محمد بن موسى أبي بكر الواسطي
ابن الفرغاني محمد
تاريخ الوفاة | 325 هـ |
مكان الوفاة | مرو - تركمانستان |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
أَبُو بكر الوَاسِطِيّ واسْمه مُحَمَّد بن مُوسَى وَأَصله من فرغانة وَكَانَ يعرف بِابْن الفرغاني.
من قدماء أَصْحَاب الْجُنَيْد وَأبي الْحُسَيْن النوري وَهُوَ من عُلَمَاء مَشَايِخ الْقَوْم لم يتَكَلَّم أحد فِي أصُول التصوف مثل مَا تكلم هُوَ وَكَانَ عَالما بالأصول وعلوم الظَّاهِر
دخل خُرَاسَان واستوطن كورة مرو وَمَات بهَا بعد الْعشْرين وثلاثمائة وَكَلَامه عِنْدهم وَلم أر بالعراق من كَلَامه شَيْئا وَذَلِكَ أَنه خرج من الْعرَاق وَهُوَ شَاب ومشايخه فِي الْأَحْيَاء فَتكلم بخراسان بأبيورد ومرو وَأكْثر كَلَامه بمرو.
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله الْوَاعِظ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن الفرغاني الوَاسِطِيّ بمرو يَقُول شَاهد بمشاهدة الْحق إياك وَلَا تشهده بمشاهدتك لَهُ
قَالَ وسمعته يَقُول ابتلينا بِزَمَان لَيْسَ فِيهِ آدَاب الْإِسْلَام وَلَا أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة وَلَا أَحْلَام ذَوي الْمُرُوءَة
قَالَ وسمعته يَقُول الأسراء على وُجُوه أَسِير نَفسه وشهوته وأسير شَيْطَانه وهواه وأسير مَا لَا معنى لَهُ لَفظه أَو لحظه هم الْفُسَّاق وَمَا دَامَ
للشواهد على الْأَسْرَار أثر وللأعراض على الْقلب خطر فَهُوَ مَحْجُوب بعيد من عين الْحَقِيقَة وَمَا تورع المتورعون وَلَا تزهد المتزهدون إِلَّا لعظم الْأَعْرَاض فِي أسرارهم فَمن أعرض عَنْهَا أدبا أَو تورع عَنْهَا ظرفا فَذَلِك الصَّادِق فِي ورعه والحكيم فِي أدبه
قَالَ وسمعته يَقُول أفقر الْفُقَرَاء من ستر الْحق حَقِيقَة حَقه عَنهُ
قَالَ وسمعته يَقُول الْحبّ يُوجب شوقا والشوق يُوجب أنسا فَمن فقد الشوق والأنس فَليعلم أَنه غير محب
قَالَ وسمعته يَقُول كَيفَ يرى الْفضل فضلا من لَا يَأْمَن أَن يكون ذَلِك مكرا
قَالَ وسمعته يَقُول الموحد لَا يرى إِلَّا ربوبية صرفا تولت عبودية مَحْضا وَفِيه معالجة الأقدار ومغالبة الْقِسْمَة
قَالَ وسمعته يَقُول الْخَوْف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الْأَدَب
سَمِعت مُحَمَّد بن عبد الله يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الوَاسِطِيّ يَقُول الْخَوْف حجاب بَين العَبْد وَبَين الله تَعَالَى وَالْخَوْف هُوَ الْإِيَاس والرجاء هُوَ الطمع فَإِن خفته بخلته وَإِن رجوته اتهمته
قَالَ وَقَالَ الوَاسِطِيّ من حَال بِهِ الْحَال كَانَ مصروفا عَن التَّوْحِيد وَمن انْقَطع بِهِ انْقَطع وَمن وصل بِهِ وصل وَفِي الْحَقِيقَة لَا فصل وَلَا وصل وَلذَلِك قيل
(وَلَا عَن قلي كَانَ القطيعة بَيْننَا ... وَلكنه دهر يشب وَيجمع)
