يُوْسُفَ وروى عن: حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ وَسُفْيَانَ بنِ عُيَيْنَةَ.
وَنَظَرَ فِي الكَلاَمِ فَغَلَبَ عَلَيْهِ، وَانْسَلَخَ مِنَ الوَرَعِ وَالتَّقْوَى وَجَرَّدَ القَوْلَ بِخَلْقِ القُرْآنِ، وَدَعَا إِلَيْهِ حَتَّى كَانَ عَيْنَ الجَهْمِيَّة فِي عَصْرِهِ وَعَالِمَهُم فَمَقَتَهُ أَهْلُ العِلْمِ وَكَفَّرَهُ عِدَّةٌ، وَلَمْ يُدْرِكْ جَهْمَ بنَ صَفْوَانَ بَلْ تَلَقَّفَ مَقَالاَتِهِ مِنْ أَتْبَاعِهِ.
قَالَ البُوَيْطِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ: نَاظَرْتُ المَرِيْسِيَّ فَقَالَ: القُرْعَةُ قِمَارٌ. فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيْثَ عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ فِي القُرْعَةِ ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَهُ لأَبِي البَخْتَرِيِّ القَاضِي فَقَالَ: شَاهِداً آخَرَ وَأَصْلِبُهُ.
وَقَالَ أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ: كَانَ وَالِدُ بِشْرٍ يَهُوْدِيّاً قَصَّاراً صَبَّاغاً فِي سُوَيْقَةِ نَصْرٍ.
وَلِلمَرِيْسِيِّ تَصَانِيْفُ جَمَّةٌ.
ذَكَرَهُ النَّدِيْمُ، وَأَطْنَبَ فِي تَعْظِيْمِهِ، وَقَالَ: كَانَ دَيِّناً وَرِعاً مُتَكَلِّماً. ثُمَّ حَكَى أَنَّ البَلْخِيَّ قَالَ: بَلَغَ مِنْ وَرَعِهِ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَطَأُ أَهْلَهُ ليلًا مخافة الشُّبْهَةِ، وَلاَ يَتَزَوَّجُ إلَّا مَنْ هِيَ أَصْغَرُ مِنْهُ بِعَشْرِ سِنِيْنَ مَخَافَةَ أَنْ تَكُوْنَ رَضِيْعَتَهُ.
وَكَانَ جَهْمِيّاً لَهُ قَدَرٌ عِنْدَ الدَّوْلَةِ، وَكَانَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ، وَقَالَ مَرَّةً لِرَجُلٍ اسْمُهُ كَامِلٌ: فِي اسْمِهِ دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ الاسْمَ غَيْرُ المُسَمَّى.
وَصَنَّفَ كِتَاباً فِي التَّوْحِيْدِ، وَكِتَابَ الإِرْجَاءِ وكتاب الرد على الخوارج، وكتاب الاستطاعة، والرد عَلَى الرَّافِضَةِ فِي الإِمَامَةِ وَكِتَابَ كُفْرِ المُشَبِّهَةِ وكتاب المعرفة، وكتاب الوَعِيْدِ وَأَشْيَاءَ غَيْرَ ذَلِكَ فِي نِحْلَتِهِ.
وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِيَزِيْدَ بنِ هَارُوْنَ: عِنْدنَا بِبَغْدَادَ رَجُلٌ يُقَال لَهُ: المَرِيْسِيُّ يَقُوْلُ: القُرْآنُ مَخْلُوْقٌ فَقَالَ: مَا فِي فِتْيَانِكُمْ مَنْ يَفْتِكُ بِهِ؟.
قُلْتُ: قَدْ أُخِذَ المَرِيْسِيُّ فِي دَوْلَةِ الرَّشِيْدِ وَأُهِينَ مِنْ أَجْلِ مَقَالَتِهِ. رَوَى أبي دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَهْدِيٍّ أَيَّامَ صُنِعَ بِبِشْرٍ مَا صُنِعَ يَقُوْلُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوْسَى يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ، وَإِلاَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ.
وَقَالَ المَرُّوْذِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ وَذَكَرَ المَرِيْسِيَّ فَقَالَ: كَانَ أبيهُ يَهُوْدِيّاً أي شي تُرَاهُ يَكُوْنُ؟!
وَقَالَ أبي عَبْدِ اللهِ: كَانَ بِشْرٌ يَحْضُرُ مَجْلِسَ أَبِي يُوْسُفَ فَيَصِيْحُ، وَيَسْتَغِيثُ فقال له أبي
يُوْسُفَ مَرَّةً: لاَ تَنْتَهِي أَوْ تُفْسِدَ خَشَبَةً. ثم قال أبي عَبْدِ اللهِ: مَا كَانَ صَاحِبَ حُجَجٍ بَلْ صَاحِبَ خُطَبٍ.
وَقَالَ أبي بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنِ الصَّلاَةِ خَلْفَ بِشْرٍ المَرِيْسِيِّ فَقَالَ: لاَ تُصَلِّ خَلْفَهُ.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ: بِشْرٌ المَرِيْسِيُّ كَافِرٌ.
