القاسم بن القاسم بن مهدي ابن بنت أحمد بن سيار أبي العباس السياري
أبي العباس السياري القاسم بن القاسم
تاريخ الوفاة | 342 هـ |
مكان الولادة | مرو - تركمانستان |
مكان الوفاة | مرو - تركمانستان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أبي الْعَبَّاس السياري واسْمه الْقَاسِم بن الْقَاسِم بن مهْدي ابْن بنت أَحْمد بن سيار
كَانَ من أهل مرو وشيخهم وَأول من تكلم عِنْدهم من أهل بلدهم فِي حقائق الْأَحْوَال صحب أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُوسَى الفرغاني الوَاسِطِيّ وَإِلَيْهِ ينتمي فِي عُلُوم هَذِه الطَّائِفَة وَكَانَ أحسن الْمَشَايِخ لِسَانا فِي وقته يتَكَلَّم فِي عُلُوم التَّوْحِيد على لِسَان الْجَبْر وَجَمِيع من بكورته من أهل السّنة فهم أَصْحَابه كَانَ فَقِيها عَالما كتب الحَدِيث الْكثير وَرَوَاهُ توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَأسْندَ الحَدِيث
أخبرنَا عبد الْوَاحِد بن عَليّ السياري قَالَ حَدثنَا أبي الْعَبَّاس الْقَاسِم بن الْقَاسِم السياري حَدثنَا أبي الموجه مُحَمَّد بن عَمْرو بن الموجه أخبرنَا عبد الله بن عُثْمَان قَالَ قَرَأت على أبي حَمْزَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ (خير الْكَلَام أَربع لَا يَضرك بأيهن بدأت سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر)
وَأخْبرنَا عبد الْوَاحِد بن عَليّ قَالَ أخبرنَا خَالِي أبي الْعَبَّاس قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عباد بن سُلَيْمَان وَكَانَ من الزهاد قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عُبَيْدَة النافقاني قَالَ حَدثنَا عبد الله بن عبيد بن العامري حَدثنَا سُورَة بن شَدَّاد الزَّاهِد عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم بن أدهم عَن مُوسَى بن يزِيد عَن أويس الْقَرنِي عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ (إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما مائَة غير وَاحِد مَا من عبد يَدْعُو بِهَذِهِ الْأَسْمَاء إِلَّا وَجَبت لَهُ الْجنَّة إِنَّه وتر يحب الْوتر هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار المتكبر الْخَالِق البارئ المصور الْغفار القهار الْوَهَّاب الرَّزَّاق الفتاح الْعَلِيم الْقَابِض الباسط الْخَافِض الرافع الْمعز المذل السَّمِيع الْبَصِير الحكم الْعدْل اللَّطِيف الْخَبِير الْحَلِيم الْعَظِيم الغفور الشكُور الْعلي الْكَبِير الحفيظ المقيت الحسيب الْجَلِيل الْكَرِيم الرَّقِيب الْمُجيب الْوَاسِع الْحَكِيم الْوَدُود الْمجِيد الْبَاعِث الشَّهِيد الْحق الْوَكِيل الْقوي المتين الْوَلِيّ الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الْحَيّ القيوم الْوَاجِد الْمَاجِد الْوَاحِد الْأَحَد الصَّمد الْقَادِر المقتدر الْمُقدم الْمُؤخر الأول الآخر الظَّاهِر الْبَاطِن الْوَالِي المتعالي الْبر التواب المنتقم الْعَفو الرءوف مَالك الْملك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام المقسط الْجَامِع الْغَنِيّ الْمُغنِي الْمَانِع الضار النافع النُّور الْهَادِي البديع الْبَاقِي الرشيد الصبور مثل حَدِيث الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن عَليّ السياري يَقُول سَمِعت خَالِي أَبَا الْعَبَّاس السياري يَقُول كَيفَ السَّبِيل إِلَى ترك ذَنْب كَانَ عَلَيْك فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مَحْفُوظًا أَو إِلَى صرف قَضَاء كَانَ بِهِ العَبْد مربوطا
قَالَ وسمعته يَوْمًا وَقيل لَهُ بِمَ يروض المريد نَفسه وَكَيف يروضها فَقَالَ بِالصبرِ على الْأَوَامِر وَاجْتنَاب النواهي وصحبة الصَّالِحين وخدمة الرفقاء ومجالسة الْفُقَرَاء والمرء حَيْثُ وضع نَفسه ثمَّ تمثل وَأنْشد يَقُول
(صبرت على اللَّذَّات حَتَّى تولت ... وألزمت نَفسِي هجرها فاستمرت)
(وَمَا النَّفس إِلَّا حَيْثُ يَجْعَلهَا الْفَتى ... فَإِن أطعمت تاقت وَإِلَّا تسلت)
(وَكَانَت على الْأَيَّام نفس عزيزة ... فَلَمَّا رَأَتْ عزمي على الذل)
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس الْأَغْنِيَاء أَرْبَعَة غَنِي بِاللَّه وغني بغنى الله قَالَ النَّبِي ﷺ (الْغَنِيّ غَنِي الْقلب) وغني بِالْيَقِينِ قَالَ النَّبِي ﷺ (كفى بِالْيَقِينِ غنى) وغني لَا يذكر غنى وَلَا فقرا لما ورد على سره من هَيْبَة الْقُدْرَة