سَمِعت عبد الْوَاحِد بن عَليّ النَّيْسَابُورِي يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس السياري يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الوَاسِطِيّ يَقُول كائنات محتومة بِأَسْبَاب مَعْرُوفَة وأوقات مَعْلُومَة اعْتِرَاض السريرة لَهَا رعونة
وسمعته يَقُول سَمِعت الوَاسِطِيّ يَقُول الرِّضَا والسخط نعتان من نعوت الْحق يجريان على الْأَبَد بِمَا جَريا فِي الْأَزَل يظهران الوسمين على المقبولين والمطرودين فقد بَانَتْ شَوَاهِد المقبولين بضيائها عَلَيْهِم كَمَا بَانَتْ شَوَاهِد المطرودين بظلمها عَلَيْهِم فَأنى تَنْفَع مَعَ ذَلِك الألوان المصفرة والأكمام المقصرة والأقدام المنتفخة
قَالَ وسمعته يَقُول التَّعَرُّض للحق والسبيل إِلَيْهِ تعرض للبلاء وَمن تعرض للبلاء لَا يسلم مِنْهُ وَمن أَرَادَ السَّلامَة فليتباعد من مراتع الْأَهْوَال وَأنْشد
(ذَرِينِي تجئني ميتتي مطمئنة ... وَلم أتجشم هول تِلْكَ الْمَوَارِد)
(فَإِن عليات الْأُمُور مشوبة ... بمستودعات فِي بطُون الأساود)
قَالَ وسمعته يَقُول الْوِقَايَة للأشباح وَالرِّعَايَة للأرواح
سَمِعت أَبَا عُثْمَان سعيد بن أبي سعيد يَقُول سَمِعت أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَاتِم الدرابجردي يَقُول سَمِعت الوَاسِطِيّ يَقُول الْوَقْت أقل من سَاعَة فَمَا أَصَابَك من نعْمَة أَو شدَّة قبل ذَلِك الْوَقْت فَأَنت عَنهُ خَال إِنَّمَا ينالك مِنْهُ مَا فِي ذَلِك الْوَقْت وَمَا كَانَ بعد ذَلِك فَلَا تَدْرِي أيصل إِلَيْك أم لَا
سَمِعت الشَّيْخ أَبَا عبد الله الْحَضْرَمِيّ الْفَقِيه يَقُول سَمِعت أَبَا الْعَبَّاس
السياري يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الوَاسِطِيّ يَقُول الذاكرون فِي ذكره أَكثر غَفلَة من الناسين لذكره لِأَن ذكره سواهُ
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ سَمِعت الوَاسِطِيّ يَقُول حَيَاة الْقلب بِاللَّه تَعَالَى بل بَقَاء الْقُلُوب مَعَ الله بل الْغَيْبَة عَن الله بِاللَّه
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ سَمِعت الوَاسِطِيّ يَقُول أَرْبَعَة أَشْيَاء لَا تلِيق بالمعرفة الزّهْد وَالصَّبْر والتوكل وَالرِّضَا لِأَن كل ذَلِك من صفة الأشباح
قَالَ وسمعته يَقُول مطالعة الأعواض على الطَّاعَات من نِسْيَان الْفضل
سَمِعت أَبَا أَحْمد الحسنويي يَقُول قَالَ أَبُو بكر الوَاسِطِيّ النَّاس على ثَلَاث طَبَقَات
الطَّبَقَة الأولى من الله عَلَيْهِم بأنوار الْهِدَايَة فهم معصومون من الْكفْر والشرك والنفاق
والطبقة الثَّانِيَة من الله عَلَيْهِم بأنوار الْعِنَايَة فهم معصومون من الصَّغَائِر والكبائر
والطبقة الثَّالِثَة من الله عَلَيْهِم بالكفاية فهم معصومون عَن الخواطر الْفَاسِدَة وحركات أهل الْغَفْلَة
طبقات الصوفية - لأبو عبد الرحمن السلمي.
محمد بن موسى الفرغاني:
قدم بغداد وحدث بِها عن يعقوب بن الجراح. روى عنه مُحَمَّد بن أَحْمَد بن هارون الشافعي.
أنبأنا أحمد بن محمّد العتيقى حدّثنا محمّد بن الحسين السلمى النيسابوري حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الشَّافِعِيُّ حدّثنا محمّد بن موسى الفرغاني- ببغداد- حدّثنا يعقوب بن الجرّاح.
وأنبأنا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ القرشيّ الهرويّ أنبأنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الحيري حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الصَّابُونِيُّ الجرجاني الفقيه- إملاء- حدّثنا يعقوب بن الجرّاح حدّثنا المغيرة بن موسى عن هشام بن حسّان الْقُرْدُوسِيِّ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ وَخَاطِبٍ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ» وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ الْعَتِيقِيِّ. [الفرغاني: هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما فرغانة، وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون، وأما الثاني فهو فرغان: قرية من قرى فارس (الأنساب 9/274- 275)]
ــ تاريخ بغداد وذيوله للخطيب البغدادي ــ.
أبي بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى الواسطي خراساني الأصل من فرغانة صحب الجنيد والنوري عالم كبير الشأن أقام بمرو وَمَاتَ بِهَا بَعْد العشرين وثلاث مائة.
قَالَ الواسطي: الخوف والرجاء زمامان يمنعان من سوء الأدب وَقَالَ: مطالعة الأعواض عَلَى الطاعات من نسيان الفضل، وَقَالَ الواسطي: إِذَا أراد اللَّه هوان عَبْد ألقاه إِلَى هَؤُلاءِ الأنتان والجيف يريد بِهِ صحبة الأحداث.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول: سمعت أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز المروزي يَقُول: سمعت الواسطي رحمه اللَّه يَقُول: جعلوا سوء أدبهم إخلاصا، وشره نفوسهم انبساطا، ودناءة الهمم جلادة، فعموا عَنِ الطريق وسلكوا فِيهِ المضيق فلا حياة تنمو فِي شواهدهم ولا عُبَادَة تزكو فِي محاضرتهم، إِن نطقوا فبالغضب، وإن خاطبوا فبالكبر، توثب أنفسهم ينبئ عَن ضمائرهم، وشرحهم فِي المأكول يظهر مَا فِي سويداء أسرارهم، قاتلهم اللَّه أنى يؤفكون.
سمعت الأستاذ أبا عَلِي الدقاق رحمه اللَّه يَقُول: سمع بَعْض المراوزة إِنْسَانا صيدلانيا يَقُول: اجتاز الواسطي يقوم جمعة بباب حانوتي قاصدا إِلَى الجامع فانقطع شسع نعله، فَقُلْتُ: أيها الشيخ أتأذن لي أَن أصلح نعلك؟ فَقَالَ: أصلح، فاصلحت شسعة فَقَالَ: أتدري لَمْ أنقطع شسع نعلي؟ فَقُلْتُ: حَتَّى تقول، قَالَ: لأني مَا اغتسلت للجمعة، فَقُلْتُ لَهُ: يا سيدي ههنا حمام تدخله؟ فَقَالَ: نعم فأدخلته الحمام فاغتسل.
الرسالة القشيرية. لعبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري.
مُحَمَّد بْن موسى، أَبُو بكر الواسطي من خراسان من فرغانة، وَكَانَ يعرف بابن ألف رغاني، وهو من قدماء أصحاب الجنيد، استوطن مرو ، وكان يقول: ابتلينا بزمان ليس فيه آداب الإسلام ولا أخلاق الجاهلية ولا أخلاق ذوي المروءة ، توفي سنة عشرين وثلاثمائة ( 320 ه) ينظر : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، جمال الدين أبي ألفرج الجوزي / 13 / 331 . الوافي بالوفيات/ للصفدي / 5 / 58 .
محمد بن موسى الواسطي. أبو بكر:
متصوف، من كبار أتباع (الجنيد) . فرغاني الأصل. من أهل واسط. دخل خراسان، وأقام بمرو فمات بها. قالوا: لم يتكلم أحد مثله في أصول التصوف .
-الاعلام للزركلي-