وَقُلْتُ: وَقَعَ كَلاَمُهُ إِلَى عُثْمَانَ بنِ سَعِيْدٍ الدَّارِمِيِّ الحَافِظِ فَصَنَّفَ مُجَلَّداً فِي الرَّدِّ عَلَيْهِ.
وَمَاتَ: فِي آخِرِ سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ، وَمائَتَيْنِ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِيْنَ فَهُوَ بِشْرُ الشَّرِّ، وَبِشْرٌ الحَافِي بِشْرُ الخَيْرِ، كَمَا أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ هُوَ أَحْمَدُ السُّنَّةِ، وَأَحْمَدَ بنَ أَبِي دُوَادَ أَحْمَدُ البِدْعَةِ.
وَمَنْ كُفِّرَ بِبِدْعَةٍ وَإِنْ جَلَّتْ لَيْسَ هُوَ مِثْلَ الكَافِرِ الأَصْلِيِّ، وَلاَ اليَهُوْدِيِّ وَالمَجُوْسِيِّ أَبَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَصَامَ وَصَلَّى وَحَجَّ، وَزَكَّى وَإِنِ ارْتَكَبَ العَظَائِمَ، وضَلَّ وَابِتَدَعَ كَمَنْ عَانَدَ الرَّسُوْلَ وَعَبَدَ الوَثَنَ وَنَبَذَ الشَّرَائِعَ وَكَفَرَ وَلَكِنْ نَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنَ البدع، وأهلها.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي
بشر بن غياث بن أبي كريمة عبد الرحمن المريسي، العَدَوى بالولاء، أبو عبد الرحمن:
فقيه معتزلي عارف بالفلسفة، يرمى بالزندقة. وهو رأس الطائفة (المريسية) القائلة بالإرجاء، وإليه نسبتها. أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، وقال برأي الجهمية، وأوذي في دولة هارون الرشيد. وكان جده مولى لزيد بن الخطاب. وقيل: كان أبوه يهوديا. وهو من أهل بغداد ينسب إلى (درب المريس) فيها. عاش نحو 70 عاما. وقالوا في وصفه: كان قصيرا، دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، كبير الرأس والأذنين. له تصانيف. وللدارمي كتاب (النقض على بشر المريسي - ط) في الرد على مذهبه .
-الاعلام للزركلي-
بشر بن غياث المريسي : أخذ العلم عن أبي يوسف خاصة، وغلبه الكلام وعنه أخذ حسين النجار الذي تنتسب إليه النجارية بالري.
- طبقات الفقهاء / لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي -.
بشر المريسي
أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي الفقيه الحنفي المتكلم؛ هو من موالي زيد بن الخطاب، رضي الله عنه.
أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف الحنفي، إلا أنه استغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وحكي عنه في ذلك أقوال شنيعة، وكان مرجئاً، وإليه تنسب الطائفة المريسية من المرجئة، وكان يقول: إن السجود للشمس والقمر ليس بكفر، ولكنه علامة الكفر. وكان يناظر الإمام الشافعي رضي الله عنه، وكان لا يعرف النحو ويلحن لحناً فاحشاً، وروى الحديث عن حماد ابن سلمة وسفيان بن عيينة وأبي يوسف القاضي وغيرهم، رحمهم الله تعالى. ويقال: إن أباه كان يهودياً صياغاً بالكوفة، وذكر ابن أبي عون الكاتب في كتاب " الأجوبة " أن أم بشر المريسي شهدت عند بعض القضاة فجعلت تلقن امرأة معها الشهادة، فقال الخصم للقاضي: ما تراها تلقنها، قالت له: يا جاهل إن الله تعالى يقول أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى - الآية قال عمارة بن وثيمة: أخبرني عبد الله بن إسماعيل بن عياش قال: كتب بشر المريسي إلى رجل يستقرض منه شيئا فكتب إليه الرجل: الدخل قليل والدين ثقيل والمال مكذوب عليه، فكتب إليه بشر: إن كنت كاذباً فجعلك الله صادقا، وإن كنت معتذراً بباطل فجعلك الله معتذراً بحق.
وقال القاسم بن إسماعيل: قال لي الجاحظ: قال بشر المريسي وقد سئل عن رجل فقال: هو على أحسن حال واهنئوها، فضحك الناس من لحنه، فقال قالسم التمار: ماهذا إلا صواباً مثل قول ابن هرمة وهو:
ان سليمى والله يكلؤها ... ضنت بشيء ما كان يرزؤها قال: فشغل الناس عن لحن المريسي بتفسير القاسم] .
وتوفي في ذي الحجة سنة ثماني عشرة، وقيل: تسع عشرة ومائتين، ببغداد.