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن عَليّ قَالَ سُئِلَ أبي الْعَبَّاس عَن الْمعرفَة فَقَالَ حَقِيقَة الْمعرفَة الْخُرُوج عَن المعارف
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس ايضا حَقِيقَة الْمعرفَة أَلا يخْطر بِالْقَلْبِ مَا دونه
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس مَا التذ عَاقل بمشاهدة قطّ لِأَن مُشَاهدَة الْحق فنَاء لَيْسَ فِيهِ لَذَّة وَلَا التذاذ وَلَا حَظّ وَلَا احتظاظ
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس من عرف الله خضع لَهُ كل شَيْء لِأَنَّهُ عاين أثر ملكه فِيهِ
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس مَا نطق أحد عَن الْحق إِلَّا من كَانَ محجوبا
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس الْحق إِذا لاحظ عبدا ببره غيبه عَن كل مَكْرُوه فِي وقته وَإِذا لاحظه بسخطه أظهر عَلَيْهِ من الوحشة مَا يهرب مِنْهُ كل أحد
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس من حفظ قلبه مَعَ الله بِالصّدقِ أجْرى الله على لِسَانه الْحِكْمَة
قَالَ قَالَ أبي الْعَبَّاس الخطرة للأنبياء والوسوسة للأولياء والفكرة للعوام والعزم للفتيان
قَالَ وَسُئِلَ أبي الْعَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى {وألزمهم كلمة التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَق بهَا وَأَهْلهَا} الْفَتْح 26 فَقَالَ أهلهم فِي الْأَزَل للتقوى فأظهر عَلَيْهِم فِي الْوَقْت كلمة الْإِيمَان وَالْإِخْلَاص
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس مَا استقام إِيمَان عبد حَتَّى يصبر على الذل مثل مَا يصير على الْعِزّ
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس حسوس قصرت عَن أوائلها فتخلفت عَن أواخرها وغذيت بِمَا لَا خطر لَهُ كَيفَ يمر بهَا ذكر بارئها
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس ظلم الأطماع تمنع أنوار المشاهدات
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن عَليّ يَقُول قَالَ أبي الْعَبَّاس الربوبية نَفاذ الْأَمر والمشيئة وَالتَّقْدِير والقضية والعبودية معرفَة المعبود وَالْقِيَام بالعهود
قَالَ وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى {كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن} الرَّحْمَن 29 قَالَ إِظْهَار غَائِب وتغييب ظَاهر
قَالَ وَقَالَ لَهُ رجل أوصني فَقَالَ كن شرِيف الهمة قريب المنظر بعيد المأخذ عَزِيزًا غَرِيبا
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس لِبَاس الْهِدَايَة للعامة ولباس الهيبة للعارفين ولباس الزِّينَة لأهل الدُّنْيَا ولباس اللِّقَاء للأولياء ولباس التَّقْوَى لأهل الْحُضُور قَالَ الله تَعَالَى {ولباس التَّقْوَى ذَلِك خير} الْأَعْرَاف 26
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس قيل لبَعض الْحُكَمَاء من أَيْن معاشك قَالَ من عِنْد من ضيق المعاش على من شَاءَ من غير عِلّة ووسع على من شَاءَ من غير عِلّة
قَالَ وَقَالَ أبي الْعَبَّاس من دقق النّظر فِي أَمر دينه وسع عَلَيْهِ الصِّرَاط فِي وقته وَمن وسع النّظر فِي أَمر دينه ضيق عَلَيْهِ الصِّرَاط فِي وقته وَمن غَابَ عَن حُقُوقه بحقوقه تَعَالَى غَابَ عَن كل شدَّة وعقوبة
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن عَليّ السياري يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس السياري يَقُول لَو جَازَ أَن يُصَلِّي بِبَيْت من الشّعْر لجَاز أَن يُصَلِّي بِهَذَا الْبَيْت
(أَتَمَنَّى على الزَّمَان محالا ... أَن ترى مقلتاي طلعة حر)
قَالَ وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس السياري يَقُول مَا أظهر الله تَعَالَى شَيْئا إِلَّا تَحت ستره وَستر سَيِّئَة الْأَشْيَاء عَن الاشياء حَتَّى لَا يَسْتَوِي علمَان وَلَا معرفتان وَلَا قدرتان
قَالَ وَكَثِيرًا مَا كَانَ أبي الْعَبَّاس ينشد هذَيْن الْبَيْتَيْنِ
(فَلَمَّا استنار أدرج ضوؤه ... بأسفاره أنوار ضوء الْكَوَاكِب)
(يجرعهم كأسا لَو ابتلى اللظى ... يتحريقه طارت كأسرع ذَاهِب)
طبقات الصوفية - لأبي عبد الرحمن السلمي.
