أحمد بن علي بن يحيى الرفاعي الحسيني أبو العباس

أحمد الرفاعي الحسيني

تاريخ الولادة512 هـ
تاريخ الوفاة578 هـ
العمر66 سنة
مكان الولادةواسط - العراق
مكان الوفاةأم عبيدة - العراق
أماكن الإقامة
  • أم عبيدة - العراق
  • واسط - العراق

نبذة

أحمد بن علي بن يحيى الرفاعيّ الحسيني، أبو العباس: الإمام الزاهد، مؤسس الطريقة الرفاعية. ولد في قرية حسن (من أعمال واسط - بالعراق) وتفقه وتأدب في واسط، وتصوف فانضم إليه خلق كثير من الفقراء كان لهم به اعتقاد كبير. وكان يسكن قرية أم عبيدة بالبطائح (بين واسط والبصرة) وتوفي بها. وقبره الى الآن محط الرحال لسالكي طريقته. وقد صنف كثيرون كتبا خاصة به وبطريقته وأتباعه.

الترجمة

أحمد بن علي بن يحيى الرفاعيّ الحسيني، أبو العباس:

الإمام الزاهد، مؤسس الطريقة الرفاعية. ولد في قرية حسن (من أعمال واسط - بالعراق) وتفقه وتأدب في واسط، وتصوف فانضم إليه خلق كثير من الفقراء كان لهم به اعتقاد كبير. وكان يسكن قرية أم عبيدة بالبطائح (بين واسط والبصرة) وتوفي بها. وقبره الى الآن محط الرحال لسالكي طريقته. وقد صنف كثيرون كتبا خاصة به وبطريقته وأتباعه  وفي كتاب (عجائب واسط) لابن المهذب أن عدد خلفاء الرفاعيّ وخلفائهم بلغ مئة وثمانين ألفا في حال حياته! وجمع بعض كلامه في رسالة سميت (رحيق الكوثر - ط) وينسب إليه شعر، منه الأبيات الرقيقة التي أولها: (إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم أنوح كما ناح الحمام المطوُّق) والصحيح أنها ليست له. مات ولم يخلف عقبا أما العقب فلأخيه .

-الأعلام للزركلي-

 

أبي العباس أحمد الرفاعي 500 - 578 للهجرة
أبي العباس أحمد بن أبى الحسن على، الرفاعي نسبة، ابن يحيى بن حازم بن على بن ثابت بن على بن الحسن الأصغر ابن المهدى بن محمد بن الحسن، ابن يحيى بن ابرهيم بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق

ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام على زين العابدين بن الإمام الشهيد الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
وطريقه في الصحبة. صحب خاله الشيخ منصور، وهو صحب بها الشيخ علياً القارئ الواسطى، وهو صحب بها الشيخ أبا الفضل بن كامخ، وهو صحب الشيخ على بن تركان، وهو صحب بها الشيخ ابا على الروذباوي، وهو صحب بها الشيخ علياً العجمي، وهو صحب بها الشيخ أبا بكر الشبلي، وهو صحب بها الشيخ أبا القاسم الجنيد، وهو صحب بها السرى.
وبقية السند معروف.
أستاذ الطائفة المشهورة، كان من حقه التقديم، فإنه أوحد وقته حالا وصلاحاً. فقيهاً شافعياً.
أصله من المغرب، وسكن البطائح، بقرية يقال لها " أم عبيدة " - بفتح العين - وانضم اليه خلق عظيم من الفقراء، وأحسنوا الاعتقاد فيه.
والرفاعي، نسبة إلى رفاعة، رجل من المغرب. والبطائح قرى

مجتمعة في وسط الماء، بين واسط والبصرة، مشهورة بالعراق.
ومن كلامه: " من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه؛ والأنس بالخلق انقطاع عن الحق؛ والدب سنة الفقراء ووراثة الأغنياء ".
وسئل: " لماذا نحجب إجابة الدعوة؟ " فقال: " لقلة الحلال! ".
وسئل عن الفتوة، فقال: " هي الصفح عن عثرات الإخوان. وألا ترى لنفسك فضلا على غيرك ".
وسئل عن التصوف، فقال للسائل: " تسألنا عن تصوفنا أو تصوفكم؟ " فقال: " يا سيدي! كانت مسألة فصارت اثنتين؛ اشرحهما لي! " فقال: " أما تصوفكم أنتم فهو أن تصفي أسرارك، وتطيب أخبارك، وتطيع جبارك، وتقوم ليلك وتصوم نهارك.
وأما تصوف القوم، فكما قيل:
ليس التصوف بالخرق ... من قال هذا قد مرق
إن التصوف يا فتى ... حرق يمازجها قلق
وكان يعظ الناس بكرة يوم الخميس، وما بين الظهر والعصر منه.

وكان يسمع صوته البعيد منه في المجلس كالقريب. ويحضر مجلسه الأصم الذي لا يسمع، فيفتح الله سمعه بكلامه حتى ينتفع بما يقول.
وكان كثيراً ما ينشد هذا الشعر:
والله لو علمت روحي بما نطقت ... قامت على رأسها فضلا عن القدم
قيل إنه أقسم على أصحابه إن كان فيه عيب أن ينبهوه عليه، فقال الشيخ عمر الفاروقي: " يا سيدي! أنا أعلم فيك عيباً! "، قال: " وما هو؟ " قال: " يا سيدي! عيبك أننا من أصحابك ". فبكى الشيخ والفقراء، وقال: " أي عمر! إن سلم المركب حمل من فيه! ".
وتوضأ يوماً، فوقعت عليه بعوضة، فوقف لها حتى طارت.
وقال: " أقرب الطرق، والذل والافتقار، وتعظيم أمر الله، والشفقة على خلق الله، وأن يقتدى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ولأتباعه أحوال عجيبة: من أكل الحيات بالحياة، والنزول إلى النار فيطفئونها، ويركبون الأسد، ونحوه.
ولهم مواسم يحضرها من لا يحصى، ويقومون بكفاية الكل، ولم تكن لغيرهم وإنما الولاية لهم. وأولادهم يتوارثون المشيخة والولاية على تلك الناحية إلى الأن.

وله شعر حسن. ومنه:
إذا جن ليلى هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوق
وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى ... وتحتي بحار للهوى تتدفق
سلوا أم عمرو كيف بات أسيرها ... تفم الأساري دونه وهو موثق
فلا هو مقتول، ففي القتل راحة ... ولا هو ممنون عليه فيطلق
قيل إنه رأى فقيراً يقتل قملة، فقال: " لا، وآخذك الله!. شفيت غيظك؟! ".
وأحضر بين يديه طبق تمر، فبقى ينقى لنفسه الحشف يأكله، ويقول: " أنا أحق بالدون، فأنى مثله دون ".
وكان لا يجمع بين لبس قميصين، ويأكل بين يومين أو ثلاثة أكلة ".
وعنه: " لفقير المتمكن، إذا سأل حاجة وقضيت له، أنقص تمكنه درجة ".
وكان لا يقوم للرؤساء، ويقول: " النظر إلى وجوههم يقسي القلب ".
ولما مرض مرض الوفاة، قال له بعض أصحابه: " أوصنا! " فقال: " من عمل خيراً قدم عليه، ومن عمل شراً ندم عليه ".

وكان مرضه بالاسهال، دام عليه أكثر من شهر، وكان يعاوده في اليوم والليلة أكثر من ثلاثين مرة؛ وهو عقيب كل مرة يسبغ الوضوء ويصلى.
وأخبر أن الرب تعالى وعده ألا يعبر وعليه شئ من لحم الدنيا، ففنى لحمه بأجمعه قبل خروجه من الدنيا.
ولم يزل على تلك الحال إلى أن توفي يوم الخميس، ثاني عشرى شهر جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، في عشر السبعين، بأم عبيدة.
وقال الشطنوفي: " ناهز الثمانين " في كتابه: " مناقب سيدي عبد القادر الجيلي ".
قال: وهو القائل: " الشيخ من يمحو اسم مريده من ديوان الأشقياء! ".
ودخل عليه شخص؛ وكان على جبهته مكتوب سطر الشقاوة، فمحى ببركته.
وهو القائل، وقد سئل عن وصف الرجل المتمكن، فقال: " هو

الذي لو نصب له سنسان على أعلى شاهق في الأرض، وهبت الرياح اليمانية ما حركت منه شعرة واحدة ".
وقعد مرة على الشط، وقال: " أشتهى أن أكل سمكاً مشوياً! " فلم يتم كلامه حتى امتلأ الشط سمكاً. ورؤى ذلك اليوم منه في الشط ما لا يرى مثله، فقال: " إن هذه الأسماك تسألني بحق الله أن أكل منها! " فأكل القوم، وبقى في الطواجن رؤوس وأذناب وقطع. فقال له رجل: " ما صفة الرجل المتمكن؟ ". فقال: " أن يعطى التصريف العام في جميع الخلائق. وعلامته أن يقول لبقايا هذه الأسماك: قومي فاسعى! فتقوم فتسعى " ثم أشار الشيخ أليها، فكان كما ذكر.
ورآه ابن أخته عبد الرحيم أبي الفرج، ورجل قد نزل عليه، فقال له: " مرحباً بوتد المشرق! ". فقال له: " إن لي عشرين يوماً لم آكل ولم أشرب! وأريد أن آمر هذا الأوز الذى في السماء، فتنزل واحدة مشوية! " ففعل، فنزلت كذلك، ثم أخذ حجرين من جانبه فصارا رغيفين، ثم مد يده إلى الهواء فأخذ كوز ماء، فأكل ذلك وشرب ثم طار. فقال الشيخ لتلك العظام: " اذهبي باسم الله! " فذهبت سوية وطارت.
وقال قبل موته: " أنا شيخ من لا شيخ له، أنا شيخ المنقطعين ".

وما تصدر في مجلس، ولا جلس على سجادة قط، وقال: " أمرت بالسكوت! " وكان لا يتكلم إلا قليلا.
وقال أبي العباس الخضر بن عبد الله الحسنى الموصلي: " كنت يوماً جالساً بين يدى الشيخ عبد القادر الجيلانى، فخطر في نفسي الشيخ أحمد فقال الشيخ: " أتحب رؤيته؟ ". فقلت: " نعم! " فأطرق وقال: " حضر! " فقمت اليه وسلمت عليه، فقال: " يا خضر! ومن يرى مثل الشيخ عبدج القادر سيد الأولياء يتمنى رؤية مثلى؟! وهل أنا إلا من رعيته؟! " ثم غاب. فبعد وفاة الشيخ زرته، فقال لى: " يا خضر! ألم تكفك الأولى؟! ".
وقال الإمام أبي عبد الله محمد البطائحي: " انحدرت في أيامي سيدي عبد القادر إلى أم عبيدة، فقال لى الشيخ أحمد: " اذكر لى شيئاً من مناقب الشيخ عبد القادر وصفاته ". فذكرت منها شيئاً؛ فجاء رجل في أثناء حديثي، فقال: " مه! لايذكر عندنا مناقب هذا! ". فنظر الشيخ أليه مغضباً، فرفع الرجل من بين يديه ميتاً. ثم قال: " ومن يستطيع وصف مناقبه؟!. ومن يبلغ مبلغه؟!. ذاك رجل بحر الشريعة على يمينه، وبحر الحقيقة عن يساره، من أيهما شاء اغترف!. لا ثاني له في وقتنا هذا ".

ووصى أولاد أخيه وأكابر أصحابه، وجاء رجل يودعه لأنه مسافر إلى بغداد، فقال: " إذا دخلتم بغداد فلا تقدموا على زيارة الشيخ أحداً؛ حياً أو ميتاً - فقد أخذ له العهد: أيما رجل من أصحاب دخل بغداد فلم يزره سلب حاله ولو قبيل الموت. الشيخ عبد القادر؟ حسرة من لم يره! ".

طبقات الأولياء - لابن الملقن سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري.

 

الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الرفاعي الغزِّي الشافعي، المتوفى في جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة عن ثمان وسبعين سنة. تفقه قليلاً، ثم تزهَّد واكتفى بقميص واحد ولا يأكل إلا بعد يومين أكلة واحدة.
ولد بقرية أم عَبيدة من قرى البطائح وسكن فيها وانضم إليه خلق كثير وأحسنوا الاعتقاد فيه وهم يُسَمَّوْن بالرفاعية ولهم أحوال عجيبة من أكل الحيات والدخول إلى النيران وإطفاء النار بأفواههم ولركبون الأسود ولهم مواسم يجتمع عندهم من الفقراء جمع كثير كذا في "وفيات الأعيان" وفي "النجوم الزاهرة": أنه كان من الأفراد والذي أجمع الناس على علمه وفضله وهو أكثر المشايخ أتباعاً والأعاجم يسمونه سيدي أحمد الكبير وقال الذهبي: كان إليه المنتهى في التواضع والقناعة والانكسار وسلامة الباطن ولكن أصحابه فيهم الجيد والردئ. وذكر اليافعي في "روض الرياحين" طرفاً من أخباره. مات ولم يعقب ولَّى أولاد أخيه المشيخة بتلك الناحية. وفي مناقبه كتاب لابن عبد المحسن الواسطي انتهى. نقلاً من الكتب المذكورة.
سلم الوصول إلى طبقات الفحول - حاجي خليفة.