والمريسي - بقتح الميم وكرس الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها سين مهملة - هذه النسبة إلى مريس وهي قرية بمصر، هكذا ذكره الوزير أبو سعد في كتاب النتف والطرف، وسمعت أهل مصر يقولون: إن المريس جنس من السودان بين بلاد النوبة وأسوان من ديار مصر وكأنهم جنس من النوبة، وبلادهم متاخمة لبلاد أسوان، وتأتيهم في الشتاء ريح باردة من ناحية الجنوب يسمونها المريسي، ويزعمون أنها تأتي من تلك الجهة، والله أعلم، ثم إني رأيت بخط من يعتني بهذا الفن أنه كان يسكن في بغداد بدرب المريس فنسب إليه، قال: وهوبين نهر الدجاج ونهر البزازين، قلت: والمريس في بغداد هو الخبز الرقاق يمرس بالسمن والتمر كما يصنعه أهل مصر بالعسل بدل التمر، وهو الذي يسمونه البسيسة.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
بشر بن غياث بن عبد الرحمن المريسى المعتزلي
أدرك مجلس أبي حنيفة وأخذ نبذاً منه ثم لازم أن يوسف وأخذ الفقه عنه وبرع حتى صار من أخص أصحابه وكان ذا ورع وزهد غير أنه رغب عنه الناس لاشتهاره بعلم الكلام والفلسفة وكان أبو يوسف يذمه ويعرض عنه مات سنة ثمان وعشرين ومائتين وله تصانيف وروايات كثيرة عن أبي يوسف وفي المذهب أقوال غربية منها جواز أكل الحمار.
(قال الجامع) المريسي بفتح الميم وكسر الراء المهملة بعدها المثناة التحتية في آخره سين مهملة نسبة إلى مريس قرية بمصر كذا ذكره السمعاني وقال إليها ينسب بشر المريسى وأرخ وفاته سنة ثمانية عشر وحكى بصيغة قيل تسعة عشر وقال في وصفه هو أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسى مولى زيد بن الخطاب من أصحاب الرأى أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي إلا أنه اشتغل بالكلام وحرر القول يخلق القرآن وحكى عنه أقوال شنيعة ومذاهب منكرة عند أهل العلم كفّره أكثرهم لاجلها وقد أسند من الحديث شيئاً يسيراً عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة وأبى يوسف وغيرهم وكان بينه وبين الشافعى مناظرات وإليه تنسب الطائفة من المرجئة التى يقال لها المريسية. وفي ميزان الاعتدال بشر بن غياث مبتدع ضال لا ينبغي أن يروى عنه تفقه على أبي يوسف فبرع وأتقن علم القرآن ثم حرر القول يخلق القرآن وناظر عليه ولم يدرك الجهم بن صفوان وإنما أخذ مقالته ودعا إليها وسمع عن حماد بن سلمة وغيره وقال أبو النضر هاشم ابن القاسم كان والد بشر المريسى يهودياً قصاراً صباغاً قلت وكان بشر آخذ في دولة الرشيد وأوذي لأجل مقالته وقال قتيبة بن سعيد بشر المريسي كافر مات سنة ثمان عشرة ومائتين وقال أبو زرعة الرازى بشر المريسى زنديق انتهى ملخصاً.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية - أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي.
وكان صحب مجوسياً في سفر فقال له بشر: أسلم، قال المجوسي: حتى يريد الله، قال: قد أراد الله ذلك وشاءه ولكن الشيطان ليس يدعك، قال المجوسي: فأنا مع أقواهما، فقطعه وأفحمه.
وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبو العباس شمس الدين أحمد ابن خلكان البرمكي الإربلي
بشر المريسي، الشيخ أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كَرِيمة المريسي الحنفي، المتوفى سنة ثماني عشرة ومائتين.
كان مولى زيد بن الخطَّاب وكان يسكن بدرب المريس. تفقه على أبي يوسف واشتغل بالكلام وجرَّد القول بخلق القرآن. وينسب إليه البشرية من المعتزلة، حكي عنه أقوال شنيعة أنكر العلماء عليها وكفَّره أكثرهم لأجلها. ذكرناه تبعاً لـ"العبر" وتحذيراً منه. قال في "الجواهر": وله أقوال في المذهب [غريبة: ] كجواز أكل لحم الحمار ووجوب الترتيب في جميع العمر. ذكره عنه صاحب "الخلاصة" انتهى.
وقال الجرجاني وله "الأصول" مثل أصول محمد بن الحسن وكتابه المعروف "بالحجج" أحسن من كتاب المزني. انتهى منه.
قال صاحب "الجواهر": برع في الفقه والفلسفة قال الصّيمري: كان من أهل الورع غير أنه رغب الناس عنه في ذلك الزمان لاشتهاره بعلم الكلام وخوضه [في ذلك] وعنه أخذ حسين النجَّار مذهبه.
وكان شيخاً قصيراً، دميم المنظر وسخ الثياب وكان أبوه يهودياً صبَّاغاً بالكوفة.
ولما مات بشر لم يشهد جنازته أحد من أهل العلم. ذكره تقي الدين.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.