أبي الْعَبَّاس السياري واسمه القاسم بْن القاسم من مرو صحب الواسطي وانتمى إِلَيْهِ فِي علوم هذه الطائفة وَكَانَ عالما، مَات سنة اثنين وأربعين وثلاث مائة، سئل أبي الْعَبَّاس السياري بماذا يروض المريد نَفْسه؟ فَقَالَ: بالبصر عَلَى فعل الأوامر واجتناب النواهي وصحبة الصالحين وخدمة الفقراء، وَقَالَ: مَا التذ عاقل بمشاهدة الحق قط، لأن مشاهدة الحق فناء لَيْسَ فِيهَا لذة.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
أبي العباس السياري - 342 للهجرة
القاسم بن القاسم السياري أبي العباس، أصله من مرو. وصحب أبا بكر الواسطي، وصار رأساً في علوم الطائفة، مع فقهه علمه، وكتابته الحديث الكثير.
مات سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة.
من كلامه: " من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى على لسانه الحكمة ".
وقال: " ظلم الأطماع تمنع أنوار المشاهدات؛ وما استقام إيمان عبد حتى يصبر على الذل مثلما صبر على العز ".
وقال: " لو جاز أن يصلى ببيت شعر لجاز أن يصلى بهذا البيت:
أتمنى على الزمان محالا ... أن ترى مقلتاي طلعة حر
وقيل له يوماً: " بماذا يروض المريد نفسه؟ وكيف يروضها؟ ". فقال: " بالصبر على الأوامر، واجتناب النواهي، وصحبة الصالحين، وخدمة الرفقة ن وجالسة الفقراء. والمرء حيث وضع نفسه ". ثم أنشد متمثلا:
صبرت على اللذات حتى تولت ... وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى ... فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
وكانت على الأيام نفس عزيزة ... فلما رأت عزمي على الذل ذلت
وينشد:
فلما استنار الصبح أدرج ضوءه ... بأسفار أنوار ضوء الكواكب
يجرعهم كأساً، لو ابتلى اللظى ... بتحريقه طارت، كأسرع ذاهب
طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.
السَّيَّاريّ :
الإِمَامُ المُحَدِّثُ الزَّاهِد شَيْخُ مَرْوَ, أبي العَبَّاسِ القاسم بن القاسم بن مَهْدِيٍّ السَّيَّارِيُّ المَرْوَزِيُّ, سِبْطُ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ سَيَّارٍ.
سَمِعَ أَبَا المُوَجَّهِ, وَأَحْمَدَ بنَ عبَّاد, وَصَحِبَ مُحَمَّدَ بنَ مُوْسَى الفَرْغَانِيَّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ عَلِيٍّ, وَأبي عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَغيرُهُمَا.
وَمن قَوْلِهِ: الخَطْرَةُ لِلنَّبِيِّ, وَالوَسْوَسَة للولِيِّ، وَالفِكْرَةُ للعَامِّي, وَالعَزْم للفَتِيّ.
مَاتَ سنَةَ اثْنَتَيْنِ وأربعين وثلاث مائة.
سير أعلام النبلاء - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي